بلاغ اجتماع الهيئة القيادية لحزب آزادي الكردي في سوريا

عقدت الهيئة القيادية لحزبنا، اجتماعها الاعتيادي، أواسط شهر أب الجاري 2013 حيث بدأت أعمالها بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكراماً لأرواح شهداء الثورة السورية وشهداء الشعب الكردي، وبعد تثبيت جدول العمل، ناقش الاجتماع الأوضاع الداخلية في البلاد والتطورات المتلاحقة التي تمر بها الثورة السورية، ميدانياً وسياسياً، ورأى أن النظام الاستبدادي الشمولي الحاكم، لا يزال وبعد مضي حوالي سنتين ونصف على اندلاعها، مستمراً في أعمال القتل الجماعي والتخريب والتدمير، من أجل ديمومته وبقاءه في سدة الحكم والقضاء على التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والكرامة الشخصية وبناء سوريا الديمقراطية التعددية التشاركية، التي ينعم فيها جميع أبنائها بحقوقهم على أسس المساواة في الحقوق والواجبات، وأن هذا الواقع المأساوي الذي يمر به الشعب السوري، جراء سياسات هذا النظام المجرم وممارساته القمعية وبطش آلته العسكرية، يفرض وبإلحاح على المجتمع الدولي التحرك الجدي، من أجل وضع حد له ومحاسبة المسئولين عنه وتقديمهم إلى الجهات القضائية الدولية المختصة لينالوا جزائهم العادل.
وناقش الاجتماع التطورات الأخيرة في المناطق الكردية، فأكد على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الكردي وعلى السلم الأهلي في هذه المناطق والتفاهم والتعاون مع أبناء جميع المكونات التي يتعايش معهم أبناء شعبنا الكردي، وأدان الهجمات التي تقوم بها عناصر جبهة النصرة ودولة العراق والشام والمجموعات المسلحة الأخرى على المناطق الكردية والقيام باعتقال المواطنين الكرد على الهوية واختطافهم وقتلهم والهجوم على منازلهم ونهب محتوياتها وسرقتها وإحراقها، ورأى أن هذا الأمر لا يخدم مصلحة الشعب السوري وثورته المباركة، وأن على المعارضة المسلحة السورية بشكل عام، تركيز نشاطها العسكري في العاصمة وغيرها من المدن السورية المؤثرة في عملية إسقاط النظام، وأن تكف عن توجيه سلاحها إلى أبناء الشعب الكردي، الذي يعاني منذ عقود من سياسة الظلم والقهر والاضطهاد والتمييز والحرمان من الحقوق الوطنية الديمقراطية والقومية المشروعة، وأن المرحلة الراهنة تقتضي العمل المشترك والشراكة الحقيقية بين جميع أطراف الحركة السياسية الكردية في سوريا، وبشكل خاص المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غربي كردستان من خلال الالتزام بتطبيق اتفاقية هولير نصاً وروحاً وعدم التفرد في طرح المشاريع القومية الإستراتيجية واتخاذ القرارات المصيرية.
  وتوقف الاجتماع على ظاهرة الهجرة المتزايدة من المناطق الكردية، في ظل فقدان الأمن والآمان فيها، بسبب التطورات الميدانية الأخيرة والحصار الاقتصادي المزدوج ( من قبل النظام الاستبدادي وبعض مجموعات المعارضة المسلحة ) المفروض عليها وما يخلفه من معاناة معيشية صعبة، نتيجة البطالة والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الأساسية، حيث ناشد الاجتماع المنظمات الإقليمية والدولية وقوى المعارضة السورية ولا سيما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بذل ما في وسعها لإغاثة المناطق الكردية وتأمين الاحتياجات الإنسانية والخدمية والمعيشية والصحية لها، أسوة بغيرها من المناطق السورية، وطالب أبناء شعبنا الكردي في سوريا، التشبث بأرضه، لأن هذه الظاهرة الخطيرة تهدد بإفراغ المنطقة الكردية من سكانها وتغيير التركيبة الديمغرافية فيها وتلحق ضرراً كبيراً بالقضية الكردية في سوريا الجديدة.
  وناقش الاجتماع التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر القومي الكردي في هولير، ورأى أن انعقاده في ظل الظروف الدقيقة الراهنة، يشكل حدثاً تاريخياً ذو أهمية قومية ونضالية كبيرة، لتوفير الأرضية المناسبة للحوار والتفاهم والتعاون والتنسيق بين القوى والأحزاب الكردية في جميع أجزاء كردستان، فيما يتعلق بكافة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، على طريق تأطير الجهود وتوحيد نضال الحركة القومية الكردستانية.
  وأكد الاجتماع على ضرورة الحفاظ على المجلس الوطني الكردي وصيانته وتطويره وتفعيله، بتطبيق قراراته وتوجهاته المختلفة الصادرة عن محطاته وهيئاته الشرعية، ليصبح ملبياً لآمال الشعب الكردي في سوريا وطموحاته القومية والوطنية الديمقراطية.
  وناقش الاجتماع نتائج اللقاءات والاجتماعات الأخيرة للاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي – سوريا، والمتعلقة بتفعيله وفتح مقرات مشتركة له وتشكيل لجنة لوضع خارطة طريق للوحدة الاندماجية بين أطرافه، وأبدى ارتياحه الكامل إزاء هذه القرارات والخطوات لتتويج الجهود بالوحدة الاندماجية الكاملة.ذلك.
  وناقش الاجتماع بشفافية وبروح المسئولية العالية، مختلف الجوانب المتعلقة بحياة الحزب الداخلية والتنظيمية وسبل تفعيله وتحسين أدائه في المرحلة القادمة، واتخذ القرارات والتوصيات المتعلقة بها وتطويرها.
قامشلو 21 / 8 / 2013   
الهيئة القيادية

لحزب آزادي الكردي في سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…