الحقيقة المرة

حاجي سليمان

 ان اي فعل جماعي محل تقدير واحترام مهما كان نوع الفعل والعمل ولكن يشترط ان يكون هذا الفعل او ذاك في خدمة الانسان ورفاهيته وحقوقه ومطاليبه دون ان يكون الفعل المنشود على حساب حقوق الآخرين وان تكون الخطوة الجديدة بنيوية صارمة وركيزة حقيقية من اجل تحقيق متطلبات المرحلة  بما تناسب الظروف في خدمة قضية الشعب الكردي والعمل الجدي لدرء أوهام المتربصين وسد السبل امام توسيع الهوة بين الفرقاء التي من شأنها تنبذ كل أشكال التخندق المؤامراتي التي تخدم الشخصنة والأنانية الميؤسة في نفوس البعض من هم في مصادر القرار
فالاتحاد السياسي القائم بين أربعة احزاب كردية سورية منذ فترة هي خطوة في الاتجاه الصحيح والذي في طريقه الى الوحدة الاندماجية إن لم يكن قد حصل وهذا ما نتمناه ونتمنى المزيد من هذه الخطوت المباركة بين الحركة الكردية التي تشتت بفعل الأجرام الشخصي والأنانية المميتة إضافة الى الانتهازية المفرطة والفعل الأمني والبعثي معاً ولا ننسى ضعف النفوس بين قيادة حركتنا وشعبنا الكردي فالمشروع المطروح لوضع اللبنة ألاولى في الاتجاه الصحيح نحو العمل الوحدوي بين هذه الاحزاب الأربعة رغم وجود كم هائل من التعرجات الحزبوية في جسم تلك التنظيمات وفق أمزجة البعض من هم لا يستهلون حتى شرف العضوية الحزبية وهم في القيادة يلعبون هو في الأساس مطلب جماهيري ملح بفعل الحاجة الطبيعية لمثل هذه الخطوات لذا إن الحاجة تفرض التوجه الى فعل حقيقي لتجميع الشمل وتوحيد الجهود بنكهة كردية ذات نوايا صادقة لا ان نزين ما نريد الوصول اليه بشعارات براقة وحركات بهلوانية بفلسفة إنشائية إغرائية لتسجيل النقاط وتمرير النوايا والمقاصد فلابد ان نتوجه تحت تأثير الإلحاح الضميري في البحث عن مولود جديد بصبغة مختلفة من ما كنا عليه حيث هي في غاية القداسة الانسانية والوطنية وان يكون العمل الميداني هو المقياس الفعلي لأي خطوة مستقبلية مستفيدا من التجارب الماضية التي يأست الجموع دون رادع أخلاقي ووطني حيث الأرضية مهيئة بحكم الظروف للإقدام على مثل هذه الخطوات التجميعية تحسبا لأي طارئ قادم  رغم غزارة الضغوطات النفسية من جميع الجهات في الوقت الذي ندرك تماماً لا احد يريد الخير لنا ونحن نشارك هذا الاتجاه دون إرادتنا  والبعض الاخر قصدا….

هنا لا اود ان أزيد الوضع تشاؤما رغم عدم قناعتي بمثل هذه الاعمال الوحدوية الغصبية بتعليمات وتوصيات من خارج الحدود ما يفوق استيعاب إرادتنا من جهة والنابع من دافع التكبر حجماً واستعلاءاً من جهة اخرى قد يزيد الوضع تشتتا بعد حين بسبب تنافر الآراء والأفكار وعدم توفر النيات والغايات الصافية بحجم مأساة الوطن …ولا ننسى عدم وجود الانسجام الفكري ولا السياسي ناهيك عن العنتريات وتمثيل ما هو مخفي وراء الستار حيث الدعبلات والضحك على الدقون ما يمثل الميكافيلية السياسية في اللعب على الأوتار وتمحيص القادم المجهول لخدمة الأنا والشخصنة  الانتهازية حيث تلك الأمراض والتكتلات العفنة في كل جزء من الأجسام القديمة ستنتقل حتماً وبوجه اخر الى المولود المرتقب الجديد بغية نخره لصالح النوايا القاتلة وتشكيل جسم نحيف لاستغلال الثغرات وبيان الغايات للوصول الى قمة الهرم ولو على حساب القيم والمبادئ في الجسم الجديد دون الرجوع الى الضمير الوجداني ..والانطلاق نحو الهدف الأسمى الذي يسعى اليه أغلبية الشعب بعيداً عن المصالح وجمع الدولارات او كسب مكاسب غير شرعية هنا لا اسعى لوأد الآمال بقدر ما اود قول الحقيقة التي أراها أنا على الأقل واتمنى ان أكون على خطأ في هذا المنحى ولكنه لا بد من قول الحقيقة مهما كانت مرة لتجرح في الوجه قبل ان تجرح في القلب وتسبب المشاكل التي قد يصعب على المرء الخلاص منه لذا قول الحقيقة في العلن واجب مقدس بقداسة القضية نفسها وعدم التستر على الأخطاء والنواقص لعدم ترك المجال للفلسفة وإخفاء الحقائق ونقلها بأشكال مقلوبة مع زيادة البهارات المسمومة  ….

فالجميع بحاجة الى شكل جديد يختلف عن ما كنا فيه بسياسات موزونة في توليف البرنامج الجديد وفق حاجة الوطن والمواطن والتوجه نحو الخصخصة على أساس وضع المناسب في المكان الذي يستطيع الإبداع في عمله لنصل الى قيادة حكيمة واعية تدرك وتستوعب ما نحتاجه برحابة صدر في قبول الاخر المختلف والتسلح بثقافة التسامح والتضحية لا ان يفكر كل قيادي كما يحلو له وفق مزاجه ووعيه التفردي بغية تشكيل تيار وتكتل خاص به لدعمه في المؤتمرات وأن يرفع يده له ويؤيده في السراء والضراء الى درجة العدمية فالظروف تضعنا نحن جميعاً امام مسؤلياتنا التاريخية فليس للأفكار والفلسفات العاهرة مكان في المشاريع الصادقة والبرامج الي تنبع من روح العمل النضالي … والراهن الحالي يفرض استيعاب المبتغى وعدم التلاعب بالألفاظ والمصطلحات بما يغزي النوايا المخفية وانما الانطلاق من المعيار الأخلاقي للعمل النضالي في خدمة الشعب والوطن  لسد السبل امام النوايا الخبيثة وقطع أوصال العلل من الجذور بغية لابتعاد من الأزمات والانقسامات المستقبلية .

لا اعتقد سنستطيع الوصول الى ما نصبو اليه بهذ القيادات التي في أغلبها مترهلة ومستهلكة غير قادرة على مواكبة العصر ولا تستطيع ان تنتج جديدا وأنما مبدعين وخبراء في التكتل والمؤامرات المدمرة لذا لا بد من ابعاد هؤلاء من مراكز القرار وتشكيل لجنة خاصة بهم بمثابة مرجعية غير أساسية في الاستشارات المستقبلية عن كيفية التلاعب على من هم خارج حدود القضية… ولا بد من تطعيم القيادة بقوى شبابية مندفعة بإرادة قوية لتتمكن من السير وفق المطلوب لتشكيل  خطة جديدة ببرنامج يستطيع تحمل تبعات النضال المستقبلي في تحقيق الغايات وألاهداف المنشودة وغير هذامضيعة للوقت وهدر للطاقات وقتل الآمال وفي السياق نفسه يجب مراعاة مشاعر الشارع الكردي بدقة عند البدء في أية خطوة اندماجية مرتقبة والتأني في اتخاذ اسم المولود الجديد بغاية الدقة وعدم اختيار الاسم الذي تم تداوله بعض صفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي تجنبا لأي إلتباس وعدم خلق معارك جانبية من اجل أنكار اسم موجود كالحزب الديمقراطي الكردستاني -سوريا..

الذي له سمعته على الأقل في الساحة السورية وله مكاتب في المدن الكردية كغيره من الاحزاب الموجودة    

وفي النهاية لا يسعني إلا ان أقول  آسف جداً لهذا الكلام الصريح الذي قد يغيص البعض لانه باعتقادي قد بلغ السيل الزبى بمواقف وممارسات وتصرفات البعض وتآمر البعض الاخر من قياداتنا الأشاوس نتيجة استخفافهم بالشعب والقضية فقط يتحركون ويناضلون ويتآمرون من اجل مصالحهم ومكاسبهم الشخصية دون المرور ولو مرور الكرام على مصلحة الوطن والمواطن ولا يخفى بان هناك قلة قليلة من هذه القيادات محل تقدير احترام لديها الاستعداد للعمل والنضال دون ان تكون لها مكانة مرموقة في القيادة بحيث ان تسمح لها فسحة مجال لكسب ماتريد .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…