أصابني اليأس وغرقت في بحر هموم ٍلا قاعَ له وكأنّ مشاكلَ الكون كلها اجتمعت في رأسي حتى ضجّت المشاكل نفسها مني ، وهاأنا شيخ هرم في شكل شاب تجاوز عقده الثاني الذي ولد وعاش وسيموت على طموح ٍيفكر بها ولكنْ من الواضح أنّ فكرَ الليل يمحوه النهار، فأنا أقضي الليالي والأيام في التفكير والحلم ولكن دون تحقيق شيء منها فمن هو السبب ومن الذي يقف سداً منيعا ًأمام طموحي
، لقد توصلت إلى قناعةٍ لن أتراجع عنها تتلخص في مقولة واقع ظالم ومجتمع ظالم هناك من فرض علينا هذا الواقع ويحكم قبضته علينا بيدٍ من حديدٍ متوهج ، يحرقنا كل يوم ٍألفَ مرة فحتى البسمة سرقوها منا والذي يساعده على أفعاله مجتمع ساكت صامت يقبل كل أنواع الذل والظلم حتى أطلق عليه أحد الفلاسفة مملكة الصمت لأنه شعبٌ نائمً غافلٌ عمّا يفعله المجرمون الذين سرقوا لقمة العيش ورغيف الخبز وهم الذين يدّعون الاشتراكية ويطلقون الشعارات والأكاذيب وفي الحقيقة هم في أعلى درجات الفساد والنفاق ويدّعون الديمقراطية وهم رجعيون ينشرون حرية الفقر واشتراكية الفساد، والدستور وضعوه تحت خدمة مصالحهم ومآربهم الشخصية ومنْ يعترض عليهم أو شكا من أمر فهو خائنٌ يتعامل مع القوى المعادية والامبريالية الصهيونية العالمية التي تهدف إلى ضربِ مسيرة التطوير والتحديث كما يزعمون وحتى الكلام محرم ممنوع وهذا يذكرنا بقول الشاعر: يا شعبُ لا تتكلموا ، إنّ الكلام محرمٌ ،ناموا يا شعبُ ناموا ناموا ولا تستيقظوا فما فاز إلا النـّوم ولكن عتبي الوحيد على الشاعر أنه لم يقلْ : مُــتْ يا شعبُ ، مــت ولا تستيقظ فما فاز إلا الأموات لأن الميت يرتاح من عذاب البشر وأحقادهم وينجو من الشرور والبدع إنّي أتقطع ألما ًعندما أرى هذا الشعب يفرغ من مصيبة فينتقل إلى مذلة ٍوهو يقف ناظراً ومستقبلا ًبالتصفيق وترديد الشعارات التي ليست هي إلا أقوال تذهب هباءً منثوراً لأنّهم غير مقتنعين بها ولكنهم أُجْبـِرُوا على ترديدها فهي السياسة الشوفينية القمعية التي تدعي الجمهورية وهي عائلة ملكية وهي التي تحارب الوطنيين والشرفاء وتتهمهم بالخيانة وأنّهم خطرٌ على أوطانهم وأصبحوا هم الأشراف والسادة النبلاء وحامون عرين الوطن و الحامي حرامي ويا ليتهم حرامية فقط بل هم مجموعة اللصوص و مصاصي الدماء بل عصابة مافيا.
من يسيرُ في شوارع مدننا قادرٌ على أنْ يقتلَ نفسه ليرتاح من رؤية ِالمهزلة عند باب الفرن حيث سيرى آلاف الناس صغاراً وكباراً نساءً وشيوخاً يصطفون ليأخذوا رغيف الخبز وأمّا المأساة ُالأعظم مأساة العصر انقطاع الغاز عن البلد والحمد لله المعمل على بعد رمية حجر وأما المسألة التي يقف لها شعر الرأس والتي يجب أن تكون نكتة الزمان انقطاع بعض المدارس من مادة المازوت مع شدة البرد ونحن والحمدُ لله نعيش في القرن الحادي عشر عفواً الحادي والعشرين ، ولو كتبت آلاف الصفحات لا أنتهي ………..
اسمعوا كلامي وانتحروا ولا تتردوا فمنْ ماتَ جائعا ً فهو شهيد وأسأل نفسك يومـــاً لماذا تعيش فأنت محروم من كل شيء فيومَ كنت تستطيع أنْ تعيشَ على خبزٍ وبصل قد مضى وانقضى فحتّى البصل ليس بمقدورك شراؤه وعن البطاطا لا تسأل لأن الموز قد انتحر عندما سمع أنّ سعرَ البصل قد تجاوز سعره فقل لي لماذا لا تنتحر وتموت؟ فأنتَ شعبٌ هرمٌ ميتٌ في جسدٍ ممزق ، أجبني يا شعب ! أنت صاحبُ أرض ٍليست ملكٌ لك لأنّك محرومٌ من كل خيراته ، فالنفط ينبع من عندك ولا تحصد منها إلا الرائحة الكريهة وترى تعب سنةٍ كاملة وتدفع مصاريف باهظة لتأتي فاتورةُ القطن بعشرِ ليرات ٍعلى الكيلو وتكون قد دفعت ثمنها من دمك وروحك ، وتضع كل مجهودك في زراعة القمح وفي النهاية تحصلُ على ربطةِ خبز ٍبألفِ ويل ٍمعَ المصاعِبِ والمتاعب والتوسلات وتقبل المذلة والمهانة …………………………..
اسمع كلامي يا شعب وانتحر فقد يشبعون يوما ًمع أنّ الشاعر الحطيئة قال : إنهم لا يشبعون و أمهم لا تشبع ولو أكلوا الدنيا ما شبعوا وما حمدوا ربهم بل يشربون دماءنا ويأكلون من أجسادنا لنعيش فقراء نجول المدن والبلاد الغريبة لنهان ونذل وكل أنواع الذهب منبعها عندنا ومصبها عندهم وخيراتنا وحياتنا في أيدي أمينة لو يفضلوا علينا ويرموا علينا قنبلـــة ًذريـــة لننامَ نوما ًهنيئا ًونرتاحَ من عذابنا فحالـُنا حالُ مريضِ السرطان الذي يموت موتا ًبطيئا ًمع الآلام ِوالعذابِ فليرحمونا لا رحمَهم الـّلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .
* جامعي كردي / ديرك 2007