د.
محمود عباس
محمود عباس
سوريا عروبية سنية، خلقت من قوانين العدم الثقافي، نقحت على صفحات سميت بالدستور جدلاً، تجاوز بها منسخيها القيم الفكرية والأخلاقية لنسيج سوريا العريق في التاريخ، والمتكون على أعتاب حضارات، يتناساها البعض، فيلبسون التسميتين طغياناً ثقافيا مشوهاً، ويفرضونها مقياساً مطلقاً للمعارضة، يعدمون بها المخالفين نهجاً وفكراً وثقافة، لإبراز الذات الناقصة ثقافة أو بنية حضارية، مثلما يجسدها بمطلقها السيد العروبي لإراحة الذات النازعة إلى عرقية ثقافية يؤمن بها ويتعصب لها فجأة، بدون أن يحاور الآخر السوري، الذي لا يرى سوريا عربيا ولا سنياً بكليتها، لا حاضراً ولا ماضياً.
لم تكن هذه هي الهوية السورية، فالوطن اشمل من تحاط بعنصرية مطلقة، والذي أصبغها على الوطن أراد بها ضياع حضارات، وتقزيم مجتمعه وتشويه ثقافته، وهي التي عمل عليها البعث عقود من الزمن، ويدافع عنها السلطة وشخصيات عديدة من الذين يحسبون على المعارضة، بل ومن المعارضة المتطرفة، وآخر من ظهر بينهم النخبة العروبية، والتي كانت أغلبيتها معروفة بليبراليتها وبعدها الثقافي الوطني، وكانوا من أبعد الشخصيات المعارضة توقعاً في توسيع الهوة بين المعارضة الكردية والعربية، ومن ثم خلق فتنة بين الشعب الكردي ومعارضة الداخل أو بالأحرى التيارات التكفيرية والمتطرفة المحسوبة على الثورة، ورسائلها الأخيرة للداخل ليس سوى نداء تنجرف إلى هذه السوية الغريبة، فمن تخدم مثل هذه النداءات؟ لا شك الطرفين، السلطة والبعض من المعارضة العنصرية، تجمعهما ثقافة واحدة، المرفوضة في مفاهيم الثورة الشبابية السورية، إذا الخدمة معروفة.
فالعدمية المطلقة لمفاهيم الآخر، لدى البعض من المعارضة، ورؤية الذات صرحاً طاغياً دونهم، تحت شعارات عنصرية كمنهجية البعث في التعامل، تشوه أهداف الثورة السورية، وتقزم الصراع، وتسخرها لأجندات أفسدْ من غايات السلطة الحالية، فشعار الثورة معروفة وبينة للجميع “إسقاط النظام” رفعها الشريحة الثورية الشبابية، وكانت تعني كل الأبعاد المختلة ثقافيا وفكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في سوريا الوطن، وفي مقدمتها ثقافة البعث والسلطة الأسدية، التي شوهت بنية الإنسان السوري، إلى الدرجة التي تظهرها المعارضة العربية في تعاملها مع الآخر غير العربي، بيسر أو انتهازية، بوعي وإدراك وعن قناعة ودون خجل من الأخر السوري، والتي لم ترفع مفهوما ثوريا واضحا حتى اللحظة .
فنظرة البعض من المعارضة العربية للمواطن الآخر من خارج مفاهيمه لا تختلف عن نظرة الأمويين للمسلمين من غير العرب والذين سموهم ب الـ “موالي”، وهم بهذا لا يختلفون عن الذين نهبوا الوطن وأفسدوها بكل أبعادها على مدى نصف قرن من الزمن، مشوهين وبوعي مبني على راية مفاهيمهم المنبثقة حاضراً ومن ضمن قاعات المعارضة جدلاً، شعارات الثورة ولغايات عنصرية غارقة في ثقافة البعد الواحد، وهي الشريحة التي انزلقت إلى خطط حكومة بشار الأسد وحلفائه بوعي أو دونه، فكم كان محيراً انجراف هذه النخبة المعارضة إلى متاهات ثقافية مشابه، وهي التي كانت تؤمل منها ردم الهوة بين أطياف الشعب السوري ومعارضته لا توسيعها.
لا نشك بان هذه المعارضة وبهذا النهج الفكري تكون قد قدمت أفضل الخدمات للسلطة مستقبلاً، أن تبرأ ذاتها من الدمار الذي ألحقه بالوطن ومن مجازرها بحق الشعب، وذلك على بنية أن المعارضة هم شرائح شاذة فكرياً ومتطرفة روحياً، والآن بينهم بعض الذين يريدون تشويه دستور سوريا القادم وتقسيم البلاد، وغيرها من الاتهامات التي أطلقتها السلطة على مدى نصف قرن، والأن تدعمها أطراف من المعارضة، وتبرزها بين فينة وأخرى هذه النخبة، لتندرج بشكل غير مباشر مع التيارات التكفيرية والمتطرفة إن كانت دينية أو قومية عنصرية تحت خدمة السلطة، إما بسبب القناعة الخاطئة لمفاهيم أو عن ثقافة عنصرية لا يستطيعون تجاوزها، رغم وضوح شعار الثورة التي تصارع هذه المفاهيم مثلما تصارع لإسقاط السلطة، ولا شك بأن هذه البنية الفكرية التي ترتكز عليها أغلبية الشخصيات التي تعد ذاتها من المعارضة هي التي أدت إلى انتقاص الثورة وتشويه مفاهيمها وتطوير عمر النظام وتغيير وجهة النظر الدولية للثورة السورية.
بدأت المعارضة الشبابية بثورة على النظام سلبها البعض بانتهازية لترسيخ ثقافته، وجرفوا بالثورة إلى صراع وحيد الجانب ومتنوع الأبعاد، وقزموا أهدافها وغلفوها بكليتها في صراع أناني على السلطة، سايرتها صراع آخر بين المعارضات المتنوعة الألوان، المعتدلة أو معارضة السلطة للسلطة أو المعارضة المتطرفة، وهذه الأخيرة التي تدعي الثورية أكثر من الكل، فوجدت هذه النخبة العروبية ذاتها فجأة ضمن هذه الشريحة لتصبح من أصحاب التصريحات الشاذة ضد القوة المعارضة الكردية، ومعها تهميشها لحقوق الكرد القومية، أو ضد المذاهب والطوائف السورية الأخرى، هذه المعارضة التي لا ترى سوريا سوى عروبية وسنية، هي في مفاهيمها وأفعالها لا تختلف عن كل المعارضات الأخرى المتعاملة مع السلطة أو المناهضة لها، فالكل قوى انتهازية يسخرون الثورة لمفاهيمهم ومصالحهم التي لا تعكس أهداف الثورة السورية.
الواقع لا يخفى والحقيقة بانية، فالأهداف التي ظهرت من أجلها الثورة أزيلت، وظهرت مكانها غايات ذاتية ومصالح أنانية، لذلك فالمواطن السوري الثوري من القوميات أو الطوائف المتواجدة ضمن الخريطة الجغرافية السورية، ليست كلها عربية ولا كلهم سنة، يرفضون خلق استعمار جديد، واستعباد فكري ثقافي مذهبي أو روحي من نوعية أخرى تحت شعارات الثورة، وهم بتصريحاتهم العنصرية المعادية للكرد ولطروحاتهم حول سوريا القادمة، يخلقون هوة بين أطراف المعارضة، والبعض منهم يودون الاستئثار بالمعارضة لذاتهم، وعزل القوى الكردية من المشاركة في بناء معارضة سورية كلية، ومن ثم في النظام السوري القادم، وذلك باتهام القوى الكردية في خلق الشقاق والابتعاد عن المعارضة، ونحن لا نود أن نضع الشكوك الكلية حول من هم المعارضة ومن هم الذين سلبوا الثورة وقزمها؟! وهو نفس النهج الذي أتبعته سلطة البعث وآل الأسد وعلى مدى عقود من الزمن.
فالثورة بريئة من المفاهيم المشوهة والغارقة في الحقد وإلغاء الآخر، فالذين يحملون الثورة ثقافة، هم الذين يقتنعون على أن للأخر الحق في الوجود كما يريده الآخر، والرغبة في بناء الوطن الاتحادي ليجد ذاته فيها حراً، فالطغيان المركزي مرفوض من المفهوم الثوري أي كانت الألبسة التي ستتكسى بها المعارضة.
فالعدمية المطلقة لمفاهيم الآخر، لدى البعض من المعارضة، ورؤية الذات صرحاً طاغياً دونهم، تحت شعارات عنصرية كمنهجية البعث في التعامل، تشوه أهداف الثورة السورية، وتقزم الصراع، وتسخرها لأجندات أفسدْ من غايات السلطة الحالية، فشعار الثورة معروفة وبينة للجميع “إسقاط النظام” رفعها الشريحة الثورية الشبابية، وكانت تعني كل الأبعاد المختلة ثقافيا وفكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في سوريا الوطن، وفي مقدمتها ثقافة البعث والسلطة الأسدية، التي شوهت بنية الإنسان السوري، إلى الدرجة التي تظهرها المعارضة العربية في تعاملها مع الآخر غير العربي، بيسر أو انتهازية، بوعي وإدراك وعن قناعة ودون خجل من الأخر السوري، والتي لم ترفع مفهوما ثوريا واضحا حتى اللحظة .
فنظرة البعض من المعارضة العربية للمواطن الآخر من خارج مفاهيمه لا تختلف عن نظرة الأمويين للمسلمين من غير العرب والذين سموهم ب الـ “موالي”، وهم بهذا لا يختلفون عن الذين نهبوا الوطن وأفسدوها بكل أبعادها على مدى نصف قرن من الزمن، مشوهين وبوعي مبني على راية مفاهيمهم المنبثقة حاضراً ومن ضمن قاعات المعارضة جدلاً، شعارات الثورة ولغايات عنصرية غارقة في ثقافة البعد الواحد، وهي الشريحة التي انزلقت إلى خطط حكومة بشار الأسد وحلفائه بوعي أو دونه، فكم كان محيراً انجراف هذه النخبة المعارضة إلى متاهات ثقافية مشابه، وهي التي كانت تؤمل منها ردم الهوة بين أطياف الشعب السوري ومعارضته لا توسيعها.
لا نشك بان هذه المعارضة وبهذا النهج الفكري تكون قد قدمت أفضل الخدمات للسلطة مستقبلاً، أن تبرأ ذاتها من الدمار الذي ألحقه بالوطن ومن مجازرها بحق الشعب، وذلك على بنية أن المعارضة هم شرائح شاذة فكرياً ومتطرفة روحياً، والآن بينهم بعض الذين يريدون تشويه دستور سوريا القادم وتقسيم البلاد، وغيرها من الاتهامات التي أطلقتها السلطة على مدى نصف قرن، والأن تدعمها أطراف من المعارضة، وتبرزها بين فينة وأخرى هذه النخبة، لتندرج بشكل غير مباشر مع التيارات التكفيرية والمتطرفة إن كانت دينية أو قومية عنصرية تحت خدمة السلطة، إما بسبب القناعة الخاطئة لمفاهيم أو عن ثقافة عنصرية لا يستطيعون تجاوزها، رغم وضوح شعار الثورة التي تصارع هذه المفاهيم مثلما تصارع لإسقاط السلطة، ولا شك بأن هذه البنية الفكرية التي ترتكز عليها أغلبية الشخصيات التي تعد ذاتها من المعارضة هي التي أدت إلى انتقاص الثورة وتشويه مفاهيمها وتطوير عمر النظام وتغيير وجهة النظر الدولية للثورة السورية.
بدأت المعارضة الشبابية بثورة على النظام سلبها البعض بانتهازية لترسيخ ثقافته، وجرفوا بالثورة إلى صراع وحيد الجانب ومتنوع الأبعاد، وقزموا أهدافها وغلفوها بكليتها في صراع أناني على السلطة، سايرتها صراع آخر بين المعارضات المتنوعة الألوان، المعتدلة أو معارضة السلطة للسلطة أو المعارضة المتطرفة، وهذه الأخيرة التي تدعي الثورية أكثر من الكل، فوجدت هذه النخبة العروبية ذاتها فجأة ضمن هذه الشريحة لتصبح من أصحاب التصريحات الشاذة ضد القوة المعارضة الكردية، ومعها تهميشها لحقوق الكرد القومية، أو ضد المذاهب والطوائف السورية الأخرى، هذه المعارضة التي لا ترى سوريا سوى عروبية وسنية، هي في مفاهيمها وأفعالها لا تختلف عن كل المعارضات الأخرى المتعاملة مع السلطة أو المناهضة لها، فالكل قوى انتهازية يسخرون الثورة لمفاهيمهم ومصالحهم التي لا تعكس أهداف الثورة السورية.
الواقع لا يخفى والحقيقة بانية، فالأهداف التي ظهرت من أجلها الثورة أزيلت، وظهرت مكانها غايات ذاتية ومصالح أنانية، لذلك فالمواطن السوري الثوري من القوميات أو الطوائف المتواجدة ضمن الخريطة الجغرافية السورية، ليست كلها عربية ولا كلهم سنة، يرفضون خلق استعمار جديد، واستعباد فكري ثقافي مذهبي أو روحي من نوعية أخرى تحت شعارات الثورة، وهم بتصريحاتهم العنصرية المعادية للكرد ولطروحاتهم حول سوريا القادمة، يخلقون هوة بين أطراف المعارضة، والبعض منهم يودون الاستئثار بالمعارضة لذاتهم، وعزل القوى الكردية من المشاركة في بناء معارضة سورية كلية، ومن ثم في النظام السوري القادم، وذلك باتهام القوى الكردية في خلق الشقاق والابتعاد عن المعارضة، ونحن لا نود أن نضع الشكوك الكلية حول من هم المعارضة ومن هم الذين سلبوا الثورة وقزمها؟! وهو نفس النهج الذي أتبعته سلطة البعث وآل الأسد وعلى مدى عقود من الزمن.
فالثورة بريئة من المفاهيم المشوهة والغارقة في الحقد وإلغاء الآخر، فالذين يحملون الثورة ثقافة، هم الذين يقتنعون على أن للأخر الحق في الوجود كما يريده الآخر، والرغبة في بناء الوطن الاتحادي ليجد ذاته فيها حراً، فالطغيان المركزي مرفوض من المفهوم الثوري أي كانت الألبسة التي ستتكسى بها المعارضة.
يتبع…
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com