Bave-maria@hotmail.com
وكان لديهم نكران الذات ويضعون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية.
وبعد سنوات من النضال وتعرض القيادة للاعتقال والسجن وبرز خلافات في القيادة وكانت بداية الانشقاق أي أصبح اليمين واليسار 1965, و بدأ مسلسل الانشقاقات حتى وصل الامر بنا نحن الكرد السوريين لانعرف عدد الاحزاب ولا اسماء القيادات السياسية, ومعظم الانشقاقات لم تكن للأسباب فكرية أو ايديولوجية أو حول برامج الحزب, باستثناء انشقاقات بعض الاحزاب اليسارية التي كانت تتبنى أو تهتدي بالماركسية ومتأثراً باليسار الفلسطيني وظهور القوى اليسارية في العالم والصراع بين الرأسمالية والشيوعية في فترة السبعينات والثمانيات, ولم يخلو تلك الانشقاقات أيضا من الجانب الشخصي ولكن ماحدث لدى السياسيين الكرد وصل بهم الأمر إلى درجة بحيث لن يقبل الواحد منهم بالآخر, الكل حاول إيجاد خلاف لكي ينشق عن حزبه, و يصبح هو أيضا سكرتيراً أو رئيساً أو أمين عاماً , وصلت إلى مرحلة أصبح لكل عائلة حزب (موسي وكدو نموذجان) .
ومن استطاع أن يجمع حوله عشرة أشخاص أسس حزباً أو انشق من حزبه وبنفس الاسم استمر في نشر بياناته, حتى وصل الأمر ببعض من الذين لايفقهون ألف باء السياسة من تولي قيادة الاحزاب, وهنا ينطبق مقولة الرئيس السوري شكري القوتلي عندما قال لعبدالناصر اثناء الوحدة “أريد أن اسلمك ثلاثة ملايين ونصف سوري نصفهم أنبياء والنصف الآخر زعماء” هذا هو حالنا نحن الكرد السوريين أي كل كردي سوري يحاول أن يصبح زعيماً, ووصلت بهم الأمر أنهم يصدقون أنفسهم أنهم قيادات ورؤساء أحزاب حقيقية, وهم لايصلحون أن يصبحوا قيادات لعائلاتهم, القيادات السياسية الكردية الحالية بدون استثناء هم سبب هذه الآفة, وهذا المرض أدى إلى ضعف وتشتت الحركة السياسية الكردية وأن هؤلاء من يتحملون المسؤولية التي وصلت بالكرد السوريين إلى الضياع والهجرة وضعف شعور التمسك بالارض ومحاولة الخلاص الفردي, وزيادة الفقر, انحلال القيم والتهرب من المسؤولية, ولن يفكر أحد منهم بأن يتنازل لغيره من أجل وحدة الاحزاب كما فعل القوتلي , لا بل مستعدين أن يضحوا بكل الشعب من أجل أن يبقى هو السكرتير.
على القيادات الكردية التخلص من حالة الوهم هذه والتخلص من مرض التناطح إلى القيادة , لان هذه العقلية المريضة المزمنة ستكون سبباً لعدم توحيد القوى الكردية وفي هذا الظرف الحساس, وسيكونون سببا لاضاعة الفرصة التاريخية المواتية وإمكانية أن ينال الكرد حقوقهم المشروعة, و لكي يتحقق هذا على القيادات التخلي والتضحية ببعض من مصالهحم الشخصية ووضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار, وعلى الجميع بذل الجهود لتقليل من هذا العدد الخيالي من الأحزاب والمنظمات, وبناء أحزاب كبيرة وجماهيرية, وايجاد استراتيجية كردية موحدة, وحل الخلافات بين الأطراف الرئيسية, وتوحيد الجهود من أجل إيصال صوت الكرد إلى مراكز القرار في العالم, لكي لا يخرج الكرد من المعادلة ومن الاتفاقيات التي يحاول المجتمع الدولي ترتيبها وايجاد حل سلمي للإزمة السورية.
أن لم يقوموا بما هو واجب عليهم القيام به في الايام والشهور القادمة, سيخرج الكرد من المولد بلا حمص , سيلعن الشعب والتاريخ هؤلاء ومصيرهم سيكون مزبلة التاريخ.