المتشددون و القومية!! موضة العصر!!

دلشاد عثمان

على مدى قرن مضى حصلت تغيرات جوهرية على فكر المثقفين و خصوصاً مابين الكورد على سبيل المثال .
قبل قرن من الآن كان المثقف عندنا هو الشخص الذي يصعد على المنبر و يقوم بقراءة  آيات من القرأن لا يفقه منها شيئاً سوى انه يوجد نار و يوجد جنة و ان من يتبع شيخ القرية سيدخل الجنة , بينما عند القضاء على تلك الزمرة من بعد سقوط الدولة العثمانية و بدأت ظهور تيارات فكرية مستقلة استخدمت من العلم و السياسة  قاعدة لها لكي تحاول بناء مجتمعات منطقية تقوم على ائسس و دعائم مدروسة.

بعدها و ليس بكثير امتددت الأفكار العلمانية و بالذات الماركسية مابين الشعب لتطرح نهجاً جديداً لفكر المثقفين الكورد في سوريا استطاعوا في فترة لاتتجاوز ال 15 عاماً على تشكيل قوى لا يستهان بها , و كان من الأوائل على هذا الصعيد الشاعر و السياسي الكبير جكر خوين الذي كان قبلها من رجال الدين الأسلاميين و بعد تعمقه مابين الأفكار العصرية رمى عمامته و جعل رأسه يراى النور , بعده  ظهرت الكثير من الشخصيات امثال اوصمان صبري نور الدين ظاظا  و الكثيرين من اصحاب الأفكار العلمانية  ,عندها بدأت للفكر القومي اتجاهات صحيحة تمارس بشكل يضمن حق القومية بأكملها ,بينما سابقاً في عهد السيطرة الأسلامية كان الأتراك يمارسون اسوء الممارسات على الكورد و لكن بما انهم اخوة في الدين فلا يجب الرد , اما في عهد العقول المتنورة اعتبرت القومية الهدف الأول و الأهم عند مثفين الكورد , و هكذا امتدت تلك الأفكار لتقضي و بشكل كامل على الأفكار السوداء البالية .
و لكن نفاجئ في عصرنا هذا , عصر صعود اهل العلم الى المجرات , عصر التنقل بلمح البصر , عصر الوثوقية , عصر الأدلة , بانه ظهرت زمرة و خصوصاً مابين الكورد , تطالب بالقومية كمطلب رئيسي بينما هي ظل لتلك العمامات التي ذقنا منها الويلات , في حديث لصديق لي , يمتلك من تلك الأفكار اخبرني بأن الأرض المقدسة المذكورة بالقرأن ليست مكة و ليست القدس بل هي كوردستان, و قد وعدني بأحضارة ادلة على كلامه!!!!

و اخر ينادي بالأخوة الأسلامية و التأخي مابين العرب و الكورد و في مقالة اخرى يطالب بكوردستان سوريا!! (فرد مرة)
مهما حاولت ان اقنع نفسي بأنه لا تأثير للدين على القومية ,افشل و اعاود الكرة ولكن بدون جدوى, من منظوري, القومية تعتبر اساس مصلحة الأنسان , لأن ممارسة الدين ضمن اطار القومية بأعتباره اساس تقسيم اجتماعي , سيحول و بشكل اكيد ابناء القومية الواحدة الى اقليات منفصلة كلياً , و مجتمعنا الكوردي اكبر مثال , دين الأغلبية هو الأسلام بينما يوجد ايضاَ ايزيديين , عندها ستكون مصلحة الدين هي العليا على القومية و سيؤدي الى قيام مجازر مابين المتناحرين على الفكر الديني ,و قد عشنا تلك الحالات سابقاً, و لكن ان حكمنا عقلنا و جعلنا ميزان تعاملنا مابين بعضنا او مع الغير يكون اساسه القومية , فبهذه الطريقة نضمن سلامتنا و سلامة امتنا كما اننا ننخرط و بشكل اتوماتيكي ما بين المجتمعات المتمدنة.

لذا احاول في مقالي الصغير هذا ان الفت نظر هؤلاء الكتاب و خصوصاً الذين يقيمون في ديار الأمراء و الملوك الخليجيين و التي امتلئت صفحات الأنترنت بصورهم و مواضيعهم التي (تنحط على الرف) من شدة قدم افكارهم ,بأن اسلوبهم هذا لن يجدي نفعاً و لن يقدم خدمة لنا كاصحاب قومية, بل زاد الطين بلة و جعلو الثغرات التي يستخدمونها اخوة الدين لنا لينهالوا علينا بالضربات تكثر بكثير و تتزايد يوماً بعد يوم و تؤثر بشكل سلبي علينا.

يعتبرون حداثة الغرب بدعة , و هم الذين يجلسون على كرسي من صناعة المانية و يكتبون مقالاتهم تلك على حاسبات امريكية وينيرون غرفتهم باضواء اخترعها الملعون ابن  الملعون اديسون , و يأتون ادلة بصحة القرأن بواسطة معادلات اخترعها ملعون اخر يدعى انشتاين..
اطلب منكم التنحي عن كرسي القومية و دعوه نظيفاً كما تركه جكر خوين و اوصمان, و اشترو قلماً من الريش مع علبة من الحبر الصيني (مع انهم ليسوا اسلام و لكن لا يوجد بديل) و خطوا عليها مقالاتكم و اكتشافاتكم الباهرة و ارسلوها للزمرة التي تعترف بوجودكم و دعوا صفحاتنا نظيفة…

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بوتان زيباري   في خضم هذا العصر المضطرب، حيث تتداخل الخطوط بين السيادة والخضوع، وبين الاستقلال والتبعية، تطفو على السطح أسئلة وجودية تُقلب موازين السياسة وتكشف عن تناقضاتها. فهل يمكن لدولة أن تحافظ على قرارها السيادي بين فكي كماشة القوى العظمى؟ وهل تُصنع القرارات في العواصم الصاعدة أم تُفرض من مراكز النفوذ العالمية؟ هذه التساؤلات ليست مجرد تنظير فلسفي،…

د. محمود عباس   لا يزال بعض الكتّاب العنصريين، ولا سيما أولئك الذين يختبئون خلف أسماء مستعارة، يتسكّعون في فضاءات بعض المواقع العربية، لا ليُغنوا النقاش ولا ليُثروا الحوار، بل ليُفسدوه بسموم مأجورة، تعيد إنتاج خطابٍ مريض يستهدف الكورد، هويتهم، وقضيتهم، بلهجةٍ مشبعة بروح بعثية أو طورانية حينًا، وبخطابٍ ديني شوفيني متكلّس حينًا آخر. هؤلاء لا يهاجمون فكرًا ولا يناقشون…

علي شمدين مع سماعنا للتصريحات الإيجابية التي أدلت بها، بعد انتظار طويل، رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا، بات الطريق مفتوحاً أمام انعقاد المؤتمر الكردي في سوريا، الذي سوف تشارك فيه أوسع قاعدة جماهيرية، وينبثق عنه موقف كردي موحد ووفد مشترك يمثل مختلف أطراف الحركة الكردية في سوريا. لا نريد العودة إلى أسباب هذا التأخير والتي كادت أن تفوت هذه…

.. المحامي عبدالرحمن محمد   إلى السيدة.. إلهام أحمد، مسؤول العلاقات الخارجية.. وإلى كل مسؤول وقيادي حزبي كوردي في المجلس الوطني الكوردي: يرجى عدم طرح وتداول المفاهيم والمصطلحات الخاطئة في الرؤية السياسية الكوردية المرتقبة، كونها لها نتائج سلبية كارثية وخطيرة على حق تقرير المصير للشعب الكوردي في المستقبل، وللأجيال القادمة. من الناحية القانونية والسياسية والحقوقية، حسب القانون الدولي وميثاق الأمم…