حوار شامل مع القيادي الكردي خير الدين مراد

 حاوره علي الحاج حسين

 

ينتمي خير الدين مراد لاسرة فلاحية ميسورة الحال.

ولد سنة 1949م.

في قرية كيل حسناك، التابعة لمنطقة ديريك المعربة الى (المالكية)، ويمقيم في بلدة تربه سبي المعربة الى ( القحطانية ) ، درس الابتدائية في مدرسة كيل حسناك، وتابع تعليمه الإعدادي والثانوي في مدينة قامشلو.

وبسبب الاعتقال والملاحقة اللاحقة لم يتسنى له إتمام دراسته العالية، حيث اعتقله القيمون على فرع الأمن السياسي بمدينة قامشلو مع عدد من رفاقه عام 1970م.

وكانت جريرتهم وقتذاك أنهم رفعوا شعارا وطنيا في مظاهرة طلابية منها (عاشت الإخوة العربية الكردية)، وأمضى في سجن القلعة المركزي بدمشق لسنة ونيف.

 

انضم خير الدين مراد لصفوف الحزب اليساري الكردي أواخر عام 1965م.

وفي عام 1996م.

قدم استقالته من وظيفته في شركة النفط عام 1996م.

جراء المضايقات والضغوطات والاستدعاءات المستمرة التي تعرض لها من قبل الأجهزة الأمنية المختلقة وتفرغ بعدئذ للعمل الحزبي والسياسي، ومنذ أوائل 2003 وهو يشارك في قيادة معظم الاعتصامات والتجمعات الإحتجاجية والمظاهرات والفعاليات التي ساهم به حزبه إلى جانب الفعاليات العربية والكردية في دمشق وحلب وغيرها من المدن الكبرى،
 وكانت أهمها مظاهرة 05/06/2005 في مدينة قامشلو التي دعا إليها حزب آزادي الكردي و تضامن معه  حزبان  أخران، وبلغ عدد المشاركين فيها حوالي /100/ ألف مواطن  كردي، احتجاجا على سياسة الاضطهاد القومي التي يتعرض لها الشعب الكردي، والمطالبة بإيجاد حل ديمقراطي لقضيته القومية وتحقيق الديمقراطية والاحتجاج على اغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي والمطالبة بالكشف عن الجناة والخاطفين.

وحاليا يشغل خير الدين مراد منصب سكرتير حزب آزادي الكردي في سوريا.


يقول خير الدين مراد:

 

• قدمت إلى النرويج لزيارة عائلية وسأعود الى سوريا قريباً ولن أتخلى عن رفاق دربي.


• سأظل وفياً للثقة التي أولتنيها قرابة ثلثي مندوبي المؤتمر، وأميناً للمسؤولية إلى انعقاد المؤتمر القادم .


• جاء انبثاق آزادي كخطوة اولى متقدمة ومتواضعة في اطار معالجة موضوعية لحالة التشرذم المفرط .


• إن نتائج استقالة صلاح بدر الدين خدمت عملية الوحدة بين الحزبين .


• وجهت دعوة باسمي لصلاح بدر الدين قبيل انعقاد المؤتمر التوحيدي فلم يلبها، ولم يهنيء المؤتمرين..

آمل ألا يتم افتعال خلاف.


• أدعو السيد صلاح بدر الدين لاحترام إرادة مؤتمرنا التوحيدي الأول ، والتعاطي الايجابي ولا أرى جدوى من العودة الى الخلافات القديمة .


• انقسام حزب آزادي هو أمنية خيالية لبعض الجهات والأطراف والأشخاص المتضررين من انبثاق هذا المشروع.


• الإرادة التي صنعت الوحدة وساهمت في ميلاد آزادي، حريصة على صيانتها وتطويرها، و لا عودة للوراء.


• تم إبعاد الراحل عثمان صبري عن الحزب بمؤامرة من قبل بعض رفاقه المتنفذين ولم يستقل.


• لم يكن للحزب اليساري الكردي في سوريا أية علاقات أو صلات مع سفارة صدام في بيروت أو غيرها من العواصم.


• لم يحصل أي خلاف بيني وبين الراحل عصمت سيدا.


• في بداية عام 1975 ظهرت خلافات بين المرحوم وبين السيد صلاح بدرالدين، حيال الموقف من النظام العراقي والموقف من قيادة الثورة في كردستان العراق .


• مازلنا نشكل مجتمعين الورثة الشرعيين والحقيقيين لنهج انطلاقه الخامس من آب التاريخية.


• شكلت انتفاضة آذار 2004 انعطافة تاريخية ونقطة تحول واستطاعت أن تدفع بالقضية الكردية الى التدويل، ففاقت أهمية انطلاقة آب.


• انعقد كونفراس آب تحت قيادة المرحوم أوصمان صبري، وهو الذي أنجز نهج انطلاقة آب وقادها الى أن أبعد عن الحزب.


• التغيير الديمقراطي حتمي، فإما أن يستجيب حزب البعث، ويقبل بالتداول السلمي للسلطة، والاحتكام الى صناديق الإقتراع وإما سيحصل التغيير بمبادرة قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية.


• على الرغم من تصريحات الرئيس بشار الأسد بأن الكرد جزء من النسيج السوري ومن تاريخه ، ولكن وضع الشعب الكردي فلم يشهد أي إنفراج او تحسن، ونحن نعول على إمكانيات وطاقات أبناء الشعب السوري، والتي ينبغي أن تبذل الجهود لتوحيدهما، وإنجاز برنامج سياسي توافقي والإستفادة من التطورات المتعددة والعمل على تصعيد النضال السلمي الديمقراطي.


• نحن على استعداد لمحاورة أي طرف وحتى مع النظام نفسه وسنرفع من سقف نشاطاتنا الوطنية والقومية.
• تختلف المعارضة السورية (العربية) والنظام ولكنهما يتفقان في الموقف من القضية القومية للشعب الكردي، لأن الخلفية واحدة.


• أدعو إخواننا في المعارضة العربية أن يتعاملوا مع الشعب الكردي وقضيته القومية من منطلق ديمقراطي، ومن منطلق وطني سوري ، لإنصاف إخوتهم الكرد أولاً ، ولزيادة فرص التلاقي والتعاون في مواجهة الإستبداد ثانياً ، لإنجاز عملية التغيير الديمقراطي .


• نتمنى أن يرفع إخواننا العرب سقف تفهمهم ويتجاوزون الخطوط الحمر للتوصل الى توافق وطني .
• اعترف بشار أسد على قناة الجزيرة بأن القومية الكردية هي جزء من النسيج والتاريخ السوري، ويبدو أن هناك من اختلف مع هذا التصريح في مراكز القوى بالسلطة وتراجع عنه .


• تراجع البعض فيما بعد عن موقفه من انتفاضة آذار، بدافع ارضاء ومغازلة الغير، او التهرب من المهام والمسؤوليات القومية، وهذا لا يقلل من شأنها وأهميتها، ولا يغير من جوهرها.


• لاتوجد خصومة بين الشعب الكردي وحركته السياسية ، وانتفاضة آذار وحددت المسار، وصاغت الموقف السياسي واختارت الآليات وعلى الجميع احترام تلك الخيارات.


• لا يجد ابناء الشعب الكردي في إعلان دمشق ولا في جبهة الخلاص ملامسة فعلية لحقيقة وجودهم وجوهر قضيتهم العادلة ولا لمشروعية حقوقهم القومية، ولا يمكننا التعامل معهم برنامجياً ضمن هذه السقوف.
• إن السيد صلاح بدر الدين ووجوده ضمن جبهة الخلاص يمثل شخصه ولا علاقة لنا به، وليس هناك أي شكل من التواصل فيما بيننا.


• جميع أطرافها الحركة الكردية مدعوة لإعادة النظر في برامجها وآلياتها، وهيكليتها ، لتواكب التطورات، وتلبي الاستحقاقات النضالية، وترتقي بمواقفها.


• تطورات الأوضاع الداخلية المتأزمة لا تشير الى قرب اغلاق ملف الاعتقال السياسي، ولاتزال السجون والمعتقلات مليئة بسجناء الرأي والسياسيين.


• أعتقد أن علاقة المعارضة بالسيد عبدالحليم خدام ينبغي أن تكون وفقا لمواقفه السياسية وآلياته وممارساته، ومطلوب منه تقديم الاعتذار لمكونات المجتمع السوري و لقواه المختلفة…


• لا أعتقد بأن السيد عبدالحليم خدام يتمتع بتلك القوة والحجم ولننتظر ما سيحققه للسوريين.

لأنه حتى الأمس القريب كان جزءاً من النظام وشريكاً في سياساته وممارساته القمعية .


• السيد خدام يتحمل مسؤولية عزلته، لأنه لم يحاول فتح قنوات اتصال مع أطياف المعارضة ، ولم يقم علاقات معها أثناء وجوده في الحكم، لإعادة المصداقية وبناء الثقة .


• وجود السيد صلاح بدرالدين في جبهة الخلاص لايعنينا على الإطلاق وهو لم يستشرنا في ذلك، لكنه أخطأ عندما أشار بأننا : مرشحين للإنضمام الى الجبهة..


• بنفينا ربما سببنا له نوعا من الإحراج، ونحن لانسانده في السر ولا في العلن.


• اذا ما فصلنا ماضي السيد عبدالحليم خدام عن حاضره، فإنه يبدو كغيره من رموز المعارضة، ولو بمصداقية أقل


• لا جدوى من تشكيل هياكل في خارج الوطن .


• من حق الشعب السوري أن يستفيد من التطوارات الإقيليمية والدولية لتصعيد نضاله في مواجهة الاستبداد.


• شعار جريدتنا المركزية هو (الديمقراطية للبلاد والإعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا ) .


• هناك أزمة داخل الحركة الكردية، ولكن عشرة من أطرافها مؤتلفة داخل ثلاث أطر (لجنة التنسيق، الجبهة

الديمقراطية، التحالف الديمقراطي) كخطوة عملية نحو بناء مرجعية سياسية


• مسؤولية التشرذم والتراخي وتقصير الحركة، تتحمله قيادات الاحزاب فقط، ونقول لهولاء أن هذه التشكيلات لاتفيد.


• هناك صراع بين أطراف الحركة الكردية والسلطة، التي تحاول ضرب الأكراد بالأكراد…


• لليمين الكردي معاييره ومنطلقاته وخلفياته، ولليسار معاييره ومنطلقاته، والشعب حكم….

وندعوهم الى إحترام خياراتنا.


• دعينا للقاء السيدة نجاح العطار، فطلبنا اعتماد آلية واضحة وجدول عمل متكامل للمناقشة، رفض طلبنا، ورفضنا اللقاء.


• اصطفافات الحركة الكردية “الحالية” إما أن تتوحد فصائلها واما ستشهد عملية فك وتركيب من جديد.


• يملك الشعب الكردي مناضلين اكفاء، ولكن الآخرون لم يتركو لأبناء الشعب فرصة الأختيار، ومازالوا يسوقون نماذج مرفوضة.


• نعتز بقدرات أشقائنا في كردستان الفيدرالي، ولا أعتقد بوجود أية علاقة لهم مع اسرائيل، فلماذا هذا التجني المتعمد للنيل من التعايش والتآخي بين الشعبين العربي والكردي…


• اندلعت شرارة انتفاضة آذار دون تخطيط مسبق وكانت عفوية، ولم تستطع الحركة الكردية التفاعل معها وأخفقت في توظيف نتائجها.


• أعربت رموزهم اخواننا السريان مراراً أنهم عرب وينتمون الى القومية العربية، ونحن نحترم خيارهم هذا…


• نحن لانبالغ بتعداد الكرد في كردستان سوريا، الذي جاوز ثلاثة ملايين نسمة.


• لا ننتظر من احد شهادة في الوطنية لأننا نؤدي واجبنا الوطني ، قلناه بالأمس ونقولها اليوم وسنقولها غداً بأننا نطالب بمعالجة وطنية ديمقراطية لقضيتنا القومية ولا نسعى الى الانفصال.


• هدفنا هو الإقرار الدستوري بوجود الشعب الكردي الأصيل على أرضه التاريخية كقومية ثانية، وكشريك وطني رئيس، وايجاد حل ديمقراطي لقضتيه القومية في إطار وحدة البلاد، يضمن تمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية الديمقراطية ، ويحقق المساواة القومية، ولا نسعى الى اقتطاع جزءا من سوريا.


• الحركة الكردية مؤهلة لأن تكون (دينمو) المعارضة السورية.


• من الطبيعي أن يخضع سقف مطالبنا للتطورات وينسجم مع حجم تضحيات ابناء شعبنا.


• لم تخلف حرب تموز في لبنان سوى الدمار والخراب للشعب اللبناني ولا أعتقد بوجود انتصارات تذكر.


• لا اعتقد بوجود أي فرص لتطبيق الخلافة الإسلامية .


• ينبغي أن تكون سوريا لجميع أبنائها ، قوميات و أديان و مذاهب وطوائف .


• مطلوب من النظام أن يبادر الى احداث التغيير، وينطلق بخطوات تمهيدية، أولها تبييض السجون واغلاق ملف المعتقلين وتحرير الانسان السوري من القيود المفروضة عليه، والغاء حالة الطوارئ .


• تكمن آلية استراد الجولان المحتل بحوارات مباشرة وجادة، والتعايش السلمي ممكن مع الاسرائيليين.


• ليست هناك ميليشيات سوى ميليشيات الحزب الحاكم في سوريا.


• نظام الحكم في سوريا ، جمهوري برلماني…

 

نص الحوار:

 

 ●  هناك من يريد أن نفصل له أسئلة على مقاسه وإلا فلن يجيب على أسئلتنا..

لا أعتقد أن لدى الأستاذ خير الدين مراد أسئلة محرمة، ومع هذا يتوجب السؤال؟

** لك كامل الحرية في طرح أسئلتك ، ولست مع وضع الحدود للإعلاميين ، طالما يتقيدون باصول الإعلام ،ولي الحرية في إجاباتي .

●  صرحت أنك قدمت لزيارة خاطفة لأوربا وستغادر إلى سوريا في غضون أيام، فهل عدلت عن رأيك وفضلت العيش في فسحة بعيدا عن المخابرات والمخبرين والملاحقات التي يتعرض لها السوريون؟ وهل يليق بأمين عام وقيادي مجرب مثلك أن يكون بعيدا عن شعبه في مثل هذا الوقت العصيب؟

** أنا في زيارة عائلية للإطمئنان على أفراد أسرتي وزوجتي المقيمين في مملكة النرويج ،وسأعود الى سوريا قريباً وفور الإنتهاء من بعض الفحوصات الطبية .

هل لي أن أفسر أن قعودك كأمين عام في أوربا بمثابة استقالة من تحت الطاولة وكمقدمة لتسليم البيرق للسيد مصطفى جمعة؟

**  بينت في إجابتي السابقة بأنني عائد الى البلاد وخياري هو العيش بين أبناء شعبي ، وممارسة نضالي الوطني الديمقراطي والقومي ميدانياً ، ولن أتخلى عن رفاق دربي ، وسأكون وفياً للثقة التي أولتها لي قرابة ثلثي مندوبي المؤتمر التوحيدي الأول لحزبنا ، وأميناً للمسؤولية التي عهدت الي حتى انعقاد المؤتمر القادم.

●  لماذا اندمجتم مع الاتحاد الشعبي بآزادي في الوقت الذي كان يعلن أنه أكبر حزب، وفوجئنا بتوليكم مقاليد الأمانة العامة بدل السيد مصطفى جمعة، فهل كنتم الأقوى؟

** شرحت سابقاً في وسائل الإعلام المرئية و المسموعة والمقروءة بأن انبثاق آزادي جاء كخطوة اولى متقدمة ومتواضعة في اطار معالجة موضوعية لحالة  التشرذم المفرط داخل الحركة الكردية ولبناء حزب قوي ، ليشكل  أداة نضالية وسياسية فاعلة على الساحتين الوطنية و الكردية ، وليؤسس لمشروع سياسي قومي ديمقراطي ، وأما موضوع تولي مقاليد سكرتارية الحزب فيعود الى إرادة الأغلبية الساحقة لمندوبي مؤتمر حزب آزادي والتي تشكلت وفق آليات ديمقراطية واضحة ، أكن لها كل الاحترام والتقدير . 

●  هل لي أن أقرأ مسيرتكم الوحدوية على أن حزبكم والاتحاد الشعبي انشقا عن حزب اليسار الأم بوجود الأستاذ صلاح بدر الدين وتوحدتم باستقالته وطلاقه للعمل التنظيمي بالثلاث؟

** حصل انقسام في صفوف البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا (اليساري) اواسط عام 1975 بوجود السيد صلاح بدرالدين لأسباب سياسية أدى الي الحزب اليساري الكردي في سوريا بقيادة المرحوم المناضل عصمت سيدا وحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا بقيادة السيد صلاح بدرالدين ، و إن نتائج  استقالته خدمت عملية الوحدة .

●  يقال أنكم على خلاف مع السيد صلاح بدر الدين الذي كان ثقلا في الحزب واليوم ثالث صقرا في جبهة الخلاص، وما مآخذكم عليه وما تاريخية وجذور خلافاتكم؟

** لو كنت على خلاف مع السيد صلاح بدرالدين لما وجهت له دعوة باسمي قبيل إنعقاد مؤتمرنا التوحيدي الأول باسبوعين ليساهم بآرائه  في إغناء المؤتمر ، ولكنه للأسف الشديد لم يستجب للدعوة ، ولم يبادر حتى إلى تهنئة القيادة بنجاح أعمال المؤتمر أتمنى أن لا يؤشر هذا الى اتخاذه موقفاً سلبياً و محاولة لإفتعال خلاف ما ، أدعوه الى إحترام إرادة مؤتمرنا التوحيدي الأول ، و الى التعاطي الايجابي ولا أرى جدوى من العودة الى الخلافات القديمة .

●  ما حقيقة أن الطلاق يطرق أبواب آزادي وقد يفترق الاتحاد الشعبي عن اليساري من جديد؟

** لا صحة لهذا الكلام وربما يعبر عن أمنية خيالية لبعض الجهات والأطراف و الأشخاص الذين يجدون انفسهم متضررين من انبثاق هذا المشروع القومي الديمقراطي وتطور حزب آزادي السياسي والتنظيمي ومده الجماهيري  ، وتفاعله الشعبي وتوسيع دائرة علاقاته الوطنية والكردستانية والدولية ، و أستطيع القول بأن الإرادة التي صنعت الوحدة ، وساهمت في ميلاد آزادي ، حريصة أشد الحرص على صيانة تجربة آزادي وتطويرها ، و لا عودة الى الوضع السابق .

 ماذا كان موقفك الشخصي من المرحوم عثمان صبري وهل كان متشبثا برأيه، وما سبب استقالته آنذاك؟

** كنت أكن للمناضل المرحوم عثمان صبري كل المحبة و التقدير والإحترام ، ولازلت احترم تاريخه و ذكراه، وكان يحظى بمحبة و احترام جميع رفاقه و أوساط واسعة من أبناء الشعب الكردي وستظل ذكراه  خالدة في قلوبنا لما قدمه هذا المناضل من تضحيات على طريق نضاله الشاق والطويل و ما تمتع به من مواقف جريئة وعمل متفان ، و وفاء لقضية الشعب الكردي القومية ، وكان يدافع بجرأة عن قناعاته وله القدرة على إقناع الأخرين بآرائه .

ويؤسفني القول بأنه لم يستقيل  ، وإنما  أبعدعن الحزب نتيجة مؤامرة من قبل بعض رفاقه المتنفذين عام 1969 ،ولو سمح له بمواصلة نضاله لكان الوضع الكردي في أحسن أحواله.

كان أكراد العراق على علاقة وثيقة ببعث سوريا فهل كنتم على وفاق مع بعث العراق في سبعينات القرن المنصرم؟

** لم يكن لنا أية علاقات مع بعث العراق .

●  ما حقيقة صلاتكم الدورية سنة 1975م.

مع سفارة صدام في بيروت عبر أحد قيادييكم
، وما هي التعليمات التي كنتم تتلقونها من حكومة صدام؟

** في الحقيقة لم يكن للحزب اليساري الكردي في سوريا أية علاقات أو صلاة مع سفارة صدام في بيروت أو غيرها من العواصم ، لا في عام 1975 و لا بعده .

 زج بالقيادة المرحلية التي كلفها المرحوم مصطفى البرزاني بالسجن، وتحولت إلى البارتي، فبماذا تمثل دورك شخصيا؟

** كنت اعمل ضمن صفوف الحزب اليساري الكردي في سوريا ، ولم يكن لي  علاقة بالقيادة المرحلية ولا بالبارتي الوليد .

●  ما السبب الحقيقي وراء الخلاف مع المرحوم عصمت سيدا، وهل له صلة بعلاقاتكم عبر قيادي مباشرة مع سفارة صدام في بيروت؟

** لم يحصل أي خلاف بيني وبين المناضل المرحوم عصمت سيدا و انما كنا على وفاق و تفاهم وكان يسود علاقتنا الإحترام والمحبة ، وللتاريخ أقول انه استطاع  بجدارة أن يقود الحزب اليساري في أصعب مراحله ، وكان مناضلاً حقيقياً ومخلصاً لقضية الشعب الكردي وللقضايا الوطنية والديمقراطية ، ووفياً لمبادئ الحزب وخطه السياسي ، وجريئاً في مواقفه ، وضحى بحياته على طريق مسيرته النضالية وسيظل ذكراه خالدة في قلوبنا .

ولكن بعد المؤتمر الرابع للحزب في بداية عام 1975 ظهر بوادر خلافات سياسية بين المرحوم وبين السيد صلاح بدرالدين ، قيل منها ، الموقف من النظام العراقي ، والموقف من قيادة الثورة الكردية في كردستان العراق . 

 هل تدعون أنكم اليوم أنكم الورثة الشرعيين لنهج آب وهل كنتم أغراب عنه قبلا؟

** لم نكن  في يوم من الأيام غرباء عن نهج انطلاقه الخامس من آب التاريخي ، وانما كنا نجسد بشكل حقيقي هذه الانعطافة التاريخية و مازلنا بالاشتراك مع أطراف أخرى نشكل مجتمعين الورثة الشرعيين والحقيقيين لنهج الانطلاقة ، ونسعى الى استكمال و حدتنا .

 هل ترك الثاني عشر من آذار أثرا لديكم بما يوازي كونفرانس آب، وهل يمكن اعتباره بداية ولادة الحركة التصحيحية الكردية؟

** شكلت انتفاضة آذار 2004 انعطافة تاريخية  عظيمة ونقطة تحول كبيرة في مسيرة النضال الكردي عبر فيها أبناء الشعب الكردي عن وجوده الأصي ل على أرضه التاريخية ، وعن جوهر قضيته القومية العادلة ، وعن هويته الحقيقية ، وبفضل الدماء الزكية لعشرات الشهداء و آهات المئات من الجرحى والصرخات المؤلمة لآلاف المعتقلين ، استطاعت الانتفاضة أن تدفع بالقضية الكردية الى مواقع متقدمة والى التدويل .

وبذلك أعتقد أن اهميتها فاقت أهمية انطلاقة آب وانهما يكملان بعضهما .

 حينما نتحدث عن كونفرنس آب ونهج آب، أليس في الواقع انقلابا على المرحوم عثمان صبري، كنتم معه وخرجتم عليه؟

** بودي أن أوضح هنا نقطة في غاية الأهمية ، وهي منذ تأسيس أول تنظيم سياسي كردي في سوريا في 14/6/1957 ،تولي المناضل المرحوم الدكتور نورالدين ظاظا رئاسة الحزب ، وتولي المناضل المرحوم أوصمان صبري سكرتارية الحزب ، وبعد الانقطاع الذي حصل بين الدكتور ظاظا والحزب في أوائل السيتينات بعد خروجه من المعتقل ، استمر أوصمان صبري في مهامه ، وقاد الحزب حتى عام 1969 ، وان كونفراس آب انعقد تحت قيادته ، وهو الذي أنجز نهج انطلاقة آب ، وقاد هذا النهج من كونفراس 5 آب 1965 الى عام 1969 عام ابعاده عن الحزب ، لذا نحن كنا معه ونعمل تحت قيادته .

إلى أي مدى يمكنني الركون لما ذهب إليه السيد تركي الربيعو في قوله أن ليس حزبكم من اليسار بشيء سوى الاسم، وما هي أيديولوجيتكم اليسارية؟

** يعبر عن رأيه واحترم هذا الرأي ، وأن حزبنا اليوم  يحمل اسم آزادي وأختلف مع السيد تركي الربيعو  .

ما الذي يجعل السيد خير الدين مراد يتشبث بكرسي الأمانة العامة ولماذا لا تحذو حذو الأستاذ صلاح بدر الدين وتنصح زميلك الأستاذ مصطفى جمعة بترك قيادة السفينة للشبان وتكونون لهم مجرد مستشارين؟

** أوضحت من خلال الإجابة على سؤال سابق ،بأن المؤتمر التوحيدي الأول اختارني لقيادة الحزب في هذه المرحلة من بين ثلاث مرشحين ، واحترمت هذا الخيار  الديمقراطي ، ولست متشبثاً بهذا الموقع أبداً ، لأنني مقتنع بالعملية الديمقراطية ، ثقافة وفكراً وممارسة ، وأقول بأنه لولا الرغبة الملحة لمعظم رفاق الحزب ، ولولا الحاجة الحزبية وضرورات النضال ،لما رشحت نفسي لهذا الموقع ، و ان حزب آزادي هو حزب المؤسسات والمكاتب المتخصصة التي تعج بالشباب الذين نفتخر بهم وليس حزب الشخص الواحد  ، وعندما تقتضي مصلحة آزادي بتخلي عن هذا الموقع ، سوف لن أتردد ، لكنني لن أتهرب من مهامي و مسؤولياتي .

ألا ترى أنكم حينما تتحدثون عن الإصلاح والتغيير في ظل البعث وقيادة رئيس وريث بلا خبرة كما لو أنكم تتحدثون عن طائر الفينيق أو العنقاء، ولم أفهم ماذا تقصدون بقولكم أن يقوم البعث في إصلاح ما أفسده وهو قائم على الفساد ولا يعطي دورا للشعب ليشارك في العملية الوطنية.

فما هي الآلية لتنحية البعث ووضع المخابرات على الرف لتقومون بإصلاح ما أفسده البعث؟

** أعتقد أن ازدهار سوريا واستعادة  موقعها الطبيعي ضمن المنظومة الاقليمية وفي الإطار الدولي ، وكذلك تنمية المجتمع السوري في سوريا ، تستدعيان استبدال الاستبداد بالديمقراطية الحقيقية لإن في ذلك تكمن المصلحة الوطنية ، وهذا التغيير الديمقراطي حتمي في سياق تطور مسيرة الشعوب والمجتمعات ، فإما أن يستجيب حزب البعث لضرورات هذا التغير كحاجة وطنية ، ويقبل بالتداول السلمي للسلطة ، والاحتكام الى صناديق الإقتراع من خلال حوار وطني شامل للتأسيس نظام ديمقراطي يرتكز على دستور ديمقراطي علماني تعددي قومي وسياسي يضمن للشعب الكردي التمتع بحقوقه القومية الديمقراطية ولجميع الاقليات القومية بحقوقها ضمن إطار وحدة البلاد ، ويبدو أن الفرص تقل أمام هذا الخيار نظراً لتهرب السلطات من تلبية استحقاقات المرحلة ، و إما سيحصل  التغيير بمبادرة  قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية بمختلف  تياراتها  إلى الالتفاف حول برنامج وفاق وطني شفاف يعبر بصدق عن مصالح جميع الاطراف ، يوحد نضالها، ويرتقي بآلياتها السلمية الديمقراطية ، من أجل إنجاز التغير الديمقراطي ، وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية ذات التعددية القومية والسياسية ، وأرى بأن الآفاق تتسع يوماً بعد يوم أمام هذا الخيار ، على المعارضة تسريع خطواتها لإنجاز ذلك .

●حين ورث بشار أسد الكرسي عولتم كثيرا عليه، بل وطرتم فرحا لمجرد أنه تلفظ في وقت حرج بعبارة “الأكراد من النسيج السوري” وروجتم لبوادر إصلاحية وانفراج وإذ هذا الكعك من ذاك العجين والابن لم يختلف عن أبيه، فعلام تعولون اليوم في انجاز التغيير؟

** لقد عوٌل جميع أبناء الشعب السوري على ذلك ، وخاصة إنه ترافق مع وعود كثيرة ، ولكن سرعان ماتلاشت تلك الآمال نتيجة تراجع تلك الوعود وعدم ترجمتها عملياً ، ولجأت السلطات إلى حملات التضييق والمضايقات والملاحقة وإلى إنتهاج سياسة  كم الأفواه وقمع الحريات والإعتقالات التعسفية والكيفية لقوى المجتمع السوري المدني والحقوقي والسياسي ، والتي طالت حتى الآن العشرات من المناضلين العرب والكرد بمختلف إنتماءاتهم السياسية والفكرية والثقافية ، المعتقلين في السجون والمعتقلات ، و أما عن وضع الشعب الكردي فلم يشهد أي إنفراج او تحسن على الرغم من تصريحات الرئيس بشار الأسد بأن الكرد جزء من النسيج السوري ومن تاريخه ، ولكن  أيضاُ لم يترجم ، ونحن نعول على إمكانيات وطاقات أبناء الشعب السوري بإنتماءاته القومية والسياسية المختلفة ، والتي ينبغي أن تبذل الجهود لتوحيدهما ، وإنجاز برنامج سياسي توافقي والإستفادة من التطورات المتعددة  والعمل على تصعيد النضال السلمي الديمقراطي بأشكاله المختلفة .

دائما في لقاءات سابقة تتحدث عن الحاجة الوطنية الملحة وضرورة القيام بتنفيذ اصلاحات دستورية واصلاحات سياسية  واصلاحات ديمقراطية، لكنكم لم تقدموا شيئا على أرض الواقع حتى الآن، فهل تريدون أن يهديكم النظام أغلالكم مرصعة بالدرر؟

** نحن عملنا الكثير ، قياساً بغيرنا على الساحة الوطنية ، حيث أنجزنا رؤيا مشتركة للتغيير الديمقراطي وحل القضية الكردية في سوريا ، باسم لجنة التنسيق الكردية  التي تضم ثلاثة أحزاب ، وقمنا بفعاليات سلمية ديمقراطية متعددة في دمشق العاصمة وحلب و آخرها في مدينة قامشلو يوم 10/12/2006 يوم الإعلان العالمي لحقوق الانسان ونحن على أتم الاستعداد للدخول في حوارات جادة مع أي طرف أو اطار أو مجموعة على الساحة الوطنية وحتى مع النظام نفسه على أساس تلك الرؤيا المشتركة وسنواصل فعالياتنا تلك وسنرفع من سقف نشاطاتنا الوطنية والقومية .

● قلت يجب أن يبدأ الاصلاح من حزب البعث ومن دستور البعث ومن برنامجه السياسي، لكن البعث لم يصلح وفقط خرب خلال نصف قرن، وإن لم يصلح شيئا فإلى متى ستنتظرون أن تمطركم السماء حرية وحقوقا، وما بديلكم عن عدم مباشرة البعث بإصلاح ما أفسد بنفسه؟

** أعتقد أنني أوضحت بما فيه الكفاية حيال هذه النقطة في معرض اجابتي على سؤال سابق .

يبدو أن التهميش للأكراد ليس من قبل النظام، بل والمعارضة السورية، وهل لك أن تسمي فعالية حقيقية واحدة قمتم بها مع شركائكم في الوطن حتى الآن؟ هل التنسيق مع المعارضة العربية يتوقف عند حدود شرب القهوة وتبادل المجاملات، هل هناك بوادر لوفاق بين المعارضين على الحد الأدنى من القواسم؟

** نعم ،  معظم  قوى المعارضة السورية (العربية) والنظام ، يختلفان في بعض الأمور ولكنهما يتفقان في الموقف من القضية القومية للشعب الكردي باستثناء بعض أوساط النخبة في المعارضة ، وباعتقادي ليس الأمر غريباً ، لأن الإثنان ينطلقان من خلفية واحدة ، ولو كان منطلق أحدهما ديمقراطي لاختلفا في الموقف من الكرد ، وإذا كان صاحب النفوذ والسلطة يهمش الكرد و يتنكر لوجودهم التاريخي الاصيل كشعب يعيش على أرضه منذ القدم ، ويتنكر لقضيتهم القومية فإنني أدعو إخواننا في المعارضة العربية أن يتعاملوا مع الشعب الكردي وقضيته القومية من منطلق ديمقراطي، ومن منطلق وطني سوري ، لإنصاف إخوتهم  الكرد أولاً ، ولزيادة فرص التلاقي والتعاون في مواجهة الإستبداد ثانياً ، لإنجاز عملية التغيير الديمقراطي ، ويمكنني القول أننا قمنا بالمشاركة في عدة فعاليات وطنية وآخرها كانت يوم 05/10/2006 في الذكرى السنوية لإحصاء عام 1962 ، الذي بلغ بموجبه عدد المجردين من الجنسية السورية حتى الآن أكثر من 300 ألف مواطن كردي ، وهناك حوارات تجرى  بيننا من وقت لأخر ، نتمنى أن يرفع إخواننا العرب سقف تفهمهم ويتجاوزون الخطوط الحمر للتوصل الى توافق وطني .

وعد بشار أسد في قسمه السوريين بأنهار من عسل وخمر، وما أن أعتلى الكرسي حتى كشر عن أنياب أبيه، فقمع وسجن وقتل، ومع ذلك روجتم له بأنه سيعترف بوجودكم كمكون وطني في مقابلة يتيمة في قناة الجزيرة، فما تفسيرك لحذف هذه الفقرة لما بث التلفزيون السوري المقابلة، أليس حنثا وتراجعا لئلا نسميه كذبا؟

** تصريح الرئيس بشار الأسد على الهواء مباشرة مع قناة الجزيرة (بأن القومية الكردية هي جزء من النسيج السوري ومن التاريخ السوري) كان بمثابة اعتراف منه بوجود الكرد كمكون وطني وبدوره التاريخي ، و شكل هذا التصريح حينئذٍ  ارتياحاً في الأوساط الكردية ، لكن هذا التصريح لم يترجم هو الأخر ، ويبدو أن هناك من اختلف مع هذا التصريح في مراكز القوى بالسلطة ، او حصل تراجع عنه .

تتحدثون عن إصلاح النظام وأثقال المعارضة السورية بقضها وقضيضها، لكن ما هي الخطوات العملية لتصلحوا من شأنكم وترميم بيتكم الكردي الداخلي، فهل أعدتم النظر بتراكيب الحركة الكردية وتلمستم سبل معالجة أزمتها الخانقة؟

** بينت سابقاً بأن هناك حوارات تجرى الآن لترتيب البيت الكردي ، وكيفية توحيد الرؤيا الكردية وتأطير نضال فصائل الحركة الكردية ، وأعتقد بأن فرص التوصل الى اتفاق متوفرة.

لم تتفق أطراف الحركة الكردية حتى الآن على تسمية 12 آذار هل هي أحداث شغب أم انفاضة فكيف ستتفقون على برامج تطبيقية ذات مصداقية ويلتف حولها الشعب؟

** أستطيع القول بأن أطراف الحركة الكردية ، تعاملت مع /12/ آذار من حيث الواقع الملموس ، ومن حيث الخطوات العملية والموقف السياسي من خلال (مجموع الأحزاب الكردية ) على أنه يشكل انتفاضة كردية ، وإن تراجع البعض عن هذه الحقيقة فيما بعد ، بدافع الارضاء ومغازلة الغير ، او التهرب من المهام النضالية ومن المسؤولية القومية ، لا يقلل من شأنها ومن أهميتها النضالية ،ولا يغير من جوهرها ،  وأعتقد بأن الظروف وتطورات الاحداث ، سوف تساهمان في نجاح الجهود المبذولة للتوصل الى الاتفاق .

هل يوجد خصومة خفية بين الشعب الكردي والحركة الكردية، وهل تتصالحون مع الشعب فيما لو تجاوزتم الأزمة، معتبرا بذلك أن انتفاضة آذار وحدت الشعب بدون تدخل من القوى السياسية الكردية؟

** لاتوجد خصومة بين الشعب الكردي وحركته السياسية ، وانتفاضة آذار المجيدة 2004 وحدت العمل والموقف ، وحددت المسار النضالي للحركة الكردية ، وصاغت لها الموقف السياسي بدقة واختارت الآليات النضالية وعلى الجميع احترام تلك الخيارات والإيفاء بالتزاماتهم ، تجاه التضحيات الجسام التي قدمتها أبناء شعبنا الكردي .

هل هناك مشاريع وحدوية فعلية للم الشمل تضم القوى الكردية، وما هي سمات الوحدة المرتقبة، هل هي على المسلمات والبدهيات أم يمكن أن تكون وحدة اندماجية؟

** هناك مشاريع لوحدة الموقف والنضال ، وللاتحاد السياسي ، وللوحدات الاندماجية ، وان فرص النجاح كبيرة أمامها.

● إعلان دمشق ربما كان أقل تجاوبا مع الملف الكردي بينما جبهة الخلاص سمتكم بالشعب الكردي، فهل خوفكم من القمع منع انضمامكم التام للجبهة، أم أن السيد صلاح بدر الدين بمثابة جسركم  وممثلكم فيها؟

** لايجد ابناء الشعب الكردي في إعلان دمشق ولا في جبهة الخلاص الملامسة الفعلية لحقيقة وجودهم القائمة ولا لجوهر قضيتهم العادلة ولا لمشروعية  حقوقهم القومية ، ولم يتجاوز الاطاران سقف حق المواطنة الى جانب بعض المسائل الثقافية ، ولا يمكننا التعامل معهما برنامجياً ضمن هذه السقوف ، ونحن نواصل نضالنا  في جميع الظروف ولانخشى القمع ، وأيادينا ممدودة باستمرار لقوى المعارضة العربية وأطرها ، للدخول في حوارات جادة والتوصل الى برامج وطنية ديمقراطية علمانية تعددية ، تعكس بصدق حقيقة المكون السوري ، وتراعي مصالح كل الاطراف  لاحداث  التغير الديمقراطي ، وأما موضوع السيد  صلاح بدر الدين و وجوده ضمن جبهة الخلاص ، أكرر مرة أخرى بأنه يمثل شخصه ولا علاقة لنا به ، وليس هناك أي شكل من التواصل فيما بيننا .

 يرى البعض أن الحركة الكردية التقليدية شاخت، وخلال أربعين سنة لم تقدم شيئا، وكانت بمجملها مخترقة أو مجيرة وتابعة داخليا أو خارجيا، ويرون الخروج ليس بمعافاة الأحزاب بل بإعادة الهيكلة جذريا ومنح دورا إصلاحيا للأغوات والوجهاء وشيوخ العشائر ورجال الدين والاعتراف بانتهاء دكتاتورية البروليتاريا بافتراضكم يساريين وجزء منها فهل هذا ممكن برأيك؟

** الحركة الكردية قدمت الكثير ، ولكنها ظلت مقصرة ، وجميع أطرافها مدعوة اليوم الى إعادة النظر في برامجها وآلياتها النضالية ، وهيكليتها ، لتواكب التطورات ، وتلبي الاستحقاقات النضالية ، وترتقي بمواقفها ، ونحن بحاجة الى تضافر جهود جميع طبقات وشرائح المجتمع الكردي لتصعيد نضالنا القومي الديمقراطي .

*  *  *

***حقوق الإنسان في سوريا:

في مكاتب قادة منظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية السورية يعلقون صور كل من صدام حسين، جمال عبد الناصر، الملا مصطفى البرزاني، كارل ماركس، سيف ومصحف فما هو شعار السيد خير الدين مراد؟

** شعاري هو شعار حزب آزادي الكردي ، المكون من حمامة تحمل غصن الزيتون وسنبلة القمح والشمس المشرقة

ما تفسيرك لضعف مؤسسات المرأة السورية وعدم تعاطي المعارضة مع هذا الملف خصوصا شيوع الدعارة وتجارة الرقيق الأبيض المتفشية بإشراف الأجهزة المخابراتية في المدن السورية؟

** المرأة السورية  تعيش أوضاعاً غير صحية لتعرضها الى اضطهاد مزدوج، مرة تضطهد سياسياً كباقي السوريين، ومرة تضطهد اجتماعياً من جانب المجتمع، ونحن من جانبنا أولينا هذا الجانب أهمية كبيرة، ونبذل حالياً جهود حثيثة لتحسين وضع المرأة ومساعدتها للتحرر من القيود المفروضة عليها، وخطونا ضمن المجتمع الكردي بعض الخطوات الملموسة لتمارس حقوقها كأنسانة، وتؤدي دورها في حياة المجتمع.

♦  صرح السفير عماد مصطفى بأنه لن يبقى سجين رأي واحد في سورية، وتلاه مؤكدا وزير الداخلية، ولم يصدق في الميعاد، فهل تتوقعون إغلاقاً كاملاً لملف الاعتقال السياسي ومتى؟

 ** لا أعتقد بأن تطورات الأوضاع الداخلية المتأزمة تشير الى قرب اغلاق هذا الملف ، ولاتزال السجون والمعتقلات تحتوي على أعداد كبيرة من سجناء الرأي والسياسيين

ينقل عن السفير السوري في جنيف قوله ان عقوبة الإعدام هي عقوبة مقرة شرعاً، فمتى كان القانون السوري يعتمد الشريعة، وما موقفك من عقوبة الإعدام في سوريا ومن تطبيق عقوبة الرجم والجلد للزاني وشارب الخمر وليس كل أهل سوريا مسلمين؟

** لست قانوني لأدخل في هذا المجال ، وموقفي الشخصي، أنا لست مع عقوبة الأعدام ولا مع عقوبة الرجم او الجلد، وأؤمن بأن يتمتع الأنسان بكامل حريته الشخصية، في إطار دستور ديمقراطي علماني تعددي يؤسس لقانون عصري يسهم في تطور المجتمع.

*** النظام ومعارضاته:

النظام في سوريا يتعرض لضغوط متسارعة ومتزايدة، إلا أنها تضاءلت مؤخرا فهل تتوقعون زيادة للقمع داخليا بحجة النيل من هيبة الدولة وإشاعة الجزأرة والعرقنة والأفغنة في سوريا وهل لك أن تشرح معنى هذه الاشتقاقات ومن أين أتت ؟

** القمع الداخلي لم يتوقف وهو في تصاعد مستمر، طال المعارضة بتياراتها وقواها المختلفة ولا يزال، واعتقد  بأن الشعب السوري بمكوناته المختلفة وبفواه الوطنية الديمقراطية لديه من الوعي الكافي  للتصدي بحزم لكل المحاولات التي تستهدف  النيل من السلم الأهلي . 

يرى بعضهم أن خروج السيد خدام أضعف المعارضة، وماذا سيفعل لو بقي في سوريا، فكيف ترى السيد عبد الحليم خدام الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية لعقود، أي كان زعيم في الاستبداد والآن زعيما في المعارضة، وهل يمكن أن تكون نبيا في الجاهلية والإسلام، وما هي إمكانية العودة عكسا لدى المعارضين؟ 

** ليست لي معرفة  شخصية بالسيد عبدالحليم خدام ، ولم ألتق به ، لأضطلع على حقيقة مواقفه عن قرب ، وأعتقد أن علاقة المعارضة معه ينبغي أن تكون وفق مواقفه السياسية وآلياته وممارساته ، ومطلوب منه تقديم الاعتذار لمكونات المجتمع السوري و لقواه المختلفة

الانقلاب أو الانشقاق يتم بين شيئين متقاربين كما ونوعا، فهل ترى السيد خدام يعادل النظام بعدده وعدته وجماهيره، أما من الناحية القانونية فيعتبر الشخص الثاني في النظام، فهل ننتظر تحقيق وعوده بالتحرير الثاني من الاحتلال الداخلي؟

** لا أعتقد بأن السيد عبدالحليم خدام يتمتع بتلك القوة والحجم وعلينا أن لا نسبق الأمور وننتظر لنرى ما سيحققه للسوريين.

لأنه حتى الأمس القريب كان جزءاً مهماً من النظام وشريكاً أساسياً في صياغة سياسانه  وممارساته القمعية .

لماذا لم تقبل كل أطياف المعارضة السيد خدام بمثابة ملكة النحل موحدا وبعد التحرير يحاسب إن كان مذنبا؟

** أعتقد أن السيد خدام يتحمل مسؤولية ذلك ، لأنه لم يحاول فتح قنوات اتصال مع أطياف المعارضة ، ولم يقيم علاقات معها أثناء وجوده في الحكم ، لإعادة المصداقية وبناء الثقة .

الصراحة مكلفة، لكن هل لك أن تضع النقاط على الحروف وتسمي نجاحا سوريا وليس حزبيا لأي طرف معارض في زحزحة النظام قيد انملة عن مواقعه، وهل ترى برنامجا سوريا ليس حزبيا لدى أي طرف من المعارضة؟

** المعارضة السورية لم تبلغ بعد حد التأثير على النظام ، ويبدو أنها لاتبحث كثيراً عن ذلك، ولو بحثت لو جدت الكثير من الفرض التي تمدها بعوامل القوة .

نعم هناك بعض برامج المعارضة السورية ومنها أطراف المعارضة الكردية ، برامج سوريا .

 صرح الأستاذ صلاح بدر الدين أنكم لاحقيه في جبهة الخلاص فلماذا خذلتموه علنا فهل تساندونه سرا خشية من القمع والملاحقة؟

** وجود السيد صلاح بدرالدين في جبهة الخلاص لايعنينا على الإطلاق وهو لم يستشرنا في ذلك ، والأمر يعود لشخصه ، وهو حر في خياراته ، لكنه أخطأ عندما أشار في إحدى تصريحاته بأننا : مرشحين للإنضمام الى  الجبهة ، وكان من حقنا أن نعلن عن موقفنا ، ونوضح للرأي العام الوطني والعالمي ، لإزالة الالتباس ، وتوضيح الموقف لبيان الحقيقة ، وربما سببنا له نوع من الإحراج ، ولكن يتحمل هو المسؤولية لانحن ، ونحن لانسانده في السر ولا في العلن ، ليس خشية من القمع والملاحقة ، لأننا نعيشهما ونواجههما  باستمرار وإنما لوجود ملاحظات لنا على برنامج الجبهة ، وخاصة لموقفها من الشعب الكردي وقضيته القومية .

●  يكاد السيد عبد الحليم خدام ينكر أنه كان جزءا من نظام الفساد السوري، وتاب توبة نصوحا وتحالف مع خصوم الأمس، فإلى أي مدى توافقه بتبنيه الديمقراطية التي كان يعارضها بالأمس، وهل سيوفق بجمع المعارضة حوله؟

** اذا ما فصلنا ماضي السيد عبدالحليم خدام عن حاضره ، فإنه يبدو كغيره من رموز المعارضة ، ولو بمصداقية أقل ولا اعتقد أن مواقفه وأدواته سوف تؤهلانه لتحقيق ذلك الغرض .

 ما فائدة تشكيل حكومة/ات مؤقتة ولا أحد يتبنى اسقاط السلطة ويقتصر النشاط المعارض على ترميم النظام، وأمريكا تسعى لتغيير سلوكه فقط؟

** لا جدوى من تشكيل هياكل في خارج الوطن .

●  زعمت المعارضة أن النظام يتساقط كأوراق الخريف، وبعد السيد خدام يستعد الضابط كنعان للإنشقاق عن النظام، فهل قتلوه لهذا السبب برايك، ولماذا لم يخرج أحد غيره حتى الآن؟

** ليست لدي معلومات دقيقة حول ماجرى مع الضابط المرحوم ، ولا أملك أي مصدر معلومات داخل السلطة .

 تنفون دور العامل الخارجي في عملية التغير ويبدو أنه تبخر وسقطت هذه الورقة التي راهن عليها كثر والغرب يحاور النظام، وتحاولون تغيير النظام من الداخل بشكل ديمقراطي فما هي الوسيلة أو الآليات التي تستخدمونها لتغيير النظام أو إصلاحه من الداخل وهل يمكن أن يصلح نفسه بالصلوات والدعاء؟

** لم نفاجئ بحوار الغرب مع النظام ، ولم يسبق للغرب أن أعلن يوماً أنه يسعى الى تغيير النظام ، وأن احلال الديمقراطية مكان الاستبداد ينبغي ان يكون من الداخل ومن خلال تشديد النضال السلمي الديمقراطي  ، من حق الشعب السوري أن يستفيد من التطوارات الإقيليمية والدولية لتصعيد نضاله السلمي الديمقراطي في مواجهة الاستبداد ، و من أجل التغيير الديمقراطي .

*  *  *

الحركة الكردية:

 لماذا تحبذون تسمية الحركة الكردية على المعارضة الكردية، وهل تعترضون على المعارضة، أم أنه في حال تصدق عليكم النظام ببعض حقوقكم ستهادنونه على حساب باقي فئات الشعب السوري؟

** الحركة الكردية هي حركة قومية ديمقراطية  تحررية ، لشعب يتعرض للاضطهاد القومي ومحروم من حقوقه القومية الديمقراطية ، وهي جزء من المعارضة الوطنية الديمقراطية ، وقضية الشعب الكردي  جزء من القضية الديمقراطية في البلاد ، ونحن سوف لن نساوم على مهامنا الديمقراطية في البلاد ، و أود أن أذكر هنا بأن شعار جريدتنا المركزية هو (الديمقراطية للبلاد والإعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا ) .

 الحركة الكوردية السورية في أزمة خانقة، وأنتم شاهد وشريك على ولادتها وتفاقمها، فهل لديكم تصور عملي براغماتي للخروج منها؟

** نعم هناك أزمة داخل الحركة الكردية ، ولكن في طريقها الى المعالجة ، حيث أن معظم أطراف الحركة (10) أحزاب مؤتلفة داخل ثلاث أطر (لجنة التنسيق ، الجبهة الديمقراطية ، التحالف الديمقراطي ) ، وهناك حوار بين الإطر الثلاثة للتواصل إلى اتفاق سياسي ومن ثم تأطير نضالهم  ضمن إطار واحد كخطوة عملية جادة نحو بناء مرجعية سياسية ، وأعتقد أن فرص نجاح الحوار متوفرة بنسب عالية .

 الأكراد ممزقون وكل حزب انقسم لأحزاب، والخير لقدام، فما يحدث للكرد سببه قيادات الحركة الكردية أم الشعب الكردي، فماذا تقولون لمن شكل حكومات كردية في المنفى أو من يصوغ دستور الاقليم مثلا؟

** مايحدث للكرد سببه الحكومات المتعاقبة على دفت  الحكم،  ولكن مسؤولية هذا التشرذم ، والتقصير في معالجته ، والتراخي في العمل النضالي يتحمله قيادات الاحزاب فقط ، ونقول لهولاء أن هذه التشكيلات لاتفيد  القضية الكردية ولا تساهم في تطوير نضال الشعب الكردي .

 هل لي أن استخلص بأنه لما جاءكم منصورة كان في الجزيرة عدد قليل من الأحزا ب وغادر تاركا لكم عشرات الأحزاب، فهل خدم القضية الكردية من حيث لا يدري؟

** هناك  صراع بين أطراف الحركة الكردية و السلطة التي تضطهد الشعب الكردي ، قومياً وسياسياً ، ولن توفر أجهزتها الأمنية القمعية أي جهد لتدخلاتها في شؤون الحركة ، وتحاول باستمرار تغذية الخلافات وتشجيع النزاعات الانانية الفردية .

 ●  هل تستخدم السلطة الأكراد لضرب الأكراد بشكل من الأشكال في سوريا، وما دور “اليمين” ضد “اليسار”؟

** هي تحاول ذلك ، ولكن في اعتقادي لم تفلح في هذه المهمة ، ويوجد خلاف سياسي ، في الرؤيا والمواقف ، وخلاف في الآليات النضالية والخيارات السياسية ، وحتى مسألة الوجود الكردي في سوريا وجوهر قضيته وحقوقه القومية الديمقراطية ، لليمين معاييره و منطلقاته وخلفياته ، ولليسار معاييره ومنطلقاته ، ويبقى للشعب حق تقييم تلك السياسات والحكم عليها ، ورغم ذلك ينبغي على التيارين أن يتعاونا في العمل النضالي القومي الكردي والديمقراطي ، ونحن من جانبنا نحترم خياراتهم ، وندعوهم الى إحترام خياراتنا .

 ما موقفكم من لقاء السيدة العطار مؤخرا مع الوفد الكردي؟

** نحن مع مبدأ الحوار ومع اللقاء بالقيادة السياسية للنظام ” ولسنا مع الهرولة” على أن يكون الحوار وفق أسس واضحة، ونختلف  مع الأليات والأهداف، وعبرنا نحن في حزبي آزادي ويكتي عن موقفنا من هذا اللقاء من خلال تصريح ، والوفد كان يمثل قسم من أطراف الحركة الكردية، وفيما بعد دعي حزبانا  للقاء نائبة الرئيس، ولكننا طلبنا اعتماد آلية واضحة وجدول عمل متكامل للمناقشة أثناء اللقاء، تم رفض طلبنا، وعلى أثر ذلك رفضنا اللقاء بالشروط التي وضعت لنا لاقتناعنا بعدم جدوى اللقاء وبالفعل اثبتت الأيام صحة ماذهبنا إليه.

 كيف تقرأ اصطفافات الحركة السياسية الكردية راهنا وما هي الآلية العملية لمعالجة الأزمة، وهل توجد بين ظهرانيكم ملكة النحل الكردية لتقوم بدور الرموز القيادية الموحدة؟

** معظم اصطفافات الحركة الكردية “الحالية” ليست موضوعية، وهي تمر بحالة مخاض، فإما أن تتوحد فصائلها سياسيا ونضاليا، كما بنيت في معرض اجابتي على  سؤال سابق، واما ستشهد الحركة عملية فك وتركيب من جديد، على اساس سياسي فكري ونضالي،  والجهود تتواصل من أجل المعالجة، ويملك الشعب الكردي وحركته السياسية العديد من المناضلين الاكفاء للقيام بدور الرموز القيادية الموحدة، ولكن الآخرون لم يتركو لأبناء الشعب الكردي فرصة الأختيار، لأن هؤلاء الآخرون، لا زالوا يسوقون نماذج معينة ولكنها مرفوضة من قبل الشعب الكردي.

 هل ستراتيجيتكم لخدمة الأيديولوجيا أم تضعون الأيديولوجيا لخدمة القضية الكردية في سوريا، بينما البراغماتية لدى قيادات كردسان العراق اثمرت وفقا لما يقوله الكاتب الامريكي سيمون هيرش وذلك من خلال العلاقة الطيبة مع إسرائيل، فما تعليقك؟

** نحن نضع الأيدولوجيا في خدمة القضية الكردية في سوريا، وكل جهودنا منصبة بهذا الاتجاه الى جانب تحقيق الديمقراطية، ونعتز
بقدرات أشقائنا قادة كردستان العراق والإنجازات التي حققوها، سواءً على صعيد كردستان أو على صعيد العراق الفيدرالي، ولا أعتقد بوجود أية علاقة لهم مع اسرائيل، فلماذا هذا التجني المتعمد والمتواصل الهادف الى النيل من التعايش والتآخي بين الشعبين العربي والكردي، ولماذا يتم اقحام اسم اسرائيل في الوضع الكردي باستمرار واغلبية الدول العربية ترتيط بعلاقات مختلفة معها.

 هل تجاوزت انتفاضة آذار الحركة الكردية، وهل اشتعلت بغفلة منها وكانت بمثابة امتحان لتقصيرها ولم تستطع الحركة توظيف نتائجها؟

** جاءت انتفاضة آذار 2004 كرد فعل طبيعي على استشهاد  العشرات من الشباب الكرد في معظم المدن الكردية  الرئيسية ، وعلى حالة الاحتقان التي كان يعيشها أبناء الشعب الكردي نتيجة سياسة الاضطهاد القومي وافرازتها ، واندلعت شرارتها من مدينة قامشلو لتعم كافة المدن والبلدات الكردية بدءاً من ديرك وحتى كوباني و عفرين وحلب وحي زورافا بدمشق من دون تخطيط مسبق له وكانت عفوية واعتقد أن الحركة الكردية استطاعت التفاعل معها ، وربما أخفقت في توظيف نتائجها بالشكل المطلوب .

 ألا ترى إلحاق الصفة القومية بأي حزب يعيده إلى دائرة العصبية والاستعلاء القومي، وهل تقلدون حزب البعث العربي في ذلك حين تضعون لاحقة الكردي بتسمية أحزابكم؟

** ربما ينطبق توصيفك على حركات الشعوب المتحررة ، ولكنه لاينطبق على الأحزاب الكردية وحركتها القومية ، كون الشعب الكردي لايزال يكافح ويناضل من أجل تحرره ، وتثبيت هويته القومية وتقرير مصيره بنفسه ، ولك الحق في مطالبة الأحزاب العربية بذلك .

 كيف يمكن اعتبار الملف الكردي في سوريا قضية ارض وشعب وليس مسألة حقوق إنسان مغيبة، وهناك دراسة تاريخية وديموغرافية  مشهورة عن الجزيرة تثبت أن معظم أكراد سوريا قدموا من تركيا،  وتلحّون على توطينهم وتدّعون الأغلبية السكانية على حساب السريان-الآشوريين أصحاب الأرض الحقيقيين، أليس هذا استيطانا مبطنا؟

**القضية الكردية في سوريا ، هي قضية أرض وشعب ، وليست قضية مواطنة ، كما يحلو للبعض وكما يزعم للبعض الآخر بتسميتها،  داخل السلطة وفي بعض أوساط المعارضة ، فوقائع التاريخ والواقع الراهن يثبت حقيقة هويتنا القومية  وأصالة وجودنا كشعب ومشروعية حقوقنا  القومية ، واما الدراسة التي تشير اليها و المعدة من قبل غلاة الشوفينين ، فتأتي ضمن سياق تنفيذ سياسة الصهر القومي للكرد في بوتقة القومية العربية ، وأما اخواننا السريان فقد أعرب رموزهم مراراً أنهم عرب وينتمون الى القومية العربية فإننا نحترم خيارهم هذا ، وأما اخواننا الآشوريين فإن الواقع الراهن يعبر عن غير  ذلك ، ورغم ذلك نحترم حقوقهم ، ونتضامن معهم ، ونحن نطالب بإعادة الجنسية السورية الى اكثر من /300/ ألف مواطن كردي من ضحايا الاحصاء العنصري الذي تم في 1962 في  محافظة الحسكة .

 ألا تعتقد بانكم تبالغون بتعداد الأكراد الذين لا يزيد عددهم عن بضع قرى وافدة من تركيا وفي المدرسة التي علّم بها الأستاذ رياض الترك في أواسط القرن الماضي لم يكن أكثر من أربع تلاميذ كرد فمن أين أتيتم بكل هذه الأعداد إن لم يكونوا من المهاجرين؟

** كلا ، نحن لانبالغ بعدد الكرد في كردستان سوريا ، وأن عددهم يتجاوز ثلاثة ملايين ، لتأتي منظمات حقوقية وطنية أو اممية وتحصي مبدانياً أبناء الشعب الكردي ونحن سوف نقبل بالنتائج ، وعلى الذين  يشككون في الوجود الكردي الأصيل كشعب يقيم على أرض آبائه و أجداده عبر التاريخ ،فعليه بالاطلاع على الأرشيف العثماني، ومراجعة  وثائق اتفاقية سايكس ـ بيكو وغيرها قبل تأسيس الدولة السورية وترسيم حدودها مع تركيا الكمالية .

 ما موقفكم من الاستعانة بقوى أجنبية لحصول الشعب الكردي على حقوقه، وهل تتصلون بالإسرائيليين لنجدتكم؟

** طالبنا طيلة عقود خلت ، ولا نزال ،  بحل وطني ديمقراطي ، وندعو مجدداً النظام والمعارضة العربية  بإيجاد حل ديمقراطي لقضية الشعب  الكردي القومية ضمن إطار وحدة البلاد .

 ألا ترى أن البعد القومي للملف الكردي في سوريا، وامتداده خارجها بمثابة خنجر سامة في خاصرة الأمة العربية، وكيف يمكن للنظام في سوريا أن يعتبره قضية وطنية أو يعيره بعض الاهتمام وأنتم مقدمون على اقتطاع جزء من سوريا؟

** لماذا هذا التهرب المستمر من رؤية الواقع كما هو بعيون مفتوحة ، ولماذا لايتم التعامل مع الوقائع المادية بموضوعية ، الاتفاقات الاستعمارية قسمت الوطن العربي الى دويلات ، وقسمت أيضاً وطن الكرد (كردستان) الى أربع اجزاء ، وألحقتها بأربع دول (تركيا ، ايران،  العراق وسوريا) وبذلك ارتبط مصير الشعب الكردي  بالدولة السورية الحديثة التكوين دون استشارته ومن دون ارادته ، رغم ذلك استطاع  التعايش والتآخي مع إخوانه العرب و المكونات الاخرى،  وعبرنا عن  إعتزازنا بهذا الإنتماء السوري(الوطني ) ولا نزال سعداء به  بالرغم من كل الظروف ، وبالمقابل من حقنا الافتخار بانتماءنا   القومي (الكردستاني) والتواصل مع أبناء جلدتنا وبني عمومتنا في بقية أجزاء كردستان ، تماماً كإخواننا العرب الذبن يتواصلون مع اشقائهم العرب في بقية الأقطار العربية لأننا الاثنان من ضحايا تلك الاتفاقات الاستعمارية،فلماذا هذه الازدواجية في المعايير ؟؟؟!
لننظر بإنصاف الى الدور الذي يقوم به القادة الكرد ، سواء على صعيد العراق او على صعيد كردستان العراق ، فالكل يتذكر مواقفهم المشرفة بعد سقوط نظام صدام حسين ، عندما توجهوا بعد 9 نيسان الى بغداد حاملين معهم حقائبهم ووضعوا تجربهتم الفتية في كردستان تحت تصرف العراق فهل يمكن تسمية هذا الموقف (بالخنجر السام في خاصرة الامة العربية ؟؟!!) وفي سوريا أيام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956استطاع  ابناء الشعب الكردي  بإمكانياته المتواضعة أن يحمي حدود سوريا الشمالية الشرقية مع تركيا، والتي تمتد لأكثر من /800/ كم من عين ديوار على ضفاف دجلة وحتى حدود  لواء اسكندرونة ودافعوا عن السيادة السورية في وجه التهديدات والاعتداءات التركية  بالبنادق ، ألا يعبر ذلك عن انتماء وطني صادق ،على كل نحن لا ننتظر من احد شهادة في الوطنية لأننا نؤدي واجبنا الوطني ، قلناه بالأمس ونقولها اليوم وسنقولها غداً بأننا نطالب بمعالجة وطنية ديمقراطية لقضيتنا القومية ولا نسعى الى الانفصال ، وسنواصل نضالنا السلمي اليمقراطي يكل قوة حتى يتمتع شعبنا الكردي بكامل حقوقه القومية الديمقراطية ضمن الإطار السوري.

 هل لك أن تقول للسوريين بوضوح تام بماذا تتلخص حقوق الأكراد في سوريا، وماذا تريدون من سوريا بالتحديد، غرب كردستان ام حكم ذاتي ام فيدرالية ام اقتطاع جزء من سوريا؟

** الإقرار الدستوري بوجود الشعب الكردي الأصيل على أرضه التاريخية ، كقومية ثانية ، وكشريك وطني رئيس ، وايجاد حل ديمقراطي لقضتيه القومية في إطار وحدة البلاد ، يضمن تمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية الديمقراطية ، ويحقق المساواة القومية ، ولا نسعى الى اقتطاع جزء من سوريا .

 ما موقفك من اسم الدولة: “الجمهورية العربية السورية”، وهل تريدون إضافة “العربية الكردية” إليها؟

** أرى فيه اجحافاً  وتجاهلاً وإنكاراً  لباقي مكونات المجتمع السوري ، وإن العودة الى التسمية الأصلية (الجمهورية السورية) خيار معقول ريثما يتم اختيار اسم جديد يعبر عن المكونات الأساسية للمجتمع . 

 ما موقفك من الكفاح المسلح في سوريا؟ ومتى يمكن ان يكون مباحا؟ ألم تكن انتفاضة 12 آذار بمثابة حركة عنف مسلحة؟

** أنا لست مع خيار الكفاح المسلح في سوريا، ولا مع العنف، و ان انتفاضة /12/ آذار كانت سلمية ديمقراطية ، وبعض أعمال العنف التي رافقتها كانت مسؤولية السلطات . 

 هناك اعتقاد أن المخابرات السورية عملت على تعويم شخصيات جندتها في المعارضة السورية، وبما أن أخطرها الحركة الكردية، خرقتها وزرعت فيها ما هب ودب، كم لديكم من هذه الشتلات وهل ترصدونها وترقبونها بصمت خوفا من سطوة “أبو جاسم”؟

** لم تتوقف الاجهزة الأمنية يوماً واحد عن تجنيد السوريين ، وليس غريباً ولا مستبعداً حصول بعض الاختراقات ضمن صفوف قيادات المعارضة السورية بعربها و كردها و آشورييها الخ … ، نحن نواصل نضالنا الديمقراطي  بشكل علني ونمارس قناعاتنا ونترجم مواقفنا .

 ربما كانت الحركة الكردية أكثر تنظيما من المعارضة العربية، فهل تعتقدون أنها قادرة على أن تكون المحرك “موتور” المعارضة السورية، ولنا في الجار العراقي مثال؟

** أعتقد أن الحركة الكردية تتمتع بقوة شعبية وجماهيرية كبيرة ، لأنها تمثل الشارع الكردي الذي يربو تعداده على ثلاثة ملايين ، مما يؤهلها لأن تكون (دينمو) المعارضة .

 يبدو أن المطالب الكردية تفوق حجم الممكن والجائز ولا تتمتع بالبراغماتية، إذ تطورت المطالب الكردية دون تحقيق مطلبكم الأقدم؟ على ماذا تعولون برفع السقف؟

** كلا المطالب الكردية هي ضمن حدود الممكن والجائز ، وأما اذا لم تتوفر حتى الآن الإرادة المطلوبة لتلبية  تلك المطالب العادلة،  فسيبدو أبسط مطلب كبيرا، لأنه حتى موضوع اعادة الجنسية للمجردين منها لم يتم معالجتها ، وإن حدثت معالجة لها في المستقبل سوف تكون جزئية و بشروط  مجحفة ، وأعتقد ليس هناك أبسط من هذا المطلب الوطني ، ومن الطبيعي أن يخضع سقف مطالبنا للتطورات وينسجم مع حجم تضحيات ابناء شعبنا .

 تكاد تجمع المعارضة على ترادف كلمتي الاصلاح والتغيير، واراهما متناقضتان لغة فهل لهما اصطلاح يستوجب التوضيح؟

** حسب اعتقادي أن كلمة الاصلاح تعني اصلاح وترميم الوضع القائم بأدواته الموجودة ، وأما التغيير يهدف الى تغيير ديمقراطي بينوي .

 

*  *  *

 

 برأيك ما حكاية مزارع شبعا ولما لم تقطع حكومة دمشق الشك باليقين وترسم الحدود بين البلدين؟  

** من خلال متابعتي لوسائل الاعلام فإن دمشق أعلنت بأن مزارع شبعا لبنانية ، وأما مسألة ترسيم الحدود بين البلدين ، اعتقد أنها تخضع لمدى علاقاتهما الثنائية المتوقفة لأسباب معقدة ، ومن مصلحة البلدين الأسراع في ترميم تلك العلاقات واستئنافها والعمل على ترسيخها وتطويرها.

 ●  ما هو ثمن تراجع دمشق وخروجها من الحلف مع إيران الآن، وهل التراجع ممكن أصلا؟

** لم تتوضح الصورة حتى الآن ، ويبدو أن هناك مفاجآت في المستقبل .

 دائما كانت الإدانة لسوريا في كل صغيرة وكبيرة في لبنان، لكن سوريا خرجت واستمرت الاغتيالات السياسية، فمن يحرك البيادق اليوم يا ترى؟

** لبنان أصبحت ساحة مفتوحة لصراعات القوى الاقليمية وهي تشهد فوضى منظمة ومبرمجة ، ولبنان الشعب والدولة والمؤسسات وحدها الخاسر الأساسي .

 تسابق الإيرانيون والسوريون لجني ثمار ما سمي “نصر حزب الله” في لبنان، فهل تسمي بعض منجزات هذا النصر وما نصيب الشعب اللبناني منه، وهل يختلف مفهوم النصر والتدمير والخراب من لغة لأخرى وماذا يعني النصر باللغة العربية وهل يتطابق مع نظيره الكردي؟

 

 ** حرب تموز في لبنان لم يخلف سوى الدمار والخراب للشعب اللبناني ولا أعتقد بوجود انتصارات تذكر ، واستطاعت لبنان الدولة من بسط نفوذها على الجنوب بعد عقود من غيابها عنه ، بسبب سيطرة حزب الله عليه بعد تحريره .

 

●  مارأيك بإمكانية تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهل ينجح في الوسط الإسلامي والشرق التقليدي وما معوقاته؟

 

 **أعتقد أن مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير سوف ينجح في المنطقة ، لأن تطورات الاوضاع تستدعي تغييرات مختلفة ولابد لشعوب المنطقة من أن تنعم بالديمقراطية ، والاستقرار ، وأهم المعوقات التي  تعترض طريقه هي  محاولات تصدي الانظنة الديكتاتورية والقوى الاصولية لخطوات التغيير .

 ●  أليس الخلافة الإسلامية أقرب تراثيا ومقبولة محليا كما وردت في فقرة تعريف جماعة الاخوان المسلمين: الإنسان المسلم، البيت المسلم، المجتمع أو الشعب المسلم: الحكومة الإسلامية، الدولة الإسلامية الواحدة، الدولة الإسلامية العالمية.

وهل هي الأخرى قابلة للتطبيق في زمن العولمة والديمقراطيات المختلفة، وربما فيها تحل المشكلة الكردية تماما
؟

 

 ** لا اعتقد بوجود أي فرص لتطبيق الخلافة الإسلامية .

 

  ●  ما موقفك من الدعوة لقيام خلافة إسلامية جديدة تطبق الشرع على الأرض الإسلامية كما كانت في عهد الأمير الكردي صلاح الدين؟ وهل تعتقدون ان الإسلام السياسي يفضي لنظام جديد يتم فيه جباية الجزية من أهل الكتاب ويفتك بأتباع الطوائف ويعدم الملاحدة؟

 

 ** انا كمسلم أحترم الدين الإسلامي الحنيف ، ولست مع دعوات قيام  الخلافة  الاسلامية ، لأنها تتناقض مع تطور الحياة  وحقائق العصر ولست مع الاسلام السياسي .

 

 ●  إن صدق ما نسب للإدارة الأمريكية أنها حزمت أمرها وحددت موعدا لرحيل العلويين من العاصمة والمدن السورية الكبرى، وبما أن الاكراد من الطائفة السنية، فكيف ترى مصير اتباع الأديان والطوائف السورية الأقل عددا كالدروز والإسماعيلية والمرشدية واليهود والإيزيدية وغيرهم في سوريا الغد؟

 

 ** الادارة الأمريكية لا تسعى حتى الى تغيير النظام في سوريا ، وينبغي أن تكون سوريا لجميع أبنائها ، قوميات و أديان و مذاهب وطوائف .

 

 ●  ترددت في الآونة الأخيرة لهجة النزوع للقوة على ألسنة مسؤولين سوريين، فما هي جاهزية الجيش السوري للقتال؟

 

** لا أعتقد أن سوريا ستدخل أي حرب برغبتها .

 

 ●  سوريا لا تحارب اسرائيل ولا تصالحها ولكننا دولة مواجهة واحكام طواريء منذ نصف قرن، اسرائيل تحاربنا بالديمقراطية لشعبها ونحن نحارب بجيش من العبيد، فهل حمى سبارتاكيوس روما؟

 

 ** مطلوب من النظام أن يبادر  الى احداث التغيير ، وينطلق بخطوات تمهيدية  ملموسة ، و أولها تبييض السجون واغلاق ملف المعتقلين وتحرير الانسان السوري من القيود  المفروضة عليه ، والغاء حالة الطوارئ .

 

 ●  ما هو شكل التعايش المتجاور والسلمي مع اسرائل وما هي آلية استرداد الجولان برأيك؟

 

 **آلية استراد الجولان  المحتل برأي تكمن في حوارات مباشرة وجادة  ، وأن التعايش السلمي ممكن مع الاسرائيليين بعد استعادة سوريا لأراضيها المحتلة و إقامة الدولة الفلسطينية .

 ●  ربما كانت المعارضة السورية أصغر بكثير – كما يبدو – من حجم المهام المطروحة والتحديات أمامها، وهي لا تملك برنامجا إصلاحيا ولا تجمعها مؤسسة أو تحالف عريض وهي لم تتمكن بعد من تأسيس نفسها فما ملامح التغيير في سوريا،  وما هي الآلية، كيف ومن وبمن يتم التغيير؟

 

** لا زالت المعارضة في طور التكوين  ، ومطلوب منها تسريع خطواتها لعقد مؤتمر وطني وصياغة برنامج سياسي يعبر عن تطلعات ومصالح جميع الأطراف ، لتشكل بذلك الآلية اللازمة للتغيير .

 

 ●  عوّلت أطياف من المعارضة السورية كثيراً على تقرير براميرتز ليسقط النظام، كما مضت المدة التي حددها السيد عبد الحليم خدام دون حدوث هزات في النظام، كما مرت المدة التي حددتها “أمريكا” للعلويين لمغادرة العاصمة بسلام ولم يغادروا، وهناك بوادر لدى أمريكا تنحو للحوار مع النظام، فبدعة تكرار السيناريو العراقي في سوريا يبدو أنها تجارة غير رابحة، فلماذا لا تعودون لمغازلة البعث ونظام أسد؟

 

 ** لا أعتقد بأن هناك اطراف من المعارضة قطعت مع النظام ولا يزال خيار الحوار معه قائماً ، ولكن النظام يرفض الحوار مع المعارضة .

 

 ●  برأيك ما هو المطلوب من سوريا كسلطة ومعارضة لإحداث التغيير دون إرهاصات تتبعها خسائر كارثية؟

 

 ** على السلطة أن تبادر الى فتح حوار بناء وشامل مع المعارضة  بتلاوينها المختلفة للتحضير لعقد مؤتمر وطني شامل يشارك فيه كافة مكونات المجتمع السوري ، يتم فيه اقرار الأسس الواضحة لاقامة نظام ديمقراطي علماني تعددي قومياً وسياسياً ، ووضع الاسس اللازمة لصياغة دستور جديد ديمقراطي علماني تعددي يضمن الحقوق القومية للشعب الكردي كشريك وطني اساسي للعرب وكذلك حقوق الاقليات القومية 

 

 ●  كيف للمعارضة الهرمة أن تتطور في  ظل تفشي ظاهرة الحرس القديم وعدم القدرة على ضخ دماء فتية وتفشي الشيخوخة، حتى الأخوان جددوا للأستاذ البيانوني.

فهل هذه نقطة تشابه بين المعارضة والنظام، ألا ترى ان السلطة والنظام يتناسخان التجربة والأمر يعنيكم أيضا؟

 

 ** لا شك أن ثقافة السلطة أثرت بهذا الشكل أو ذاك  على المجتمع السوري وقواه السياسية ، ولكن لكل حزب سياسي أو حركة أو تيار أو منظمة وطنية ، دستوره ومؤسساته وآلياته ، وله الحق في اقرار مايتعلق بشؤونه الداخلية.

 

 ●  لو استعرضنا الحراك المدني المعارض في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية لما وجدنا نقاط ملموسة سوى إعلان دمشق وجبهة الخلاص، الذين ولدا بعسر، فما مدى إمكانية أن يتم تغيير ديمقراطي بأدوات قديمة أو دخول السباق بخيول هرمة؟

 

 **أعتقد أن المعارضة السورية الوطنية بعربها وكردها  اذا سعت بشكل فعلي إلى توفير مستلزمات ومقومات النضال الديمقراطي يمكنها تحقيق خطوات ملموسة نحو التغيير الديمقراطي .

 

 ●  لو حكمنا على ظاهر المعارضة السورية في الخارج يكاد يقتصر نشاطها على المناسبات ممثلا بنشاطاتها الموسمية، والقيام بالرحلات والسياحة السياسية والإقامة بفنادق خمس نجوم وعقد مؤتمرات الحواريين والمصطفين، وتلميع مسبق للحقائب الوزارية الموعودة، وهناك حزب الشخص الواحد وحزب الأسرة وحزب الأصدقاء.

فلماذا يغضبكم قول النظام بأن المعارضة غير قادرة على إدارة مدرسة ابتدائية؟

 

 ** المعارضة الوطنية السورية ، قادرة على أن تلعب دوراً مهماً متميزاً في حياة البلاد ، اذا ما توفرت لها الفرص المناسبة وبادرت الى إعادة النظر في برامجها السياسية وآلياتها النضالية ، وفق الاستحقاقات المطلوبة .

 

 ●  مازالت المعارضة نخبوية ولا تملك قاعدة شعبية وعجزت عن استقطاب الشارع ومتناقضة فيما بينها وتفتقر لوجود برامج حقيقية قابلة للتطبيق، فكيف لها ان تقارع نظاما تخدمه اقلام متخصصة وأجهزة مختلفة، فما الوسيلة برأيك لتكون المعارضة ذات قاعدة شعبية في الشارع السوري؟

 

 ** المعارضة  الكردية تتمتع بقوة جماهيرية كبيرة نظراً لالتفاف أبناء  الشعب الكردي حولها ،  ويبقى على المعارضة العربية ، أن تراجع برامجها وآلياتها النضالية وترتقي  بأدواتها لتعبر عن طموحات وتطلعات الشعب السوري بشكل أوسع و أشمل ، لتمتلك هي الأخرى قاعدة شعبية عريضة .

 

 ●  يرى بعضهم أنه في حال تم تغيير مفاجيء في البلاد ستكون الميليشيات المسلحة في سوريا من نصيب: جبهة الخلاص، النظام، رفعت أسد والأكراد.

وهؤلاء كلهم لا يمثلون  مجتمعين سوى نسبة ضئيلة من المجتمع السوري.

ولا يمكن للقوى الليبرالية واليسارية والمجتمع المدني ومن لف لفهم ان يملكوا بنادق قديمة لصيد العصافير، أليس تلك هي الصورة العراقية على الخارطة السورية؟

 

 ** ليست هناك ميليشيات سوى ميليشيات الحزب الحاكم ، ولا اعتقد بأن الأوضاع في سوريا ستأخذ منحى الأوضاع الحالية في العراق من إرهاب وغيرها .

لأن قوى المعارضة بعربها وكردها وآشوريها …..

تعتمد في نضالها  على الإسلوب السلمي الديمقراطي ، وكل قوى ستتمتع  بالنفوذ حسب حجمها وطاقتها ، وعلى الجميع الإحتكام الى صناديق الإقتراع  ، و نبذ العنف بجميع أشكاله .  

 

●  المال هو المحرك الأساسي لمعظم العمليات الانقلابية في العالم، بماذا تفسر غياب رأسالمال السوري عن عملية التغيير، وهل يمكن استعمال المال السياسي في التغيير الديمقراطي؟

 

** يشكل المال عامل اساسي في النشاط السياسي والنضال الديمقراطي السلمي وهو من أهم العوامل التي تفتقر اليها المعارضة ، ويمتلكه  البرجوازية  البيروقراطية والطفيلية ، التي تزداد ثراءً نتيجة الفساد المستشري في البلاد .

 

 ●  برأيك من الذي يحكم سوريا فعليا؟ الجيش، الحكومة، المخابرات، المقربين من أسرة أسد أو الطائفة العلوية؟

 

 ** من الواضح أن سمات الدولة ( أمنية ) .

 

 ●  جاءت الانتخابات الديمقراطية بحماس للسلطة وقبلها الجبهة الاسلامية في الجزائر، وهل يمكن القبول بنتائج صناديق الاقتراع على علاتها في سوريا، وقد تأتي بالأخوان المسلمين أم أنكم تتوهمون الحصول على حكم كردي ذاتي في الجزيرة السورية وتصلحون ما أفسد محمد طلب هلال وعبد الله الأحمد؟

 

 ** أية  انتخابات تجرى  في سوريا ضمن أجواء ديمقراطية صحية ، وبآليات ديمقراطية حقيقية ، ووفق قوانين عصرية تتيح للسوريين فرص متساوية وتراعي جميع مكونات المجتمع السوري ونسبة تمثيلها في المؤسسة التشريعية ، وتحت مراقبة وهيئات وطنية أو دولية ، سنحترم نتائج تلك الانتخابات ونتعامل معها .

 

  ●  ما هي العوائق كي يصلح النظام من شأنه ويرمم نفسه ويصلح البلد ويبقى بشار اسد رئيسا تاليا بوفاق وطني، سيما وأن النظام يملك المال والأجهزة، بينما المعارضة فقيرة وممزقة ولا يوجد لديها برامج بديلة حقيقية ولا تملك حتى حق الكلمة للتعبير عن أغراضها؟

 

** عندما تتوفر الإرادة القوية والرغبة الحقيقية في الاستجابة للاستحقاقات الوطنية وتلبية التطلعات الديمقراطية لابناء الشعب السوري ، عندئذ لا اعتقد باستطاعة أية عقبات الوقوف في وجه العملية الديمقراطية .

 

●  بشار أسد وأسرته لا يتخلون عن الحكم إلا لو دمرت سوريا، وهذا ما دعى الكاتب محمد الغانم ليطلق مبادرته لتتويج بشار أسد ملكا دستوريا على سوريا فهل ترون ذلك مخرجا يكون في سوريا “لا غالب ولا مغلوب”؟

 

 ** نظام الحكم في سوريا ، جمهوري برلماني ، وأما مسألة اختيار رئيس الجمهورية لمرحلة قادمة ، فهذا من حق الشعب السوري وله أن يختار رئيساً للبلاد عن طريق انتخابات ديمقراطية نزيهة .

 

 ●  الاستحقاق الرئاسي قادم، فمن ترشح لرئاسة سوريا؟ هل تذكر اسم مرشح محتمل أو أكثر من المعارضة ومثله من النظام؟

 

 ** هناك العديد من الطاقات الوطنية الكفوءة ، وأنا لا أسمي أحداً ، ولكنني سأختار .

 

●  لو كانت الانتخابات ديمقراطية في سوريا وانتخب كل مسيحيي سوريا شخص واحد فلن ينجح بأصوات المسيحيين وحدهم، فما الحكمة من وضع بند في الدستور السوري يحدد دين الرئيس؟

 

 ** سبق وأن أشرت بضرورة صياغة دستور عصري وديمقراطي تعددي .

 

 ●   قبل بشار أسد بالتوريث فلماذا تعتقد المعارضة انه سيقبل بالتسليم والاستسلام لصندوق الناخب طالما أنه ليس هناك ما يجبره على ذلك؟

 

** أعتقد أن المصلحة الوطنية ، ودواعي العملية الديمقراطية تقتضيان الاحتكام الى صناديق الاقتراع .

 

 ●  لم يصدر النظام قانون للأحزاب حتى اللحظة، فهل برأيك سوريا مقدمة على استفتاء الأربع تسعات؟

 

 ** هذا التأخير يشير الى عدم النية في اصدار مثل هذا القانون واذا صدر في اللحظات الأخيرة ، اعتقد سيكون وفق مقاسات محددة ، ولا يلبي الاستحقاقات الوطنية المطلوبة

 

 ●  وفقا للدستور الحالي للرئيس السوري دين محدد وحزب معروف، فما الحكمة من الاستفتاء وهو يزيد من سمعة البلد سوءا في الخارج، فلماذا برأيك لا يلجأ النظام الذي قبل بالتوريت إلى تعيين الرئيس أو تتويجه كأبيه سلطانا مدى الحياة؟

 

 ** أكرر مرة أخرى ، بأن الاسراع في اجراء حوار وطني شامل ، والتوصل الى توافق وطني حول صياغة دستور ديمقراطي علماني تعددي ، قومي سياسي ، يشكل مدخلاً سليماً لمعالجة القضايا الوطنية والديمقراطية في البلاد ، ويؤسس لمستقبل زاهر .

 

 ●  ما هي إمكانية ترشيح مواطن مسيحي أو كردي سوري وفوزه في انتخابات نزيهة حقا؟

 

 ** لكل سوري الحق في أن يرشح نفسه ، ونتائج الانتخابات النزيهة هي التي تقرر ، والوضع لايخلو من المفاجأة .

 

 ●  هل ترغب بإضافة كلمة ختامية لتجيب عما قد غفلنا سؤالك عنه؟

 

 ** أشكركم جزيل الشكر ، وأتمنى لكم التوفيق .

 

 ● جزيل الشكر للسيد خير الدين مراد.

 

______________________
* إعداد وتقديم علي الحاج حسين في 2 آذار 2007م.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…