حسين جلبي
جاء في مقابلة صحيفة السفير مع صالح مسلم رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي قبل أيام قوله (أن السيد مسعود برزاني حاول، و بضغطٍ من تركيا، أن يضع يده على المنطقة الكُردية في سوريا، لكنه لم ينجح في ذلك بسبب إفتقاده إلى قاعدة جماهيرية هناك.).
أمس عادت الصحيفة، و بطلبٍ من جماعة مسلم كما يبدو، لتنشر توضيحاً بقلم من أجرى اللقاء، محمد نورالدين، جاء فيه: (أن مُسلم لم يذكر رئيس إقليم كُردستان بالإسم في سياق حديثه عن الضغوطات التي يتعرض لها حزبه، بل كان يقصُد بعض الأوساط الكُردية في شمال العراق.).
أمس عادت الصحيفة، و بطلبٍ من جماعة مسلم كما يبدو، لتنشر توضيحاً بقلم من أجرى اللقاء، محمد نورالدين، جاء فيه: (أن مُسلم لم يذكر رئيس إقليم كُردستان بالإسم في سياق حديثه عن الضغوطات التي يتعرض لها حزبه، بل كان يقصُد بعض الأوساط الكُردية في شمال العراق.).
أود أن أشير قبل التعليق على هذه المعلومة التي وردت في صحيفة السفير و من ثم ما ورد من توضيحٍ لها فيما بعد، إلى أنه لا بد من تناول كل ما يُطرح على البساط الكُردي بالكتابة و التعليق و التحليل بصراحة و وضوح و عدم التهرب من ذلك لأي سببٍ كان، على الأقل لإجراء الفرز للمعلومة، لئلا تتراكم المسائل، و تشكل فيما بعد، بعجرها و بجرها، ثقافةً تأخذ صفة المُقدس يستحيل الإقتراب منها، فتصبح كتلةً ضخمة يصعب أيضاً التعامل معها قراءةً للإستفادة منها، كما أن ترك المعلومة تمر بداعي عدم الدخول في متاهة الردود يجعل المُجتمع أسيراً لثقافة ذات إتجاه واحد يقول فيها الأقوى ـ عضلاتاً ـ ما يشاء، و يمتنع الضعيف عن الرد عليه بداعي عدم تشجيع الإقتتال الأخوي، و هكذا يُصبح ما يدور في فضاء المجتمع من (ثقافة) تزويراً لثقافته الحقيقية و تعبيراً كاذباً عنه.
إضافةً إلى ذلك، لا يتعلق الأمر هنا بما يتصوره البعض قدراً أحمق ظلم الكُرد بحيث جعل من هو غير مؤهل يتصدى لتمثيلهم و يجعل قضيتهم لذلك تخسر المرة تلو الأخرى، فالحقيقة هي أنه لا شأن للقدر و الصدف في الموضوع، بل الأمر يتعلق بشخصٍ أو توجه قد إختار لنفسه هذا المنهج لدواعٍ شتى أهمها المصلحة، و هنا فعندما يتحدث مسلم عن السيد البرزاني بهذه الطريقة فهو يتحدث عنه و هو واعٍ تماماً لما يقول، يطلق كلامه و هو مدرك تماماً أنه لا يقول الحقيقة بل يزيفها، فهو يعيش أيضاً في هذا العالم، يرى و يسمع و يفهم الدور الذي يقوم به إقليم كُردستان و رئيسه في المنطقة و العالم، و بشكل خاص الدور الحيوي له في المناطق الكُردية السورية، و هو عندما يذهب للقاء المالكي في الوقت الذي يدعم فيه الأخير قاتل السوريين و في الوقت الذي أنشأ فيه (قوات دجلة) و أرسلها للعدوان على إقليم كُردستان، إنما يذهب بإرادته أو بناءً على الدور المرسوم لهُ دون أن يرغمه أحد على ذلك، و هو عندما يتحدث عن رئيس إقليم كُردستان بهذه الطريقة المشينة يعي تماماً ما يقول، يقول ذلك رغم أنهُ يرى أبواب الأقليم و قد فُتحت في وجه الكُرد السوريين، يرى مساعداتٍ ضخمة من الإقليم الكُردي من ديزل و طحينْ و غيرها لا زالت توزع في المنطقة الكُردية السورية، إلا أنهُ يتجاهلها لأنها لم تمر عبره بحيث يعلق بعضها بجيبه، هو يعي أخيراً أنه يبيت في فنادق الأقليم ذات الخمس نجوم، و يأكل من خيراته دون أن يدفع سنتاً، و قبل هذا و ذاك يحظى بلقاء رئيس الإقليم و هو شرفٌ لا يحظى به الكثيرون.
اللقاء المطول لرئيس حزب الإتحاد الديمقراطي مليئٌ بالرسائل التي لا تتناسب مع الواقع و تتناقض مع سياقاته، لكن أكثر ما لفت إليه الإنظار هو قوله أن السيد مسعود البرزاني يسعى لوضع يده على المنطقة الكُردية السورية بضغطٍ من تركيا و هو من المؤكد أنهٌ إفتراءً لا سند في الواقع، و يمكن العثور على مئات الشواهد على عدم صحته و بالمقابل لا يمكن العثور على دليلٍ واحد يؤكده، لكن ما يهم هنا هو توضيح (السفير) الذي كان من المفترض فيه تناول هذا الواقعة المثيرة بالذات، إلا أنه ـ أي التوضيح ـ أغفلها، و إنصب بدلاً من ذلك على واقعةٍ أُخرى لم تثر كل ذلك الجدال، و هي عن عدم ذكر مُسلم رئيس إقليم كُردستان بالإسم في سياق حديثه عن الضغوطات التي يتعرض لها حزبه، بل كان يقصُد (بعض الأوساط الكُردية في شمال العراق.).
و بذلك وضحت (السفير) ما لا يحتاج إلى توضيح، و نفت ما لا يحتاج إلى نفي، فإنتقادات معظم الناشطين كانت في واد و توضيح السفير الأخير في وادٍ آخر، من جهةٍ أُخرى حتى هذا التوضيح أثار إشكالية جديدة، إذ لم ينفي قول مسلم بوجود ضغوط على حزبه لكنه قال بأنها من بعض الأوساط الكُردية في شمال العراق، و بالنظر إلى تحالفات ذلك الحزب و توجهاته يمكن فهم ما قصده ببعض الأوساط الكُردية، لكن الطامة الكُبرى كانت في ذكر مُصطلح (شمال العراق) الذي ذكر التوضيح أنهُ ورد على لسان رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي، و هو في الحقيقة مصطلح صدّامي قديم يثير الشجون، ذلك إنه كان يُذكر من النظام العراقي الساقط و من لف لفهُ في إطار نفي وجود كُرد في العراق، و بالتالي نفي وجود إقليم كُردي و حقوق كُردية، و هنا أعود للتذكير بأنه من المستحيل أن لا يكون صاحب التوضيح و محاوره أيضاً لا يريان حقيقة وجود إقليم كُردستان و رئيسه أيضاً.
توضيح صحيفة (السفير) هو نفيٌ يؤكد المؤكد، ليس في وجدان الشعب الكُردي و ما خبره عبر الوقائع التي يشهدها يومياً، بل في مقابلتها و توضيحها أيضاً.
إضافةً إلى ذلك، لا يتعلق الأمر هنا بما يتصوره البعض قدراً أحمق ظلم الكُرد بحيث جعل من هو غير مؤهل يتصدى لتمثيلهم و يجعل قضيتهم لذلك تخسر المرة تلو الأخرى، فالحقيقة هي أنه لا شأن للقدر و الصدف في الموضوع، بل الأمر يتعلق بشخصٍ أو توجه قد إختار لنفسه هذا المنهج لدواعٍ شتى أهمها المصلحة، و هنا فعندما يتحدث مسلم عن السيد البرزاني بهذه الطريقة فهو يتحدث عنه و هو واعٍ تماماً لما يقول، يطلق كلامه و هو مدرك تماماً أنه لا يقول الحقيقة بل يزيفها، فهو يعيش أيضاً في هذا العالم، يرى و يسمع و يفهم الدور الذي يقوم به إقليم كُردستان و رئيسه في المنطقة و العالم، و بشكل خاص الدور الحيوي له في المناطق الكُردية السورية، و هو عندما يذهب للقاء المالكي في الوقت الذي يدعم فيه الأخير قاتل السوريين و في الوقت الذي أنشأ فيه (قوات دجلة) و أرسلها للعدوان على إقليم كُردستان، إنما يذهب بإرادته أو بناءً على الدور المرسوم لهُ دون أن يرغمه أحد على ذلك، و هو عندما يتحدث عن رئيس إقليم كُردستان بهذه الطريقة المشينة يعي تماماً ما يقول، يقول ذلك رغم أنهُ يرى أبواب الأقليم و قد فُتحت في وجه الكُرد السوريين، يرى مساعداتٍ ضخمة من الإقليم الكُردي من ديزل و طحينْ و غيرها لا زالت توزع في المنطقة الكُردية السورية، إلا أنهُ يتجاهلها لأنها لم تمر عبره بحيث يعلق بعضها بجيبه، هو يعي أخيراً أنه يبيت في فنادق الأقليم ذات الخمس نجوم، و يأكل من خيراته دون أن يدفع سنتاً، و قبل هذا و ذاك يحظى بلقاء رئيس الإقليم و هو شرفٌ لا يحظى به الكثيرون.
اللقاء المطول لرئيس حزب الإتحاد الديمقراطي مليئٌ بالرسائل التي لا تتناسب مع الواقع و تتناقض مع سياقاته، لكن أكثر ما لفت إليه الإنظار هو قوله أن السيد مسعود البرزاني يسعى لوضع يده على المنطقة الكُردية السورية بضغطٍ من تركيا و هو من المؤكد أنهٌ إفتراءً لا سند في الواقع، و يمكن العثور على مئات الشواهد على عدم صحته و بالمقابل لا يمكن العثور على دليلٍ واحد يؤكده، لكن ما يهم هنا هو توضيح (السفير) الذي كان من المفترض فيه تناول هذا الواقعة المثيرة بالذات، إلا أنه ـ أي التوضيح ـ أغفلها، و إنصب بدلاً من ذلك على واقعةٍ أُخرى لم تثر كل ذلك الجدال، و هي عن عدم ذكر مُسلم رئيس إقليم كُردستان بالإسم في سياق حديثه عن الضغوطات التي يتعرض لها حزبه، بل كان يقصُد (بعض الأوساط الكُردية في شمال العراق.).
و بذلك وضحت (السفير) ما لا يحتاج إلى توضيح، و نفت ما لا يحتاج إلى نفي، فإنتقادات معظم الناشطين كانت في واد و توضيح السفير الأخير في وادٍ آخر، من جهةٍ أُخرى حتى هذا التوضيح أثار إشكالية جديدة، إذ لم ينفي قول مسلم بوجود ضغوط على حزبه لكنه قال بأنها من بعض الأوساط الكُردية في شمال العراق، و بالنظر إلى تحالفات ذلك الحزب و توجهاته يمكن فهم ما قصده ببعض الأوساط الكُردية، لكن الطامة الكُبرى كانت في ذكر مُصطلح (شمال العراق) الذي ذكر التوضيح أنهُ ورد على لسان رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي، و هو في الحقيقة مصطلح صدّامي قديم يثير الشجون، ذلك إنه كان يُذكر من النظام العراقي الساقط و من لف لفهُ في إطار نفي وجود كُرد في العراق، و بالتالي نفي وجود إقليم كُردي و حقوق كُردية، و هنا أعود للتذكير بأنه من المستحيل أن لا يكون صاحب التوضيح و محاوره أيضاً لا يريان حقيقة وجود إقليم كُردستان و رئيسه أيضاً.
توضيح صحيفة (السفير) هو نفيٌ يؤكد المؤكد، ليس في وجدان الشعب الكُردي و ما خبره عبر الوقائع التي يشهدها يومياً، بل في مقابلتها و توضيحها أيضاً.