ورغم كل هذه الماسي والويلات لازالت المعارضة السورية غير متفقة على تشكيل هيئة سياسية وعسكرية تمثل الثورة في الداخل والخارج بسبب النرجسية الفردية والطموح الشخصي وعقدة الأنا التي تحكم عدداً من المنخرطين في صفوفها ، وهو ما يهدد ثقة السوريين بأنفسهم وبمعارضتهم وبمستقبل بلدهم ، ولا زالت العديد من المناطق لم تلتحق بالثورة بعد ، ففي المنطقة الكوردية لم يستطع الشعب الكوردي من بناء جسم سياسي يمثل الكورد ويجسد تطلعاتهم في الثورة السورية ، ولا يزال التردد والغموض يلف مشاركتهم في كيانات المعارضة والتي كان أخرها تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ، الذي استطاع أن ينتزع اعتراف أكثر من 125 دولة في مؤتمر أصدقاء سورية الأخير في مراكش ، وباعتقادنا يعود هذا الغموض والتردد إلى الأزمة الثقافية والسياسية التي تعاني منها النخب الثقافية الكوردية وعدم قدرتها على إنتاج خطاب كوردي يتماهى مع واقع الثورة وفعلها الميداني اليومي ، تحت ذريعة حماية المنطقة الكوردية وعدم تعريضها لبراميل ال ت ن ت المدمرة التي تأكل الأخضر واليابس والمحافظة على
وقدّم لها كل الدعم السياسي والمادي ، إلا أنها لم تستطع فعل شيء ملموس حتى تاريخه ، بسبب الخلافات التي سادت بين أطرافه جراء الإجراءات التفصيلية والتي كان يمكن لها أن تحسم ببساطة ودون إثارة أي نزاع ، وقد أيدنا هذه الهيئة في بدايتها رغم عدم تمثيلنا فيها ، وتغاضينا عن سلبياتها ، وقلنا إننا خرجنا للتو من نظام شمولي قمعي جثم على صدورنا خمسة عقود من الزمن ، ونحتاج إلى قليل من الوقت لنتعلم الحوار ، ونجيد إدارة خلافاتنا، للوصول إلى عناصر الاتفاق..
لكننا اليوم نعتبر ذلك ترفا لا يمكن تبريره او السكوت عنه بسبب الوضع المزري الذي وصل إليه شعبنا .وفي هذا السياق نناشد قيادة إقليم كوردستان العراق فتح الحدود وتسهيل نقل المواد الضرورية ومستلزمات الحياة الى المنطقة الكوردية
وفي الوقت الذي نتمنى فيه النجاح للاتحاد السياسي الديمقراطي الكوردي المعلن بين أربعة أحزاب كوردية فإننا ندعوه الى الابتعاد في ممارسته عن عقلية الإقصاء والاستئثار التي يملكها البعض من أطرافه ، والانطلاق من المصلحة الكوردية العليا بعيدا عن التحزب او التخندق ، وان يكون جزءا من قوى الثورة ومن مستقبلها ، ولكي لا نستبق الأحداث فإننا نسارع القول بان موقفنا من الاتحاد يتحدد بمقدار ما يخدم مصلحة شعبنا الكوردي ويجنبه الخراب والفوضى ويسرع عملية سقوط النظام .
وحرصاً منا على ضرورة وحدة الموقف الكوردي , ودرءاً لتجنب شعبنا مخاطر انهيار النظام المفاجئ في سوريا وما يستتبعه من فراغ امني وصراعات بين الكورد وبعض المكونات الأخرى قد تؤدي إلى نتائج كارثية ، بالإضافة إلى إمكانية حدوث صراع كوردي كوردي بسبب عدم وجود توازن فعلى في القوى على الأرض ، لكل هذه الأسباب ولغيرها نقترح عقد مؤتمر للحوار الكوردي في أسرع وقت ممكن لكل الأحزاب الكوردية والتنسيقيات والشخصيات المستقلة المهتمة بالشأن العام ومنظمات المجتمع المني والفعاليات المجتمعية الأخرى، لتشكيل مجلس انتقالي يديرالمنطقة الكوردية على أن يشرك معه المكونات الأخرى الموجودة من العرب والسريان الآشوريين وباقي المكونات الأخرى.
إننا نقول وبصوت عال كفانا خلافات وأحقاد سياسية ، علينا أن نتحد وان لا نضيع هذه الفرصة التاريخية التي لا تمنح دائما ، وان نشارك في الثورة السورية مع كافة المكونات مستفيدين من الدعم السياسي والمادي الذي توفره حكومة كوردستان ،شركاء حقيقين في الحق والواجب ، وان نبني سوريا المدنية الديمقراطية التعددية حلم ملايين السوريين وثمرة تضحيات الالاف منهم ، وان نؤجل خلافاتنا ومشاكلنا من اجل الاستحقاقات الكبرى ، كفانا خلافات ووضع العصي في العجلات تحت حجج وذرائع لا تساهم إلا في قتل
المزيد من السوريين وتدمير ممتلكاتهم ، فلا شيء يؤخرنا عن إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته ، والعيش المشترك أخوة أحباء في إطار دولة المواطنة الدستورية الكاملة باعتبار أن القضية الكوردية قضية
وطنية سورية عامة تهم الشعب السوري كله ، رغم كل المواقف والتصريحات السلبية التي صدرت أو قد تصدر من بعض شخصيات المعارضة .
في الختام يعلن تيار المستقبل بان صمت المجتمع الدولي على مجزرة فرن حلفايا هو وصمة عار في جبين الغرب الديمقراطي والإنسانية جمعاء ويدعو المجتمع الدولي الى التحرك ونزع الشرعية عن النظام
السوري الذي أصبح بحكم المنتهي كما يرحب بانضمام الحركة اليسارية الكوردية إلى صفوفه ويتمنى لهم المزيد من التقدم والنجاح على طريق تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
عاشت سورية حرة آبية وطنا لكل السوريين
المجد لشهداء الثورة السورية وفي مقدمتهم سنديانة الثورة مشعل التمو
25-12-2012