
الأمر الذي دفع بهذا الأخير وفي ظل الهزائم التي ألحقت به في الداخل السوري إلى إشعال فتيل الصراع في المنطقة الكوردية من خلال ميليشيات مسلحة تم تعبئتها وتسخيرها لهذه الغاية تحت عباءة الجيش الحر ليجعل منها ذريعة لقصف المدينة الآمنة الأمر الذي تسبب في نزوح جماعي للسكان وتصبح بحق مدينة أشباح ، وفتح الباب على مصراعيه أمام حشود اللصوص والقتلة والفاسدين ممن ارتكبوا أعمال القتل والسلب والنهب، ليس في المدينة المنكوبة فحسب بل امتدت أعمال القتل والسطو المسلح من جانب عصابات جندتها النظام لتشمل ريف المنطقة، حيث لم تسلم من نهبهم حتى السكان الآمنين في الأرياف، هذا ناهيك عن المستودعات العائدة للمصارف الزراعية ومراكز الحبوب والتي كانت تخزن فيها استحقاقات المواطنين من البذور والأسمدة الزراعية والأكياس والشلول المعدة لتعبئة المحاصيل، وليدفع بالشعب الكوردي إلى محرقة صراع مع بقية مكونات المجتمع في المنطقة بغية تعطيل دوره الفعال في الثورة السورية من جهة، والإظهار بإنحراف مسار الثورة عن أهدافها الحقيقية المتمثلة بإسقاط النظام ومرتكزاته وبناء سورية ديمقراطية دستورية تعددية السيادة فيها للقانون وحده .
* الجريدة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا