يا جماهير شــعبنا الكــــردي .
وتاريخ شعبنا الكردي مليء بالقادة الخالدين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية شعبهم ، فصاروا رموزا للنضال الوطني والقومي التحرري لنا ولأجيالنا اللاحقة .
وانه لشرف عظيم أن نعيد إلى أذهان أبناء الشعب الكردي سيرة حياة الزعيم الكردي الخالد مصطفى البارزاني النضالية وتراثه الزاخر بالوطنية والشجاعة والإخلاص ، فضلاً عن خصاله الشخصية التي باتت منارة يهتدى بها الشعب الكردي في كل مكان .
فالبارزاني الخالد هو سليل عائلة مناضلة قارعت الظلم والاضطهاد أينما كانوا .
ولد في 14/3/1903 في قرية بارزان ، ودخل السجن مع والدته وعمره ثلاث سنوات ، وفي الفترة بين 1917 – 1919 انتدبه شقيقه الأكبر الشيخ احمد لزيارة كردستان تركيا ، التقى خلالها في موش بكل من الشيخ عبد القادر النهري والشيخ سعيد بيران وتباحث مع الأخير حول التنسيق والمساهمة في ثورة ديرسم ، وفي عام 1919 ساهم في ثورة الشيخ محمود الحفيد ، وفي الفترة بين 1920 – 1921 توجه مع قوة إلى تركيا لنجدت (انترانيك) ملك الأرمن وتمكن بالتنسيق مع المواطنين الأرمن من إنقاذ الأرمنيين من الحرب التركية ، وإيصال (انترانيك) وعائلته إلى سوريا .
فضلا عن مساهمته الفعالة في تأسيس جمهورية مهاباد ذات الحكم الذاتي في كردستان إيران عام 1946 .
ونحن في سوريا لم ولن ننسى تدخله الايجابي في مشكلة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) من اجل إعادة اللحمة إلى صفوفه في المؤتمر الوطني عام 1970 .
تأسس الحزب الديمقراطي الكردستاني على ضوء أفكاره وتوجهاته الشخصية واستطاع بقلبه الكبير أن يقلل من التناقضات والصراعات الجانبية في المجتمع الكردي عامة وفي الحزب خاصة ، كما استطاع أن يغير اعتزاز الكردي بعشيرته إلى حبه لشعبه و بلاده .
قاد انتفاضات وثورات بارزان وأبدى فيها شجاعة وبطولة قل نظيرهما ضد حملات الحكومة العراقية التي كانت مدعومة بالقوات الانكليزية ، وتمكن من إلحاق الهزائم بقواتهما .
فجر ثورة أيلول المجيدة عام 1961، دفاعا عن الشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة ، وتألق فيها كقائد عسكري محنك وسياسي بارع حتى انتزعت اتفاقية الحادي عشر من آذار عام 1970 التي اعترف بموجبها النظام العراقي رسميا بالشعب الكردي في العراق واعتباره القومية الثانية في البلاد ، وبحقه في الحكم الذاتي لكردستان العراق ، وبفضل براعته السياسية أعطي لثورة أيلول بعداً وطنياً وقومياً فكان شعارهم المركزي (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق) .
فضلاً عن ثورة أيار التقدمية التي جاءت تواصلا لثورة أيلول الوطنية اللتين تكللتا بتحقيق مكاسب قومية هامة في انتفاضة آذار المظفرة عام 1991م ، من برلمان وحكومة إقليمية والفيدرالية ، ولا زالت تبعات هاتين الثورتين تتفاعل ، حيث يعيش الشعب الكردي في كردستان العراق في أجواء من الحرية والديمقراطية والسلام ، كما يشارك أبناء الشعب العراقي في توفير الأمن والاستقرار وبناء العراق الجديد الديمقراطي الفيدرالي الذي يؤمن الديمقراطية والأمن والسلام لكافة أبناء العراق .
أن تاريخ البارزاني الخالد ، وتراثه حافل بالوطنية والشجاعة ودروس النضال وعبر التاريخ ولنا أن نستقي مآثره ونهتدي بمناقبه في الاخوة والتسامح ونكران الذات نحو تحقيق المصالحة القومية ورص الصفوف وتجميع طاقات الحركة الوطنية الكردية في سوريا للارتقاء بها إلى مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقها وخاصة في هذه الظروف السياسية الحساسة التي تكتسب فيها قضية الشعب الكردي في سوريا عطفاً خارجياً ، وتأييداً داخلياً من الأحزاب الوطنية الديمقراطية والفعاليات الثقافية والاجتماعية في المجتمع الوطني السوري وخاصة قوى (إعلان دمشق) وكذالك لنتخذ من هذه المناسبة حافزاً لإعادة ترتيب البيت الكردي من خلال إعادة اللحمة إلى صفوف الأحزاب المتقاربة فكرياً وسياسياً وخاصة المتشابه بالأسماء في الحركة الوطنية الكردية ، والإسراع في عقد مؤتمر وطني كردي تتوصل فيه الحركة الوطنية الكردية إلى تشكيل مرجعية كردية تمتلك حق التمثيل والقرار السياسي ، وخطاب سياسي سليم يمكن من خلاله بناء أفضل العلاقات السليمة مع القوى والأحزاب الديمقراطية والفعاليات الثقافية والاجتماعية وصولاً إلى عقد مؤتمر وطني شامل بغية الوصول إلى حلول ديمقراطية لكافة المشاكل والقضايا الوطنية العالقة ومنها الحل الديمقراطي العادل للقضية الكردية على أرضية الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كشعب أصيل في سوريا وبحقوقه القومية والديمقراطية والإنسانية ، ومن اجل تقدم وازدهار بلادنا سوريا .
ألف تحية إلى روح البارزاني الخالد في ذكرى رحيله ، وكل شهداء الحرية والسلام في كل مكان .
1/3/2007م
المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتــــي)