بقلم: هيئة التحرير
فهناك مَنْ ينظر إليه نظرة الشكّ متخوّفاً من ولادة تنظيمٍ يستقطبُ الطاقات الخلاقة للشعب الكردي، المجمّدة نتيجة تجاهل القوى السياسية لها، وعدم إفساح المجال أمامها للتعبير عن نفسها، واستنكافها في مساحة من التّرقب والنأي بالنّفس لعدم توفر الشّروط الموضوعية للاستفادة منها، وبالتالي سحب البساط من تحت أقدام هذه الفئة وتعرية مواقفها،
لذلك ولتوضيح التّوصيف السّياسي الدّقيق لميلاد هذا التنظيم نؤكّد على أنّ الحزب الذي سينبثق عن المؤتمر التوحيدي المرتقب لن يأخذ موقفاً عدائياً ضد أي قوة أو حزب كردي مهما كان حجم الاختلاف السياسي، كما أنّ الحزب المنشود لن يطرح نفسه بديلاً عن أحد، بل سيسعى مع كلّ القوى الكردية، صغيرها وكبيرها، لتوحيد الصّف والخطاب الكرديين، لتحقيق المصلحة الكردية العليا للشعب الرازح تحت الاستبداد والقمع والإنكار له على مدى عقود.
وما نريده من هذا المؤتمر ليس فقط دمجاً وحدوياً وجمعاً عددياً، بل تنظيماً سليماً يستند إلى الفكر المؤسساتي في بنيته التنظيمية، والاستفادة من الطّاقات المختلفة، ووضعها في المكان الملائم لتبدع وفق تخصصاتها، واستيعاب القوى الشبابية الفتية لتجديد الفكر السياسي بما يتوافق مع المتغيرات والمستجدات المتسارعة، وتربية جيلٍ شبابي مسلحٍ بثقافة سياسية تتجاوز الخلافات الحزبوية الضيقة، وتضع المصلحة الكردية العليا فوق أي اعتبار، والعمل من أجل تجاوز حالة الترهل التي أصابت المجلس الوطني الكردي ليلعب دوره القومي والوطني، بوصفه إنجازاً قومياً يجب الحفاظ عليه وتطويره وفق الظروف الجديدة.
والحزب المنشود ردٌّ طبيعيٌّ على التّشتت والتّشرزم والانقسام التي نخرت جسم الحركة السياسية الكردية، وأضعفت أدائها القومي وأدّت إلى عزوف الجماهير الكردية عن الانخراط في العمل السياسي، والابتعاد عنه، والحزب المنتظر سيحمل تطلعات الشعب الكردي، نحو الحرية والكرامة.