فورمولا التخوين : شبيحة الكتابة والحزب التعفني

مصطفى إسماعيل

كنا قد قمنا في تاريخ سابق, وتحديدا في 10/1/2007 بنشر مقالٍ بعنوان ” الكذبة الكوردية الأخيرة: مرجعية كوردية ” يضاف إلى سلسة كتاباتنا في الشأنين الكوردي والسوري في عدد من المواقع الكوردية والعربية, إيمانا منا ببديهة مفادها أن على المثقف الكوردي الانخراط بكفاحية عالية في الشان العام, ورغم ما لحق ذلك من احتفاء شتائمي بالمقال وصاحب المقال في أحد مواقعنا الكوردية العزيزة “ولاتي مه”, على يد حفنة من جرذان التعليقات, الذين يمارسون الاستمناء التعليقاتي إلا أننا التزمنا الهدوء, ولم نحرك ساكنا لإيماننا المتواضع بأن السبب الوحيد وراء ظاهرة تلقف الرأي الحر, وبهذه الطريقة العابرة لانعدام الأخلاق إنما مرجعه فواتنا الحضاري, والقصور الثقافي في الوسط الحزبي الكوردي, وانتشار حالة من المريدية السياسية في مجتمعنا وصولا بها إلى أصولية عاهرة شتائمية, ولحق بجوقة الشتائمجية فيما بعد روبوت حزبي آخر متفقه في الأضاليلوجيا والشتائملوجيا, وتفكيك كل خطاب إلى جملة من المسبات السحرية في تأويلات يحسده عليها الباطنيون يتسمى “بلند داوودي” ( وحده الله يعلم ما هو الاسم الحقيقي, ولكي لا ينزعج مني أصدقائي العلمانيون واليساريون وحدها الطبيعة تعلم ما هو اسمه الحقيقي ), وساحتنا الكتابية الكوردية تعجُّ بالأسماء الحركية التي تتغير في كل مناسبة كتابية.

على كلِّ حال لا يهمنا الاسم, فأتفه ما نحمله هي الأسماء.

ماذا نفعل, فنحن مبتلون بحزب البعث وأجهزته الأمنية وبالحزب التعفني وكثبانه الأسمية ( قياسا على الكثبان الرملية).

لم نرد على ما دبجه واختلقه المتسمى بلند داوودي من فتاوى جهادية بحقنا تحت عنوان” فليذهب المضللون وشعاراتهم إلى الجحيم”, والمنشور في عفرين نت بتاريخ 23/1/2007 , فنحن لا نلتفت إلى الوراء, ولإيماننا بالرأي الآخر والاختلاف وإن كان فيه طعنا وخروجا عن السياق ( كل إناء بما فيه ينضح ), ولأننا من أنصار المقولة الشائعة ” قلها وأمش “, ولأن صديقنا الطاعن في البهاء الجنديرسي ” بير رستم ” أوضح الكثير من الأمور في مقاله ” المرجعية الكردية بين الوهم والواقع ” وإن شابها نفس توفيقي إلا أنها كانت موضوعية في الكثير من النقاط وتهجس بالحوار, استغربنا لاحقا ركوب الحزب الديمقراطي التعفني لطرطيرة ( دراجة ذات ثلاث عجلات, لا يعرفها ابن منظور صاحب لسان العرب.

ولكنها في الأدبيات السياسية الكوردية دلالة على قلة أعضاء حزب ما) هذا التيار التعليقاتي المتخمخم الموجه بريموت كونترول الباباتي الحزبي المزمن, والحاشية الهوداهوسية الخرقاء عبر نشر ردّ المتسمى بلند علينا في جريدتهم التكفيرية / التخوينية ” التعفني “, ومقصدهم من وراء الخطوة, أو من أمامها هو نيل بركات البعث السوري, ونيل شهادة حسن سلوك من أجهزته لقيامهم بواجب نفض المجتمع الكوردي من كل حالة ثقافية مستقلة تدلي بدلوها أو فنجانها في الشأن الكوردي والسوري العام, وإطلاق رصاصة البدء لاحتراب ثقافي كوردي بعد احتراباتهم السياسية ولسنوات مع الأحزاب الكوردية الأخرى, وهنا – بعد نشرهم الرد / التخوين-  بلغ السيل الزبى, وجنت على نفسها براقش, وطمى الخطب حتى غاصت الركب, وكان لا بد لنا من الرد.

الحزب التعفني يثبت اليوم أنه تماماً وبالكامل نائمٌ في شقة سيده وحبيب قلبه البعثي ( صحة وعافية ), ولا هم له غير خلق الفتن وتسويق التفكير المعادي في المجتمع الكوردي, ولاشتغال هذا الحزب ولاوعيه على الفتن والتلفيقات لم نستغرب  اعتباره 12 آذار الكوردي فتنة أيضا, فهو مسكون بعقدة الفتن واختلاقها, وإلا فلا مبرر لوجوده على الساحة السياسية الكوردية.

يا لهذا الحزب المصاب بأنفلونزا الشتيمة والتخوين والتكفير واختلاق الفتن والتشهير ضد كل صوت كوردي حر وكل حزب كوردي لا تعجبه مهادنات التعفني ومساوماته.

في معلقة التكفير التي للمتسمى بلند, والتي قام بتسويقها الحزب التعفني في بعض جيوبه الأخيرة في المجتمع الكوردي أصبحتُ وبجرّة قلم أو بجرّة كي بورد ” المدعو ” ولأن الحزبي الكوردي الأخير وبرعاية الحزب المتبعث يريد أن يخنقني ويحرمني من الهواء وضع أسمي طيلة كتابته بين قوسين –  هذا شروع في القتل – (هل بلغَ بك الحقدُ يا بلند أن تحرمني من الهواء المشاع, فأنا لم أعرف أن الحزب المعادي ذاك قام بتأميم الهواء أيضا بعد أن قام بتأميم القضية الكوردية في سوريا على مقاسه), الأمرُ الآخرُ فيما يتعلق بوضعي بين قوسين هو أنني خشيت من القوسين أن يقتلاني ويوجها سهامهما إلى روحي وحبري, ولكن البعضَ طمأنني إلى أن اتجاه القوسين هو للخارج..

إذن فأنا أدين لهم في بقائي على قيد الحلم والكتابة.

أيضا أغدق علينا بلند بركاته فصرنا في عداد ” المضللين ” و ” الملوثين ” – ننتظر هنا بيانا من منظمة كسكايي سيما وأنني لم أدخل نفايات نووية إلى الحركة السياسية الكوردية – و ” الأبواق ” – صرنا آلة موسيقية أيضا – و ” مختلقي فتن وكتل ومؤامرات ” و ” سعاة تفتيت الحركة ( السياسية الكوردية )” – أية حركة هذه تتفتت بين أصابع مقال..

هل الحركة هشة إلى هذه الدرجة خاصة وأنني لم أدق يوما مسمارا على حائط بغية تعليق صورة أو لوحة – و “هؤلاء” – بمعنى صرت مفردا بصيغة الجمع وهذا مديح في غمرة الشتائم – أما مقالنا المحكوم عليه بالشتيمة المؤبدة والتكفير الزنخ على يد هذا الدعي ورعاته فـعبارة عن ” كتابات مسمومة ” و ” ادعاءات ” و ” شتائم ” و ” أباطيل ” و ” أضاليل ” و ” شعارات براقة ” – هل يقصد ترى شعارات مطلية بالفوسفور –  و ” اتهامات باطلة ” و ” اتهامات مفبركة ” ( كان يمكن له ولحزبه أن يصطحبا مقالي إلى مخبر أشعة أو مخبر تحاليل طبية ليكتشفا أنه خال من كل ذلك ) و البقية تأتي.

ما يمارسه بعض مريدي الأحزاب من تفخيخ المواقع الكردية وغير الكردية بالشتائم وعقلية القصاص وتوزيع التهم ذات اليمين وذات الشمال واستعمال سلاح التشهير, عبر ما يشبه الكتابة دفاعا عن النوع والبقاء والحزب الجميل والأمين العام الشاق المؤبد, وتبني بعض أحزابنا الكوردية لهم ونشر سقوطهم الأخلاقي في جرائدهم الميني جوب حالة مرضية, لتحويل كل حالة كوردية مستقلة ومعبرة عن هواجسها القومية والوطنية إلى قلة منبوذة ومحظورة, إنها شبه كتابات فاقعة اللون والرائحة وتزعج العين.
الروح العدائية الحزبوية المخدرة الكارثية الضيقة في حالة الحزب التعفني لا يمكنها التعاطي مع كل ممكن آخر في مسعاه لإزالة الجليد والعفن عن السياسة الكوردية والثقافة الكوردية في غربي كوردستان, هذه الروح النعاماتية المزمنة المتفشية في وسطنا السياسي الكوردي هنا كالنار في الهشيم تتفادى البحث في المرض وتتحاشى البحث عن سبل الخلاص منه, يبدو أن منطقها الأثير – إذا كان ثمة منطق –  ومبدأها الأثير – إذا كان ثمة مبدأ – هو دفن الرأس في رمال الأوهام خوفا من وهج الحقائق, هذا النهج الشتائمي العنفي في عدم ترك أحد ينبس ببنت شفة عن الأحزاب يخدم من؟.

هذا الوعي السياسي الإسفنجي القائم على امتصاص كل رأي مفارق ومختلف وكل شيء آخر يخدم من؟.

هذا التقاعد العقلي يخدم من؟.

نحن نكتب عزيزي المتسمى بلند من أجل ألا يفوت قطار المجتمع الكوردي هنا وقطارات أحزابه في الحيط.

نحن نكتب من أجل ألا يتحول مجموع الأحزاب الكوردية هنا إلى متحف الشمع أو حالة متحفية موميائية.

لا يمكن لأحزابنا الكوردية أن تمشي كالسلحفاة المصابة بالإسهال في زمن النهايات القصوى هذا.

سنكتب بنقدية تطويرية ارتقائية ما دمنا على قيد الحلم الكوردي, لئلا تبز الروح السنهدرينية الحزبية كل ممكن كوردي, وكل أفق كوردي, وكل ضوء في آخر النفق المظلم الذي نحن فيه.

نحن ننتقد الحالة لئلا تفقد أحزابنا العزيزة مصداقيتها في الشارع الكوردي وتتحول إلى أحزاب كاريكاتورية.

كلنا نشترك في معاداة كل نهج حزبي كوردي يفقس أحزابا أخرى ويزيد الطين بذلك بلة, وكلنا ولا شك نريد السوبر ماركت السياسي الكوردي ونكره هذه الماركتات الصغيرة وهذه الأكشاك السياسوية الصغيرة التي هي عامل ضعف ليس إلا ومنتجاتها في الداخل منتهية الصلاحية والمدة ومضروبة.

كلنا نريد التخلص من هذه الضحالة السياسية إلى جوهر سياسي آخر يحترم نفسه ويحترم الكوردي المختلف في الجوار.

نريد المرجعية كحل ارتقائي وتحفيزي وبناء, ويمكن بعد ذلك البناء عليها.

المرجعية هي حجر أساس, ومن الضرورة بمكان أن تبنى على أساسات صلبة لا على أساسات رملية برأيي, أما أن ينظر إلى المرجعية أو يتنادى إليها أو يطبل لها كمجرد حل ترقيعي لأزمتنا السياسية فنحن ضد ذلك.

من شابه حزبه المهترىء ما ظلم, ومن شابه أمينه العام الشاق المؤبد ما ظلم.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…