الاتحاد السياسي الكردي نحو حزب جماهيري!!

ادريس عمر
Bave-maria@hotmail.com

لايخفي على أحد خصوصاً المتابعين للشأن السياسي الكردي العام, بأن الحركة الكردية ومن بعد السبعينات وإلى الآن تمر بحالة تشتت وانقسام مَرَضيِ وهذا ما أدى إلى تكاثر عدد خيالي من الأحزاب التي لا تملك قاعدة جماهيرية, ووصلت بنا إلى مرحلة أن تلتقي مجموعة صغيرة من الاصدقاء وتصدر بياناً وتسمي نفسها حزباً, وهذا ما سبب إلى ابتعاد الغالبية العظمى من المثقفين والأدباء والآكاديميين من الأحزاب السياسية, ووصلت الحالة إلى ضياع الجماهير بين الأحزاب وتناقضاتها وخلافاتها الشخصية والحزبية, وفقدت الجماهير الثقة بالاحزاب.
 واثبتت الثورة السورية أن الاحزاب الكردية لم تكون تملك استراتيجية بعيدة المدى ولم تكن جاهزة لأي ظرف طارئ يحدث في البلد أو المنطقة بل وأنها كانت احزاب مناسباتية وسقفها أن تصدر نشرة حزبية أو تعقد ندوة ثقافية أو ما شابه ذلك ….

والأمر الآخر الذي يعلمه القاصي والداني أن قاعدة الأحزاب هي جماهيرالأحزاب الكردستانية, أي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني والعمال الكردستاني, في الحقيقة تربينا وكبرنا على نهج البرزاني, ومعظم الشعب الكردستاني ترى بأن البرزانية هي  تاريخها ,وحاضرها ,ومستقبلها, وقيمها النبيلة, وبعد نكسة 11آذار1975 وتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني هناك من آمن بنهج الاتحاد وبقيادة مام جلال, و بعد الثمانينات ومجيء الحكم العسكري الفاشي في تركيا وخروج ب ك ك من كردستان وتوجهها إلى الساحة السورية وتعاطف الكرد السوريين معهم ونتيجة الفراغ الذي كان موجوداً في الساحة السياسية ونتيجة الأنقسامات التي كانت تطال جسم الحركة الكردية, استغل الحزب العمال الكردستاني هذه الحالة واستطاع أن يضم العديد من أبناء كردستان سورية إلى صفوقه والتحق العديد من الشباب والشابات الى الثورة التي اشعلها العمال الكردستاني في تركيا في 1984, واستشهد العديد من المثقفين الذين تركوا الجامعات والتحقوا بثورة ب ك ك في حربه ضد تركيا دفاعاً عن كردستان الكبرى التي كان يطالب بها ب ك ك آنذاك.

 لذلك هناك من يؤمن بالابوجية, ويجد خلاصه من خلال فكرها.

هذه حقائق علينا الاعتراف بها واقرارها.

لذلك ومنذ بدء الثورة السورية ونحن مقبلون على الدخول في العام الثالث من عمرها, لم تستطع الحركة السياسية أن تكون بمستوى المرحلة, وكانت في حالة تخبط وتخبص بالرغم من نصائح الأخوة في كردستان العراق وتشكيل المجالس (مجلس الوطني الكردي, ومجلس غرب كرستان) من افرازات هذه المرحلة ولكن المجالس لم تقوم بواجباتها وبالاخص المجلس الوطني الكردي لا في الداخل من ناحية الخدمات ومتطلبات الشعب من تأمين الكهرباء والماء والخبز والوقف بوجه الهجرة, ولا في الخارج في إداء دورها في ايصال رسالة الشعب الكردي إلى مراكز القرار,بآحقية مطاليبها, وقال الكثيرين ونحن معهم في بداية الازمة أن المرحلة تتطلب أساليب نضال جديدة وأطر حزبية جديدة والمرحلة تتطلب أحزاب كبيرة لقيادة المرحلة واستغلال الفرصة التاريخية التي ربما لن تآتي كل قرن مرة لتحقيق حقوق شعبنا الكردي.

ولكن هيهات لمن تناديي, تنادي لاناس همهم مصالهم الشخصية والانانية وأن يبقوا في مراكزهم,  ولم يفكروا بمصلحة الشعب والمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقهم, ولكن تحت ضغط الأخوة في كردستان العراق بضرورة توحيد القوى والصفوف وإنشاء حزب جماهيري قوي تم الاعلان عن الاتحاد السياسي في 15/12/2012 عندها تفائل شعبنا خيراً, هذا الخبر أفرح كل الوطنيين الكرد الذين يشعرون بمعاناة شعبهم , وها قد مر أكثر من عشرة شهور ولم يكتمل المشروع بعد بإندماج أحزاب الاتحاد السياسي وهذه أكثر من مرة يدعو الاقليم قيادات احزاب الاتحاد إلى الاقليم لضخ الدماء إلى جسدها المترهل, لينجزوا المشروع,  وبين الحين والأخرى يظهر بعض قيادي الحركة ويقولون بأننا في المراحل الأخيرة وهناك توافق وقد انجزنا أكثر من 90% من الأمو ولم يبقى إلا القليل.

 وهنا نقول لهم وبكل صراحة لو ننتظركم أنتم قياداتنا فانكم لن تعملوا الوحدة المطلوبة لانكم لا تثقون ببعضكم البعض ..

ولاتؤمنوا بالنضال معاً, وليس لديكم الدافع للتخلي عن مصالحم الشخصية والانانية, ولانكم لاتفكرون أن تقوموا بواجباتكم تجاه شعبكم..ووو لانهاية لها.

ولكن آملنا بأخوتنا في كردستان العراق لانهم هم ايضاً حريصون على أن لا تضيع هذه الفرصة التاريخية الآتية لشعبنا, وهذا يدعونا للتفاؤل, ونقول لكم بأننا تعبنا من تصريحاتكم وتناقضاتكم وتوزيعكم لادوار والكراسي والمناصب, من فضلكم  لمرة واحدة فكروا بالشعب المنكوب على أمره الذي لا يجد لقمة العيش والذي أصبح في وضع لا يحسد عليه, أنه في جاهزية كاملة  وقد حزم حقائبه ومستعد أن يترك ماله وعرضه وارضه ولا يعرف إلى أين ستؤدي به سفينتكم المعطلة التي لا يعرف ربانها إلى أي بر سيرسي, عليكم أن تسرع في الوحدة الاندماجية وأن تؤسسوا حزباً جماهيراً, لكي تقلل من هذا الرقم الخيالي ولكي تشجعوا الاحزاب الاخرى لكي يحزو حزوكم وأن تغيروا من آلياتكم للنضال, وأن لا تبقوا كما كنتم وافسحوا المجال للطاقات الشابة  ولآكاديمين والوطنيين والمستقلين لكي يأخذوا أمكانهم داخل الحزب الجماهيري, وأن نضالكم سيكون محل احترام وتقدير لاجيال القادمة ولتكونوا لجنة مستشارين ومنظرين للحركة, واكتبوا مذكراتكم بكل صدق لكي يقرأ الاجيال القادمة تجاربكم الانقسامية, عليكم أن تناضلوا من أجل أن تعملوا  توازن في الساحة لان استمرار حزب وفرض نفسه بالقوة واقصاء الآخرين وترسيخ وتجذير الاستبداد سيجلب كوراث للشعب وسيكون الضحايا كثر, كما نسمع منكم بأن هناك انتهاكات فاضحة وبعض الجرائم تتم بحق المخالفين مع الذين يسيطرون على الأرض خصوصاً رفاق حزبكم, الاتخجلون منانكم لا تسطيعوان حماية رفاقكم , عليكم أن تضعوا لحد لهذه الانتهاكات كفى إصدار بيانات وتصريحات إعلامية إذا كنتم قوة لا أحد يستطيع أن يقصيكم, تسطيعون معاً أن تحافظ على مناطقكم وأن تقوم معاً بإدارتها وبعد سقوط طاغية دمشق سيكون الفصل بينكم هو صناديق الاقتراع  ومن يقدم الافضل سينتخبه الشعب, وقتها تسطيعون أن تقول بأنكم أو غيركم يمثل الشعب, وغير ذلك ليس هناك أية شرعية ولا يحق لأي أحد أن يدعي بأنه هو الممثل الوحيد والشرعي للشعب.ودمتم.

Bave-maria@hotmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…