من سيوصل معاناتنا

  هوشيار عمر لعلى

بدأ العد التنازلي لفقدان المواد الأساسية والضرورية لحياة الإنسان في هذا العصر عصر العولمة في منطقة الجزيرة بشكل خاص وحتى الآن لم نلاحظ أو نسمع أصوات مؤثرة تنادي في المحافل الدولية أو في الدول الإقليمية للتدخل أو لتوصيل صوت الفقراء واليتامى إلى مراكز القرار في العالم لتوفير هذه المواد الأساسية وخاصة المتعلقة بالأطفال وتوصيلها بشكل آمن إلى هذه المناطق عن طريق المنظمات الحقوقية والإنسانية وتوزيعها في منطقة الجزيرة بشكل خاص .
إنعزلت منطقة الجزيرة عن العالم الخارجي نتيجة انعدام المنافذ الحدودية والمنافذ الموجودة أيضا مغلقة فمثلاً المعبر الحدودي في قامشلو مغلق منذ أكثر من سنتين والمنفذ الحدودي في تل كوجر مسموح فيها العبور للعراقيين فقط وغير مسموح للسوريين ولا لجلب المواد من العراق وهذه السياسات الاستعمارية المطبقة بحقنا منذ عشرات السنين و هي لجعل المنطقة فقيرة ولكي يهاجر سكانها إلى الداخل أو إلى أوربا وإفراغ المنطقة من ساكنيها  فقد هاجر الكثير من شعبنا إلى المحافظات الداخلية وهناك حارات كبيرة يسكنها  الشعب الكردي في دمشق وحلب ودرعا وغيرها من المحافظات السورية وأما المنافذ المتصلة مع الداخل أيضا مغلقة بسبب الحرب الدائرة في سوريا وخاصة محافظة حلب ودمشق والوصول إلى الجزيرة صعبة بسبب وجود حواجز للجيش الحر والنظامي والكثير من الإرهابيين  على طول الطريق وعدم توفر المواد الأساسية هناك أيضا بسبب توقف المعامل وتوقف الاستيراد نتيجة العقوبات المفروضة على سوريا بسبب الحرب الدائرة فيها ونحن أمام مرحلة صعبة نتجه نحو المجهول والشتاء القارس قادم وحتى الاحتياط الاستراتيجي من البنزين والمازوت  لم يبقى في محطات الوقود في المحافظة  نتيجة بيعها في السوق السوداء حيث وصل سعر لتر البنزين إلى /300/  ليرة سورية والمازوت أيضا هكذا وسعر كيلو السكر /130/ ليرة سورية  ويزداد يومياً وغيرها من المواد الأساسية المتعلقة بحياة الفقراء فقد هرب اغلب سكان الجزيرة إلى كردستان الجنوبية نتيجة تردي الأوضاع ,ولم يزرع اغلب الفلاحين أراضيهم لعدم توفر مادة المازوت  أما أحزابنا الكردية فلا يعرفون ماذا يحصل في الداخل واغلب ما يسمى بالقيادات الكردية سافرت إلى كردستان الجنوبية فهم لا يسمعون ولا يرون ولا يريدون أن يسمعوا منشغلين بأمور أهم من حياة شعوبهم فهم على الأغلب يخططون للوحدة مع أمريكا على غرار الإتحاد الأوربي (ما في حدا أحسن من حدا )ليجعلوا من كردستان مركز استقطاب دولي .
أصلاً هم أحزاب المطاعم والفنادق لا أحزاب الدفاع والمطالبة بحق الشعب .فهم ينامون في فنادق خمس نجوم ويأكلون في مطاعم هاي لايف على حساب حكومة إقليم كوردستان والشعب الكردي في سوريا  يموت من الجوع والبرد 
هل تعلم أن منطقة الجزيرة تفرغ من شعبها نتيجة الفقر والجوع وفقدان المواد الأساسية .


هل تعلم إن الأطفال يموتون من البرد والمرض نتيجة فقدان حليب الأطفال والأدوية الضرورية في المشافي والصيدليات  والمستوصفات
هل تعلم أن مادة الخبز والتي هي من أهم المواد الضرورية بدأت تنفذ من السوق  رويداً رويداً
هل تعلم إننا سنضيع هذه الفرصة مثل غيرها من الفرص نتيجة الخلافات الشخصية بين أشخاص من الأحزاب     

ومن هنا نداء استغاثة ومناشدة إلى الرئيس مسعود البرزاني لحل هذه الأزمة الإنسانية التي يمر بها شعبكم في غرب كردستان  نتيجة الحرب الدائرة في سوريا فأنتم الأمل الوحيد لهذا الشعب وأنتم صمام الأمان لكل كردستان وانأ واثق بأنكم أهل لها لوضع حلٍ لهذه المصيبة التي نعيشها ونقدر مشاغلكم الكبيرة في كركوك والعراق والمنطقة  ولكن ليس لنا أحداً سواكم ولكم كل الاحترام والمودة.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين من المعلوم انتهى بي المطاف في العاصمة اللبنانية بيروت منذ عام ١٩٧١ ( وكنت قبل ذلك زرتها ( بطرق مختلفة قانونية وغير قانو نية ) لمرات عدة في مهام تنظيمية وسياسية ) وذلك كخيار اضطراري لسببين الأول ملاحقات وقمع نظام حافظ الأسد الدكتاتوري من جهة ، وإمكانية استمرار نضالنا في بلد مجاور لبلادنا وببيئة ديموقراطية مؤاتية ، واحتضان…

كفاح محمود مع اشتداد الاستقطاب في ملفات الأمن والهوية في الشرق الأوسط، بات إقليم كوردستان العراق لاعبًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين أطراف متخاصمة تاريخيًا، وعلى رأسهم تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وسوريا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في هذا السياق، يتصدر الزعيم مسعود بارزاني المشهد كوسيط محنّك، مستفيدًا من شرعيته التاريخية وصلاته المعقدة بجميع الأطراف. ونتذكر جميعا منذ أن فشلت…

خوشناف سليمان في قراءتي لمقال الأستاذ ميخائيل عوض الموسوم بـ ( صاروخ يمني يكشف الأوهام الأكاذيب ) لا يمكنني تجاهل النبرة التي لا تزال مشبعة بثقافة المعسكر الاشتراكي القديم و تحديدًا تلك المدرسة التي خلطت الشعارات الحماسية بإهمال الواقع الموضوعي وتحوّلات العالم البنيوية. المقال رغم ما فيه من تعبير عن الغضب النبيل يُعيد إنتاج مفردات تجاوزها الزمن بل و يستحضر…

فرحان مرعي هل القضية الكردية قضية إنسانية عاطفية أم قضية سياسية؟ بعد أن (تنورز) العالم في نوروز هذا َالعام ٢٠٢٥م والذي كان بحقّ عاماً كردياً بامتياز. جميل أن نورد هنا أن نوروز قد أضيف إلى قائمة التراث الإنساني من قبل منظمة اليونسكو عام ٢٠١٠- مما يوحي تسويقه سياحياً – عالمياً فأصبح العالم يتكلم كوردي، كما أصبح الكرد ظاهرة عالمية وموضوع…