الاتحاد السياسي في خدمة المصلحة الكردية العليا

خورشــيد عـليـكا
xorsidelika@hotmail.com
 
كنت قد كتبت هذا المقال بتاريخ 14 آذار 2013 لجريدة الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي- سوريا، بعد أن تشكلت القيادة المشتركة للاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي- سوريا، واللجان الخاصة بالاتحاد ونظراً  للجدية التي كانت تتمتع بها قيادة حزب يكيتي الكردي في سوريا بضرورة تفعيل الاتحاد ولجانها، فقد طلبت اللجنة الممثلة لحزب يكيتي الكردي في سوريا في لجنة الإعلام للاتحاد السياسي من الكوادر الحزبية في حزب يكيتي وبعض الكتاب والمثقفين تجهيز مقالات لإصدار جريدة باسم الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي- سوريا بداية الشهر الرابع (نيسان)،
ولكن عدم جدية بعض الأطراف في الاتحاد السياسي وخوفهم من سيطرة قيادة حزب يكيتي وكوادره ورفاقه على الاتحاد السياسي في المستقبل وخوفهم من فقدان مناصبهم القيادية حال دون تفعيل الاتحاد السياسي من تلك الاطراف ولكن ما أن اعلنت اللجنة المركزية لحزب يكيتي في بلاغ صادر عن اجتماع استثنائي للجنة المركزية للحزب بتاريخ 24 حزيران 2013 عن انسحابها من الاتحاد السياسي وهذه مقتطفات من نص البلاغ  عقدت اللجنة المركزية لحزبنا اجتماعاً استثنائياً بتاريخ يوم السبت 22 / حزيران 2013، قيمت فيه بجدية ومسؤولية مشروع الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي – سوريا – الهادف الى الوصول للوحدة الاندماجية، ورأت أنه مشروع استراتيجي جدير بالإنجاز في هذه المرحلة التاريخية الهامة، في ظل الثورة السورية ، لكن مستلزمات مرحلة الاتحاد السياسي لم تتوفر ولم تنفذ وبقي نظرياً فحسب، منذ اعلانه في 15 / 12 /2012 وحتى تاريخه الحالي .
وقبل أكثر من شهرين طرحت فكرة البدء بعملية الدمج، فأبدى حزبنا استعداده الكامل انطلاقاً من قرار مؤتمره السابع ، إلا أن بعض أطراف الاتحاد السياسي وخاصة البارتي لم تكن  متحمسة، بل أكدت صراحة أن المشروع الوحدوي بحاجة الى وقت أطول مما هو مطروح حالياً، وفي الختام توصلت اللجنة المركزية بالإجماع الى القرار التالي :ايماناً منا بالعمل الوحدوي في هذه المرحلة الحساسة والصعبة تم اتخاذ قرار الوحدة الاندماجية بين أحزاب الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي – سوريا – وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على إعلان الاتحاد السياسي تبين أن هذا الاتحاد لم يوفر أياً من مستلزمات الوحدة الاندماجية في هذه المرحلة، ونؤكد بأننا مع أية وحدة إندماجية اذا توفرت شروط وظروف تحقيقها.
  بذلك وبعد هذا البلاغ تخلصت بعض الاطراف من قيادة يكيتي وكوادرها واعلنت الفرحة  بالطلب من أطراف أخرى للانضمام إلى الاتحاد واتخذوا قرار بفتح خمسة مكاتب للاتحاد واصدار جريدة للاتحاد، وهي نفس القرارات التي كانت اصرت قيادة يكيتي على اصدارها منذ الشهر الاول من 2013، وكان قيادة يكيتي قد اتخذت قراراً في اجتماع الاتحاد وبمشاورة أطراف الاتحاد بأن مكتب حزب يكيتي في قامشلو هو مكتب الاتحاد في الوقت الذي لم يكن للبارتي ولا لحزبي آزادي أي مكتب حزبي.
وفيما يلي نص مقالي الغير المنشور المكتوب بتاريخ  14 آذار 2013 بعنوان:
الاتحاد السياسي في خدمة المصلحة الكردية العليا”
يمر الشعب الكردي في كردستان سوريا في مرحلة شديدة الحساسية وبالغة الخطورة، حيث يتطلب من الحركة السياسية الكردية رص الصف الكردي في خدمة القضية القومية الكردية، والبدء بالتقارب بين أحزابها ومن ثم التوجه باتجاه وحدات سياسية بين الأحزاب الكردية المتقاربة فكرياً وسياسياً ومن ثم التفكير الجدي بالتوجه نحو الخطوة الاندماجية لتشكيل كتل حزبية وجماهيرية مقبولة ومؤهلة لقيادة المرحلة الحالية، وعلى قدر من المسؤولية التاريخية لحماية الحقوق القومية للشعب الكردي وخصوصية الكرد، ومن هذا المنطلق كان قرار أحزاب الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي- سوريا (حزب يكيتي الكردي في سوريا، حزب الديمقراطي الكردي في سوريا- البارتي، وحزبا آزادي الكردي في سوريا)، خطوة جريئة بالتوجه نحو تشكيل الاتحاد، ليكون بداية مشروع لتشكيل نواة حزب كردي ذات وزن وثقل حزبي وجماهيري كبير يحقق طموحات الشعب الكردي في كردستان سوريا، لأن الأحزاب الكردية الصغيرة لم تعد تنفع في هذه المرحلة الحساسة، وأن زيادة عدد هذه الأحزاب الكردية وزيادة انشقاقاتها وتشكيل أحزاب كردية جديدة شكلية على الساحة السياسية الكردية في كردستان سوريا لا تحمل أية أفكار أو مشاريع جديدة ستكون في خدمة تشرذم القرار الكردي وبالتالي ضياع وتشتيت الصوت الكردي داخل مناطقه وخارجها وبالتالي حقوقه، لهذا يجب على الأحزاب الكردية المنضوية تحت سقف المجلس الوطني الكردي أن تفتح باب الحوار فيما بينها بكل جدية، والبدء بخطوات وحدوية واندماجية لتشكل كتل حزبية كبيرة ضمن المجلس الوطني الكردي (كتلتين حزبيتين كبيرتين على الأكثر)، وتتجه بعض الأحزاب الكردية الأخرى من ضمن المجلس الوطني الكردي وخارجها للانضمام إلى مجلس الشعب لغربي كردستان، وبالتالي سنكون أمام ثلاث كتل كردية على الساحة السياسية الكردية في كردستان سوريا، كتلتين ضمن المجلس الوطني الكردي وكتلة مجلس الشعب لغربي كردستان، وبذلك سيتشكل كتلة كردية موحدة من المجلسين مشكلةً بذلك الهيئة الكردية العليا، ومطبقة لاتفاقية هولير بكامل بنودها وتفعل لجانها المختلفة بكل جدية.

ومن هذا المنطلق تم إعلان الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي- سوريا، بين أربعة أحزاب كردية في البداية، وتركت المجال لأحزاب كردية أخرى من ضمن المجلس الوطني الكردي للانضمام إليه ممن تتفق معهم في الروئ، وأن الاتحاد ليس موجه ضد أي كتلة سياسية كردية أخرى، بل هي كتلة كردية ستسعى بالتنسيق مع باقي الكتل الكردية لتحقيق المصلحة الكردية العليا، وذلك ضمن الهيئة الكردية العليا، وما ورد في بيان الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي- سوريا، المنشور بتاريخ 15 كانون الأول 2012 خيراً دليلً على ذلك، ومن هنا لا بد لأحزاب الاتحاد أن تتجه باتجاه الخطوة الاندماجية بأسرع وقت ممكن، وأن تفرض نفسها ضمن الهيئة الكردية العليا ككتلة كردية فاعلة ومؤثرة في القرار السياسي الكردي.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…