المناطق الكردية: أما من مغيث؟ «مايشبه بياناً مفتوحاً عن حرب مزدوجة مفتوحة على الكردي..!»

  إبراهيم اليوسف

 

إلى تل عرن وتل حاصل*
انحدرت الحالة العامة، في المناطق الكردية، والمناطق ذات التواجد الكردي في سوريا -في ظل الحصار المفروض من قبل النظام وفلول القوى والكتائب المنهزمة التي توجهت، وتتوجه إلى هذه المناطق،  لدواع عديدة، إلى أن بلغت حداً يكاد لايصدق، لأنه يفوق درجة الاحتمال، على صعيد عدم توافر كل ماهو ضروري، كما هو حال: الأدوية -حليب الأطفال – الغاز – الخبز- بل ومولدات الكهرباء….إلخ، هؤلاء وسواهم، في الوقت الذي وصلت القوة الشرائية لدى مواطننا إلى حدٍّ مأساوي.

ناهيك عن غلاء أسعار ماهو متوافرمنها لدى”تجار الحروب”وهم أشد سوءاً من النظام، وهاتيك القوى، بل إنهم يعملون بالتنسيق بين هؤلاء وسواهم،.
 والغريب، أنه يتم الحديث عن عمليات الإغاثة على الصعيدين: الدولي، والإقليمي، إلا أن معرفة وجود أسر -معدمة- اقتصادياً، منذ مرحلة ماقبل الثورة، تؤكد أنه للآن لم يصلها أي شيء يسدُّ رمقها، وأطفالها أمرمفزع، وهنا نحن أمام أسئلة، ومفارقة كبرى، لابدَّ من الانتباه إليها، ليس من قبيل الإجهاز على ماقد يوجد- وهو الكفاف الإغاثي أو النزر اليسير كأقصى حد – بل من خلال تأمين المواد اللازمة لأبناء هذه المناطق، وقطع الطريق على لصوص الثورة، ومرتزقتها الذين غدوا كالقطط السمان، وباتت “تركيا” على نحو خاص عنوان بعضهم، من “محدثي النعمة” الذين كانوا حتى فترة بدء الثورة، يشكون من عدم توافر سبل معيشتهم، وبعيداً عن الإشارة إلى أحد، فإننا نوجه نداءنا إلى المنظمات والجهات الدولية المعنية للتدخل العاجل، لأن الأوضاع المعيشية والصحية – ناهيك عن الأوضاع الأمنية التي جعلت هذه المناطق على صفيح ملتهب كما خطط النظام الدموي لذلك- قد وصلت إلى حالة كارثية، حيث أن الأهالي في أسوأ محنة عرفها التاريخ، ومن المؤسف، أن الكثيرمن وسائل الإعلام تتجاهل هذا الواقع، حيث تتم -يومياً- هجرة مئات الأسر الكردية، بطرق غير شرعية إلى دول الجوار، لاسيما في ظل غزو الظلاميين مناطقهم، وإفراغ الكثيرمن القرى من أهلها.
وحقيقة، فإن الأمر لايحتاج إلى التسويف، والمماطلة، والتنظير، وإننا نطالب الهيئتين المعنيتين: المجلس الوطني السوري، والائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية -قبل غيرهما- بالتحرك “الإسعافي” منذ هذه اللحظة، وبعيداً عن أية حجج وذرائع، قد يلجأ إليها بعضهم.

كما أناشد الرأي العام العربي، والكردستاني، والعالمي، لتسليط الأضواء على واقع عشرات الآلاف من الأسر التي تعيش مرحلة ماتحت خط “خطر” الزوال والفقر، وهنا فنحن أمام شعب يزال ويباد، بالحصار وأسلحة “شذاذ التاريخ والجغرافيا” من الغرباء الذين قادهم ادلتهم السياحيون، إلى هذه المناطق، دون خجل من ممارسة عمليات التطهير، في زمن ثورة الإعلام والتكنولوجيا والمعلومة.
إن الحل الأمثل، أن يتم التواصل مع أبناء هذه المناطق -بشكل مباشر- من خلال فرق الإغاثة الدولية، التي طالما وجدناها في المناطق الساخنة، ومناطق الحروب في العالم، حيث باتت غائبة، تماماً، عن هذه المناطق.
وعلى صعيد آخر، فإن مايتم – الآن- في بلدة -تل عرن- قرب السفيرة، من حصار للمدنيين العزل، وأسْرهم، وذبح المستهدفين منهم -على الهوية لمجرد أنهم كرد!!!- مثال واضح على الحقد الذي يستهدف الكرد، حيث نحن: أمام حرب مفتوحة، ضد الكرد.

وعلى العالم الحر، التحرك، من أجل إيقاف هذه المؤامرة، للعلم أن حال هذه البلدة ليشبه حال تل حاصد، وتل أبيض، ناهيك عن منطقة الجزيرة، وعفرين، وكوباني، وغيرها من مناطق التواجد الكردي، وإن تجفيف “منابع” دعم برابرة الألفية الثالثة، وفضح الدور الذي يقومون به، بالإضافة إلى ضرورة تشابك الأيدي، بين أبناء المكان، مادامت أرواحهم، متشابكة، كما تاريخهم، كما جغرافيتهم، من أول المتطلبات أمام الضمير الوطني، والإقليمي، والدولي، لأن من أولى أدوات هذه الحرب، السعي إلى تأجيج صراع عربي/كردي، فشل النظام، في إتمام تأجيج شراراته – أكثر من مرة- وهاهي -المعارضة بكل أطيافها- ساكتة، الآن، أمام اللعبة، حيث يتم اللعب بعواطف بعض البسطاء،  ويتم تحويل البندقية، في الاتجاه الخاطىء، في الوقت الذي يمضي فيه بعض اللاعبين الكبار لتلميع وتقديم صورة -النظام- على أنه بخير، ويستعيد أنفاسه- لاسيما بعد أن هدم ضريح خالد بن الوليد الذي قتل لأول مرة، بعد أكثر من ألف وأربعمئة سنة، بقذائف طائراته، وفق متطلبات فرض “جنيف 2″، كمغامرة، أخيرة، لإحياء جثة، ميتة، منذ حوالي تسعة وعشرين شهراً، وقد بلغت رائحتها أنوف المليارات في العالم، بيد أن “غرفة الإنعاش الروسية، الإيرانية” لاتزال متحفظة على إعلان النعوة، أملاً بعودة روحِ، لن تعود إليها، حتى ولوخرج كل سفاحي، وطغاة العالم، من متاحف التاريخ..!
31-7-2013

*قريتان كرديتيان، في ريف حلب قرب السفيرة

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود   تشكل القضية الكردية أحد أبرز التحديات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ ترتبط بتفاعلات معقدة بين اللاعبين الإقليميين والدوليين في ظل الصراعات المستمرة بين إيران والمعارضة الكردية داخلها، وتركيا مع حزب العمال الكردستاني (PKK) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إضافةً إلى التداخل الأمريكي في العراق وسوريا، تبرز كردستان العراق كمحور متأثر بهذه الصراعات وكطرف مؤثر فيها، مع ذلك،…

الدعوة إلى الاستفتاء وتقرير المصير، ونداء لمعالجة وطنية فورية للجرح “العلوي” النازف الآن في الساحل السوري وحمص.. انطلاقًا من التزامنا الثابت بوحدة سوريا وسيادتها، وتمسكنا بمشروع الدولة الوطنية المدنية العادلة، وخشيتنا على مآل المرحلة الانتقالية الآمنة لكل الوطن السوري، نطلقُ نحن، مجموعة من الناشطين والمثقفين والسياسيين من أبناء الطائفة العلوية بالنسب والولادة، ومن أبناء الوطن السوري بالانتساب والولاء والهوية، هذا…

في اليوم الثاني من انتفاضة الشعب الكرديّ 12/3/2004م، ذلك اليوم الذي توحّدت فيها قواعد الأحزاب الكردية والمستقلين وجميع فئات الشعب الكردي ضدّ الظلم والعبودية، والتي انطلقت من ملعب قامشلي لكرة القدم بين فريقي الفتوّة والجهاد، وذهب ضحيتها بعض الشباب الكرد.. في ذلك اليوم 13/3/2004م قررت الجماهير الكردية مع أحزابها السياسية تشييع شهدائهم في مقبرة (قدور بك) بحشدٍ غفيرٍ، حيث تجمّعت…

د. محمود عباس تأملات في الزمن والموت ومأساة الوعي الإنساني. لا شيء يُجبر الإنسان على النظر في عيون الفناء، كما تفعل لحظة نادرة نقف فيها على تخوم الذات، لا لنحدّق إلى الغد الذي لا نعرفه، بل لننقّب فيما تبقى من الأمس الذي لم نفهمه. لحظة صمت داخلي، تتكثّف فيها كل تجاربنا، وتتحوّل فيها الحياة من سلسلة أيام إلى…