مؤتمر حزبي كوردي… أم… مؤتمر قومي كوردي ؟!!

ولات شيرو

الأهمية

لو سألت أي إنسان كردي بسيط عن أهمية مؤتمر كردي جامع للحركة الكردية في الأجزاء الأربعة, سوف يبدأ على الفور ومن دون أي تفكير أو توقف بذكر الايجابيات والفوائد التي سوف يعطيها مثل هكذا مؤتمر .
هذا الإجماع الكردي ظل يشغل بال الكثيرين من القادة و المتنورين والمثقفين الكرد منذ قرون,
و أما مسألة عدم تحقيقه فكان هناك أسباب عديدة حالت دون تحقيقه مثل طبيعة كردستان الجبلية, و المساحة الواسعة لكردستان , قلة الوعي القومي, الفقر, سيطرة الدين الإسلامي حيث أخذ حيزا كبيرا من اهتمامات الإنسان الكردي و ترك أمره للعلي القدير ليحاسب ظالميه في اليوم الآخر, طبيعة البشر الذين احتلوا كردستان من الفرس إلى الرومان إلى المسلمين والأتراك إلى العرب حيث تميزوا بالعنف و القساوة ولم يقدموا إلى الشعب الكردي غير الظلم والبطش والقتل والسلب والنهب والتدمير عكس الإنسان الأوروبي الذي أفاد مستعمريه من النواحي الثقافية والإدارية و القانونية…..

وأسباب أخرى إقليمية و دولية مثل تكالب الدول الأربعة المستعمرة  لكردستان و الوقوف ضد أي عمل يفيد القضية الكردية و اختراق استخبارات دولها لكثير من المسؤولين الأكراد, وكذلك عدم تلقي الأكراد أي دعم دولي لقضيتهم و خاصة من الدول صاحبة القرار العالمية نتيجة علاقاتها التجارية مع الدول الغاصبة لكردستان, رغم ظهور زعماء من الكرد حاولوا توحيد الأكراد في الأجزاء الأربعة مثل الجنرال مصطفى البرزاني و الشيخ سعيد و إحسان نوري باشا و زعماء آخرين و لكن جهودهم لم تتكلل بالنجاح نتيجة العوامل و الأسباب التي ذكرناها آنفا, و لكن الآن الظروف بمجملها تصب في مسار توحيد أطراف الحركة الكردية في الأجزاء الأربعة حيث القضية طفت على السطح من الأعماق السحيقة , و أفلتت من قبضة القراصنة الحديدية, وهناك الزعيم الذي يمكنه القيام بهذه المهمة الصعبة و الشائكة – الرئيس مسعود البرزاني – حيث يتوفر فيه كل صفات الزعامة – لست مع تأليه الشخصيات ولا التطبيل و التزمير لأحدهم ولا من أتباع السلطان, و لكن الحقيقة تقال – و تتوفر فيه صفات الأصالة الكردية و الشعور الكردي و هذه صفات هامة لا تتوفر في أي كان , و هو معروف دوليا و إقليميا و محبوب بين شعبه و يعقد عليه الآمال …..

ومن حيث الأهمية هذا المؤتمر إن انجز سوف يوحد طاقات شعب كان له شأن في التاريخ , سوف يوحد كتلة بشرية  يتجاوز تعداده بأكثر من خمسين مليون نسمة ويعيش في منطقة هامة من العالم و فيه من الثروات الطبيعية (النفط و الغاز والفحم الحجري, الثروة الحيوانية, الثروة النباتية, المياه العذبة حيث الينابيع و الأنهار …) يفوق ثروات أي شعب آخر , بمعنى في كردستان الاقتصاد متكامل (إنها مثل الجنة التي و عد الرحمن عباده الصالحين بها !!) إن استغل من قبل الشرفاء من أهله سيكون في مصاف الشعوب المتقدمة في فترة وجيزة  ؟؟! .

المعوقات
هناك من المعوقات الكثيرة بحيث لا يصدق الإنسان الكردي بأنه يمكن توحيد الكرد في اطار واحد – لست متشائما – و ذلك للأسباب التالية :
-الكرد أنفسهم : و ذلك لقلة التفكير الجمعي لديهم و الدليل على هذا الكلام هو هذا العدد اللامعقول من الأحزاب في كل جزء حيث أصبح لكل عائلة حزب و هو امتداد للفكر العشائري المتجذر في المجتمع الكردي , و كذلك ضعف الشعور القومي عند الأكراد نتيجة تأثره بثقافات الشعوب المستعمرة له , وفي الفترة الأخيرة غلبة الفكر المصلحي (المادي) و سيطرته الشبه التامة على مسار التفكير الكردي في أجزاء كردستان الأربعة و تركهم القضية القومية في الدرجات الدنيا من اهتماماتهم ……
-الدول الغاصبة لكردستان : هذه الدول لم و لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي مشروع كردي وحدوي , و سبق و أن أعلنت بعضها علنا موقفها في هذا الأمر .
-دول صاحبة القرار : منها روسيا و دول أوروبا و أمريكا و الصين و ألمانيا يتدخلون في الشارد و الوارد في كافة أنحاء العالم و لا يقبلون بشيء لا يرضي مصالحهم .

آليات العمل
في البداية نوجه انتقاد الى المؤتمر لعدم وجود شخصيات مستقلة من (الكتاب , الفنانون, منظمات المجتمع المدني , الفعاليات الاقتصادية , منظمات المرأة , الفعاليات الشبابية …..) في لجنته التحضيرية .
و أما عن آليات عمل المؤتمر فنرى أن تتخذ فيه ما يلي :
-انتخاب رئيس للمؤتمر تتوفر فيه صفات الكردايتي و الاحترام الدولي و الاقليمي , يثق فيه الأكراد و يكون المرجع في حل أي خلاف كردي – كردي .
-وضع آلية مناسبة لانتخاب أعضاء المؤتمر القومي في الأجزاء الأربعة وإشراك المستقلين في اللجان التحضيرية أو الاشراف عليها لفشل الشخصيات الحزبية في هذه الامور و ذلك لانحيازهم الحزبي وخير دليل تدخلهم في انتخابات مستقلي المجلس الوطني الكردي في سوريا بشكل غير حيادي , و نقولها علنا لن يحقق المؤتمر أهدافه ما لم يشترك المستقلون فيه و يكون لهم الأغلبية !!
-يجب أن تكون قرارات المؤتمر نافذة بشكل قطعي و على الكل احترام تلك القرارات و تنفيذها .
-تشكيل مجالس في كل جزء تعمل تحت مظلة المؤتمر القومي الكردي من (الأحزاب و الشخصيات المستقلة و الشباب و المرأة ) .

كلمة أخيرة
لنا كل الأمل في تحقيق هذا الحلم الجميل و الذي انتظره الأكراد منذ قرون , و تكمن فيه مصالح الأكراد و الذي يتخلى أو أن يكون المسبب في عدم تحقيقه يعمل ضد القومية الكردية و على كل كردي و لو على القمر يجب أخذ موقف منه .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…