خليل كالو
حتى تثبت براءتك أمام الشعب والتاريخ بالفعل والقول الوجداني..!! وأعلم بأن الانتماء والعضوية هي مسئولية وخدمة وليست امتياز ومكاسب ومنفعة شخصية وعائلية وحزبوية وخاصة لدى الشعوب الشبيه بالشعب الكردي الذي يسعى ويطمح بالوصول إلى مراده من الحرية والكرامة وحقوقه القومية المشروعة ..أما ما هو كائن وراهن على الساحة والكردية وكان من قبل فيما سلكته الأحزاب والتنظيمات الكردية من تخبط ورعونة ولا مسؤولية تجاه قضايا تهم صميم الشعب الكردي واستهتارها بالقيم القومية والوجدانية مما جعل من الجميع دون استثناء موضع التهمة والمسائلة أمام التاريخ هذا إذا كان البعض يخشى حكمه أو في قاموسه السياسي من تاريخ يحترم .
عندما نشأت فكرة التنظيم عند الكرد في القرن العشرين كان الهدف من بنائه هو تجميع طاقات وقدرات الشعب الكردي من أجل نيل حقوقه القومية .
ولكن مع مرور السنوات وتخلف القيادات القائمة عن سلوك القيادة التاريخية القومية وعدم إدراكها وتحملها لمسئولياتها تحولت إلى هياكل تنظيمية فارغة من محتواها الذي نشأت من أجلها وانتاب الضعف والتمزق هذه الهياكل حتى بات المرء لا يعرف وجود التنظيم من عدمه وأصبحت تحت السيطرة والتحكم من قبل أعداء الأمة عندما ابتعدوا عن حقيقة أهدافهم واغتربوا عن حقيقة حركة الشعب الكردي وإرادته واتبعت التقليد في فن الإدارة والتنظيم، منهجا لها فبدأت مسيرة التشتت والتمزق والتناحر والصراع الداخلي مما زاد الطين بلة ومن وضعها ضعفا .
إن الوثنية السياسية والارتكاز على الإيديولوجيات العقيمة والفاشلة تاريخيا لم تعد تنفع الشعوب في عصر العلوم التجريبية والثورات العلمية .
فالتاريخ لا يصنعه النماذج المتخلفة والقزمة فكريا ولا تقبل الطبيعة ممارسات تلك النماذج.
كما أن التاريخ لا يقبل الأعمال السلبية في مجرى جريانه إلا بالنقد والرفض أيضاَ.
إن الأمم الحية والفعالة لا تضع مستقبلها في أيدي أناس غير موهوبين يتصفون بالبلادة السياسية ومن لا يؤمنون بالمبادئ والأصول لحقيقة وجودها ولا تسعى إلى تأمين حقوقها في العيش الكريم والسيادة .
وكذلك على شعب كردستان أن يكون كذلك ..
فالأوطان لا تبنى بالاعتماد على طاقة وقدرة شخص واحد أو مجموعة مهما بلغوا من القوة والمقدرة مادام هؤلاء تدور حركتهم حول محور بعيد عن الهدف خارج الزمان والمكان بل من خلال العمل الجمعي لكامل الأمة.
صحيح أنه يمكن قيادة مليون شخص أمي بسهولة ويسر لا يدركون من السياسة والعمل السياسي سوى المشاعر والوجدان القومي مقابل صعوبة قيادة مئة شخص ذكي وكفؤ، ولكن تكون العبرة بالنتائج ونهايات الأمور.
إن الفئة الأولى من التنظيم يمكن أن يكون جميع أفراده جنودا أوفياء ومخلصين وتكون نتائج عملهم مبهرة وخلاقة إذا خضعوا لقيادة خلاقة ومبدعة وتنظيم حيوي هادف وسيكون كل أفراده مناضلين يضعون الهدف العام نصب أعينهم دون أن يكون هناك فرصة للانتفاع الذاتي ولن يفكر أحدهم بتولي القيادة وجاهة ما لم يكن يمتلك في نفسه كافة الصفات والميزات القيادية فكرا وعملا ووجدانا.
ولكن ما نفع تنظيم جلهم من الضباط والزعماء المنتفعين فأي زعيم سوف يكون قادراً على ضبطهم والسير بهم نحو أهدافهم ؟ .
ليس المهم أن تزين التنظيم الحزبي بقوالب جميلة وأفكار وشعارات براقة وجمل إنشائية وحركات استعراضية لأن القضية التي يسعى الكرد إلى حلها تعتمد على فلسفة واحدة وفكرة واضحة وحق ثابت مؤلف من كلمتين هما (كرد وكردستان) فقط.
إنهم يحتاجون وملزمون هنا إلى صياغة سياستهم وتوليف أفكارهم وضبط ذاتهم على هذا الأساس لا أن يفكر كل فرد كما يحلو له ليطبع الحركة بطابعه الخاص حيث أن أي فكر وفلسفة معتمد في الحركة الحزبية يستوجب بألا تقبل التأويل ولا التفسير وألا تقبل التساهل مع المزاج الشخصي أيضا وألا تعترف بالظروف الموضوعية بل تستفيد منها وتعمل من أجل إخضاعها لذاته والعمل دائما على تغيير القالب والشكل في كل حالة ومرحلة دون تغيير الجوهر والمضمون أو تعديلهما.
وفي هذا المجال بالذات يمكن للكرد أن يقتدوا بتجارب الآخرين إذا كانت تخدم أهدافهم…!
5.7.2013
مقتطفات من كتابي الكردايتي والشخصية الكردية “الفصل الحادي عشر حول التنظيم”
ولكن مع مرور السنوات وتخلف القيادات القائمة عن سلوك القيادة التاريخية القومية وعدم إدراكها وتحملها لمسئولياتها تحولت إلى هياكل تنظيمية فارغة من محتواها الذي نشأت من أجلها وانتاب الضعف والتمزق هذه الهياكل حتى بات المرء لا يعرف وجود التنظيم من عدمه وأصبحت تحت السيطرة والتحكم من قبل أعداء الأمة عندما ابتعدوا عن حقيقة أهدافهم واغتربوا عن حقيقة حركة الشعب الكردي وإرادته واتبعت التقليد في فن الإدارة والتنظيم، منهجا لها فبدأت مسيرة التشتت والتمزق والتناحر والصراع الداخلي مما زاد الطين بلة ومن وضعها ضعفا .
إن الوثنية السياسية والارتكاز على الإيديولوجيات العقيمة والفاشلة تاريخيا لم تعد تنفع الشعوب في عصر العلوم التجريبية والثورات العلمية .
فالتاريخ لا يصنعه النماذج المتخلفة والقزمة فكريا ولا تقبل الطبيعة ممارسات تلك النماذج.
كما أن التاريخ لا يقبل الأعمال السلبية في مجرى جريانه إلا بالنقد والرفض أيضاَ.
إن الأمم الحية والفعالة لا تضع مستقبلها في أيدي أناس غير موهوبين يتصفون بالبلادة السياسية ومن لا يؤمنون بالمبادئ والأصول لحقيقة وجودها ولا تسعى إلى تأمين حقوقها في العيش الكريم والسيادة .
وكذلك على شعب كردستان أن يكون كذلك ..
فالأوطان لا تبنى بالاعتماد على طاقة وقدرة شخص واحد أو مجموعة مهما بلغوا من القوة والمقدرة مادام هؤلاء تدور حركتهم حول محور بعيد عن الهدف خارج الزمان والمكان بل من خلال العمل الجمعي لكامل الأمة.
صحيح أنه يمكن قيادة مليون شخص أمي بسهولة ويسر لا يدركون من السياسة والعمل السياسي سوى المشاعر والوجدان القومي مقابل صعوبة قيادة مئة شخص ذكي وكفؤ، ولكن تكون العبرة بالنتائج ونهايات الأمور.
إن الفئة الأولى من التنظيم يمكن أن يكون جميع أفراده جنودا أوفياء ومخلصين وتكون نتائج عملهم مبهرة وخلاقة إذا خضعوا لقيادة خلاقة ومبدعة وتنظيم حيوي هادف وسيكون كل أفراده مناضلين يضعون الهدف العام نصب أعينهم دون أن يكون هناك فرصة للانتفاع الذاتي ولن يفكر أحدهم بتولي القيادة وجاهة ما لم يكن يمتلك في نفسه كافة الصفات والميزات القيادية فكرا وعملا ووجدانا.
ولكن ما نفع تنظيم جلهم من الضباط والزعماء المنتفعين فأي زعيم سوف يكون قادراً على ضبطهم والسير بهم نحو أهدافهم ؟ .
ليس المهم أن تزين التنظيم الحزبي بقوالب جميلة وأفكار وشعارات براقة وجمل إنشائية وحركات استعراضية لأن القضية التي يسعى الكرد إلى حلها تعتمد على فلسفة واحدة وفكرة واضحة وحق ثابت مؤلف من كلمتين هما (كرد وكردستان) فقط.
إنهم يحتاجون وملزمون هنا إلى صياغة سياستهم وتوليف أفكارهم وضبط ذاتهم على هذا الأساس لا أن يفكر كل فرد كما يحلو له ليطبع الحركة بطابعه الخاص حيث أن أي فكر وفلسفة معتمد في الحركة الحزبية يستوجب بألا تقبل التأويل ولا التفسير وألا تقبل التساهل مع المزاج الشخصي أيضا وألا تعترف بالظروف الموضوعية بل تستفيد منها وتعمل من أجل إخضاعها لذاته والعمل دائما على تغيير القالب والشكل في كل حالة ومرحلة دون تغيير الجوهر والمضمون أو تعديلهما.
وفي هذا المجال بالذات يمكن للكرد أن يقتدوا بتجارب الآخرين إذا كانت تخدم أهدافهم…!
5.7.2013
مقتطفات من كتابي الكردايتي والشخصية الكردية “الفصل الحادي عشر حول التنظيم”