رسالة من رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا – 17 أيلول 2013

  أيها السادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … أخاطبكم اليوم ليس كأي وقت سابق فاليوم قطع الشك باليقين بتقرير أممي أكد مسؤولية نظام الإرهاب في سوريا مجددا عن مجزرة إبادة جماعية بحق المدنيين العزل وبالأسلحة الكيماوية هذه المرة.
أيها السادة إن الحدث جلل فهذه السابقة أكثر من خطيرة والأخطر منها سيكون  ضمور حجم الرد الأممي أمام هول الجريمة وفظاعتها.

اليوم نحن لا نتحدث عمّا إذا كان قد استخدم الكيماوي ولا نتساءل عن الجهة التي استعملته، الأمر الذي قد يفتح أبوابا للتأويل والتبرير.

نحن الآن بصدد تقرير من أعلى منظمة دولية يجزم بالأدلة القاطعة ارتكاب نظام الإرهاب لجريمة موصوفة يندى لها جبين العالم الحر.

وها نحن اليوم على منعطف مفصلي يرسم معالم مستقبل المنطقة والعالم لأنكم سترسمون بردكم مسارات ومآلات المواطن السوري التواق إلى الحرية والمتطلع إلى شرق أوسط جديد خال من العنف والإرهاب والجريمة المنظمة  فلا تفوتوا الفرصة لرسم مسار الاستقرار والسلام المفقود في بلدنا.
 
 لانشك أنكم مطلعون على واقع الحال في بلادنا، نتيجة ممارسات النظام، والتي أدت إلى مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين والمختفين قسراً، وسببت دماراً في الممتلكات العامة والخاصة وأذكر حضراتكم  بأن السكوت عن مجازر  طائرات نظام القتل ومدفعيته التي حصدت ما يزيد عن مئتي ألف سوري، نعم ذاك السكوت هو من فتح الباب واسعا لاستخدام الكيماوي، وقد قضى بفعل ذلك أطفال ونساء يشكلون أغلبية الذين قتلوا في غوطة دمشق الشهر الماضي نتيجة هجمات النظام بالأسلحة الكيماوية، وهم الذين كانوا يعانون  الحصار والجوع والقتل اليومي، وهو الوضع السائد اليوم في غوطة دمشق، وفي أنحاء كثيرة من بلادنا.
 
ومع فداحة هذه المأساة،   يتساءل الشعب السوري …..


كيف يمكن للمجتمع الدولي  أن يتجاهل تلك الصور المفجعة ….

التي تظهر أماً تبحث عن جثة طفلتها بين جثث الأطفال المصطفة على الأرض في رواق المشفى الميداني في الغوطة الشرقية ….


كيف له أن يتجاهل صيحات الأمهات اللاتي خرجن مضرجات بالدماء من تحت ركام القصف في القصير  وهن يصرخن للاستنجاد ( أطفالي ما زالو في الداخل ) …

كيف للعالم المتحضر أن يجيب الطفلة الهلعة التي فقدت كل ذويها ..

وتسأل الطبيب  هل هي على قيد الحياة أم لا  ..

ماذا نقول  لهذا الأب المفجوع الذي يمسك بجثة طفلته المزرقة بسبب الغاز السام ويرجوها لأن تصحو  وأن تتنفس من جديد؟  
 
 أيها السادة : لا نريد أن يذكر التاريخ أنه في القرن الواحد والعشرين،  قد تجرأ نظام على أن يستخدم  السلاح المحرم  بقوانين دولية رادعة … وأنه أفلت من العقاب، وضاعت قضية إنسانية  بسبب تردد  بعض البرلمانات وتعطيل دور مجلس الأمن  المسؤول عن تحقيق الأمن والسلام الدوليين  ..

 لانريد  أن تذهب دماء الضحايا الأطفال الأبرياء هدرا، من دون أن ينصرهم أشقاؤهم في الإنسانية ..

 لا نريد  أن يعتبر النظام الأسدي هذا التردد بمثابة ضوء أخضر له،  لتكرار أفعاله المشينة.

فالذي يستخدم أسلحة فتاكة لإبادة شعب أعزل لا يمكن أن يؤخذ منه عهد أو وعد، والذي يقتل براءة الأطفال بالطائرات لا يفهم الدبلوماسية.لا نريد للأسد أن يستمر بحصد مئات الآلاف من رؤوس المدنيين بالآلة الحربية الثقيلة التي يملكها محميا باتفاق مع دول العالم الحر على أن يقتلنا بكل شيء إلا بالكيماوي.
إننا نؤمن بضمير العالم، وبمسؤولية المجتمع الدولي بما فيه الدول التي تمثلونها، بل إننا متأكدون ، أن ضمير العالم حي، وأنكم أمام مسؤولياتكم الإنسانية والتاريخية، تجاه الكارثة التي تجاوزت معطياتها أية كارثة إنسانية شهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
 
إن الشعب السوري، وقيادته ممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، يطالبونكم اليوم بالتدخل الحازم من أجل وقف قتل السوريين وإنهاء معاناتهم، وهذا لا يمكن إنجازه، دون وقف عمل آلة النظام  الحربية.

بإعلان حظر استخدام الطيران والصواريخ والمدفعية، ونزع سلاحه الكيماوي، ومحاسبة الذين أمروا ونفذوا كل المجازر في سورية وخاصة المجزرة الكيماوية في غوطة دمشق.
 
وإنجاز تلك الخطوات بوضعها تحت البند السابع من جانبكم، سيكون مقدمة عملية لإتمام الخطوات التالية في معالجة الوضع السوري،  ودفعه إلى معالجة أوضاعه الداخلية،  ولاسيما وقف التطرف ومحاربة الإرهابيين وتنظيماتهم، للوصول إلى نظام ديمقراطي، يعيد بناء سوريا الوطن والإنسان، وهي أهداف يتطلع الشعب السوري  إلى مساعدتكم من أجل تحقيقها، ونحن متأكدون أن المجتمع الدولي لن يبخل في ذلك، لأننا شركاء في عالم واحد في حاضره ومستقبله.
 
أيها السادة:  إن السوريين الذين يتطلعون إلى مستقبل حر ومسالم، يتطلعون  اليوم قبل الغد لوضع نهاية لمأساتهم،  ويؤمنون أنكم قادرون على مساعدتهم ليبدأوا طريقهم نحو الحرية وبناء الدولة، وهم متأكدون  بأنكم لن تخذلوهم .
ونحن ننتظر خطواتكم العملية.
شكرا” لكم والسلام عليكم.

رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
أحمد الجربا

17/9/2013

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…