حِمَايَةَ الشَّـعبِ ..!؟ مَّنْ يَحْمِيه ..!؟ وَمَنْ يُؤْذِيْهِ ..!؟ سِلْسِلَةُ مُتَتَالِية فِي حَلَقَات الخُبْـز ، سؤال برسم الإجابة الفورية ..!؟

خليل مصطفى
 

هُنَاكَ مِّمَّنْ يَتباهُون ( وعلى اختِلاف أعراقهم وتوجُهَاتِهِم ) بِحُبَّ الشَّـعْب وحِمايتهُ، والمتوخى أن تكون الحِمَايَة بالعمل ( لا بالكلام فقط ) .!؟ وَبعضُ أُوْلئِك يُطَالِب الآخر بِالبقاءِ في البلد وَعَدَمِ مُغادرتِهِ، بَلْ ورُبَّما يُكِيْل مِنَ النُّعوتِ ( ما هَبَّ وَدَبَّ ) لِمَنْ هَاجَرَ أو يَوَدُّ الهِجْرَة .!؟ ترى أيُدرِكُ أُوْلئِكَ ( كما يُدْرِكُ المُثَـقَّف الواعي ) : أَنَّهُ لو توفَّرت المُسْـتَلزمات ( حاجـاتالمُواطنين ) لَمَا فَكَّرَ أيِّ مواطن بِالهجـرة    ( أَصْلاً ) .!؟  وَالْحِمَاية ( يقول المُثَـقَّف الواعي ) تعني : تأمين المستلزمات الأساسيِّة لِلمُواطِنين ( بِكُلِّ مَا تعني كَلِمَة المستلزمات )، وهي كَثِيْرَة وَعَدِيدَة ( الخُبْزِ اليومي، الكهرباء، الماء، الغاز المنزلي، المواد الغذائية اليومية : السُّكَّر، الشَّاي، الزَّيْتْ، السَّمْنَة، الرِّز، البُرغل، الخضراوات، المنظِّفات، والخ ..

)
 .!؟
فَحِمَايَة المواطن، تـبدأً بلحظة خروجه مِنْ بيته لإحضار الخبز اليومي مِنْ أَقْرَبِ فرن أهلي مجاور لِمَنْزِلِه ( أو البعيد، الخ ..

)
، وتنتهي فجر اليوم التالي، حين يَرْفَعُ رَّأسَه ( وهو على سرير نومه )، فينْهَضَ لِيَفْقِسَ أزْرار المصابيح الكهربائية لِتُضِيءَ مَنْزِلَهُ، لِيَغْسِلَ وَجْهَه ( مُهيئاً نَفْسَـهُ )، لِلْذهاب إلى الفرن وإحْضار الخُبزَ ( الجَيِّد الطازج ) ليومٍ جَديد .!؟  إِذاً الحِمَاية  ليْسَتْ غمغمة أُغنية عاطفيِّة، أوْ ترديد  أبياتٍ لِقصِيدَة شاعرٍ خيالي ( يقول المُثَـقَّفُ الواعي ) .!؟ بل أنها تعني جواباً عملياً لِثَمَّة أسئلة : ما الحِمَاية، وَمِنْ أَيْنَ تَـبْدأ، وكيفَ .!؟ ومن هي الجِهة المُشرفة على حِمَاية المواطن حتَّى يطمأنَّ ويرتاح .!؟ فالحِمَاية ( يتابع المثـقف ) : بذل جُهُود عملية يوميِّة ( مِنْ قِبَلِ جهة مؤتمنة ) فِي كُلِّ الاتِّجَاهَاتِ، لتحقق تَأْمِين الحاجات اليوميِّة لكلِّ المواطنين ( دون استثـناءات ) .!؟ وكلمة الخبز ( يقول المثـقف الواعي ) : أعادت للذاكرة موقف مَسْـئول أمني كبيـر في محافظة الحَسَـكة ( قبـل عقـود )، حين حَضَرَ إليهِ ( كوردي من قامشلو ) صَاحِب مؤهل جامعي، يَعرِضُ عليه مظلمتهُ : أنَّه يتقدم لمسابقة التربية والتعليم، وفي كل مرَّة تأتيه النتيجة غير مقبول، رغم ثقته بِنفسه وبِإمكانياته .!؟ فكان جواب المسئول الأمني الكبير : بلد ما يشبعك خبز أخ ..

عليه وأمشي .!؟ تقدَّمْ يا مواطن بأوراقك مرة أخرى ولا يهمَّك ( قال المسئول ) .!؟ بعدها ..

تَمَّ قبُول الكورديُّ، وقد أثبَتَ بِأنهُ كان عملياً ( بالأقوال والأفعال ) من المُتَميِّزين في عمله التربوي والتعليمي .!؟ ذاك المسئول كان يُدرِكُ   ( حقيقةً ) معنى : الحِمَاية، وَمِنْ أيْنَ تَبدأُ الحِمَاية، وكيف تتأمَّن( حماية المواطن )، وَكيف يكون التصرف السليم مع أصْحَابِ السلوكيات السَّـيِّئة لِأغلبية العمال الرَّسميين في دوائر البلد .!؟    

إِذاً : حِمَاية المواطن تبدأ بتأمين رغيف خبزهُ اليومي ( يقول المُثَـقَّفُ الواعِي ) : حين يؤدي كُلُّ معني بالأمر دورهُ ( النَّزيه )، عِبْرَ مُتابعتهِ لِسلوكِيِّاتِ أَصَحابِ الأفرانِ الأَهْلِيِّة، الذين من واجِبِهِم احتِرام الأهالي مِنْ  جِيْرَان الفرن ( وذلك بتأمين خُبزِهِمْ اليومِيِّ الجَيِّـد، وَبِسِعره الطبيعِي ).!؟ وثَمَّة سُـؤال ( لِلْمعني بالأمر ) : بماذا ستتصرف مع صاحبِ فرن يقول لأحد جيران الفرن : روح اشتكيلِمَن تُريد .!؟ وعليه ( يقول المُثَـقف الواعي ) : على المَعْنِيِّين إَرْشَادَ صاحِبِ الفرن : بِأَنَّهُ وَالفُرن في خِدمةِ جِيْرانَ الفُرن بِالدَّرجَةِ الأُوْلَى ( والدَّليل : لا يُعطى التَرخِيص للفرن إلا بِمُوجِبِ مُوافَقَةِ الأَهَالي ) .!؟ والحِمَاية تعني : 1 ــ عدم تطاول صاحب الفرن بالكلام على جيران الفرن .!؟ 2 ــ عَدَمِ السَّـماح لصاحِبِ الفرن بِبَيْعِ أيِّة كمية من الطَّحِين المخصَّصَة للفرن ( منع سـرقة الأهالي ) .!؟ 3ــ عَدَمْ إيقاف بيت النَّار لِلفرن، وبيع العجين لِلزبائن .!؟ 4 ــ عَدَمِ السَّـماح بِبَيْعِ مَّادَّةِ المَازوت المُخَصَّصَة لِتشغيل محركات الفُرْن .!؟ 5 ــ عَدَمِ السَّـماح بِإرْسَالِ خُبْز الفرن بعيداً عن مُحِيطِ الدائِرة السُّكَّانِيِّة المخُصِّصَة للفرن .!؟ بِتِلْكَ الآلِيِّة ( وهي مهمة المعني بالأمر ) تَتَحَقِّقُ حِمَاية المُواطِن فيَتأْمَّنُ خُبْزِهُ اليَوْمِيِّ .!!فلن، وَلَنْ تتحَقَّق الحِمَاية إِلاَ : بِتعيينِ لِجَانٍ مُشرفة جَدِيْدَةٍ ( جديرة ونَزِيْهَةٍ ) تُراقِبُ آلية عمل الأَفْرَانِ، مثلاً : ( لِكُلِّ مدينة لجنة يتفرَّع عنها لِجان للأحياء، بحيث يكون لكُلِّ حَيٍّ لِجنَةً يَتفَرَّعُ عَنْها لِجَان للأفران، وأنْ يكون لِكُلِّ فُرْنٍ لِجْنَة عليها مسئول، مَعَ ضَرورَةِ وجُودِ جِهَةٍ ( أَكْثَرَ نَزَاهَةً ) لِمُحَاسبةِ رؤساء اللجان وأصحاب الأفران، وَأَنْ تُطبق المُحاسَبَة بحقِّ أيِّ مخالفة قد تحصل ( من الأدنى لِلأعلى )، إِن سَمَح ( أيُّ مخالف ) لِنَفْسِهِ أوْ لِلْغَيْر ( جماعته أوْ معارفهُ ) الإخلال بنظام جدولة توزيع الخُبْزِ ( دون وجْهِ حَق )، ويَتَوجَّب أيضاً محاسَـبتهُ إنْ لم يتجاوب مع شـكوى أيٍّ من الأهالي ( جِيران الفُرن )، وخاصَّـة إِذا تعلق الأمر بِعَدَمِ تَحَصُّلِه على خبزهِ اليومي .!؟ ولِلْعِلمِ : فَمِنَ المؤسـف ( بل المهزلة ) حِرْمَان جيران الفرن من خبزهم ( لأنهم الأولى بالخبز من الجميع )، وأسباب الأسف ( يقول المُثَـقف الواعي ) :أنَّ الجيران هُمْ أكثر المتضررين من الآثار والمُخَلَّفَاتِ النَّاجِمة عن الفرن ( ذرَّات الشَّحْوَارِ المتساقطة من دخان مدخنة الفرن على باحات المنازل المجاورة للفرن، فتلتصق بالألبسة والأشياء لِتنزع جمالها، وكذلك الضوضاء النَّاجمة من المحركات، وأصوات الزبائن، وهي الأضرار التي يُعانيها جيران الفرن فقط ) .!؟ وبالتأكيد ( يضيف المثـقف الواعي ) فإِنَّ الضرورة تقتضي تشجيع ومساندة المشرفين على الأفران، وَإِنْ دَعَتْ الضرورة تغيير بعض اللجان ( الحاليِّة )، مِّمَنْ يُثبَتُ عليهم التَّستر على فساد سلوكية أصحاب الأفران .!؟ والشَّـاهد ( كاتب هذه الحلقة ) : الذي عرض للأحد أعضاء اللجنة المشـرفة على فرن الحُريِّـة ( شارع الخليج ـ جنوبي الكورنيش ) مشكلة بقاء الجيران بدون خبز لمرات عديدة ( آخرها تاريخ كتابة هذه الحلقة )، وعليه : ترى هل أنَّ مستثمر الفرن المذكور له علاقة طيبة مع المسئولين عن حِمَاية الشَّعْب .!؟ وللملاحظة ( يتابع المُثَـقف الواعي ) : قبل آذار 2011 كانت توجد شرطة محليِّة، ودائرة حِمَاية المُسْتهلِك ( غرفة التموين )، ومَحَاكم، وكان الفرن المذكور يلتزم بِتأمين خبز الجيران، طمعاً لكسب رضاهم، أوْ خوفاً من المُسَائلةِ وكِتابةِ الضبط بِحقِّهِ، والمُحَاكمة، والعُقوبة، ودفعِ الغرامة، والسجن، والسبب : يومها كانت توجد حِمَاية ( حقيقية وفَعَّالة ) للشَّعْب .!؟ أمَّا اليوم ( يقول المُثَـقف الواعي ) : يُقال بِأنَّهُ توجد جِهة لها شرطة، ولها مَحَاكم، ولها لِجَان تُشْرِفُ على الأفران، ومع ذلك يُحْرَمُ جيران الفرن من خبزهم اليومي، بل إِنَّ مُستثمِر الفرن وبِحضورِ اللجنة المُشْرِفة ( علناً .!؟ ) يقول : اذهبوا واشتكوا  .!؟ وهذا التحدي موجه للمعنيين، وهو برسم إجابتهم الفوريِّة، والجيران ينتظرون الرَّد عليه .!؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…