فعلى صعيد النظام : كشفت الثورة بفضل نهجها الصائب وشعاراتها الواقعية وممارساتها السليمة على الأرض في التعامل مع كافة المكونات بدون تمييز وصمودها وتمسكها بالثوابت الوطنية الأقنعة الخداعة عن وجه النظام واظهاره على حقيقته الفئوية الطائفية وزيف ممانعته اللفظية حول فلسطين والقضايا القومية واستهتاره بالسيادة الوطنية وازدواجية مواقفه تجاه الداخل السوري والخارج واخفاء حقيقة علاقاته العسكرية والأمنية مع ايران وروسيا وحزب الله وفي مسألة امتلاكه للسلاح الكيمياوي واستخدامه ضد الثوار ومناطق بأكملها آهلة بالمدنيين حيث خدع العالم كله والأمم المتحدة لعقود .
أما على الصعيد الإقليمي : فقد انكشفت فصول الخداع من جانب النظام العربي الرسمي ممثلا بجامعة الدول العربية التي فقدت صدقيتها بخصوص الملف السوري ولم تقرن القول بالعمل في وعودها وعهودها تجاه محنة الشعب السوري ” الشقيق ” وظهرت أيضا مخادعة النظام التركي في عدم تنفيذ كل اطروحاته تجاه النظام حيث فاقم صبر – أردوغان – صبر أيوب أما جمهورية ايران الإسلامية فقد فقدت البقية الباقية من صدقيتها المتلاشية وظهر نظامها الحاكم على حقيقته القومية الفارسية الشوفينية المغلفة بالمذهبية الشيعية المتزمتة والأطماع – الإمبراطورية – تجاه المنطقة وبلدان الخليج على وجه الخصوص وقد سجل هذا النظام ومنذ اندلاع الثورة السورية الرقم القياسي بالخداع عبر السلوك – الباطني – وممارسة الشيء ونقيضه في آن واحد مستخدما حكومة المالكي المخادعة أيضا في العراق مطية في تنفيذ مآربه في دعم نظام الأسد بالسلاح والعتاد والمقاتلين والأموال .
وعلى صعيد حركات الممانعة : فقد كانت الثورة السورية السبب المباشر والحاسم في اظهار حزب نصر الله اللبناني على حقيقته العارية الطائفية المتزمتة واماطة اللثام عن شعاراته الخداعة حول المقاومة والمواجهة وكونه ميليشيا مذهبية مسلحة في خدمة الاستبداد والظلامية والتخلف وضد الثورة والتغيير الديموقراطي والتقدم وضد بناء الدولة الحديثة في لبنان أيضا .
وعلى الصعيد الدولي : جاءت موجة ربيع الثورات وربيعنا السوري في مقدمتها بنهاية العقد الأول من القرن الجديد كاختبار لمدى عدالة النظام العالمي الجديد مابعد حقبة الحرب الباردة لتزيل الغشاوة عن الأعين وتؤكد من جديد عمق نفاق العظام والكبار حول حرية الشعوب وحقوق الانسان ومدى قدرة الكبار على الخداع خاصة وأن ثوراتنا الربيعية فاجأت الجميع واندلعت من دون أذونات وموافقات واذاكان عتاة الامبرياليين القدامى لم يفاجؤوا بترددهم ومبالغاتهم اللفظية وكرهم وفرهم الا السذج فان المنقلبين على النظم – الاشتراكية – باسم – البروسترويكا – وفرسان ثوراتها المضادة حققوا المعجزات في عالم المكر والخداع في القضية السورية على وجه الخصوص .
أما على الصعيد الداخلي : فقد أظهرت انتفاضة الحراك الثوري الشبابي التي تعاظمت بموجات انشقاقات الجيش الحر والالتفاف الشعبي الواسع والاحتضان الجماهيري بالمدن والأرياف ليس مدى هشاشة الأحزاب والتيارات السياسية التقليدية – المعارضة منها شكلا والموالية فعلا للنظام – وضعفها وتخلفها فحسب بل بحثها عن الموقع والجاه والالتفاف على الثورة والتسلل اليها بكل وسائل المراوغة والخداع من أجل حرفها عن المسار والمساومة عليها بمقايضات ومناقصات تلتقي مع مواقف حماة السلطة ومؤسساته وقواعده في اجراء تعديلات شكلية من دون المساس بجوهر النظام وهذا مايراد تحقيقه في جنيف 2 .
وعلى صعيد ” أكرادنا ” : فقد بلغ متزعموا أحزابنا التقليدية البالية التي فات أوانها أعلى قمة الخداع وبعد مرور أشهر على الثورة زعم قسم موالاتها بالكلام ومارس – الحياد – على الصعيد العملي وباع تنسيقيات الشباب والحراك الثوري الكردي المستقل معسول الكلام ثم مارس بحقهم كل أساليب الالتفاف والاختراق لاضعافهم بدل الدعم والاسناد أما القسم الآخر الأسوأ فقد والى سلطات النظام سرا بموجب اتفاقيات انكشفت للملأ وادعى نصرة الثورة لفظيا وتورط في عمليات إجرامية ضد النشطاء الكرد ودخل في صفقات مشبوهة لاختلاق مواجهات عنصرية بهدف تشويه صورة الثورة وعزل الكرد عنها كأداة لتنفيذ مشروع النظام ومازال القسمان على طريق الخداع .
فهل بات واجب صد وكشف المخادعين من مهام الثورة الوطنية السورية ؟