وبدفاعك عن طيش مرتكبي الإساءات بحق أخوتك من الكردِ وتبريرِكَ السلوكاتِ الهوجاءَ التي ينتفع بها النظام ويستمد منها كثيراً من نُسغ الحياة والديمومة، تكون (أنتَ) على صِــراطٍ أعْوَجَ آملُ منك الرجوعَ عنه؛ فإيذاء الأقربين جريمةٌ مضاعَفة الأضرار، والوقوف إلى جانب الظالمين الأشرارِ سحقٌ لطبيعة الخير في تكوينك الآدميّ وأنتَ تدّعي أنَّ كُرديَّـتَـك تَسبقُ آدَمــيَّــتَك.
أوهامِ تحصيل ما يستحيلُ تحصيلُـه من نظامٍ جرَّبه الكردُ عقوداً
“ليس يسيراً أن تكون للكرد السوريين جبهةٌ واحدةٌ موحَّدةٌ في مواجهة أعدائهم، وأعداؤهم النظام بجميع أصناف عصاباته المموَّهة باسم الدين أو القومية أو الثورجية، لكنّ تلك الجبهة قد تكون ممكنةَ التحقُّقِ إنِ انتفى العنفُ المُمارَس بحقهم من (أشقائهم) وإنِ اعـتَــبَــرَ العاقدونَ آمالَهم على أوهامِ تحصيل ما يستحيلُ تحصيلُـه من نظامٍ جرَّبه الكردُ عقوداً من عذاباتٍ ستظلُّ الأجيال الآتية تدفعُ ضريبتَها كما دَفعَ أسلافُهم من الضريبة ما جعلهم في مهبِّ مصاعب يتناساها من لا يزالون يأملون خيراً من طاغيةٍ لا خيرَ فيه الآنَ كما لم يكن فيه خيرٌ من قَيْلُ.
وعلى أيِّ حالٍ يبقى للكرد المعادين للنظام أن يستجمعوا قواهم ويتصرفوا بحكمةٍ تنفعهم وتنغع الثورة المعادية للنظام الإجرامي، لأن جميع المؤشرات تؤكد حتميةَ سقوط هذا النظام الذي ارتكبَ من الجرائم ما يفوقُ التحليلاتِ والتوصيفات”.
كان الأجدى ألّا يكون الدمُ الكردي مهدوراً من قِبل أخيه الكردي(!)”
“ما كان ينبغي استرخاصُ الدمِ الكُردي إلى حدود سَـفكِه قُرباناً لنظامٍ لا يتمسك به سِوى قَتلةٍ يتلذذون بمَـــشاهدِ طالبي الحرية وهم يغرقون في دماء شَهادةٍ لا يكترث لها اللاهثون وراء غنائم النهب والاعتداء وانتهاكات حقوق الإنسان.
ما كان ينبغي أن يعتدي طرفٌ كرديٌّ على أيِّ كردي أو غيرِ كُرديٍّ، إشباعاً لغريزة الانتقام من الخير والجَمال والحقِّ، وترسيخاً للشرِّ والقبح والعنف.
بل، على الأقل، كان الأجدى ألّا يكون الدمُ الكردي مهدوراً من قِبل أخيه الكردي(!)”
“الضربة الأوبامية والأسود الكردية:
بعض الجهات الكردية المستأسدة على الكرد فحسب، تعارض الضربة العسكرية ضد النظام الإرهابي في سوريا بحجة أنها – إنْ وقعتْ- ستحدث فوضى في البلاد(!)، وكأن سوريا (والمناطق الكردية ضمناً) في ظل النظام الكيماوي فردوسٌ وأمنٌ وأمانٌ وسلام.
وهؤلاء الزاعمون أنهم حريصون على سوريا وعلى الكرد فينددون بالضربة، يريدون أن يبقى النظام الأسدي الإجرامي لأن نعيمهم وعزَّهم وهيمنتهم وثراءَهم ومجدهم ببقائه، وهم لم ينصحوا حليفهم وسَنَدَهم الأسد أن يرحل ليحافظ على سلامة ما بقي من سوريا بعد أنْ دمّرها وشرَّد سُكّانها..
هؤلاء الأسود الكردية يتجاهلون أن الفوضى التي أحدثتها العصابات الأسدية في المناطق الكردية ليست أحسن حالاً من الفوضى التي يخوّفون الناس بها إثر الضربة، وخشية هؤلاء الأسود ليست على سوريا وشعبها بل خشيتهم على مكاسبهم السياسية والعسكرية والأمنية والمالية في ظل الفوضى التي لا أمل في الخلاص منها إلا بالضربة الأوبامية المنتظَرة..
قدَّس الله أسرارَها وسدَّد خطاها نحو أهدافها الصحيحة”.
(خالد جميل محمد)