بيان حول الأحداث الدامية في مدينة عامودا الجريحة

شهدت مدينة عامودا أحداثا دامية مروعة يندى لها جبين الإنسانية ذلك عشية 27  6  2013 ، حينما اقترفت المجموعات المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي p.y.d جرائم الاعتداء الآثم وبالرصاص الحي على المظاهرة الجماهيرية السلمية التي قادتها التنسيقيات الشبابية مع حملة الاضراب عن الطعام لأيام خلت ، وذلك احتجاجا على اعتقال ثلاث نشطاء من قبل مسلحي p.y.d ، وقد أسفر هذا الاعتداء الغاشم عن سقوط عدد من الشهداء بينهم فتاة وجرح وإصابة أعداد آخرين جراح بعضهم بليغة إلى جانب الاعتقال العشوائي للعشرات من المتظاهرين واعتقال آخرين بمداهمة بيوتهم ومنازلهم في المدينة وبعض القرى القريبة منها مثل جوهرية حيث إثارة الرعب والرهبة بين الجماهير ونشر القناصة على أسطح المنازل في المدينة ، ومنع الدخول والخروج من وإلى المدينة وفرض حظر التجوال داخلها .
  هذا وقد عرف من الشهداء حتى الآن 
سعد عبدالباقي سيدا ، آراس أحمد بنكو ، نادر محمود خلو ، برزان قرنو ، شيخة عليكا ، شيخموس محمد علي .
كما عرف من الجرحى حتى الآن
أحمد محمد كرمي عضو قيادة منظمة حزب آزادي في عامودا ونجله ، أحمد عبدي ، محمد نايف ، دارا حسن داري ، علي رندي ، زهير حسين ، مزكين قجو ، علام خزيم ، إدريس عبدي ، سوار حتو ، عزيز قرنو .
و من المعتقلين عرف منهم حتى الآن
أحمد محمد كرمي – رغم جرح قدمه بالرصاص ، محمد خير بنكو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي ، د.لقمان حسين عضو قيادي في حركة الإصلاح ، عبد الإله عوجي عضو قيادي في حزب يكيتي ، حسين شحادة عضو المجلس الوطني الكردي ، أسامة داري عضو الجمعية الخيرية في عامودا ، هشام شيخو ، حج إبراهيم حج نوري ، علي شريف ، توسن بنكو ، أحمد محمد خير بنكو ، سليمان محمد خير بنكو ، سعد حسو ، إسماعيل عمر ، سعيد سليمان ، برزان إسماعيل عمر ، سنان سنان ، عصمت ولي ، علاء الدين ولي ، خبات بهجت علي ، جوهر علي قاسو ، بنكين حسو ، محمود خلو ، محمد شيخموس ، شفان زبير ، ديرسم زبير ، دلسوز كمال سنان ، فائق كمال سنان ، خضر عيسى ، يلماز قاسم ، آزاد عيسى محمد ، حج عيسى محمد ، آلان قجو ، أحمد دريعي ، أحمد جولي ، عابد مجيد جولي ، جودي مروان حسين ، أمين علي شيخموس ، مجيد بدران ..الخ .
كما تم الهجوم على المكاتب والمقرات الحزبية لبعض أحزاب المجلس الوطني الكردي منها  حزب آزادي الكردي في سوريا ، والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) وحزب يكيتي الكردي ، وحرق واتلاف محتويات بعضها ، وفي اليوم التالي تم الهجوم على مكتبي البارتي ( حي شرقي وحي غربي ) ، ومقر جمعية كل من روني وزلال النسائية في مدينة القامشلي ، وإحراق سيارة لعضو قيادي في حزب آزادي بمدينة ديريك ..الخ .
هذا ، ومن الواضح أن ما حصل في مدينة عامودا لم يكن نتيجة لاشتداد الصراع بين المتظاهرين وتلك المجموعات المسلحة ، بل جاء عن دراسة وتخطيط ونية مبيتة وهادفة ، بدليل استمرار المسلحين في مهاجمة المقرات الحزبية والجمعيات في اليوم التالي وفي أماكن خارج مدينة العامودة ، وهل هي مصادفة أن يستشهد الثلاثة معاً ؟   مغني الثورة في عامودا وأول من دعا وخرج إلى المظاهرة في عامودا وأول من أسقط تمثال حافظ الأسد عام 2004 في انتفاضة آذار التاريخية ..
لقد دأب p.y.d ومسلحيه ومجلسه العتيد ومنذ فجر الثورة السورية على العمل ضد إرادة الشعب السوري وثورته في الحرية والكرامة ، وعلى العكس من تطلعات الشعب الكردي نحو التحرر من ربقة الاستبداد وتحقيق أمانيه القومية والوطنية دستوريا ووفق العهود والمواثيق الدولية ، حيث وقف منذ البدء ضد المشاركة في الثورة السورية وحاول باستمرار منع التظاهر والاعتصام في المناطق الكردية ولاسيما عفرين وكوباني وبعض مناطق الجزيرة ، كما حاول الاستفراد في السيطرة على تلك المناطق .
كما لم يتقيد ( p.y.d ) ومجلسه باتفاقية هولير بين المجلسين (المجلس الوطني الكردي ، مجلس غرب كردستان ) التي تم ابرامها برعاية كريمة من سيادة رئيس إقليم كردستان الأخ مسعود بارزاني ، بل يستثمرها دوما لشرعنة تجاوزاته وانتهاكاته الفظة لبنودها ونصوصها ، حيث الضرب المبرح والاحتجاز وقتل الأبرياء حتى لشخصيات وعناصر مسئولة وقيادية من الأحزاب المشاركة في الاتفاقية ( أي المجلس الكردي ) والعمل زورا وفي معظم الأعمال والممارسات باسم الهيئة الكردية العليا التي لم تجتمع منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر ، بمعنى أن ( p.y.d ) يعمل عكس الاتفاقية ، ويهدف من ممارساته تلك إلى نسفها نهائيا .
إن ما حصل في مدينة عامودا خلال الأيام القليلة المنصرمة من جرائم مروعة ليست هي الأولى من نوعها ، بل سبقتها منذ مدة في تل غزال التابعة لمنطقة كوباني وفي عفرين وبعض الأماكن التابعة لها مثل برج عبدالو وباسوطة وجنديرس وشرا وغيرها ..الخ ، أي أن مثل هذه الممارسات والأعمال الهمجية المستنكرة والمدانة  بكل المعايير والمقاييس السياسية والاجتماعية تأتي في سياق منهجي منتظم ضد شعبنا الكردي وتطلعاته المشروعة ، وهو نشاط هدام يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق الكردية ، ويتجه نحو اقتتال الأخوة وشرخ المجتمع الكردي وتأليبه ضد بعضه البعض ..
من هنا ، فإننا نحمل كامل مسئولية ما حصل في المناطق الكردية عامة وفي مدينة عامودا خاصة التي نحن بصددها مثل هذه الجرائم على عاتق p.y.d ومسلحيه ، ونحذرهم من مغبة التطورات اللاحقة التي قد تجبر الأوساط الشعبية والجماهيرية وحتى التنسيقيات الشبابية والحزبية على الدفاع عن نفسها ، وما تريثها وجنوحها إلى الصبر والسلم حتى الآن إلا شعور عال بالمسئولية وحرص على الأمن والسلم الأهليين ، ودرء الشعب الكردي من مخاطر الصراع واقتتال الأخوة التي قد لا تحمد عقباها .
إننا في حزب آزادي الكردي في سوريا ، في الوقت الذي ندعو فيه جماهير شعبنا وأحزابنا السياسية والتنسيقيات الشبابية وكل القوى الفاعلة والغيورة على قضية شعبنا إلى الصبر وضبط النفس منعا لتفاقم الأوضاع في مناطقنا والوقوف بحزم ضد المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد شعبنا الكردي وقضيته العادلة  والعمل بجد إلى جانب الثورة السورية حتى تحقيق أهدافها في النصر المؤزر وإسقاط نظام الاستبداد ، في ذات الوقت نترحم على أرواح شهداء عامودا الجريحة وأرواح شهداء شعبنا الكردي وكل شهداء الثورة السورية ، ونعزي أنفسنا وذويهم ورفاقهم ومحبيهم ، مع تمنياتنا للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل ، والحرية للأسرى والمحتجزين والمعتقلين في كل سجون البلاد ، وعودة هادئة للمشردين والنازحين من ديارهم ، كما ندعو مجلسنا (المجلس الوطني الكردي في سوريا ) إلى اتخاذ الموقف المسئول حيال ما يجري والاحتجاج بتعليق العضوية في الهيئة الكردية العليا واللجان المنبثقة عنها ، والتصدي بحزم لمثل هذه الممارسات المشينة التي تتنعارض مع اتفاقية هولير والتي لاتخدم سوى خصوم وأعداء شعبنا الكردي وقضيته العادلة .
30  6  2013
اللجنة السياسية
لحزب آزادي الكردي في سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…