ينبت لها جناحان..!
-مثل شعبي –
ثمة قراءات، وتحليلات كثيرة، تناولت ملحمة مدينة القصيرالسورية، التي بات طرفان مجرمان، هما عصابات الأسد، المقودة عنوة، أو طوعاً- لا فرق، من جهة ، و المليليشات المرتزقة للمدعو حسن نصرالله، يعلنان وبوقاحة أنهما قد”سيطرا” عليها،
ومن هنا، فإن المخطط الذي بموجبه قامت فلول عصابات ومليشات المندحرين، المهزومين: الأسيد/و”نصر” الله، بالتكاتف، تحت ظلال الطائرات، وصواريخ السكود، وبمؤازرة الدبابات، والمدافع، وإمدادات السلاح الروسي، الإيراني، وعلى امتداد أشهر، وليس على امتداد ماينيف عن الأسبوعين فقط- كما يخيل لبعضنا- حيث أن هذه المدينة الصغيرة، الوادعة، التي لايزيد عدد سكانها عن الثلاثين ألف نسمة، في حدها الأعظمي، لم يبرحوها إلا بعد أن شقَّ لهم الجيش الحر الطريق، وفي هذا مثال ساطع، على مدى لحمة الجيش الحر، الذي يدافع عن القصير، وأهلها، هذا المخطط مني بالفشل، لأن جيش النظام، ممرَّغ الجبين في الذل والجبن، وإن تاريخه مقرون بسبب خيانة قائده العام وبطانته في كل مرة- بسلسلة الهزائم المتواصلة بما في ذلك سلب الكرامة والأرض الوطنية..!-
فلا يسجل له ماتم- بطولة- كما رام ذلك، لأن صمود هذه المدينة، وببضع مئات- فحسب- من الأبطال البواسل الذين دافعوا عنها، مقابل الآلاف من ذلك “الجييش” الهجين، الجبان، والذي يزعم أنه سيستعيد القدس، والأرض المغتصبة، في ضلعي ثلاثية الاحتلال المتبقيين، بيد أن من يجند لقتل أهله، إنما هو مأجور، خادم لمحتل القدس، والأرض المحتلة، ولاعلاقة له لا بالوطنية، ولا بالقيم العليا، أياً كان تأطيرها الملفق، ناهيك عن أن ذلك لن يكون أداة ضغط على المعارضة السورية، للركوع، في قاعات مفاوضات جنيف 2، حيث كان هناك من ينتظر”احتلال” القصير، رئة المعارضة، في ذلك المكان، في رسالة متعددة عناوين المرسل إليهم، من قبله، فذلك لن يكون، لأن لا معارضة سورية، تستطيع – وعبر أية واجهة صادقة لها- أن تتجرأ على الجلوس على طاولة المفاوضات بينما بشارالأسد، بعيداً عن حكم شارع الثورة عليه، وهو ترك كرسي الحكم، وهو أمر ليس منة من هذه الواجهة أو تلك، بل هي إرادة الثورة، وهكذا فإن أية جنيفات تتم -الآن أو مستقبلاً- هي ميتة- مالم تستجب لمطلب الثورة الصممي.
صحح، أن طائرات النظام جعلت الكثير من مباني القصير، أثراً بعد عين، ليس خلال هذين الأسبوعين- الماضيين- فقط- بل قبل ذلك، بوقت طويل، بزمن الحرب، وما استشهاد الصديق الشاعر وليد المصري، تحت أنقاض منزله في القصير، وهو من سكان القصير و رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص، وهو شاعر كبير، قبل ذلك: حيث سوي بيته بالأرض، كما مئات البيوت -آنذاك- وإن هذه الحرب على القصير خلفت وراءها مآسي حقيقية، حيث أسر كاملة، امحت عن الحياة، إذ أطلقت أيدي المجرمين في التنكيل بهم، بكل الحقد، واللؤم، مواصلن تسجل أبشع فظائع العصر، إلا ضمانة وتواطئاً كي تتنفس إسرائيل التي تجري باسم مواجهتها مسوّغات الأسد ونصرالله في إشعال فتيل الإرهاب- وليس أدل على هذا وذاك أن إعلان انتصار الميليشيات تم في عشية 5 حزيران، وفي مجرد ذكر هذا التاريخ مفارقة كبرى، تدل على أن محاولة ازدياد شرخ النكبة، بدلاً عن بلسمتها، أعظم خيانات هذين الكيانن المجرمين..!.
إن أية قراءة، أو تحليل، جادين، منصفين، غير ملفقين، لابد من أن يبينا أن عصابات وميليشات النظام والدعي نصرالله، ومن وراءهما، قد تلقوا شر هزيمة نكراء في القصير، لأن مجرد استخدام الطائرات في أية معركة، تحدد النتيجة الأولى، إلا أن أبطال الجيش الحرّ في القصير دافعوا عن أهلهم، بشجاعة، وبسالة، منقطعتي النظير، لاسيما وأن الاستعانة- بالغرباء المأجورين- كما هوحال ميليشيات نصرالله، إنما تجعل خيانة النظام، مزدوجة، ومثولثة، ومعوشرة، وكان على من وزع الحلوى، في “أحيائه” أن يعلن عن” مرارة” الدرس الذي سيظل يتحسسه، مادام حياً، وإن ارتفاع نبرة الإعلام المضلل، بنسختيه التشبيحتين، في سوريا ولبنان، وهما نسختان مدموغتان بأختام إيرانية، روسية، وسط تواطؤ وصمت عربيبن، إسلاميين، بل وعالميين…!
وهناك مسألة مهمة، وهي أن الجيش الحر، يؤثر الانسحاب الجزئي، أو المرحلي، في مواجهاته مع النظام، لاسيما في ظل الحصاراللاإنساني، القذر، لهذه المدينة، الأسطورية، الصامدة، وفي هذا ما يدل على أن الزغاريد التي اطلقها النظام، إنما هي كاذبة، تدخل في إطارإعلامه-كماهوشأن إعلام نصرالله- المؤسس، في الأصل، على مجرد كذبة المقاومة، وفي هذا مايجعل ملحمة الثورة، مفتوحة، في الدفاع عن الأهل، ضد النظام المجرم، شريطة أن تتوحد كل فصائل الثورة، تحت اسم واحد، وأن تتوضح رؤيتها، في كل ما يهم مصلحة الشعب السوري، بالإضافة إلى تسمية كل القوى التي تسيء إليها، ولها أجنداتها الخاصة -في المقابل- و عدم التردد في فضحها، لأن في السكوت عن ممارساتها، وانتهاكاتها، إساءة لرسالة الثورة، وخدمة للنظام المجرم، ومن بين ذلك اصطناع غزو المدن الكردية، لدواع، وأهداف لاتخفى على أحد..!
5-6-2013