والصراع الايديولوجي انحسم، والضغوط الدولية لن تتجه الا نحو التصعيد، والاصدقاء ها هم يفكرون بصوت عالى عن الخيارات البديلة.
؟
التصعيد الاعلامي له تأثيرات عدة… منها رفع حالة الثوار المعنوية وشحنهم بالقوة.
ومن التأثيرات المهمة أيضا، هي الانعكاسات الداخلية على أزلام هذا النظام المتهاوي.
فمن ظن ان النظام متماسك فهو مخطىء.
والأعوان المقربين لا ينامون الليل خوفا على انفسهم من الثورة…
اذا، فلنتوقف عن مطالبة الأسد بالرحيل.
لأن الأسد قد رحل.
ولنتوقف عن المطالبة بإسقاط نظام قد وضع على فراش الموت… ونهاية حياته متوقفة على مجموعة تفاهمات دولية التي ما ان تمت، ستأتي دول العالم وتوقف جهاز الإنعاش الصناعي الذي يمد الأسد اليوم ببعض الأوكسجين.
ويجب أن يعرف كل من كان وراء هذا النظام بأن مصالحهم في خطر وأمامهم الفرصة لتصحيح مواقفهم ودعمهم للثورة.
فليعرف كل من اختار أن يقتل الثوار الاشراف العزل، بأن مصيره قد حان.
ويوم الحساب قريب
الثورة اليوم لها اليد العليا، فليكن خطابنا اذا على مستوى الحدث.
الكل سيحاسب… السجان سوف يسجن، والقاتل سوف يقتل.
الثورة سوف تنتصر؟
ولكن يجب أن يعرف بعض الأحزاب الكردية أن الطريق أصبح مفتوحا أمامهم وأن يستغلوا هذه الفرصة لأن الوقت قد حان وأن يكون لهم الدور في بناء سوريا الجديدة لا أن يخدم هذا النظام الذي مصيره هو الذوال ولقد وقع المحظور فأما التضحية بالكرد أو كردستان أو الأثنين معا وأما………..؟
لا يمكن أن تغرق الدولة وحدها ..
إما أن تنجو مع الشعب أو تغرق معه ..
هذا ما يعتقده كلّ طاغية بالمناسبة ..
لكن ما يغيب عن بال كلّ طاغية أيضاً، أن هناك وجهة نظر إلهية، هي سنّة في الحقيقة وقانون محكم لا حل له، سنة تتكرر كثيراً، يقرؤها ويدركها كل من يؤمن بالله ويثق بقدرة الشعوب على تجاوز محنها ..
السنة تقول أن الذي يغرق هو
الطاغية وحده، بينما تتجاوز الشعوب بحر الظلمات ..
بحر الدم والمجاز
ر ..
مهما تلاطمت أمواجه ..
تتكسّر أمواج الطغيان والتجبّر على صخور الإرادة الإنسانية وتوقها للانعتاق وانطلاقها نحو فضاءات التحرر ..
هذا ما حدث مراراً وتكراراً ..
منذ أيام البشرية الأولى ..
عودوا إلى التاريخ ..
إلى القرآن وخذوا جرعتكم ..
ثم أكملوا طريقكم في إسقاط الطاغية ..
المحكوم بالقدر والمشيئة الإلهية ..
فهذا ما حدث لفرعون حين ظنّ أنه لن يغرق وحده :
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ (الْغَرَقُ) قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ..
ربما الفرق الوحيد ..
أن فرعوننا لن تكون لديه الفرصة لأن يؤمن بما آمنت به بنو إسرائيل ..
ويا له من فرق !.
أرى في عيون الكورد الذين أقابلهم هنا وهناك ..
داخل سوريا ..
مزيجاً من الخوف والحلم ..
الضياع والترقب ..
الألم والفخر ..
القلق والإيمان ..
هو شعور واحد مشترك يربطنا كاكورد..
نتالم كثيراً لحال ما يحدث في المناطق الكوردية من الخلافات بين الاحزاب ..
حالة غريبة من الضياع وأحياناً عدم التصديق بما يدور هناك من ماسي وأهوال ..
ولكن الكل صابر والكل مؤمن ان لكل شيئ نهاية وان الله يمهل ولا يهمل وانهم سوف يتحدون فالمستقبل تستحق كل هذه التضحيات إذ قدم الشعب الكوردي مثالاً في الصبر والمقاومة الحقيقية والتمسك بعدالة القضية الكوردية وحقوقه حتى تحقيقها ..
سوريا التي يحلم بها الجميع قادمة قادمة قادمة برغم الآلام والدماء ..
برغم التضحيات والمؤامرات ..
برغم العذاب والصعاب ..
سوريا ستعود أقوى واجمل وأبهى وأنبلا