عفرين – أردوغان – كيلو – سلمو

صلاح بدرالدين

أولا : عفرين عروسة جبل الكرد وموئل ثورة – المريدين – وحاضنة رواد الحركة الكردية الأوائل وقادة اليسار الكردي الديموقراطي ونجوم أهل الفن وفطاحل الشعر والثقافة تتعرض للانتقام منذ بداية الثورة السورية وكانت بحكم تضاريسها الجبلية وطبيعتها الوعرة ومحاذاتها  للحدود التركية وتداخلها مع مناطق ذات الألوان الطائفية الحساسة في عمق التواجد العلوي التركي والسوري موضع دراسة في دوائر اللجان المشتركة بين أجهزة الأمن السورية ومخابرات – فيلق القدس – الايرانية أقول تتعرض للانتقام من جانب من كلفتهم تلك اللجان من غربان شبيحة نظام الاستبداد وجحافل الشر وبلباس كردية أرادوا النيل من تاريخها وحاضرها ووأد مستقبلها
وما نسمعه من أخبار حصارها فهو بحقيقة الأمر حصار محاصريها الذين جاؤوا من وراء الحدود لاذلالها وتركيع أهلها الشجعان هؤلاء الذين لهم وظيفة أخرى مستجدة لنصرة شبيحة (نبل والزهرا) لاتنفصل عن مخطط الهجمة العسكرية السورية – الايرانية – حزب اللهية للاجهاز على الثورة السورية واحتلال المناطق المحررة وهنا ورغم كل ذلك على قوى الثورة وخاصة الجيش الحر اتخاذ منتهى الحذر والحيطة من أجل أن لايتضرر أهلنا هناك ان من جهة المواد التموينية والطبية أو الأخطار الأمنية ولاشك أن مقترحات ” اللجنة الوطنية ” المعلنة منذ البارحة  تشكل أساسا لحل المشكلة .
ثانيا – الاحتجاجات المستمرة في مدن تركيا منذ أكثر من اسبوع ترفع شعارات نابعة من الطموحات المشروعة في الاصلاح والتغيير (تردد أن محتجي تقسيم باستانبول منعوا جماعة ب ك ك من المشاركة معهم) صحيح أن بعض أطراف المعارضة المشاركة في تلك الفعاليات يدين بالولاء لنظام الاستبداد السوري ويواجه الحكومة الحالية لأنها تقف مع – المعارضة – أو بالأحرى في صف – اصدقاء الشعب السوري – ولكن مايهمنا هنا القول بأننا نتعاطف مع المحتجين في مطالبتهم باسقاط حكم حزب العدالة والتنمية لأننا نرى أن ماسمي بالتجربة التركية في الاسلام المعتدل محض هراء وأن الاسلام السياسي واحد لايتجزأ وهو عاجز عن حكم البلاد والعباد بصورة سليمة وعن ايجاد حلول شافية للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبينها قضايا الشعوب والقوميات .
ثالثا – ميشيل كيلو يترحم على حافظ الأسد علنا وعلى رؤوس الأشهاد في حركة استفزازية لمشاعر ملايين السوريين خاصة من أهالي ضحاياه في السجون والمعتقلات فلو كان المذكور كاهنا كنسيا أو امام جامع أو مرافقا لأحد الحاخامات لكنا غضضنا الطرف على مضض واعتبرنا ذلك أمرا يتعلق بوظيفة الأديان في طلب الرحمة للظالم والمظلوم  ولكن المسألة أعمق من ذلك بكثير فالرجل أكد مرة أخرى من دون أن يدرك أنه لم يكن بعيدا عن مؤسسات نظام الأسد وخاصة لملحقات حزبه الحاكم أمثال (بثينة شعبان وفاروق الشرع) وأنه من ضمن من فتحوا النار على الحزب الشيوعي السوري بعلم ومعرفة أجهزة النظام وليس عن قناعة مبدئية مثل شيوعيين آخرين الذين قد تركوا لأن حزبهم دخل الجبهة ووالى نظام الأسد كما أثبت من جديد أن مثله العليا هو الدكتاتور الأرعن الذي وضع اللبنات الأولى للطائفية في بلادنا وحول الدولة الى نظام أمني وهو بذلك يفصح عن نهجه ومواقف جماعته حول قبول النظام القائم وعدم العمل على اسقاطه وتفكيك سلطته بل التصالح مع الأسد الابن المكمل لنظام سلفه وهذا هو مهمته الآن لجر – المعارضة – الى جنيف 2 ومن ثم الى أحضان السلطة القائمة بعد أن أصبح عضوا بالائتلاف الذي تعج صفوفه بكل أسف من هذه الشاكلة حيث مازال قسم كبير من أعضائه مثلا يحيي ذكرى – استشهاد !! سيدهم وولي نعمتهم الدكتاتور البعثي الآخر المقبور صدام حسين فكيف بهؤلاء جميعا أن يعملوا على تحقيق التغيير الديموقراطي ببلادنا ؟ واذا كان هؤلاء يدعون لفظيا بموالاتهم للثورة فانني أطالب قيادات الجيش الحر بمساءلة – كيلو – والآخرين بمحاكم ثورية واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم .

رابعا – الطفل الشهيد – سلمو – الحلبي من حي الشعار ذو الأربعة عشر ربيعا الذي قيل وتردد أن مجموعة اسلامية متطرفة أعدمته بتهمة – الكفر- ورغم الغموض الذي يكتنف الموضوع فان على قوى الثورة وخاصة الجيش الحر العمل السريع والجاد ومن دون تردد وابطاء على كشف الملابسات وطرح الحقيقة على الشعب ومحاكمة القتلة المجرمين ومن يقف من ورائهم وتنفيذ الاجراءات العادلة تجاههم والاعلان الشفاف للرأي العام عن كل جوانب الجريمة النكراء فمن حيث المبدأ لافرق بين جريمة تصفية الطفل الحوراني الشهيد – حمزة الخطيب – و سلمو – الحلبي وقد يكون الفاعل واحدا .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…