بعض الأحزاب الكردية في سورية في مواجهة إعلان الاتحاد السياسي الديمقراطي

خورشيد عليكا

قبل نشر بطاقات الدعوة لحضور احتفالية إعلان تأسيس الاتحاد السياسي بين الأحزاب الكردية الأربعة (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا- البارتي، حزب آزادي الكردي في سوريا، حزب يكيتي الكردي في سوريا، حزب آزادي الكردي في سوريا) تم إعداد لجنة للتحضير لإعلان الاتحاد في 15/ 12/ 2012 في الصالة الملكية (دجلة سابقاً) في قامشلو وتم توزيع العمل بين الأحزاب الأربعة ومن بينها توزيع بطاقات الدعوة لجميع الأحزاب الكردية والمجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغرب كردستان والهيئة الكردية العليا والكتلة الوطنية والمنظمة الآثورية ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات المرأة والتنسيقيات الشبابية..
 وحسب لجنة التحضير تم التخطيط بإعطاء كلمة للهيئة الكردية العليا، وكلمة للمجلس الوطني الكردي، وكلمات آخرى لكلً من مجلس الشعب لغرب كردستان والمنظمة الآثورية والكتلة الوطنية، ولكن مع قراءة كلمة الاتحاد من قبل سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا الأستاذ اسماعيل حمه، كان لا بد من أن يكون هناك كلمة للهيئة الكردية العليا حسب إعداد لجنة التحضير ولكن لم تحضر الهيئة الاحتفالية، فحولت الكلمة إلى المجلس الوطني الكردي فتحدث الأستاذ فيصل يوسف رئيس المجلس الوطني الكردي متحدثاً باسم حركة الاصلاح الكردي في سوريا (بسبب منعه من التحدث باسم المجلس الوطني الكردي من قبل كلً من الأحزاب الكردية التالية: “حزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا”، “حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا- (يكيتي)”، “حزب اليساري الديمقراطي الكردي في سوريا”، “حزب اليساري الكردي في سوريا”، “حزب الوفاق الديمقراطي الكردي السوري”، “حزب الديمقراطي الكردي في سوريا”، “حزب الديمقراطي الكردي السوري”)، وكان لا بد من أن تكون الكلمة الثالثة لمجلس الشعب لغرب كردستان ولكن لم يحضروا أيضاً إعلان تأسيس الاتحاد فحولت الكلمة للكتلة الوطنية ومن بعدها للمنظمة الآثورية، وقد ورد في نص بيان إعلان الاتحاد السياسي ما يلي إن مشروع الاتحاد هو مرحلة انتقالية لتأسيس حزب موحد وذلك لتحقيق أقصى درجات التفاهم والتقارب بين هذه القوى في خدمة الثورة السورية واهدافها وفي خدمة تعزير دور المجلس الوطني الكردي ودور الهيئة الكردية العليا، لتتمكن أحزاب الاتحاد بما تملك من ميراث ومراس نضالي من لعب الدور المنوط بها في هذه المرحلة التاريخية الانعطافية في سوريا وتاريخ القضية الكردية، وخاصة إننا اصبحنا على يقين بأن فاعلية المجلس الوطني الكردي مرهون الى حد كبير بفاعلية حامله السياسي والقوى المحركة له، ولذلك وجدنا في هذا الاتحاد خطوة ضرورية، ونقلة لا بد منها لتعزيز دور المجلس ومن ثم دور الهيئة الكردية العليا في حياة شعبنا الكردي من أجل تحقيق طموحاته القومية التي ما انفك يناضل من اجلها منذ أكثر من خمسة عقود وقدم في سبيلها الكثير من التضحيات وذاق من أجلها آلاف المناضلين العذابات والحرمان.” كما ورد في نص البيان “إننا إذ نعلن عن اتحادنا، نؤكد بأن هذا الاتحاد مجرد خطوة انتقالية مرحلية على طريق الوحدة التنظيمية وتشكيل حزب موحد لإيماننا بأن الأحزاب الكبيرة وحدها ستكون قادرة على التصدي لاستحقاقات المرحلة القادمة مع تقديرنا واحترامنا لكل الأحزاب، ونعاهد شعبنا بالعمل المتفاني من اجل تعزيز وحدة الصف والموقف الكردي والتعاون المثمر مع شركائنا في الوطن من العرب والآثوريين وكل المكونات القومية والثقافية الأخرى، للمساهمة معاً في تدشين مرحلة نوعية من الاستقرار والازدهار والتنمية والتعايش السلمي الذي عبث بها النظام على مدار السنوات الطويلة الماضية لاستدامة تسلطه واحتكاره للسلطة.

فمنذ عقود من الزمن وخلال الثورة السورية حدثت الكثير من الانشقاقات بين العديد من الأحزاب الكردية ولم تقف العديد من الأحزاب الكردية على هذه الانشقاقات رغم أن هذه الانشقاقات تخلق المزيد من الأزمات للحركة السياسية الكردية، لكن في الوقت الذي يتطلب الواقع والضرورة وحدة الصف الكردي وضرورة توفر اتحادات واندماجات بين العديد من الأحزاب الكردية، وإن المستقبل هو للأحزاب الكردية الكبيرة صاحبة الوزن والثقل الحزبي والجماهيري الكبير، فأن الكتلة الوطنية والمنظمة الآثورية باركت إعلان الاتحاد في الوقت الذي نددت ووقفت العديد من الأحزاب الكردية في مواجهة إعلان الاتحاد السياسي بل هاجمت الاتحاد على شاشات التلفزة والمواقع الالكترونية رغم هذا الوضوح والشفافية في بيان إعلان الاتحاد.

ومع كل ذلك فقد ترك الاتحاد باب الانضمام إليه مفتوحاً وورد في نهاية البيان واخيراً لا بد من التأكيد أيضاً بأن باب الاتحاد والوحدة سيبقى مفتوحاً أمام القوى الكردية التي ترغب بالانضمام اليه لتعزيز دور المجلس الوطني الكردي والعمل من خلاله لخدمة الشعب الكردي وخدمة حل قضيته القومية.
فأعتقد أن أي حزب كردي في سوريا لم يبارك إعلان هذا الاتحاد هو حزب ضد مصلحة الشعب الكردي وضد القضية الكردية ووحدة الكرد ويسعى فقط وراء المصالح الحزبية الضيقة التي عفا عليها الزمن ومضى، وإن المصلحة القومية الكردية العليا هي فوق كل المصالح؟ وبإعلان الاتحاد السياسي نكون أمام رأي موحد “واحد” بدلاً من أربعة أراء مختلفة وغير موحدة، فحبذا أن تبادر الأحزاب الكردية الأخرى المتفرجة والواقفة ضد إعلان الاتحاد لإعلان ائتلافات واتحادات سياسية، سيكون الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي- سوريا، من أول المباركين لهم بإعلان اتحاداتهم وائتلافاتهم؟.


قامشلو 19-12-2012

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…