صالح مسلم يسالم الاسد .. ويعلن الحرب على البرزاني

شفكر هوفاك 
 
مرة أخرى يجدد صالح مسلم وحزبه العتيد اعلان الحرب الاعلامية والسياسية المسمومة بشكل غوغائي وعشوائي متعمد على أبرز رمز قومي للشعب الكوردي , الرئيس مسعود البرزاني , وذلك بسبب انتقاد البرزاني للخطوة الخاطئة الانفرادية التي اقدم عليها مسلم بتشكيل ما سماه (الادارة الانتقالية ) في كوردستان الغربية ، ومن بعض الاحزاب الوهمية المصطنعة والتي كانت ولاتزال موالية للاسد، فكانت ظهور الإدارة المرحلية رد فعل على انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف وظهور الحكومة المؤقتة، ولم يكتف صالح مسلم هذه المرة بمهاجمة برزاني بل حرك وسيّر التظاهرات الحاشدة ضده , وتابع عملية التعبئة النفسية التي بدأها منذ سنتين ضد أعداء وهميين للشعب الكوردي لحساب حلفائه الكبار، وخاصة الطاغية بشار الاسد ونظامه البعثي الفاجر ونظام إيران الفارسي التوسعي .
 صالح مسلم ينفخ في الكير، نفس الكير الذي نفخ فيه منذ سنة بحجة الدفاع عن الشعب الكوردي ضد المنظمات الاسلامية المتطرفة وضد الجيش الحر ليثبت نفسه ودوره كممثل لشعبنا المسكين , وكحام ومدافع بطل عنه في وجه الأعداء , ولكن كير مسلم لا يتفث إلا دخانا اسود يعمي العيون عن رؤية الحقائق ويحجب الوقائع بل يزيفها كما يريد , لأن العدو الأخطر والاول لشعبنا الكوردي ولكل السوريين عربا وكوردا وسريانا بل وعلويين هو نظام بشار الاسد السفاح ،هذا النظام الذي أرسى خلال نصف قرن حكما ديكتاتوريا توتاليتاريا لم يفرق بين الكورد والسريان والعرب , وكان يعتاش على التقسيم الطائفي ويدعي حماية الاقليات , بينما هو في الواقع نظام يضحي بالاقليات كلها في سبيل مصالحه ومصالح زمرته الاوليغارشية الصغيرة التي تمسك بالبلاد وبخناق العباد، وكان أكثر تنكيلا بالكورد من بقية المكونات، ولذلك فإن أي تجاهل لهذه الحقيقة التاريخية هو نوع من التزوير والتحوير .

وهذا هو ما يقوم به مسلم وعصابته وحزبه حاليا , يريد أن يعبىء الكورد ضد اعداء وهميين ويبعدهم عن النضال ضد العدو الحقيقي أي بشار الاسد والطعمة الحاكمة معه، فهل يعقل أن نناضل ضد البرزاني ونشن عليه الحملات الشعواء ونسير التظاهرات ونترك بشار الاسد المجرم ..؟ طبعا ليس مفاجئا لنا الدور التضليلي الخياني الذي يقوم به مسلم حاليا , لأنه فصل من فصول مسيرته الضالة والخيانية منذ نشأته حتى اليوم , ولا بد لأي كوردي شريف وحر وثوري ووطني أن يرفض (حزب الاتحاد الديمقراطي) بكل منطلقاته وسياساته وافكاره وبرامجه التي ستجلب الويلات على شعبنا وتبدد تضحياته العظيمة من اجل الحرية , وتزج به في صراعات جانبية مع بقية مكونات الشعب السوري وتجعله وقودا في صراعات اقليمية لا تخدم مصالحنا القومية ولا الوطنية , بل تخدم مصالح الاسد وروسيا وايران وحليفهم في العراق نوري المالكي ونظامه الطائفي العميل أيضا لطهران ، وأما مقولة الاتحاد الديمقراطي بأنه حرر المناطق الكوردية بقوة السلاح فهو كذب وخداع ..

هذا تسليم واستلام ، وبات ألاعيبهم مكشوفا للبعيد والقريب ، ووضعوا الشعب الكوردي في موقف لا يحسد عليه وأساؤوا عدالة القضية الكوردية وجعلوا الشعب الكوردي بين نارين ، نار النظام ونار الثورة، مضافا اليها نار الكتائب التكفيرية والجهادية ، وتقارب ب ي د من النظام أعطى لبعض العنصريين العرب حجج بأن يقفوا في وجه مطالب الكورد وحقوقه القومية المشروعة ، للحقائق الثابتة في تاريخنا القريب أكرر القول إننا لسنا متفاجئين بما يفعله صالح مسلم ولا متفاجئين من دوره المشبوه في خدمة النظام السوري وخدمة استراتيجياته الاقليمية , فهو دور ينسجم تماما مع  نشأته واصوله وحضانته السياسية التاريخية  المعروفة التي تأسست من بقايا حركة المرتضى بقيادة جميل الأسد ومن شلة وجماعة الزركللي وخلافه .
لقد تأسس الحزب بتوجه ودعم من السلطات السورية البعثية وفي حضانة اجهزة استخباراته القوية، نتيجة التحالف وربما التزاوج الشاذ الذي كان قائما بشكل وثيق بين حزب العمال الكوردستاني في تركيا والسلطة السورية الغاشمة التي استخدمت الورقة الكوردية في صراعاتها مع تركيا لسنوات طويلة ، كان تأسيس الحزب ب ي د بقرار من سلطات دمشق ليكون نسخة محلية في سوريا لاحتواء الكورد ونضالاتهم المشروعة في سوريا ضد نظام الاسد وتوظيفها ضد تركيا وضد نضال الشعب الكوردي وأحزابه في سوريا وفي العراق بقيادته التاريخية البرزانية الشرعية على رأس الحزب البارتي الديمقراطي أعرق واقدم وأقوى بل في جميع أجزاء كوردستان الاربعة وأكثرها تضحية في سبيل امتنا وحرصا عليها والدفاع عنها بشكل ديمقراطي وقومي وعقلاني
ولقد نشأ حزب مسلم  في سوريا في كنف النظام من ناحية وفي كنف حزب أوجلان الماركسي الذي يعد ظاهرة غير قومية ولا تمثل قيم شعبنا ولا ثقافته القومية المتجذرة ، وتبنى حزب البي يي دي الابوجية باعتباره امتدادا ايديولوجيا لذلك الاصل غير الاصيل , وقد ظل على هذا المنهج حتى بعد ان باع الاسد رأس أوجلان للأتراك عام 1998 وتخلى عنه، فانزوى حزب البي يي دي عن النشاط لأن حاجة نظام دمشق البعثي له تقلصت ، ولم يعد للنشاط القوي العارم الا بعد أن انفجرت الثورة الشعبية في سوريا عام 2011، فاستعاد وتظاهر بمظهر الحامي لمؤسسات النظام بعد اضطراره للانسحاب من مناطقنا ، واتضح للجميع ان النظام هو الذي سلح حزب ب ي د بالأسلحة النوعية بما فيها الدبابات ليقمع ويخمد الحراك الشعبي ضد نظام الاسد وليحمي بقايا النظام في المنطقة ولا سيما القوات العسكرية ومطار القامشلي الذي تحول الى قاعدة عسكرية لايران لتزويد الاسد بالسلاح ، وما زال مسلم وحزبه يقوم بهذا الدور الامني الخطير فيقمع الحراك الكوردي، وقام بتسعير الصراع غير المبرر مع داعش والنصرة اللتين لا تختلفان في مضمونهما عنه لأنهما تخدمان الاسد وايران , ويقوم الجميع بلعبة جهنمية لتغيير مسار الاحداث في سوريا والمنظقة وكل منهما يبرر للآخر تكتيكاته للوصول الى نفس الاهداف
إن شعبنا الكوردي ممثلا بقواه السياسية الديمقراطية الشرعية المتحالفة في اطار المجلس الوطني الكوردي لا يمكن ان تنطلي عليه اساليب والاعيب صالح مسلم الذي رفض حتى الان أن يطالب باسقاط نظام الاسد وحمى  وجوده  في مناطقنا وحظر التحركات الشعبية ضده , ولا يمكن ان ينخدع شعبنا بمحاولات حرف النضال عن اتجاهه الصحيح والتاريخي , ويدخل في صراعات ثانوية ضد الشعب السوري ومعارضته الوطنية التي صارت احزابنا جزءا منها ضد نظام الاسد.

ولا يمكن لشعبنا في كل الاحوال أن يجاري مسلم في محاولاته للاساءة الى الرئيس مسعود برزاني وتخوينه وتشويه مكانته المرموقة في ضمير شعبنا ووعيهفالرئيس برزاني ليس مجرد رئيس لاقليم كوردستان العراق, بل هو رمز مضيء في تاريخ النضال الكوردي القومي التحرري , وهو حامل ارث عائلة الخالد مصطفى البرزاني الشريفة التي قادت نضال شعبنا لأكثر من سبعين سنة.

وهو اليوم يمثل أرفع قيادة كوردية على المسرح الدولي ويمارس زعامته الديمقراطية بتفاهم وتوافق مع جميع ممثلي شعبنا في كل اجزائه, ويسعى لاحلال السلام وتحقيق الطموحات المشروعة والممكنة لشعبنا بأساليب مقبولة ومناسبة للمرحلة التاريخية الراهنة وقيمها العالمية
  أما الحرب الإعلامية ضد حكومة الاقليم وشخصية البارزاني فهي ليست بجديدة وهي سياسة قديمة، نقول لهم إنتم الخاسرون بمحاربتكم الإعلامية للبرزاني، فالرئيس بارزاني شخصية دولة معترف به على مستوى الدولي هذا شرف لكل كوردي شريف ووسام نضعه على قلوبنا ، دعوا لأنفسكم مجالاً للتراجع ، (ما هو حلالٌ لي ,جريمةٌ للاخرين) ، هذه سياسة خاطئة ، ولا شك أن الاساءة للبرزاني من قبل مسلم وحزبه تصيب بالصميم  قوانا الشعبية والسياسية كافة وتستفزها وتجعلها تتصدى لها بقوة لأنها عدوان على كل ما يمثله النضال القومي الكوردي التحرري ، ولا بد أن نقول لمسلم إن ألاعيبه واهدافه الخبيثة مكشوفة ومرفوضة ولا تخدم شعبنا وقضاياه الموضوعية , بل تخدم الاسد والمالكي وخامنئي ونصر الله , ولذلك سنتصدى لها ولن نسمح بتمريرها
على ارضنا وفي مناطقنا الكوردية ، ليس هكذا تُبنى الاوطان, واجباركم لمؤيدكم ولعامة الناس بقوة السلاح بأن يتظاهروا وبأن يعلوا اصواتهم بأن البرزاني خائن فهذا عمل مشين ..

ولكنكم لم تخونوا الاسد يوما
شفكر هوفاك 2013

فايسبوك   Shevger Qamishlo 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…