إبراهيم اليوسف
لا يمكن فهم ما يجري في عفرين، من حصار رهيب من قبل بعض الكتائب المسلحة التي باتت تقطع تواصل هذه المدينة عبر الشريان الوحيد الذي يربطها بمدينة حلب- في إهاب قطع أوصالها وهي الرمز الكردي في هذا المقام- ما يعني إزالة اهلها عن مسرح الوطن، وهم الذين باتت أعدادهم تقترب من المليون نسمة، المليون من أصل أربعة الملايين، أو أكثر، في الإحصاءات الأكثر دقة في موازين الدقة، وهو أمر آخر، يقودنا للحديث عن هذا المليون، في هجرته-حيث كلهم مهاجر العائد للصدر والصدر الضام في لحظة الضيم- لاسيما في ما إذا وضعنا في الحسبان عودة أبنائها الذين تم هدم منازلهم، أو طردهم منها، في أكبر تجمعين كرديين في حلب وهما:
لا يمكن فهم ما يجري في عفرين، من حصار رهيب من قبل بعض الكتائب المسلحة التي باتت تقطع تواصل هذه المدينة عبر الشريان الوحيد الذي يربطها بمدينة حلب- في إهاب قطع أوصالها وهي الرمز الكردي في هذا المقام- ما يعني إزالة اهلها عن مسرح الوطن، وهم الذين باتت أعدادهم تقترب من المليون نسمة، المليون من أصل أربعة الملايين، أو أكثر، في الإحصاءات الأكثر دقة في موازين الدقة، وهو أمر آخر، يقودنا للحديث عن هذا المليون، في هجرته-حيث كلهم مهاجر العائد للصدر والصدر الضام في لحظة الضيم- لاسيما في ما إذا وضعنا في الحسبان عودة أبنائها الذين تم هدم منازلهم، أو طردهم منها، في أكبر تجمعين كرديين في حلب وهما:
الأشرفية والشيخ مقصود، ما يخلق تضخماً سكانياً، في هذه المنطقة المعطاء، الوادعة، الأبية، بما لم يكن في الحسبان، حيث لا بيوت تأوي هاتيك الأعداد الهائلة التي لاذت بأهلها، عندما وجدت نفسها، بعد أن فتح أهل هذين الحيين الكبيرين صدورهم لأخوتهم أبناء حلب، من الأحياء الأخرى، كي يجدوا أن خيوط مؤامرة باتت تتضح-في الأفق- بغرض تفجير أوضاع هذين الحيين، فلم يتوان النظام السوري- وهو يتنفس الصعداء- عندما وجد أن الامور قد آلت إلى هذا المآل، كي يفرغ هذين الحيين من سكانهما- وأية تسمية للحي دون أهله إنه اللاحي أو الميت- وحدث ذلك، عندما ظهرمن لديه المقدرة لدقّ الإسفين بين مكوني الثورة: الكرد، وأخوتهم العرب، ولاننسى سواهم، في سياق التفصيل المشخص، وحدثت هناك أخطاء استراتيجية، مالبثت أن تمَّ حلها، ولكن بعد أن تحولت بعض بيوت الحي إلى أطلال دارسة، فامحت عن بكرة إسمنتها وعلوها، وبعد أن تفاجأ كثيرون منهم بطردهم من قبل بعض المجموعات المسلحة، كي يسكنوا بيوتهم أمام أعين الملأ، وهي إقامة مؤقتة، سيستطيع النظام- وهو يواصل تجريب كيميائه المقنَّن بحسب التوصيف الأممي- أن يترقب الفرصة، لضرب الطرفين، مادامت هناك أخطاء استراتيجية، تمت، كي يحدث هذا الشرخ بينهما، وإن كان النظام- وفق سلوكه الدموي الذي بدا في شكله الحقيق- لا يوفر سورياً من مجازره، وهو مستعد أن يبتر أي عضو من جسده، في سبيل استمراره، ومؤكد أنه لن يوفر الكردي الذي قال عنه الأسد، في حوار أجري معه، قبل سنوات، من قبل صحيفة أخالها-الآن- أجنبية: الكرد المحيطون بدمشق براميل ديناميت موقوتة” وأرجو من متابعي حواراته بهذه المناسبة إعادة نشره، ولعلي كنت قرأته في موقع كلنا شركاء- للإعلامي د.
أيمن عبدالنور، وهو شأن آخر..!.
أبناء حيي الشيخ مقصود والأشرفية- كرافدين عفرينيين لروح حلب وألقها- كانوا، وكما تؤكد ذلك الفيديوهات التي تابعناها عبرالإعلام، من الأوائل الذين ساهموا في المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية- وكانت شوارع مدينة إبراهيم أو الشهباء تشهد لهم مشاركاتهم في أولى انتفاضة في سوريا شغلت أكبر بقعة فيها هزت أركان النظام- وهم لايمكن فصلهم عن عفرين المهاد، وهنا نحن أمام ضلعين آخرين للمهاد ذاته: كوباني، والجزيرة، ولقد تعرفت عفرين: الضلع المعني-هنا- على مصطلح التنسيقات ممارسة، لا تنظيراً، وكانت هناك تنسيقيات أولى، تواشجت مع حركة شباب الانتفاضة، التي ولدت من رحم الثورة السورية-ولها في كرديتها كل مسوغات الولادة والتاريخ- لتتوزع في الاتجاهات الثلاثة، وما بينهما من مدن تابعة، وأرياف، في إطار مشاركة الكردي في ثورته، أجل، في ثورته، وإن كانت هناك عقبات، أو عقابيل، كاداء، ستقف في الطريق، نقرُّبها-ولها نصيبها من النقدين: الآني، والمستقبلي، منها ماتعود أرومته إلى شروش الاستبداد، ما تصادى في رؤى بعض ركاب موجة الثورة، أو بسبب عدم حسم الأمور من قبل شريك المكان، حيث كان ولايزال أبعاضهم يتحركون وفق إيقاعات الماسترو المخابراتي، ما جعل الكردي غير مطمئن، في الإقدام على ما سيسارع في إذكاء فتيل الفتنة، الفتنة التي كانت شراراتها تنطلق هنا وهناك، من قبل هؤلاء البيادق، بيدأن حكماء المكان كانوا يلتفون عليها، مطوقين شرورها، ليطفؤوها، مادام أن العدو الأول: النظام، سبب كل الانتهاكات العنصرية بحق الكردي، والذي سيؤكد لاحقاً لمن استجرإلى النظر شزراً وريبة إليه، أن هذا النظام، لا أب له، ولا أم، كما لاكرامة، ولا مبدأ له، وهو سيحاول التهام كل من يقف في وجه ألهبته، المسعورة، وهو ذاته أصداء ترجمة مقول الكردي، لشقيقه، السوري، بصوت عال، عبرعقود ظلامية، دفع فيها أعظم فاتورة اضطهاد ممكنة.
ثمة من يعيد أرومة سيلان لعاب مستأجر البارودة- وكل من يستخدمها في غير مكانها- مستأجر، كما بارودته التي هي ليست له، مالم تتوجه للدفاع عن أهله، وهم يستغيثون، في أصعب مرحلة في خط مسار الثورة، وهي دخول الميليشيات “الإيروسنصرسدين” على الخطِّ، على نحو، عاهر، فاجر، علني، ولم يتردد الشخص المزوَّر، المأجورالأول، أن يهدد بسبابته-التي تفوح برائحة الجرائم المنفذة ومن بينها دم الكردي عبدالرحمن قاسملو – كل من لا يرعوي لجبروت وإرهاب النظام، مالم تتحرك لهم-شعرة واحدة- بيد أنهم راحوا ييممون وجوههم- شطر الجهة المعاكسة- وهي مواجهة الكردي، تعويضاً عن الهزيمة، والتمترس وراء مزاعم انتهاكات ي ب ك التي لها مواقف لا تنسى في مؤازرة الجيش الحر، في المقابل- رغم كل مالنا من نقودعلى سياسات ب ي د، وهوإشكال كان من الممكن حله وهوالمرفوض في شكله المثار-في مالوثبت – عبر الحوار، ضمن البيت الوطني، مادام الكردي ليس عدواً، ومادام أنه من الضروري أن تكون هناك- الآن- قوة كردية، تحمي أهلها- الأمر غير المفكربه من قبل، وهنا الفراسة، هنا المأثرة في حال استخدامها الصحيح، في أحد وجوه المأخذ ذاته، في ما لو تم سير الأمور كما وجوبها، القوة غير المرئي جدواها، لغطئذ، في حسبان كثيرين- وأنا منهم- قبل مسيل لعاب من لهم حساباتهم مؤجلة الدفع أو معجلتها، مع الكردي، هذا الذي يرونه مجرد فاتح له، منسي الصنيع، يصلح للتكرار، أو الاكتراء، كأداة مستنسخة، دون أن يعلموا جميعاً- ومنهم واجهات المعارضة، وأسماء ارتفعت ظلالها أعلى من صنيعها في: المجلس الوطني السوري والائتلاف- وهما الهيئتان الأقرب لنبض الثورة، كما ارتفعت الأصوات المشابهة، خارجهما أيضاً- دون أن يعلم هؤلاء-قاطبة- أن تراكمات قرون هائلة، من استغلال إخلاص الكردي، والتلويح بإلغائه، بل وإدخال التلويح عينه في مرحلة التنفيذ، حيث استجداد ذلك في معرض مواجهة النظام من خلال سلوك مماثل، أو متجاوز لسلوك النظام من قبل بعضهم، جعل الكردي- وهنا أنا في معرض توصيف رؤية بعضنا- بات لا يأمن جانب من هومجرَّب، متناسخ مع النظام، حتى وإن احتلَّ مراكز متقدمة، ناهيك عن تبدد كلمة الكردي، واختلاف مطالبه، وعدم الاتفاق على كلمة سواء، وتفكير بعضنا بإلغاء الآخر- وهو نفسه المستهدف بالإلغاء- كان وراء اللااكتراث بقضية الكرد، وحقه، وكان لسان حالهم أقوال بعضهم، ومنهم في مركز مسؤول في المعارضة” دورُكم بعد النظام”، هكذا، ناهيك عن هُزال بعض من تنطعوا لتمثيل أهلهم، من عديمي الحيلة إلا على الأهلين، ذواتهم، وممارسة بعضهم الإرهاب المعنوي، والسياسي، بحق المختلف معهم، في سلوك زائف، متخلف، ناهيك عن سوء حسابات بعضهم الآخر، في تقويمهم لقوة النظام، والرِّهان على مستقبله، في أبسط توصيف لسلوكهم، وهم-القلة- في الوقت الذي يمكن الحديث عن أن الشعب الكردي في سوريا، لا يمكن إلا أن يكون ضد آلة النظام، والحديث في هذا المقام عن أنفار، فحسب، لعبوا دورهم سلباً، بكل أسف..!
وإذا كان كثيرون من الكرد لا يفكرون- في بداية الثورة- بإيجاد قوة عسكرية، كردية، فإن ذلك-كما بدا- لم يكن إلا مجرد رومانس وطني، حيث بات ذلك ذاته ضرورياً في ظلِّ ظهور المجموعات المسلحة، المنفلتة من العقال، البعيدة عن روح الجيش الحر، وظهور قطاع طرق من بينها، إلى جانب حراس بقايا إقطاعات تريد إعادة تأسيس نفسها، وهوإعادة” البعث” في وجهه القبيح، وإن كان لابد من أن تكون هذه القوة ممثلة لإرادة سواد الشعب الكردي، وليس عبرأية قناة حزبية، تتفرد، بفرض ذاتها، مادام أنه من الضروري أن تكون هناك قوى مستقلة، ذات حضور حقيقي، فإنه- لكذلك- من الضروري أن تعمل جميعها ضمن إطار انتمائها القومي، العام، وبالتنسيق مع كل من هو وطني فعلاً، والتخلص من عقلية الهيمنة، من أيِّ طرف كانت، وألا تكون هناك أية قوة خارج إطار حماية أهلها، كما أن عليها ألا تقف في مواجهة قوى الثورة التي تدافع هن أهلها، وتسعى في إطار إسقاط النظام، وإن من بين أولى مهمات أية قوة عسكرية كردية، أن تعمل من أجل حماية أهلها في عفرين، وفكِّ الحصار، وإن كان من الضروري النأي بالنفس- ما أمكن- عن أيِّ صدام، من شأنه إسداء خدمة لشبيحة النظام ومرتزقته.
إن ما يجري في عفرين من حصار رهيب- أياً كان الغطاء الذرائعي له- بعد سلسلة الانتهاكات التي تمَّت في عدد من المناطق الكردية، أو مناطق التواجد الكردي، يؤكد بجلاء، أن وراء الأكمة ما وراءها، وإن كل التسويغات التي تقدم-هنا وهناك- إنما هي عارية عن الصحة،مادامت أنها لن تكون ملك مجرد حزب أوقبضة- وإن أي تلاعب- في ظل التحولات الجديدة بورقة هذه المناطق- يعني إسداء خدمة كبيرة لمن قام بهدم أكثرمن سبعة ملايين بيت في سوريا حتى الآن، ناهيك عن قتل ما يقارب مئتي ألف شخص، وجرح ما يقارب الثلاثمئة ألف شخص آخر، وهجرة ستة ملايين سوري داخلياً، وحوالي مليونين ونصف سوري إلى دور الجوار، وهاهي أمَّات أنظمة الإرهاب تواصل نصرة النظام، ومدّه بالعدَّة، والمرتزقة، حيث فتح النظام الذي طالما لعب على ورقة” منع التدخل الأجنبي” يفتح بواباته، على مصاريعها أمام جند الإرهابيين، مادام أن ذلك يمنح بعض وميض أمل استمرار سطوة كرسيِّه، وعرشه، في قراءة خاطئة، لايلام عليها، مادام أنه المؤسَّس على دعامات الإرهاب، بيد أن داعميه باتوا يفضحون أوراقهم، ليمنوا بالفشل الذريع، وهم يفضون على آخر ما تبقى لهم من أحصنة طروادية، ولجوا خلالها إلى بلدنا..!.
مدينة السلام، عفرين، تعضُّ على جرحها المفتوح، وهي ترمق الغرباء يحيطون بها، من كلِّ صوب وحدب، واثقة أن هؤلاء الذين تحول زيتها إلى بعض كريات دمائهم، وأن خصوصيتهم صينت، بفضل دماء بنيها الزكية، وبات موجهوهم يمارسون خياناتهم ضدها وأهلها، كما مورست الخيانة ذاتها مع صلاح الدين الأيوبي،الجدّ، كرمز غيري، بين تاريخ من رموز مماثلة، ولاتزال هذه الخيانة مستمرة، ضد رفعة واسعة، هي كردستان الكبرى، فهي تعرف- عبر حدسها وقراءاتها لحركة التاريخ- أن كل من وقف ضد إرادتها قد مني بالخذلان، وأن لا أحد قادر أن يقف في وجه حريتها، وإبائها، وأن من يقدم على استكمال هذه الجريمة النكراء، إنما يوجه طعنة نجلاء لتاريخه، وحاضره ومستقبله، كما أن المدينة- ذاتها- وهي تقرأ خلاف الكردي مع أخيه، تستصرخ ضميري كلا الأخوين: “أن التقيا على “، وهي في- – لحظة الحصار والحرب- لاتجد أن الوقت مناسب للفصل بين: من المخطىء؟، من المصيب؟، بل لا يجوز مواجهة الخطأ بالخطأ، كما أن الرهان على الشبيح، أياً كان الراهن، ملغي من سجل الكردي، لاشأن له، تلك يقينات الكردي، عالياً كجبله، حيث تكمن المصيبة-في صعقتها- في استمرار استمراء هدر الكردي لدم أخيه، دمه، والاستعلاء عليه، وكأن لسان حال المدينة هو: إلغاؤك لأخيك إلغاؤك لنفسك، قتلك لأخيك قتلك لنفسك، فاحذرمن محاكمة التاريخ، في ما لم تقرأ اللحظة، بعين الحكمة، الباصرة، الثاقبة، التي لا تتلكأ في فهم المعادلة، في بسط امتدادها، ووعورتها، تلك هي صرخة عفريننا، ذلك رجع الصوت من ضمير المخلص الكردي: واعفرينااااااااااه…!
أيمن عبدالنور، وهو شأن آخر..!.
أبناء حيي الشيخ مقصود والأشرفية- كرافدين عفرينيين لروح حلب وألقها- كانوا، وكما تؤكد ذلك الفيديوهات التي تابعناها عبرالإعلام، من الأوائل الذين ساهموا في المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية- وكانت شوارع مدينة إبراهيم أو الشهباء تشهد لهم مشاركاتهم في أولى انتفاضة في سوريا شغلت أكبر بقعة فيها هزت أركان النظام- وهم لايمكن فصلهم عن عفرين المهاد، وهنا نحن أمام ضلعين آخرين للمهاد ذاته: كوباني، والجزيرة، ولقد تعرفت عفرين: الضلع المعني-هنا- على مصطلح التنسيقات ممارسة، لا تنظيراً، وكانت هناك تنسيقيات أولى، تواشجت مع حركة شباب الانتفاضة، التي ولدت من رحم الثورة السورية-ولها في كرديتها كل مسوغات الولادة والتاريخ- لتتوزع في الاتجاهات الثلاثة، وما بينهما من مدن تابعة، وأرياف، في إطار مشاركة الكردي في ثورته، أجل، في ثورته، وإن كانت هناك عقبات، أو عقابيل، كاداء، ستقف في الطريق، نقرُّبها-ولها نصيبها من النقدين: الآني، والمستقبلي، منها ماتعود أرومته إلى شروش الاستبداد، ما تصادى في رؤى بعض ركاب موجة الثورة، أو بسبب عدم حسم الأمور من قبل شريك المكان، حيث كان ولايزال أبعاضهم يتحركون وفق إيقاعات الماسترو المخابراتي، ما جعل الكردي غير مطمئن، في الإقدام على ما سيسارع في إذكاء فتيل الفتنة، الفتنة التي كانت شراراتها تنطلق هنا وهناك، من قبل هؤلاء البيادق، بيدأن حكماء المكان كانوا يلتفون عليها، مطوقين شرورها، ليطفؤوها، مادام أن العدو الأول: النظام، سبب كل الانتهاكات العنصرية بحق الكردي، والذي سيؤكد لاحقاً لمن استجرإلى النظر شزراً وريبة إليه، أن هذا النظام، لا أب له، ولا أم، كما لاكرامة، ولا مبدأ له، وهو سيحاول التهام كل من يقف في وجه ألهبته، المسعورة، وهو ذاته أصداء ترجمة مقول الكردي، لشقيقه، السوري، بصوت عال، عبرعقود ظلامية، دفع فيها أعظم فاتورة اضطهاد ممكنة.
ثمة من يعيد أرومة سيلان لعاب مستأجر البارودة- وكل من يستخدمها في غير مكانها- مستأجر، كما بارودته التي هي ليست له، مالم تتوجه للدفاع عن أهله، وهم يستغيثون، في أصعب مرحلة في خط مسار الثورة، وهي دخول الميليشيات “الإيروسنصرسدين” على الخطِّ، على نحو، عاهر، فاجر، علني، ولم يتردد الشخص المزوَّر، المأجورالأول، أن يهدد بسبابته-التي تفوح برائحة الجرائم المنفذة ومن بينها دم الكردي عبدالرحمن قاسملو – كل من لا يرعوي لجبروت وإرهاب النظام، مالم تتحرك لهم-شعرة واحدة- بيد أنهم راحوا ييممون وجوههم- شطر الجهة المعاكسة- وهي مواجهة الكردي، تعويضاً عن الهزيمة، والتمترس وراء مزاعم انتهاكات ي ب ك التي لها مواقف لا تنسى في مؤازرة الجيش الحر، في المقابل- رغم كل مالنا من نقودعلى سياسات ب ي د، وهوإشكال كان من الممكن حله وهوالمرفوض في شكله المثار-في مالوثبت – عبر الحوار، ضمن البيت الوطني، مادام الكردي ليس عدواً، ومادام أنه من الضروري أن تكون هناك- الآن- قوة كردية، تحمي أهلها- الأمر غير المفكربه من قبل، وهنا الفراسة، هنا المأثرة في حال استخدامها الصحيح، في أحد وجوه المأخذ ذاته، في ما لو تم سير الأمور كما وجوبها، القوة غير المرئي جدواها، لغطئذ، في حسبان كثيرين- وأنا منهم- قبل مسيل لعاب من لهم حساباتهم مؤجلة الدفع أو معجلتها، مع الكردي، هذا الذي يرونه مجرد فاتح له، منسي الصنيع، يصلح للتكرار، أو الاكتراء، كأداة مستنسخة، دون أن يعلموا جميعاً- ومنهم واجهات المعارضة، وأسماء ارتفعت ظلالها أعلى من صنيعها في: المجلس الوطني السوري والائتلاف- وهما الهيئتان الأقرب لنبض الثورة، كما ارتفعت الأصوات المشابهة، خارجهما أيضاً- دون أن يعلم هؤلاء-قاطبة- أن تراكمات قرون هائلة، من استغلال إخلاص الكردي، والتلويح بإلغائه، بل وإدخال التلويح عينه في مرحلة التنفيذ، حيث استجداد ذلك في معرض مواجهة النظام من خلال سلوك مماثل، أو متجاوز لسلوك النظام من قبل بعضهم، جعل الكردي- وهنا أنا في معرض توصيف رؤية بعضنا- بات لا يأمن جانب من هومجرَّب، متناسخ مع النظام، حتى وإن احتلَّ مراكز متقدمة، ناهيك عن تبدد كلمة الكردي، واختلاف مطالبه، وعدم الاتفاق على كلمة سواء، وتفكير بعضنا بإلغاء الآخر- وهو نفسه المستهدف بالإلغاء- كان وراء اللااكتراث بقضية الكرد، وحقه، وكان لسان حالهم أقوال بعضهم، ومنهم في مركز مسؤول في المعارضة” دورُكم بعد النظام”، هكذا، ناهيك عن هُزال بعض من تنطعوا لتمثيل أهلهم، من عديمي الحيلة إلا على الأهلين، ذواتهم، وممارسة بعضهم الإرهاب المعنوي، والسياسي، بحق المختلف معهم، في سلوك زائف، متخلف، ناهيك عن سوء حسابات بعضهم الآخر، في تقويمهم لقوة النظام، والرِّهان على مستقبله، في أبسط توصيف لسلوكهم، وهم-القلة- في الوقت الذي يمكن الحديث عن أن الشعب الكردي في سوريا، لا يمكن إلا أن يكون ضد آلة النظام، والحديث في هذا المقام عن أنفار، فحسب، لعبوا دورهم سلباً، بكل أسف..!
وإذا كان كثيرون من الكرد لا يفكرون- في بداية الثورة- بإيجاد قوة عسكرية، كردية، فإن ذلك-كما بدا- لم يكن إلا مجرد رومانس وطني، حيث بات ذلك ذاته ضرورياً في ظلِّ ظهور المجموعات المسلحة، المنفلتة من العقال، البعيدة عن روح الجيش الحر، وظهور قطاع طرق من بينها، إلى جانب حراس بقايا إقطاعات تريد إعادة تأسيس نفسها، وهوإعادة” البعث” في وجهه القبيح، وإن كان لابد من أن تكون هذه القوة ممثلة لإرادة سواد الشعب الكردي، وليس عبرأية قناة حزبية، تتفرد، بفرض ذاتها، مادام أنه من الضروري أن تكون هناك قوى مستقلة، ذات حضور حقيقي، فإنه- لكذلك- من الضروري أن تعمل جميعها ضمن إطار انتمائها القومي، العام، وبالتنسيق مع كل من هو وطني فعلاً، والتخلص من عقلية الهيمنة، من أيِّ طرف كانت، وألا تكون هناك أية قوة خارج إطار حماية أهلها، كما أن عليها ألا تقف في مواجهة قوى الثورة التي تدافع هن أهلها، وتسعى في إطار إسقاط النظام، وإن من بين أولى مهمات أية قوة عسكرية كردية، أن تعمل من أجل حماية أهلها في عفرين، وفكِّ الحصار، وإن كان من الضروري النأي بالنفس- ما أمكن- عن أيِّ صدام، من شأنه إسداء خدمة لشبيحة النظام ومرتزقته.
إن ما يجري في عفرين من حصار رهيب- أياً كان الغطاء الذرائعي له- بعد سلسلة الانتهاكات التي تمَّت في عدد من المناطق الكردية، أو مناطق التواجد الكردي، يؤكد بجلاء، أن وراء الأكمة ما وراءها، وإن كل التسويغات التي تقدم-هنا وهناك- إنما هي عارية عن الصحة،مادامت أنها لن تكون ملك مجرد حزب أوقبضة- وإن أي تلاعب- في ظل التحولات الجديدة بورقة هذه المناطق- يعني إسداء خدمة كبيرة لمن قام بهدم أكثرمن سبعة ملايين بيت في سوريا حتى الآن، ناهيك عن قتل ما يقارب مئتي ألف شخص، وجرح ما يقارب الثلاثمئة ألف شخص آخر، وهجرة ستة ملايين سوري داخلياً، وحوالي مليونين ونصف سوري إلى دور الجوار، وهاهي أمَّات أنظمة الإرهاب تواصل نصرة النظام، ومدّه بالعدَّة، والمرتزقة، حيث فتح النظام الذي طالما لعب على ورقة” منع التدخل الأجنبي” يفتح بواباته، على مصاريعها أمام جند الإرهابيين، مادام أن ذلك يمنح بعض وميض أمل استمرار سطوة كرسيِّه، وعرشه، في قراءة خاطئة، لايلام عليها، مادام أنه المؤسَّس على دعامات الإرهاب، بيد أن داعميه باتوا يفضحون أوراقهم، ليمنوا بالفشل الذريع، وهم يفضون على آخر ما تبقى لهم من أحصنة طروادية، ولجوا خلالها إلى بلدنا..!.
مدينة السلام، عفرين، تعضُّ على جرحها المفتوح، وهي ترمق الغرباء يحيطون بها، من كلِّ صوب وحدب، واثقة أن هؤلاء الذين تحول زيتها إلى بعض كريات دمائهم، وأن خصوصيتهم صينت، بفضل دماء بنيها الزكية، وبات موجهوهم يمارسون خياناتهم ضدها وأهلها، كما مورست الخيانة ذاتها مع صلاح الدين الأيوبي،الجدّ، كرمز غيري، بين تاريخ من رموز مماثلة، ولاتزال هذه الخيانة مستمرة، ضد رفعة واسعة، هي كردستان الكبرى، فهي تعرف- عبر حدسها وقراءاتها لحركة التاريخ- أن كل من وقف ضد إرادتها قد مني بالخذلان، وأن لا أحد قادر أن يقف في وجه حريتها، وإبائها، وأن من يقدم على استكمال هذه الجريمة النكراء، إنما يوجه طعنة نجلاء لتاريخه، وحاضره ومستقبله، كما أن المدينة- ذاتها- وهي تقرأ خلاف الكردي مع أخيه، تستصرخ ضميري كلا الأخوين: “أن التقيا على “، وهي في- – لحظة الحصار والحرب- لاتجد أن الوقت مناسب للفصل بين: من المخطىء؟، من المصيب؟، بل لا يجوز مواجهة الخطأ بالخطأ، كما أن الرهان على الشبيح، أياً كان الراهن، ملغي من سجل الكردي، لاشأن له، تلك يقينات الكردي، عالياً كجبله، حيث تكمن المصيبة-في صعقتها- في استمرار استمراء هدر الكردي لدم أخيه، دمه، والاستعلاء عليه، وكأن لسان حال المدينة هو: إلغاؤك لأخيك إلغاؤك لنفسك، قتلك لأخيك قتلك لنفسك، فاحذرمن محاكمة التاريخ، في ما لم تقرأ اللحظة، بعين الحكمة، الباصرة، الثاقبة، التي لا تتلكأ في فهم المعادلة، في بسط امتدادها، ووعورتها، تلك هي صرخة عفريننا، ذلك رجع الصوت من ضمير المخلص الكردي: واعفرينااااااااااه…!
يتبع