كي لا تتحول سرى كانيى الى تورا بورا و و قندهار !!!

عنايت ديكو

” خذوا الحكم منْ أفواه المجانين , ويا خبر اليوم بفلوس ….

بكرا بلاش ” .

يا إخوتي يا مَنْ تطعنون بوطنية الغير والمختَلفْ ويا منْ تضعون الحصان أمام العربة ويا مٓن ترمون باللوم على هذا وذاك  ويا مٓنْ تهيئون أنفسكم للنصر الأعظم ويا مَن تهيجون المشاعر العنصرية والدينية والطائفية و يا من تهللون للإنتصارات الزائفة من عربٍ وكورد ، النموذج الواضح هنا  ” سرى كانيى ” .
ففي هذه الظروف العصيبة التي نمر بها ونتابع ما يجري في الداخل وما تشهدها المنطقة من أوضاع مأساوية ، حيث الإنتصارات الدونكيشوتية على اليوتيوب وشاشات التلفزة وصيحات التكبير مقابل هتافات الأخوة ” لا حياة لنا بدون الزعيم – Bê serok jiyan nabe ” ، من الكل على الكل ، فكل طرف يريد أن يتعربش بحبال العواطف والمشاعر الجياشة الدينية والاجتماعية والحزبية والقبلية والعشائرية  والقومية منها بشكلٍ خاص .

هنا علينا أخذ برهة من الوقت لنسأل أنفسنا: عجباً منْ المستفيد وبالتحديد وبالدقة المتناهية وبالشكل الواضح من هذا الصراع والحرب الدائرة في ” سرى كانيى ” ؟  فمنْ يديرها ؟ ومنْ هم أمراؤها ؟ ومِنْ أين تأتي الأموال والمازوت والخبز والطحين الى الطرفين وليس الى طرفٍ دون غيره ؟؟ ولنسأل أيضاً : هل هذه المعركة هي الترجمة الحقيقية والمباشرة لخطاب بشار الأسد ؟ ذاك الخطاب الناري الذي بعث بشار الأسد من خلاله تحياته وسلاماته الحارة الى أولئك الأبطال والميامين والنشامى في رأس العين دون غيرها من المدن والبلدات السورية ؟ مٓنْ هم أولئك الأبطال الذين تعاونوا مع الجيش العربي السوري حسب قوله في طرد الارهابيين والاردوغانيين والعرعوريين والسلفيين المرتزقة ؟؟؟ أين تكمن الدقة والصواب والحقيقة ؟؟؟ أمْ أن هذه المعركة هي فعلاً معركة العزة والكرامة كما يصورونها الإخوة في ” البي يي دي ” ؟  معركة ضد التطرف والجهل والعنصرية ؟ هنا بيت القصيد ، فإذا كانت  فعلاً جبهة النصرة والجيش الحر ونواف البشير ومن يدعمهم يريدون الحرية للشعب السوري ويحاربون النظام البعثي ؟؟؟ فإتجاه بوصلة الحرية هو نحو دمشق والقصر الجمهوري ونحو المراكز البعثية الأخرى في حلب وحمص وحماة وادلب وغيرها وليس بإتجاه  سرى كانيى .

وبالنسبة للبي يي دي –  أقول : إذا كنتم فعلاً ترون هذه المعركة هي معركة العزة والكرامة والكوردوارية … ؟ فمن الأفضل والأولى الرجوع الى اتفاقيات هولير والابتعاد عن سياسة إعتقال النشطاء والمستقلين وسياسة كم الأفواه ومحاربة بشار الأسد والقضاء على آثار النظام البعثي عبر انشاء مؤسسات مجتمعية ديمقراطية حيث يكون للكل مكانٌ فيها دون إقصاء والتعاون مع سائر القوى الوطنية الديمقراطية والليبرالية والعمل معاً بإتجاه تحرير دمشق من براثن البعث البغيض ومن أيدي بشار الأسد وعصاباته العابرة للقارات.

لكن الذي يجري عكس ما تقولونه أنتم ، فتجري الرياح بما لا تشتهي السفن .!!! هنا يتحتم علينا أن نقيس الخسارة والفائدة  في ضوء هذه النار المشتعلة ولماذا اندلعت هذه المعركة الجانبية أصلاً ؟؟؟ ، فما دام سلاح الطرفين  ليس موجهاً نحو عصابة بشار الأسد وحاشيته !!! معنى ذلك أن المعركة خاسرة في  سرى كانيى والرابح من الفريقين هو الخاسر الأكبر .

إضافة الى ذلك وعلى ما سبق وعلى علمي بأن بعض الإخوة الأفاضل قد نقلوا رسالة سرية الى الأخوة  في ” البي يي دي ” يشرحون فيها أهداف ونتائج هذه المعركة الخاسرة التي يلعب فيها طرفان كلاهما خاسران .

فهناك بعض القوى الدولية والاقليمية تريد انتهاج سياسة ” لا يفل الحديد الا بالحديد ” فترى هذه القوى الدولية والاقليمية بأن طرفي الصراع المتمثلان ب (جبهة النصرة ومن معها من الراديكاليين والحزب العمال الكوردستاني وأدواته السورية) هما قوتان راديكاليتان متطرفتان متشددتان ومتحجرتان،  وترى هذه الدول أيضا بأن طرفي الصراع في سرى كانيى سوياً يشكلان خطراً مستقبلياً على مصالحها فمن الأفضل لهاتين القوتين  أن تصفيا وتقاتلا بعضهما البعض .

عندئذ ينهمك الطرفان في القتال ويتعبان من القتل  تأتي بعدئذٍ تلك القوى الدولية والاقليمية لحصاد ميراث تلك المعارك وفرض أجندتها على هذا و ذاك ، كما قلنا الرابح في المعركة سيكون هو الخاسر الأكبر ، فهذه الحرب هي خدمة لأجندات باتت مكشوفة .

Inayet Dîko 
inayet-diko@hotmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…