ولكن من المؤسف بأن الأزمة البنيوية المتخلفة لنهج هذه الأحزاب بدأت تفصح عن نفسها بل عن بؤسها وتعاستها وشقائها عبر ممارساتها اليومية التي لا تختلف كثيراً عن سلوك نظام البعث وعن توجهاته وسياساته الاستبدادية على الأرض فهي تنهج نفس النهج للأحزاب البائدة ولم تتمكن إلى حينه من تغير سلوكها المعوج والابتعاد عن قيم التخلف والاستبداد والمفاهيم الشمولية الفاشلة والمستنفدة تاريخياً التي هي ذاتها عانت من وطأتها وبطش من كان يمثل هذه القيم عبر عقود وعقود وستدفع هي ضريبة باهظة الثمن ومعها الشعب الكردي في غربي كردستان إن لم تتحرر هي من هذا المورث المتخلف البائس فالحداثة والعلمانية والديمقراطية والتنوير والمجتمع المدني واحترام إنسانية الإنسان مازالت هي مغيبة تماماً عن قاموس ونهج هذه الأحزاب وسلوكياتها وممارساتها على الأرض حتى الآن على الأقل
ليس هذا فحسب بل الغريب في الأمر بأن معظمها قد استعانت بالعديد من العناصر العميلة أمنيا التي كانت ترفع تقاريرها إلى الأجهزة الأمنية للأضرار بالشرفاء من الناس إلى جانب الاستعانة بأعضاء كانوا منظمين في حزب البعث لتمثل هذه العناصر الملوثة أخلاقيا وسلوكياً الشعب الكردي في هذا المجلس أو ذاك ويفرض على الشعب المسكين الخضوع والإذعان لأوامر هؤلاء !!!! علما هناك عناصر شريفة ومقبولة جماهيريا واجتماعياً هي موجودة في كل حي وفي كل قرية وقد كان بالإمكان الاستعانة بهم لقيادة هذه المجالس والفعاليات المختلفة في هذه المرحلة الحساسة ليكونوا محل ارتياح لدى عامة الناس … فيبدو إن مفهوم الحرية والكرامة التي كانت عنواناً يتغنى بها الجميع قد أصبحت في مهب الريح عبر الاعتماد على عناصر انتهازية مفلسة اجتماعيا ومنبوذة كانت على الدوام جزءاً من الفساد والإفساد العام ومن أدوات الأنظمة المستبدة القامعة مع احترامنا الشديد لكل الشرفاء داخل أي منظمة سياسية … ومن يدقق النظر سيلاحظ بأن ثقافة الولاءات الحزبية السائدة داخل هذه الأحزاب لا تختلف كثيراً عن ولاءات القبلية وعصبيتها التي تقوم على – الولاء والتبعية والمكانة والحظوة والنصيب من الغنيمة – وهذا ما يدفع معظم منتسبي هذه الأحزاب بأن يوظفوا جل طاقاتهم لإثبات تبعيتهم وولائهم الشخصي للعصبية الحزبية وزعيمها للحصول في يوما ما على جزأ من فتاة الغنيمة فيبدو إن الترقيات الحزبية تقوم على أثبات هذا النوع من الولاء بينما الطاقات الأكثر حيوية وإخلاصا تهمش بشكل مقصود من قبل هذه الأحزاب بالإضافة إلى هذا وذاك هناك أطراف كردية أصبحت بهذا القدر أو ذاك ضمن الإصطفافات الإقليمية وصراعاتها المذهبية علما إن العمق الإستراتيجي للكرد هم الكرد ذاتهم في أجزاء كردستان كافة بالإضافة إلى أكراد المهجر ويأتي في مقدمة هذا العمق أقليم كردستان التي يتمتع بإمكانات اقتصادية وعلاقات سياسة واسعة