دعا عضو المكتب التنفيذي لـ «المجلس الوطني السوري» المعارض ورئيسه السابق والقيادي في «الائتلاف الوطني» عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين السوريين عبر فرض حظر جوي أو توجيه ضربات عسكرية «جراحية» إلى مفاصل نظام الرئيس بشار الأسد أو توفير الأدوات التي تمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه.
وحذر سيدا في مقابلة مع «الحياة» في الدوحة إيران من أن إثارة المسألة الطائفية في المنطقة ستكون لها عواقب وخيمة وخصوصاً على إيران نفسها، مؤكداً وجود «توافق سعودي – قطري استراتيجي داعم للشعب والثورة في سورية».
وعن تواصل المعارضة السورية مع دول المنطقة، قال: «إننا ننطلق دائماً من أن هناك مثلثاً لا بد أن نتشاور ونتحاور معه، إنه المثلث السعودي – التركي – القطري، هذه هي الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في أيام المحنة ولا بد من التنسيق معها وهي دول فاعلة إقليمياً»، كما أن» هناك تواصلاً بيننا وبين بقية الدول العربية، إلى جانب تواصلنا مع القوى الدولية الفاعلة المعنية بالملف السوري وخصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى، وهناك تواصل مع الروس لكنهم لم يغيروا موقفهم حتى الآن».
وعن نتائج لقاء وفد «الائتلاف» مع أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شدد سيدا على أن «استمرارية دعم الملف السوري تحظى باهتمام قطري، خصوصاً في المحافل الدولية، وأن الدوحة قدمت دعماً كريماً للثورة السورية منذ بداية انطلاقها ومستمرة في ذلك، ونحن على تواصل وتنسيق مستمرين، وإن جهود قطر مطلوبة ومحمودة».
وأكد أيضاً أن «السعودية بذلت جهوداً كبيرة منذ البداية، وتساند الثورة السورية بسخاء وصمت»، كما نوه بـ «الموقف الخليجي الداعم والمساند، وخصوصاً من الإمارات والكويت».
وعن اجتماع «الائتلاف الوطني» في إسطنبول غداً قال إنه يهدف إلى «تنظيم البيت الداخلي للائتلاف، وسيتم انتخاب رئيس (خلفاً للشيخ معاذ الخطيب) ونواب رئيس وأمين عام».
وكشف أن «هناك أفكاراً تطرح على صعيد إدخال بعض التعديلات الهيكلية التنظيمية في سبيل تعزيز العمل الجماعي وروحية الفريق».
وسئل هل حصل توافق على اسم معين لرئاسة الائتلاف أو على المرشح الأوفر حظاً مثل برهان غليون، فأجاب: «لا يوجد مرشح أوفر حظاً، وبحسب معلوماتي برهان لا يطرح اسمه إلا في حال وجود توافق، هذه المسائل ستناقش من الكتل والمجلس الوطني والكتلة الديموقراطية، كتلة ميشيل كيلو، والكتل الأخرى، وربما هناك أكثر من اسم، لكن لا بد من التوافق، لا نستطيع الآن القول إن فلان هو الأكثر حظاً، ما زلنا في مرحلة النقاش».
وعن الوضع الحالي في سورية أكد أن «النظام حصل على دعم قوي من حلفائه، سواء على صعيد الرجال والسلاح أو التدريب ووسائل أخرى مطلوبة لتحقيق تقدم ميداني، وفي مقابل ذلك فان وعود الأشقاء والأصدقاء لتمكين الشعب من الدفاع عن نفسه لم تقدم بالصورة المطلوبة خصوصاً من المجتمع الدولي وأوروبا والولايات المتحدة».
لكنه قال إن «الأشقاء (في الخليج ودول عربية) يتحملون العبء الأكبر من المسؤولية، وهم يدعمون أكثر في مواجهة دعم كبير يتلقاه النظام من روسيا وإيران.
لا بد من دور دولي فاعل لتغيير الموازين على الأرض، النظام يستخدم القمع والأسلحة الثقيلة باعتماده سياسة الأرض المحروقة، ويدمر المدن لتحقيق تقدم على الأرض ليعطي انطباعاً بأنه على طريق حسم الأمور عسكرياً».
وعما إذا كان «الائتلاف الوطني» تلقى سلاحاً نوعياً بعد اجتماع «أصدقاء سورية» الأخير في الدوحة، قال سيدا: «لا أناقش ذلك في الإعلام، لكن ما يصل لا يغطي الجزء اليسير من المطلوب، ولا يرتقي لمستوى الوعود».
وسئل: «ماذا تريدون؟» فقال: «نريد حماية المدنيين السوريين، ونريد منع القتل الذي يمارسه النظام، ونريد وقف التدمير المستمر، فإما أن يتدخل المجتمع الدولي لوقف القتل إما بفرض حظر جوي أو توجيه ضربات جراحية إلى مفاصل النظام، أو أن يقدم المجتمع الدولي الأدوات التي تمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه».
وقال: «أما أن لا يقدم المجتمع الدولي شيئاً وتعرقل جهود إيصال أدوات دفاعية إلى الشعب فمعناه أن المجتمع الدولي لا يريد الوصول إلى حل حقيقي بل يريد إدارة الأزمة فقط، فيما قتل الشعب السوري مستمر».
وأكد في هذا السياق أنه «بالنسبة إلينا (في النهاية) لا بد أن تعالج المسألة معالجة سياسية، وهذا منطقي ونعتقد بصحته، لكن السؤال ما طبيعة هذا الحل السياسي؟ هل يعقل بعد كل هذا التدمير والخراب أن تعطى فرصة لبشار الأسد ومجموعة القتل لأن يحكموا سورية على جماجم السوريين، هذه مسألة لن تكون مقبولة بأي شكل من الأشكال والشعب السوري لن يتراجع، وإذا استمرت الأمور هكذا ستمتد آثار الأزمة وعدم الاستقرار إلى الجوار الإقليمي، وهذا ما هو حاصل في لبنان والعراق».
وعما إذا كان يخشى حرباً إقليمية طائفية، قال: «في رأيي النظام الإيراني يدفع في هذا الاتجاه، والنظام السوري ساعده حزب الله الذي دخل على الخط، وإيران تخلط بين السياسة وبين المذهب، وتحاول استخدام المذهب في سبيل تحقيق غايات سياسية، نحن نقول لا بد من الفصل بين الموضوعين، لأن المذهب أمر يتعلق بالقناعات الدينية والحقائق المطلقة في حين أن السياسة مرتبطة بالحاجات الدنيوية وحقائقها نسبية متغيرة، ونحن بهذه المناسبة نقول أنه لا بد من العمل من أجل تحويل الاهتمامات بين الإخوة في المذهب الشيعي سواء في العراق أو لبنان إلى جزء من المشروع الوطني العراقي واللبناني، بمعنى أن الشيعة في العراق هم جزء أساسي من النسيج الوطني العراقي ولا بد أن يكونوا جزءاً فاعلاً من المشروع الوطني العراقي، وكذلك الأمر في لبنان.
أما أن تكون الولاءات لمرجعيات خارج الحدود ولها توجهات سياسية لا تنسجم مع المصالح الحقيقية للمشروع الوطني سواء في العراق أو لبنان فهذا أمر سيعقد الوضعية».
وقال: «للمناسبة أود أن أقول إن إيران دولة أساسية استراتيجية في المنطقة، ولها مجال حيوي وهذا أمر مفهوم، لكنها تستطيع أن تصل إلى تأمين مصالحها من خلال بناء علاقات حسن جوار بناءة تستلهم حقائق التاريخ والجغرافيا، أما أن تلجأ إلى إثارة المسألة الطائفية في المنطقة فالنتائج ستكون وخيمة على الجميع، وعلى إيران تحديداً».
الدوحة – محمد المكي أحمد
وعن نتائج لقاء وفد «الائتلاف» مع أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شدد سيدا على أن «استمرارية دعم الملف السوري تحظى باهتمام قطري، خصوصاً في المحافل الدولية، وأن الدوحة قدمت دعماً كريماً للثورة السورية منذ بداية انطلاقها ومستمرة في ذلك، ونحن على تواصل وتنسيق مستمرين، وإن جهود قطر مطلوبة ومحمودة».
وأكد أيضاً أن «السعودية بذلت جهوداً كبيرة منذ البداية، وتساند الثورة السورية بسخاء وصمت»، كما نوه بـ «الموقف الخليجي الداعم والمساند، وخصوصاً من الإمارات والكويت».
وعن اجتماع «الائتلاف الوطني» في إسطنبول غداً قال إنه يهدف إلى «تنظيم البيت الداخلي للائتلاف، وسيتم انتخاب رئيس (خلفاً للشيخ معاذ الخطيب) ونواب رئيس وأمين عام».
وكشف أن «هناك أفكاراً تطرح على صعيد إدخال بعض التعديلات الهيكلية التنظيمية في سبيل تعزيز العمل الجماعي وروحية الفريق».
وسئل هل حصل توافق على اسم معين لرئاسة الائتلاف أو على المرشح الأوفر حظاً مثل برهان غليون، فأجاب: «لا يوجد مرشح أوفر حظاً، وبحسب معلوماتي برهان لا يطرح اسمه إلا في حال وجود توافق، هذه المسائل ستناقش من الكتل والمجلس الوطني والكتلة الديموقراطية، كتلة ميشيل كيلو، والكتل الأخرى، وربما هناك أكثر من اسم، لكن لا بد من التوافق، لا نستطيع الآن القول إن فلان هو الأكثر حظاً، ما زلنا في مرحلة النقاش».
وعن الوضع الحالي في سورية أكد أن «النظام حصل على دعم قوي من حلفائه، سواء على صعيد الرجال والسلاح أو التدريب ووسائل أخرى مطلوبة لتحقيق تقدم ميداني، وفي مقابل ذلك فان وعود الأشقاء والأصدقاء لتمكين الشعب من الدفاع عن نفسه لم تقدم بالصورة المطلوبة خصوصاً من المجتمع الدولي وأوروبا والولايات المتحدة».
لكنه قال إن «الأشقاء (في الخليج ودول عربية) يتحملون العبء الأكبر من المسؤولية، وهم يدعمون أكثر في مواجهة دعم كبير يتلقاه النظام من روسيا وإيران.
لا بد من دور دولي فاعل لتغيير الموازين على الأرض، النظام يستخدم القمع والأسلحة الثقيلة باعتماده سياسة الأرض المحروقة، ويدمر المدن لتحقيق تقدم على الأرض ليعطي انطباعاً بأنه على طريق حسم الأمور عسكرياً».
وعما إذا كان «الائتلاف الوطني» تلقى سلاحاً نوعياً بعد اجتماع «أصدقاء سورية» الأخير في الدوحة، قال سيدا: «لا أناقش ذلك في الإعلام، لكن ما يصل لا يغطي الجزء اليسير من المطلوب، ولا يرتقي لمستوى الوعود».
وسئل: «ماذا تريدون؟» فقال: «نريد حماية المدنيين السوريين، ونريد منع القتل الذي يمارسه النظام، ونريد وقف التدمير المستمر، فإما أن يتدخل المجتمع الدولي لوقف القتل إما بفرض حظر جوي أو توجيه ضربات جراحية إلى مفاصل النظام، أو أن يقدم المجتمع الدولي الأدوات التي تمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه».
وقال: «أما أن لا يقدم المجتمع الدولي شيئاً وتعرقل جهود إيصال أدوات دفاعية إلى الشعب فمعناه أن المجتمع الدولي لا يريد الوصول إلى حل حقيقي بل يريد إدارة الأزمة فقط، فيما قتل الشعب السوري مستمر».
وأكد في هذا السياق أنه «بالنسبة إلينا (في النهاية) لا بد أن تعالج المسألة معالجة سياسية، وهذا منطقي ونعتقد بصحته، لكن السؤال ما طبيعة هذا الحل السياسي؟ هل يعقل بعد كل هذا التدمير والخراب أن تعطى فرصة لبشار الأسد ومجموعة القتل لأن يحكموا سورية على جماجم السوريين، هذه مسألة لن تكون مقبولة بأي شكل من الأشكال والشعب السوري لن يتراجع، وإذا استمرت الأمور هكذا ستمتد آثار الأزمة وعدم الاستقرار إلى الجوار الإقليمي، وهذا ما هو حاصل في لبنان والعراق».
وعما إذا كان يخشى حرباً إقليمية طائفية، قال: «في رأيي النظام الإيراني يدفع في هذا الاتجاه، والنظام السوري ساعده حزب الله الذي دخل على الخط، وإيران تخلط بين السياسة وبين المذهب، وتحاول استخدام المذهب في سبيل تحقيق غايات سياسية، نحن نقول لا بد من الفصل بين الموضوعين، لأن المذهب أمر يتعلق بالقناعات الدينية والحقائق المطلقة في حين أن السياسة مرتبطة بالحاجات الدنيوية وحقائقها نسبية متغيرة، ونحن بهذه المناسبة نقول أنه لا بد من العمل من أجل تحويل الاهتمامات بين الإخوة في المذهب الشيعي سواء في العراق أو لبنان إلى جزء من المشروع الوطني العراقي واللبناني، بمعنى أن الشيعة في العراق هم جزء أساسي من النسيج الوطني العراقي ولا بد أن يكونوا جزءاً فاعلاً من المشروع الوطني العراقي، وكذلك الأمر في لبنان.
أما أن تكون الولاءات لمرجعيات خارج الحدود ولها توجهات سياسية لا تنسجم مع المصالح الحقيقية للمشروع الوطني سواء في العراق أو لبنان فهذا أمر سيعقد الوضعية».
وقال: «للمناسبة أود أن أقول إن إيران دولة أساسية استراتيجية في المنطقة، ولها مجال حيوي وهذا أمر مفهوم، لكنها تستطيع أن تصل إلى تأمين مصالحها من خلال بناء علاقات حسن جوار بناءة تستلهم حقائق التاريخ والجغرافيا، أما أن تلجأ إلى إثارة المسألة الطائفية في المنطقة فالنتائج ستكون وخيمة على الجميع، وعلى إيران تحديداً».
الدوحة – محمد المكي أحمد
الحياة