قال القيادي البارز بالمعارضة السورية، رئيس الحزب الديمقراطى التقدمي الكردي، فى سوريا، عبد الحميد درويش، إن الحرب فى سوريا ستستمر عشرات السنوات، وإن المعارضة السورية «مشتتة»، لا تعرف ماذا تريد، وترفض الجلوس مع بعضها.
وأضاف «درويش»، في حواره لـ«المصري اليوم»، إن رفض المعارضة في بلاده الحوار مع النظام السورى زاده قوة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، تريد أن ترى سوريا «جثة هامدة» حتى تتدخل، معتبراً أن موت سوريا هو الخطوة الأولى فى خريطة الشرق الأوسط الجديد..
ما آخر تطورات الوضع فى سوريا؟
– للأسف الأوضاع تتدهور بشدة فى سوريا، وتسير يوماً بعد يوم نحو الأسوأ، وهو ما ينذر بوضع أليم جداً، وأخشى أن تصبح سوريا بؤرة للقلاقل، والمشاكل فى المنطقة، وليس فى سوريا وحدها.
■ ماذا عن التطورات الميدانية..
وهل المساحة التى يسيطر عليها النظام السورى تتقلص يوماً بعد يوم؟
– لا أعتقد أن النظام السورى سيكون مصيره الانتصار على الشعب، ولو بنسبة 1%، ولا فرصة له فى النجاح، ومن جهة ثانية فإن نجاح القوى الأخرى أو ما يسمى «الجيش الحر» فى الحسم العسكري، يعتبر مشكلة، وأنا أنظر إلى الحسم العسكرى باعتباره تقريباً «تخريبا» لسوريا، لأن الجيش الحر ليس قيادة واحدة، وليس جهة واحدة، وإنما هو جهات عديدة، وهو سيصبح فى المستقبل مشكلة عويصة بالنسبة للشعب السوري، وسيتسسب تعقد الأمور في استمرار أنهار الدماء عدة سنوات.
وبالنسبة للديمقراطية والحرية فى سوريا، فأنا طرحت منذ عام وأكثر على الأمريكان والقوى الأخرى مثل تركيا وبريطانيا وفرنسا، عندما كانوا يحضرون اجتماعات المعارضة السورية، طريقة واحدة يمكن أن تنقذ سوريا، وهى اتخاذ قرار من مجلس الأمن، وإرسال قوة حفظ سلام تشرف على الأوضاع فى سوريا، لكن للأسف لم يلق رأيى آذاناً صاغية، لسبب بسيط واحد، فى تقديرى طبعاً، هو أن الأمريكان والغرب يريدون أن تصبح سوريا جثة هامدة على الأرض وبعدها يتدخلون، وإلى الآن لم تصبح سوريا جثة هامدة، ولذلك أنا فى رأيى الموقف فى سوريا حرج للغاية، والحسم العسكرى ليس الحل الصحيح، وإنما الحل السياسي، هو الحل الجيد.
■ هل هذا المصير هو الذى كنتم تتوقعونه فى سوريا مع بداية الثورة..
وهل توقعتم أن تنحرف الأمور بهذا الشكل؟
– أبداً لم أكن أتوقع أن تصبح سوريا فى هذا الوضع من العمل الثورى، وثانياً أن تطول بهذا الشكل الذى لا يعرف أحد متى تتوقف؟ كنا نتوقع أن تنتهى الأمور بشكل أسرع وسلس أكثر من ذلك.
■ فى رأيك ما الذى ساعد على أن تأخذ الثورة السورية هذا المنحنى؟
– بتقديرى عدة أمور، أولها حمل السلاح، الذى أرى أن الأجهزة الأمنية، هى التى دفعت الناس إلى أن يحملوا السلاح، عندما تبنت الحل المسلح لحل الأزمة، ومواجهة الثورة، وهى صنعت ذلك لكى يكون لها ذريعة وحجة قوية لتستغل الأمور لصالحها، وثانيها تشتت المعارضة فنحن حتى الآن غير موحدين، وثالثها أننا حتى الآن نرفض الجلوس معاً، وأنا برأيى أن رفع شعار عدم الحوار مع السلطة كان أحد الأسباب، التى زادت من قوة السلطة.
■ ماذا عن مواقف دول الجوار والقوى الدولية؟
– هؤلاء جميعاً يحاولون أن يروا سوريا «ميتة»، لا أكثر ولا أقل، وهم لا يريدون أن يساعدوا الشعب السوري للخلاص من النظام الديكتاتورى، وإنما يريدون موت سوريا.
■ موت سوريا هل يأتى فى إطار رسم خريطة جديدة للمنطقة؟
– نعم بالطبع، وهذا فى استراتيجيات الدول الكبرى، والعالم الآن سواء أمريكا أو روسيا أو إنجلترا أو الصين تسير فى هذا الاتجاه.
■ في تقديرك ما ملامح هذه الخريطة الجديدة؟
– لصالح إسرائيل بالدرجة الأولى، ولا يمكننى أن أوضح ملامح هذه الخريطة، هذا يمكن أن يتحدد فيما بعد، ولكن المؤكد أن هناك مخططات لخريطة جديدة للشرق الأوسط، ومؤخراً قال وزير الدفاع الأمريكى إن الحرب فى سوريا قد تستمر لعشرات السنين، وعلى ذلك فإن الشرق الأوسط كله، وللأسف الشديد يتصارع مذهبياً وقومياً بين سنى وشيعى، ومسيحى ومسلم وعربى وكردى، إلى ما لانهاية.
■ ما موقع سوريا فى هذه الخريطة الجديدة؟
– سوريا هى البداية، ولن تبقى دولة فى المنطقة بعيدة عن تلك المخططات.
■ ما الأسباب التى أدت إلى أن يطول أمد حسم الأمور فى سوريا سواء سياسياً أو عسكرياً؟
– هى ترجع لنا للأسف الشديد، فالمعارضة ليست على مستوى المسؤولية الوطنية فى التغيير، والحكم والنظام خرقا كل شىء اسمه مسؤوليات وطنية، ولهذا لا نستطيع أن نحدد الوضع فى سوريا إلى أين يذهب.
جريدة ( المصري اليوم / الجمعة 26 إبريل 2013)