لقاء خاص مع الدكتور عبد الباسط سيدا عضو المجلس الوطني السوري والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

حسين أحمد

  بعد انتخاب الدكتور غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة , تباينت المواقف داخل الإئتلاف بين مؤيد و معارض و منهم من علق العضوية …..

ما هو موقفكم ؟ وأعني هنا موقف الكتلة الكردية ؟

د.عبد الباسط: طبعا موقف الكتلة الكردية ضمن المجلس منسجم مع موقف المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني السوري  منذ البداية كان الى جانب انتخاب الأخ غسان هيتو لسبب بسيط ….

هو أنه بالأساس مرشح المجلس الوطني السوري …..

المجلس الوطني السوري تقدم الى الإئتلاف بثلاثة مرشحين من بين الأسماء كان اسم غسان هيتو و العملية تمت باسلوب ديمقراطي و حصل على اكبر نسبة من الأصوات….

لكن يكون هناك تباين في وجهات النظر … هذا التباين  نفهمه و نحترمه و نعتقد بانه لابد من التواصل  مع الاخوة الذين ربما لم يعترضوا على الاسم وانما اعترضوا على الآلية او كانت لديهم مواقف اخرى لابد من التواصل معهم في سبيل التفاهم لان المرحلة بدقتها بأهميتها لا تتحمل هكذا خلاف.
 أين وصلت جهود عملية الإعلان رسمياً عن أعضاء الحكومة المؤقتة ؟

 د.عبد الباسط : طبعا … المكلف برئاسة الحكومة  مازال يجري المشاورات …  قبل ايام  كان له لقاء مع المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري وكان التمني عليه بان يجري الاتصالات مع القوى الاخرى خارج نطاق الائتلاف مثل المجلس الوطني الكردي , المنبر الديمقراطي وبقية القوى السياسية و أكدنا على  ضرورة ان يأخذ بوجهة نظر القوى الميدانية الثورية او العسكرية وغيرها لان هذه الحكومة في نهاية المطاف لن تكون حكومة الإئتلاف و انما حكومة كل سوريا .



 انتصرت الثورة السورية سياسياً ….

من خلال استعادة أحد حقوقه وهو مقعد سوريا في القمة العربية … هل هناك محاولات لإستعادة هذا الحق في منظمة التعاون الإسلامي و ربما الأمم المتحدة ؟

 د.عبد الباسط : نعم بالنسبة لمنظمة التعاون الإسلامي هناك خطوات قطعت في هذا المجال ونأمل ان نحصل على المقعد في القريب….

في الامم المتحدة أيضاً كان هناك تواصل مع العديد من القوى الدولية الفاعلة ونحن نحاول أن ننزع الشرعية الدولية عن النظام كما تمكن شعبنا من نزع الشرعية الوطنية وتمكن من الحصول على الشرعية العربية … هناك جهود و طبعاً هناك مسائل قانونية وهناك تجارب سابقة نستفيد منها.

هناك عدم جدية لدى المجتمع الدولي فيما يخص الوضع الراهن في سوريا … على الرغم من تجاوز الخطوط الحمراء … وأقصد هنا السلاح الكيماوي … هل فعلاً خذل المجتمع الدولي الشعب السوري ؟

 د.عبد الباسط : المجتمع الدولي حتى الآن… دائماً نقول يدير الازمة في سوريا مجرد ادارة  لايتعامل مع الوضع في سوريا بعقلية معالجة الازمة لذلك هذا التلكؤ هذا التباطؤ يعطي النظام الفرصة تلو الاخرى لممارسة المزيد من القتل … حينما يقول هذا المجتمع خاصة الولايات المتحدة  الامريكية سنتدخل اذا استخدم النظام السلاح الكيماوي … السؤال الذي نطرحه دائماً هل قتل السوريين بكل انواع الأسلحة بما في ذلك صواريخ السكود امر مسموح به ؟… هذا السؤال اعتقد ان جوابه واضح و محدد لكن يبدو ان المجتمع الدولي لم يقرر بعد ان يتخذ الخطوة الجادة التي ينبغي ان تتخذ لأن الأمور في سوريا حقيقة بدأت تتجه نحو دائرة الخطر ..

المجهول المفتوح على كل الإحتمالات الكارثية ..

وعدم استقرار سوريا سيكون له تأثيره الفاعل في عدم استقرار المنطقة بأسرها .

بخصوص تسليح الجيش السوري الحر ….

وهنا أقصد قرار جامعة الدول العربية و تصريحات فرنسا و بريطانيا … هل هناك فيتو ….

يمنع تسليح الجيش السوري الحر ؟

 د.عبد الباسط : هذه المسألة عادة اتركها لاصحاب الشأن لأن قضايا التسليح لا تعالج امام الإعلام … لكن القرارات الأخيرة للجامعة العربية توحي بأن هذه المسألة أو عملية التعامل مع هذه المسألة  باتت مغايرة الى حد ما وبالتالي من حق الدول العربية ان تقوم بخطوات في هذا المجال … بمعنى  شرعية عربية في هذا المجال ولكن نحن نقول القرارات شيء  والترجمة الواقعية الفعلية على الأرض شيء آخر ومانتمناه هو ان تكون هناك خطوات فعلية لان الشعب السوري لايطالب  بالأسلحة الهجومية و إنما بالأسلحة الدفاعية التي تمكنه من دفع الموت عن نفسه و هذا حق مشروع تقر به كل المواثيق و الاعراف الدولية.

باعتباركم عضو المجلس والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية … أين وصلت جهودكم بخصوص إنضمام المجلس الوطني الكردي للإئتلاف … والذي بات اليوم مطلباً مهماً ؟

د.عبد الباسط :هناك اتصالات في هذا المجال و في الفترة الاخيرة كان لدينا بعض الاتصالات أو الحوارات الجدية مع الإخوة في قيادة الإئتلاف ونأمل أن تؤدي هذه الجهود الى المطلوب الذي طالما انتظره شعبنا السوري سواء على الصعيد العربي او على الصعيد الكردي .

باعتباركم ممثل الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري ….

هل هناك رؤية معينة حول تثبيت حقوق الشعب الكردي في دستور سوريا الجديدة … بما يضمن الحقوق … ضمن سوريا موحدة و ديمقراطية ؟

د.عبد الباسط : نحن في المجلس الوطني السوري طرحنا وثيقة … الوثيقة الوطنية حول القضية الكردية في سوريا وهذه وثيقة متقدمة باعتراف الجميع … وثيقة تؤكد على ضرورة الاعتراف الدستوري بالهوية القومية للشعب الكردي …ضرورة الاعتراف الدستوري بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ضمن اطار وحدة الوطن , تؤكد على ضرورة الغاء العمل بكل السياسات و الاجراءات و التدابير التمييزية بحق الشعب الكردي و معالجة آثارها و تعويض المتضررين و كما انها تؤكد على ضرورة التعامل مع القضية الكردية بوصفها قضية وطنية عامة … يعني هذه الوثيقة متقدمة.

بالنسبة للإئتلاف نحن أمام مشكلة … حتى الآن الإئتلاف لايمتلك برنامجه السياسي وبالتالي هذه المسألة وغيرها من المسائل لم تبحث بعد ولكن نحن في لقاءاتنا الأخيرة , قبل أيام , مع الاخوة في قيادة الإئتلاف قلنا لابد من تأكيد هذا الموضوع لأنه لابد من طمأنة المكونات المجتمعية السورية بأن سوريا المستقبل ستكون للجميع و بالجميع.

 يدعي النظام السوري بأنه حامي الأقليات و حميع مكونات الشعب السوري ..

بينما يقوم و منذ أسابيع باستهداف المكون الكردي في حي الشيخ مقصود و حي الأشرفية في حلب ….

ماتعليقكم ؟؟!!

د.عبد الباسط :النظام معروف , بمعنى النظام هو نظام استبدادي وزع الإستبداد و القتل على كل المجتمع السوري , ولكن هذا النظام هو نظام خبير باستخدام الاوراق المحلية و الإقليمية في سبيل الاستمرار , طبعا من بين هذه الأوراق ورقة الأقليات أو المكونات المجتمعية , ورقة العلمانية , ورقة المقاومة … هناك جملة من الأوراق التي كان يستخدمها في السابق في سبيل احداث حالة من التضليل والتعمية لدى القوى المحلية والعربية و الدولية ولكن اعتقد بان الامور باتت مكشوفة للجميع وهذا النظام خاصة بشار الأسد حين اتى الى الحكم مارس سياسة انتقامية تجاه الشعب الكردي خاصة بعد انتفاضة قامشلي 12 آذار 2004 , فرض الكثير من الإجراءات التعسفية في مقدمتها مرسوم 49 الذي شل الحياة الاقتصادية في المنطقة و دفع بشبابنا و شاباتنا الى الهجرة بعيداً عن مناطقهم .

لذلك نقول بأن هذه الأكاذيب لا تنطلي على أحد.

في آخر مقابلة لـ “رئيس النظام” … يحذر من ان سقوط نظامه سينعكس سلباً على دول الجوار و المنطقة ….

أي رسائل يريد توجيهها ؟

د.عبد الباسط : هذا الامر يدخل ضمن العملية التضليلية التي يقوم بها , يتصور بانه مركز الاستقرار في المنطقة في حين ان الجميع يعلم بان هذا النطام هو الذي كان وراء زعزعة الاستقرار في لبنان و في العراق وهو الذي أوجد الخلافات بين الفلسطينيين , كل ذلك في سبيل انتزاع أوراق تمكنه من الاستمرار واجراء الصفقات التي تؤهله للاستمرار ثانية , لكن نعتقد بأن الكل بات مدركاً بان هذا النظام بات بمثابة الكتلة السرطانية التي تنهك الجسد الوطني السوري واذا استمرت الامور هكذا فإن الآثار السلبية لعملية الانهاك و النخر ستمتد الى دول الجوار الاقليمي ان لم نقل انها ستؤثر في الامن و الاستقرار الدولي.

 بالنسبة لإشاعة مقتل “رئيس النظام” … برأيك الشخصي د.عبد الباسط … من يروج لمثل هكذا شائعات ومن المستفيد الوحيد منها إعلامياً ؟

د.عبد الباسط : الاشاعات تظهر, اذا عدنا الى علم الاشاعة ..

بمعنى كيف تنتشر الاشاعة … تنتشر الاشاعة حينما يتوفر عاملان بالدرجة الاولى الغموض و الاهمية ..

وهنا المسألة مهمة الى الحد الأقصى وهناك غموض لذلك تنتشر مثل هذه الاشاعات , قد تكون أحيانا بالونات اختبار من جانب النظام في سبيل أن يقف على ردود الأفعال , أحياناً قد تكون من بعض الجهات في المعارضة أيضاً….

تقوم ببث هذه الإشاعات في سبيل رفع الروح المعنوية وغيرها ولكن نحن من جهتنا نقول لابد من اعتماد المصداقية وبالتالي نحن لا نبني قراراتنا على الإشاعات وإنما دائماً على الوقائع .

 كيف ترى مستقبل سوريا الجديدة ….

سوريا ما بعد الأسد ؟

سوريا الجديدة التي نعمل من أجلها والتي سنصل اليها في نهاية المطاف انشاء الله على الرغم من بعض المصاعب لان المرحلة الانتقالية عادة تكون صعبة خاصة في بلد كــ سوريا بعد حوالي نصف قرن من الاستبداد و الفساد , نقول بان سوريا القادمة ستكون مدنية ديمقراطية تعددية , سوريا بلد متعدد الطوائف و المذاهب  والقوميات … هذا المجتمع لايتحمل لا التعصب الديني ولا الطائفي ولا الإيديولوجي لذلك لابد من أن نلتزم بالمشروع الوطني السوري الذي يطمئن الجميع ويعترف بحقوق الجميع من دون اي استثناء ولنفسح المجال امام الشعب السوري كي يبني مستقبله بنفسه … مستقبل يليق بــ سوريا وبأجيالها القادمة .

 د.عبد الباسط سيدا , بما انك أحد أبناء مدينة عامودا الثائرة , المدينة الوحيدة التي أسقطت تمثال “الأسد” مرتين , في انتفاضة قامشلو 2004 و انتفاضة الكرامة 2011 , كلمة اخيرة توجهها لـ أحرار و حرائر عامودا …..

د.عبد الباسط : طبعاً لــ عامودا مكانة خاصة لدي … خاصة المدينة التي ولدت فيها و ترعرعت فيها وأنا أعتز بصمود أهلها و بسالتهم على الرغم من المنغصات التي كانت و نقول صبراً سيكون اللقاء قريباً انشاء الله .

 د.عبد الباسط  شكراً جزيلاً.

د.عبد الباسط : شكراً .

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…