ماذا وراء النظام السوري ؟؟

فرحان مرعي

علامات استفهام كثيرة توضع في فهم إشكالية العلاقة وأسباب التمسك الشديد للنظام الدولي بالنظام السوري رغم أعمال القتل والتدمير الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه منذ أكثر من سنتين، رغم أعمال القتل والتنكيل والتطهير الطائفي التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب ضد الإنسانية، رغم استخدام النظام لكافة صنوف الأسلحة المحرمة دولياً، رغم كل هذه الأعمال ما زال النظام العالمي صامت او يبرر ويسوف المشكلة والأزمة السورية في إشارات واضحة إنهم يريدون البقاء على هذا النظام- إن لم تتغير الموازين القوى العسكرية على الأرض-
 لا بل ان بعض الدول الإقليمية والعالمية تدعم هذا النظام بكافة الوسائل المادية والسياسية والدبلوماسية بل إن بعضهم يقاتل الشعب السوري إلى جانب النظام على الأرض السورية مثل إيران وروسيا وحزب الله والعراق والجماعات الإرهابية القادمة من كل أصقاع العالم…..

 وهنا يتبادر إلى ذهن كل سياسي ومحلل وملاحظ جملة من التساؤلات والاستفهامات في ما السر من وراء تمسك هذا العالم بهذا النظام الفاشي، ماذا وراءه ؟ ما أهميته دولياً وإقليميا وسياسياً واقتصاديًا حتى إن يبقى ؟ هل المصالح الاقتصادية هي السبب وخاصة النفط ؟ لماذا الروس يستخدمون الفيتو لثلاثة مرات في سابقة تاريخية لم تحدث في مثل هكذا أزمات هل هو للحفاظ على قاعدتهم الجوية في المتوسط ؟ هل الأوربيون والأمريكان لم يتفقوا على تقسيم الغنيمة وتوزيع الكعكة ودفع فاتورة الحرب ؟؟؟ أسئلة كثيرة يطرحها كل مطلع على هذا الوضع السوري  المعقد ……
اعتقد ان المعارضة السورية أبدت موافقتها ورؤيتها منذ بداية الثورة على حماية المصالح الدولية في سوريا الجديدة وخاصة ان سوريا المستقبل هي سوريا حرة ديمقراطية ليبرالية ستتبنى الاقتصاد الحر وستفتح المجال للاستثمارات الأجنبية وتقيم علاقات سياسية متوازنة مع العالم وستتعاون مع الأسرة الدولية في محاربة الإرهاب والدخول في عصر العولمة التي فرضت نفسها اليوم على العالم وتجبر الدول على عدم الانعزال والقوقعة في الإطارات القطرية الضيقة التي لم تعد مقدسة  في ظل حرية مرور الأموال والأفراد بين الدول بشرط ان لا يتعرض الجغرافية الوطنية للعدوان… اذاً يتكرر السؤال ما هي الحلقة المفقودة او المجهولة في هذا الصراع الدائر في سوريا وما السر في دوام هذا القتل والإبادة في سوريا وسر الحفاظ على نظام الأسد ؟؟؟

اعتقد ان الحلقة المفقودة هي في المثلث السوري- الإيراني- الإسرائيلي، حيث يعتبر التحالف الثلاثي هذا من أقوى التحالفات السرية في المنطقة رغم التذمير والتطبيل الإعلامي المعلن والعداوات الشكلية والصورية المعلنة، والتحالفات يستند في اعتقادنا إلى الاتفاقيات السرية بين النظام السوري وإسرائيل بخصوص الجولان وحماية حدود إسرائيل وبقاء الأسد على السلطة وهي مقايضات ومساومات طويلة الأمد وتمس السيادة الوطنية السورية، وان سقوط النظام ستكشف كل هذه الاتفاقيات السرية وستكشف وستعري أكذوبة المقاومة والعداوة التي عزفت عليها النظام على مدى عدة قرون ضد إسرائيل أما الوتر الثالث في هذا المثلث الذي هو إيران فتستند الى العامل الديني والتاريخي، العودة إلى أحلام الإمبراطورية الفارسية الزرداشتية، ويكشف هذا الحلم العداء الخفي لإيران للعرب المسلمين الذين غزوا بلادهم وقضوا على ثقافتهم الدينية وحضارتهم واستبدلوها بثقافة غريبة صحراوية والتشيع الإيراني ليست مذهبية إسلامية بقدر ما هي ديانة خاصة غنوصية بعباءة إسلامية وهي في هذه الخصوصية تجتمع مع العلوية السورية في كثير من المعتقدات والقناعات الدينية ونحن نعلم من خلال معرفتنا القريبة بالطائفة العلوية السورية بأنهم طائفة معتدلة دينياً وأكثر من الاعتدال ولا ينظر إليهم في أوربة وأمريكا كطائفة دينية متشددة هذه العوامل السياسية والدينية وغيرها تجتمع لصالح النظام السوري والمثلث السوري – الإيراني – الإسرائيلي رغم ما يشاع من إن هناك عدوات كبيرة بينهم وفي اعتقادي أن إسرائيل تحبذ الشيعية كمذهب او دين تعادي السنية الإسلامية ……إما بخصوص مواقف الأوربيين والأمريكيين فهم يعتبرون إسرائيل الابن المدلل لهم ومصلحتها فوق الجميع إما الروس فهم مرتزقة ومافيا تتاجر بالقضايا الدولية بما لها من دور في مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…