الكرد والإرهاب

عدنان بشير الرسول

لقد كان الشعب الكردي على مر التاريخ ، ضحية الإرهاب المنظم الذي مارسته الأنظمة المضطهدة بحقه، إضافة لسياسة التمييز القومي العنصري .
وقد فاقت الأعمال الإرهابية التي أقدم عليها أعداء الكرد في مختلف أجزاء كردستان ، والتي كانت تمارس علينا كإرهاب دول منظمة وممنهجة، كل التصورات وإمكانات الشعب الكردي في مواجهة تلك الأنظمة ، ويمكن توزيع إشكال الإرهاب الممارسة ضد الكرد على محورين
الأول : وهو الشروع بالقتل والاختطاف  ومحاولات التصفية الجسدية بحق القادة والزعماء الكرد من قبل الحكومات الغاصبة والمقتسمة لكردستان ،بهدف كسر إرادة الشعب الكردي وكبح نضالا ته ، والنيل من رموزه القيادية لزرع البلبلة ونشر الذعر .

ويعج التاريخ الكردي بجرائم القتل التي استهدفت العديد من القيادات الكردية، ومنها :

1- إعدام رئيس جمهورية مهاباد ذات الحكم الذاتي الشهيد قاضي محمد ولفيف من مسئوليها في 31-3-1947 بعد الإطاحة بجمهورية مهاباد الفتية إثر مساومات معروفة بين القيادات الإيرانية والقيادة السوفيتية التي تخلت عن دعم الجمهوريتين الكردية والآذرية ، وإقدام المخابرات الإيرانية فيما بعد على اغتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو وكذلك خلفه في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران الدكتور صادق شرف كندي ومجموعة من الكوادرالمميزةفي ألمانيا
2- إعدام الشيخ الشهيد سعيد بيران قائد ثورة عام 1925م الكردية مع كوكبة من الثائرين معه واغتيال قادة حزب كاوا الكردستاني من قبل القوات التركية بعد أن اجتازوا الحدود التركية وصولا إلى قرية جرنكي وهي من ضواحي قامشلو  .
3- إعدام الضباط الكرد الأربعة الذين شاركوا في الانتفاضات الكردية دون محاكمة ومحاولة اغتيال الزعيم الكردي الخالد مصطفى لبرزاني ، واغتيال القيادي الكردي البارز صالح اليوسفي بواسطة طرد بريدي ملغوم ، وكذلك تعرض السيد مسعود لبرزاني لمحاولة اغتيال مخططة في نمسا، وآخرين كثر .

وصولاً إلى استهداف مقري الحزبين الرئيسيين في كردستان الفيدرالية، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني  الكردستاني.

والتي اسفرتا عن استشهاد كوكبة من القيادات المتقدمة والكوادر الحزبية وبعض المهنئين بالعيد
4- اغتيال الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي  في سوريا وتوجيه التهمة إلى فصيل تكفيري
أما المحور الثاني ،فهو يشمل الجرائم الجماعية التي تعرض لها الشعب الكردي كجرائم الإبادة الجماعية ومنها:
آ- تدمير العديد من المدن والقرى الكردية إثر انتفاضة القائد الشهير سمكو شكاكي في بدايات القرن الماضي ، تلتها عمليات تدمير كبيرة أثناء الهجوم الشامل للجيش الايرني على جمهورية مها باد بالإضافة إلى القصف المدمر الذي تعرضت له المناطق الكردية الآهلة بالسكان بعد استلام الخميني سدة الحكم في إيران
ب – تعرض الشعب الكردي إثر انهيار سلسلة ثوراته للقمع والقتل الجماعي ونفي واعتقال قادته مثل ملك كردستان الشيخ محمود الحفيد ، والأمير الكردي بدران وعائلته ورفاقه والذين ظلوا في منفاهم الإجبارية حتى انتقالهم إلى جوار ربهم مروراً بقائد ثورة اكري الجنرال إحسان نوري باشا الذي توفي مؤخراً في منفاه الاضطراري في إيران وقيام الحكومة التركية بإعداد وتنفيذ محرقة (آلا فمشي ) الرهيبة وصولاٍ إلى اعتقال السيد عبدا لله أوجلان وإيداعه السجن بموجب عمل إرهابي منظم
إرهابي منظم ، وإفراغ وتهديم آلاف القرى الكردية وتهجير سكانها العزل بحجة مقاتلة وملاحقة مقاتلي pkk في الريف الكردي
ج- كانت كردستان العراق أكثر الأجزاء تضرراً من عمليات التهجير والإبادة الجماعية والصهر القومي ، وكان ملك كردستان الشيخ محمود الحفيد أول المشمولين بذلك وقصف مناطق برزان وغيرها في بداية الستينات من القرن المنصرم، و تعرض بلدة قلعة دزة عام 1974 للقصف وكذلك تعرض مخيمات اللاجئين في زيوا للقصف الجوي العراقي، وتم تصفية 8000 شخص من المدنيين البرزانيين قبل عمليات الأنفال التي راح ضحيتها 182000 كردي وإفراغ 5000 قرية من سكانها الكرد وتدميرها وتسويتها بالأرض وقصف حلبجة وخورمال بالأسلحة الكيماوية التي حصدت أرواح 5000مدني وضعفهم من المصابين والمعاقين.ويمكن إن نصنف جرائم من يسمون بجند الإسلام بحق العشرات من بيشمركة كؤردستان في خانة الإرهاب الذي مارسه أعداء الكرد بإياد كردية .
ورغم المصائب التي حلت بالكرد أرضا وشعباً الذين حملوا السلاح دفاعاً عن البقاء والوجود ونيل الحرية وتحقيق المصير.

فأنهم لم يلجئوا للإرهاب يوماً ولم يمارسوا الإرهاب حتى على سبيل ردود الأفعال.

وظلت القيادات الكردية، وبيشمركة كردستان بعيدين كل البعد عن الإرهاب .رافعين السلاح في مواجهة حملات الإبادة والتنكيل والاضهاد القومي كوسيلة للدفاع عن النفس .

ويغتنمون الفرص للجوء إلى الحوار واجراء المفاوضات لتحقيق مطالبهم بالطرق السلمية ما أمكن حتى اجمع المراقبون على تسمية المقاومات الكردية وثوراتها بالحروب العادلة.

ديركا حمكو – سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…