البلاغ الختامي عن اعمال الحلقة الدراسية حول قضايا الحركة القومية الكردية

إستكمالا لمهام الاسبوع الثقافي القومي المنعقد في نيسان-ابريل-لعام 2005 وغيره من النشاطات الثقافية والفكرية نظمت كل من رابطة كاوا للثقافة الكردية ورئاسة جامعة صلاح الدين–هولير حلقة دراسية يتاريخ 10-13/2/2007 حول نهج وقضايا وآفاق الحركة القومية الكردية بمشاركة نخبة من المختصين والباحثين والمثقفين والسياسيين الكرد من مختلف اجزاء كردستان ومعظم التيارات الفكرية والسياسية وفي ختام أعمالها قيم المشاركون النتائج النهائية و أكدوا على الاستخلاصات والثوابت الفكرية والثقافية المشتركة التالية:

1– حقيقة ظهور البذور الاولى من الاحاسيس والمشاعر القومية بتعبيرات ثقافية مختلفة منذ القرن السادس عشر اولا في كتابات شرفخان البدليسي ومن ثم اشعار احمد الخاني والتي  تطورت بعد تراكمات معرفية واحداث محلية و خارجية اجتماعية وعسكرية الى بروز البنية الاساسية للفكر القومي الكردي وتعبيراته الثقافية والتنظيمية و الجماهيرية المرتبطة اساسا بقضية التحرر والخلاص ومواجهة الاضطهاد القومي والبحث عن حياة حرة كريمة ينتفي فيهاجميع أنواع الاستغلال والتأكيدعلى المضمون الانساني الديمقراطي للحركة القومية الكردية التي تشكل فصيلا مناضلا ضمن حركة التحرر الاقليمي والعالمي تعمل من اجل انتزاع حق تقرير المصير وتحقيق الديمقراطية والتقدم الاجتماعي.هذه الحركة التي بدأت منذ توقف الحرب الباردة وأحادية القطبية الدولية ومثل سائر قوى التحرر القومي تعيد النظر في برنامجها واستراتيجيتها واهدافها المرحلية ودورها باتجاه المزيد من الانفتاح حتى تتفاعل مع طبيعة المرحلة الراهنة والعصر الحديث والتي تتطلب اجراء التغييرات البنيوية المنهجية العميقة وكذلك في العامل الذاتي و تطوير الفكر والأساليب الكفاحية.
2- من أولويات المهام الراهنة للحركة القومية الكردية صيانة التجربة الرائدة في كردستان العراق من حيث الحل الفدرالي للمسألة القومية كخيار في تثبيت مبدأ حق تقرير المصير والتنمية الاقتصادية والبناء والتحولات الاجتماعية ودمقرطة المجتمع الكردستاني وترسيخ المؤسسات وتعميق المساواة بين الجنسين والعدالة وسلطة القانون وإجراء الحلول الجذرية لقضايا القوميات الكردستانية حسب مبدأ حق تقرير المصير المثبت في دستور الاقليم.وكذلك وضع استراتيجية قومية تتضمن تنظيم العلاقات الأخوية والديمقراطية بين كرد الاجزاء الاربعة والشتات في المجالات  السياسية والثقافية والاجتماعية والانسانية على أسس واقعية وسليمة وحسب المصالح المشتركة.وتعزيز دور الحركة القومية الكردية في مواجهة الإرهاب بكافة السبل والتصدي السياسي والثقافي لموجة الاسلام السياسي الاصولي و كافة النعرات الدينية والمذهبية التي يراد من اثارتها زرع بذور الفتنة والاقتتال في مجتمع كردستان وإرباك الحركة التحررية القومية وحرفها عن أهدافها الرئيسية المتمثلة في خلاص الكرد بكافة طبقاتهم واديانهم ومذاهبهم ومراتبهم الاجتماعية.
3- تثمين حركة النهضة القومية المتواصلة في اقليم كردستان العراق الفدرالي في ظل الديمقراطية والتعددية و الحريات العامة مقابل أوضاع صعبة تعانيها الحركة الكردية في الاجزاء الأخرى من كردستان بسبب مواقف الأنظمة والحكومات الشوفينية المستبدة الحاكمة مع ملاحظة تطورات ايجابية ملموسة في صفوف الشتات الكردي في المهاجر لا سيما في مجال المواقع الالكترونية وتنشيط اللغة الكردية وإطلاق الفنون.كمثال على ذلك:العمل على تغيير شكل النضال القومي الى الدراسات والبحوث الاكاديمية في إطار فلسفة قومية بالإضافة الى استقلالية الثقافة وتأليف قاموس كردي-كردي من اجل تجاوز الإشكاليات الثقافية واللغوية-القاموسية الموجودة بين الكرد.
4- دعوة الى الطرح الموضوعي والتحليل العلمي والتناول النقدي لجوانب الحياة القومية والثقافية الكردية لانه المدخل السليم الوحيد لمعرفة الحقيقة وتجديد الثقافة القومية لمواكبة موجة الحداثة والتطور العلمي على المستوى العالمي.
5- إزاء العوائق التنظيمية والسياسية والفكرية الداخلية والخارجية، الذاتية والموضوعية التي تعرقل مسيرة الحركة القومية الكردية وتعبيراتها السياسية، وامام الانقسامات التي تعاني منها تنظيمات الحركة القومية فأن من ضرورات العمل القومي وشروط استكمال شروط تطوير الفكر القومي تتطلب ايجاد الحل اللازم لإ عادة بناء صفوف الحركة القومية الكردية على اسس سليمة.
6- الصراع بين القديم والجديد في الساحة الكردية وعلى مختلف الاصعدة سيتواصل وستكون الغلبة للأصلح والسبيل الى تحقيق النتائج المرجوة المتوازنة يمر عبر احترام وتقدير مصادر الفكر القومي الثقافي(قادة وشخصيات اجتماعية وسياسية ودينية وفلاسفة)مع الاخذ في الاعتبار المكانة القومية الخاصة لنهج البارزاني الخالد في حركة–الكوردايتي- وفي تحقيق الإنجازات الراهنة في هذا الجزء مع قبول الحقائق الجديدة ومراعاة طموحات الجيل الشاب وتشجيع ابداعاته والاستفادة من التراث الثقافي الانساني وروائع الفكر العالمي وذلك بمفهوم ان الكرد ما زالوا في مرحلة التحرر القومي بكل شروطها ومتطلباتها الفكرية والاجتماعية والسياسية والثقافية مع اتخاذ الحيطة من التيارات الثقافية الكردية القومية المتطرفة المغامرة والعدمية في آن واحد.كمثال على ذلك:في غرب كوردستان يجب الاستفادة واستنباط العبر من انتفاضة قامشلو وضخ الدماء الجديدة في جسم الحركة القومية التحررية الكردية، وإعادة تنظيم الكرد في غرب كردستان من جديد.
7- الإعتماد في كل مرحلة على خطابها القومي المتوافق مع وظائفها وواجب المثقف الكردي هو الانتقال من اجواء خطاب(المظلومية والبكاء والندامة والاتكال على المجهول وانتظار القدر)الى خطاب الاعتزاز بالشعب والوطن و النفس والامل والعمل والحق والبناء والنقد الشجاع.
8- تعميق الجانب الانساني في الخطاب السياسي الكردي ورؤية وقبول الاخر القومي والثقافي المختلف في اجزاء كردستان الاربعة من شعوب وقوميات مثل(الكلدان والاشور والتركمان والارمن والشركس والشيشان واليهود و غيرهم)وترسيخ مبدأ الصداقة والتعايش السلمي بين الكرد والعرب والترك والفرس على اساس الاتحاد الاختياري و الشراكة العادلة.
9- دعم إسناد الحل الفدرالي للقضية الكردية في العراق الحر الجديد التعددي وتناول جوانبه النظرية والتطبيقية على الصعيدين الفكري والثقافي العام خاصة ما يرتبط بخصوصيته الكردستانية في بداية القرن الجديد والدعوة الى اعتماد هذه التجربة التاريخية الهامة الى نموذج لحل القضية القومية الكردية في المنطقة وتحقيق التغيير الديموقراطي المنشود في سائر بلدان الشرق الاوسط االكبير.
10– اعتبار ما تم تحقيقه من انجازات حتى الآن في كردستان العراق انتصار للحركة التحررية الكردية في كل مكان وعامل نهوض لثقافته القومية وفي هذا المجال يحيي المشاركون في هذه الحلقة السيد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والقيادة السياسية و الحكومة في هذا الجزء العزيز وسائر فئات جماهير كردستان ويهنئهم على الدور البارز لهم في مستقبل العراق الديموقراطي الجديد وفي المواقع السيادية والحكومية والإدارية.
11- تقدير حكومة اقليم كردستان العراق في مبادرتها الكريمة باستقبال طلبة الاجزاء الاخرى وتأمين المنح الدراسية لهم آملين ان تتواصل المبادرة مستقبلا ويتم اخيتار الطلبة على اساس الكفاءة العلمية والوضع الاجتماعي وفي هذا المجال نقترح افتتاح جامعة قومية باسم”جامعة البارزاني” لاستيعاب الطلبة من خارج الاقليم وتختص في تدريس التربية القومية الانسانية و اللغة الموحدة وتقريب اللهجات.
12- مباركة مبدأ التعاون بين المؤسسات الثقافية وباكورته ما تم بين كل من رابطة كاوا والجامعة في تنظيم هذه الحلقة والدعوة الى تعميم هذه المبادرة مع توصية المشاركين بتنظيم حلقات دراسية اخرى وخاصة حول قضايا القوميات الكردستانية في وقت مناسب مع تطوير وتحسين الاداء و الحضور والمشاركة بحيث يشمل المثقفين الكردستانيين من الداخل والخارج.وانتخاب”لجنة لمتابعة التوصيات والاشراف على المهام المستقبلية المقررة بما فيها الفعاليات والنشاطات القادمة.
13- اقرار إعتماد منح ميداليات تكريمية في اللقاءات والحلقات القادمة للناشطين المبدعين في مجال الثقافة القومية تحت اسم:”جائزة احمدي خاني”.
14- استكمال إصدار صحيفة-كوردستان-بهيئة تحرير قومية امتدادا لما بدأه العلامة مدحت بدرخان، وذلك كلسان حال الحركة القومية وانجاز موقع الكتروني والعمل لتحقيق افتتاح فضائية قومية كردستانية بالمستقبل القريب.
15- تنشيط التواصل بين جميع المثقفين الكرد وطبع ونشر اعمالهم ووضع صندوق قومي لرعاية ومساعدة المثقفين المحتاجين والمسنين والمرضى منهم في مختلف اماكن تواجدهم.
16- العمل على بناء مجمع علمي كردستاني بمشاركة مثقفي الاجزاء الاربعة واكراد المهجر.

هولير في: 13-2-2007

المشاركون في الحلقة الدراسية حول قضايا الحركة القومية الكردية.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…