مهام الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري

سليمان حسن

لعل كثيرون من الشعب الكردي يتساءلون عن ماهية وايديولوجية الكتلة الكردية التي اجتمعت مؤخرا في هولير , بدعم مباشر من الرئيس مسعود البرزاني والتي انتهت بانتخاب السيد عبدالباسط سيدا رئيسا لها , وماذا يمكن ان تقدم هذه الكتلة للشعب المبتلى بقيادات لا تقدم ولا تؤخر شيئا عن المستقبل الكردي في سوريا المستقبل ولعل ادراك السيد البرزاني لهذا الامر جعله يبحث عن بديل يكون قادرا على تمثيل الكرد بين اطياف المعارضة العربية السورية التي لا تقل شراسة عن النظام السوري تجاه القضية الكردية التي هي بنظرهم البعبع المرعب ويجب ان يتم التصدي له لمنعه من التغلغل في سوريا القادمة دون الاسد,
 لكن كثيرون قد ارادوا لتلك الكتلة ان تفشل في مهامها وان تلحق بالحركات الكردية كي تراوح في مكانها وهي تتفرج على قطار الحرية عابرا من امامها دون ان توطئ قدمها فيها ولذلك فقد تعرضت تلك الشخصيات لهجوم لاذع من الحركات الكردية وخاصة في شخص السيد عبدالباسط سيدا ومنها بانه يفضل سوريته على كرديته وبانه يغرد خارج السرب الكردي ولا يمثل الكرد في المعارضة بل ذهب البعض الى ابعد من ذلك لدرجة وصلت الى تخوينه لقضيته وشعبه , الا ان سيدا لم يرد على تلك الاتهامات بل تجاهلها ولعله كان مدركا بخلبية هذه الاتهامات وخاصة انها قد اطلقت من شخصيات باتت هي نفسها عالة على الشعب , اما الان وبعد ان حظيت هذه الكتلة بدعم مباشر من الرئيس مسعود البرزاني فهي قد تفتح ابوابا جديدة تجاه القضية الكردية في سوريا ليس مع المعارضة السورية فحسب بل مع الحركات الكردية نفسها اذ يبدوا واضحا من خلال دعمه لهذه الكتلة , ادراكه العميق لمدى عجز بقية الحركات عن تمثيل الكرد في المحافل الدولية ومدى استهتارها بالظروف التاريخية التي تمر بها سوريا في ظل ثورة الحرية فهي لم تقم بأي تقدم ملحوظ على الارض ولم تحقق اية نتائج فعلية او ملموسة قد تشكل بذرة امل في تراب مالح تكون اساسا للأجيال القادمة ومرتكزة عليها في سبيل تحقيق مطالب الشعب الكردي

وهنا تجدر الاشارة , اذا , على دور هذه الحركات ونظرتها المستقبلية للمناطق الكردية وبرنامجها السياسي مع المعارضة السورية التي يبدوا غير واضحا حتى اللحظة , هذا ان وجد برنامج لهم, كون معظم هذه الحركات باتت ترمي بكامل ثقلها على التجارة بين الاقليم  وكردستان سوريا وبناء مقرات و مراكز لها و كيفية دعمها ماديا و اعلاميا وسبل تجنيد المزيد من الشباب الكرد المتحمسين بين صفوفها في حين ان معظم رؤساء هذه الحركات باتت تعيش خارج سوريا منهم في هولير والسليمانية في حين انهم كانوا في سوريا ايام حكم الاسد ؟؟؟؟؟؟ الا يتوجب علينا التساؤل عن سبب هروبهم الى الاقليم وترك الشعب وحيدا مع العلم انه لم تصدر بحق اي واحد منهم مذكرة اعتقال من النظام او غيره ولم يتعرضوا لأي تهديد ؟؟؟؟؟؟
اذا فانه من الطبيعي ان تتجه الانظار الى الكتلة الكردية برئاسة سيدا في حين تشكك فقط تلك القيادات بتبعية سيدا وعدم استقلالية قراراته وبانه يميل الى ايديولوجية معينة و بانه ليس قادرا على اتخاذ اي قرار دون الرجوع الى مصادر معينة ومن حقها ان تشك في ذلك لان سيدا مستقل وغير تابع لأي من هذه الاحزاب , اذا من اين له بكل هذا الدعم حسب وجهة نظرهم, لكن الا يجدر بنا ان نتساءل ايضا عن مدى استقلالية قرار هذه الحركات وعن مرجعياتها  وعلى اي اساس تتبنى هذه القرارات , فاذا كان معظمهم في الاقليم , اذا فمعظم قراراتهم صادرة من هناك ومتأثرة بسياسة الاقليم وكذلك قنديل وليس لها اية قوة في تبنى مطلب او قرار وحيد يكون في خدمة الشعب الكردي في سوريا دون الرجوع الى تلك المرجعيات ولو كان ذلك صحيحا بان قرارتهم مستقلة وغير متأثرة باي ايديولوجية لكانوا الان في قامشلوا بين الشعب و يكونون في طليعة تلك التظاهرات المنادية بالحرية وبحقوق الشعب الكردي حينها كان لابد من التصديق بان تلك القرارات صادرة من عاصمة الكرد السوريين قامشلوا وليس من هولير او السليمانية او قنديل
فمصير الكرد باكمله مرتبط بوحدة ابنائه وبتوحيد كلمته وصفوفه لمواجهة ما يتم التخطيط له من مؤامرات لا تخدم الكرد ولعل بعد ادراك السيد البرزاني لما انف ذكره خاصة بعد ندائاته المستفيضة بوحدة الشعب الكردي في سوريا وتوحيد الحركات و التنسيقيات لكن دون جدوى ولهذا فقد وجد في الكتلة الكردية منفذا يخترق به صفوف المعارضة السورية على امل ان ينجحوا في ما فشلت فيه تلك الحركات
وهنا تجدر الاشارة الى ماهية المجلس الكردي والهيئة الكردية العليا وعن دورها وسبب بقائها الى الان في حين باتت غارقة في الخلافات فيما بينها وفيما بين الشعب الكردي الذي بات يضيق ذرعا بممارسات كلتيها ولعل ما يجري في عامودا الان من اعتصامات سلمية ضد هذه الممارسات  ابرز مثال على ذلك , وعليه الا يتوجب حل الاثنين واعادة انتخاب قيادة كاريزمية حقيقية يختارها الشعب الكردي ولا تفرض نفسها على الساحة بسبب وجود فراغ نتيجة لتحصيل حاصل في المنطقة
وهنا يبرز دور الكتاب والمثقفين الكرد في انهاء هذه الممارسات من خلال علاقاتهم واقلامهم وخاصة من خلال الفرصة السانحة الان في هولير الذي يجتمع فيه الكتاب والمثقفين الكرد للوقوف على الاوضاع بجدية اكثر وتدارك للأوضاع قبل انهيارها والتي سيكون فيها انهيار امال الشعب الكردي في سوريا
selemanhasan@hotmail.com
فيس بوك
https://www.facebook.com/suliman.hasan.16?ref=tn_tnmn

سليمان حسن بلجيكا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…