إبراهيم اليوسف
بعد كل ما قام به المدعو بشار الأسد من جرائم وحشية يندى لها الجبين، ثمة من بات يقف معه- عن معرفة أو غباء- من خلال عدم فهم حقيقة وأبعاد تهديدات مسرحية الضربة الأمريكية المزمعة، وهي في ظل حدود الإعلان عنها حتى الآن، إنقاذ لهيبة أمريكا وليس للشعب السوري، للخلاص من بين فكي أشرس وحش بشري عرفه التاريخ، حيث لم تستشر أمريكا أحداً، ولن تستشير أحداً، إلا في حدود فضاء مستلزمات التمثيل المطلوب، وتعدُّ هي المسؤولة الأولى – قبل إيران وروسيا وحزب الله عن الدم السوري–
لهؤلاء المترددين، ومن بينهم من انسدت أمامهم الآفاق، واعتبروا الثورة لعبة “بيسبول” أو ” ورقة يانصيب”مضمونة النتائج، أو ممن يتحركون على مبدأ “الزمبرك”، المسبَّق -ولا مبدأ لهم بكل تأكيد- يمكن القول: أوليس النظام، هو من فتح بوابات سوريا أمام التدخل الأجنبي؟، أولم يعلن المدعو”حسن نصرالله: بوقاحة عاهرة، عن ذلك، في خطب تهريجية، عديدة؟، وألم تعلن إيران عن تدخلها في الشأن السوري؟، وما الذي تفعله روسيا، منذ ما يقارب ثلاثين شهراً، وحتى الآن؟.
لابأس، إن من لايميز هذه الأمور مجتمعة، ويخطط للارتداد عن الثورة، والعودة إلى مواقعه، فالطريق إلى أحضان النظام، بحكم” النوستالجيا” إلى الماضي، من قبل بعضهم، ومواصلة العربدة، أو بداعي ممارسة لعبة القفز بين المراكب، التي ظهرت بعد أن ترجحت كفة الثورة، سالك، ومحفوف بالورود.
كما إن الدور المعول على المثقف الآن- كبير جداً- إذ لابد من توضيح كل شيء، من قبله، كي يسعى إلى تبيان الخطوط، بألوانها، أمام الناس- وإن كان، لا أحد يلتبس عليه الأمر، حيث ثمة مشهدان متناقضان: النظام، والثورة، بل وإن كان النظام، ورعاته الإقليميون، والعالميون، سيندبون من يتماهى ضمن إطار الثورة، لاعباً دور”حصان طروادة”، في هذا الزمن الذي يكاد يكون كل فرد محللاً استراتيجياً سياسياً، بسبب الفراغ الذي تعانيه بعض وسائل الإعلام التي باتت تشارك في تمييع هيبة السياسة، كفن، وكعلم، من خلال استقدام بعض لاعبي السيرك، الذين يعيدون إنتاج المقولات والكليشيهات الإعلامية، المعلوكة، إلى حد القرف، إلى جانب من بات متمرساً في خدمة النظام، وهوما قد يبدأ ب”ابتسامة صفراء” في وجه المعلومة الصحيحة، أو من خلال إيصال رسالة مفضوحة، مكشوفة، إلى النظام للقيام- بخطوة ما- قد لايكون منتبهاً إليها، مقابل محاولة بعض وسائل الإعلام، التعتيم على الأصوات التي قد تفاجئها، بما هوخارج عن رؤاها- وهنا يلتقي أزلام النظام والمعارضة في آن معاً- مايدعو إلى وحدة كلمة كل من يعمل من الإنتلجنسا السورية، التي تتفق على إسقاط النظام، أولاً وأخيراً، وبناء سوريا ديمقراطية تعددية، هي لجميع أبنائها، على حدٍّ سواء.