الأحزاب والتجار والأغنياء يتلاعبون بمصير الشعب الكردي

دلكش مرعي

إن لم تكن وطنياً وتمتلك قيماً إنسانية أفعل ما تشاء من المؤسف البدء بمثل هذه الكلمات ولكن الأحداث والوقائع التي تحدث على الساحة الكردية على الأرض تعبّر سياسيا واقتصاديا وحتى أمنيا تتحدث بجلاء ووضوح عن مضمون هذه الحالة المأساوية التي يمر بها معظم أبناء الشعب الكردي … ففي بداية انطلاقة الثورة السورية و حتى قبل ان تتفاقم الأوضاع الاقتصادية أو تعوم الليرة السورية بدأ التجار والأغنياء بمضاعفة أسعار سلعهم ومنتجاتهم التجارية لكسب المزيد من المال الغير المشروع على حساب لقمة الشعب الذي كان يعاني معظمه بالأصل من حالة الفقر والعوز بسبب سياسات النظام الاقتصادية ومشاريعه العنصرية بحق هذا الشعب
 لتزداد بعد ذلك ارتفاع هذه الأسعار بشكل خيالي لا يطاق وعبر خط بياني متصاعد ومؤذي لحياة الناس ومعيشتهم حتى بات الشريحة الواسعة من أصحاب الدخل المحدود أو الأصح الدخل المهدور وهي الشريحة الأكثر عددا من أبناء الشعب الكردي الذين لا يمتلكون القدرة الشرائية من تأمين مستلزمات المعيشة الضرورية لإعالة أسرهم وتأمين الغذاء الضروري لأطفالهم مما أجبر الغالبية العظمى من هذه الشريحة بشبابها الذين يحتاج اليهم الشعب الكردي في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية للهجرة إلى خارج الوطن أو اللجوء إلى الدول المجاورة  ليعيشوا تحت خيم اللجوء … زد على ذلك وحسب العديد من المصادر الموثقة هناك دخول المال السياسي التي تستغل لشراء الضمائر السياسية المنحطة والانتهازية بدلاً من دخول المواد الإغاثية

بينما من يلقي نظرة  إلى تاريخ ثورات الشعوب وحركات التحرر الوطنية في معظم أنحاء العالم سيلا حظ بأن الداعم الأساسي لهذه الحركات ونجاحها كانت البرجوازية الوطنية التي ساهمت بقسط واسع ليس فقط في إنجاح هذه الثورات بل ساهمت بعد ذلك في بناء قاعدة متينة للاقتصاد الوطني ومن ثم بناء الدولة
 الحديثة….

أما بالنسبة للأحزاب الكردية فهي الأخرى تتصارع حول مصالحها وأجنداتها الحزبية فهمها الوحيد تكمن وتتلخص في تأمين مناصب قيادية لقيادة الشعب الكردي في المستقبل ومن سيكون له الحق في فرض نسله السياسي المترهل على هذا الشعب في المستقبل كذكور القطعان فبدلاً من تكاتف هذه الأحزاب وتوحيد المواقف السياسية والعمل معاً لتأمين الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية والإغاثية والمحروقات لهذا الشعب المنكوب فأنك لا تلاحظ أي التفاتة إنسانية من قبل هؤلاء إلى الحالة الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة التي تزداد سوءاً يوما بعد يوم فمن المؤسف نحن لا نلاحظ إلا دخول الشاحنات المليئة بالمواد المهربة كالدخان وغيرها تدخل عبر هذا الحدود أو ذاك  إلى المنطقة بدلاً من المواد والسلع الضرورية لمعيشة الناس وخاصة المحروقات ومادة الخبز وانقطاع التيار الكهربائي حيث بدأت أزمة هذه المواد تتفاقم بشكل حاد حتى وصلت سعر لتر المازوت إلى – 180 – ليرة سورية والبنزين إلى – 150 – والغريب في الأمر ان هذه المحروقات هي متوفرة بكثرة في السوق السوداء ؟؟؟؟ وقد أثرت رفع أسعار المحروقات على تأخير زراعة الموسم الشتوي الذي يعتبر المورد الأساسي لمعيشة معظم أبناء الشعب الكردي صفوة القول هو لو وجد إرادة سياسية موحدة ومخلصة لدى القوى السياسية لاستطاعوا تأمين المحروقات والمواد الطبية والإغاثية  من إقليم كردستان أو من أي جهة آخرى لهذا الشعب المنكوب لكن من المؤسف وبدلا عن ذلك فقد حول البعض هذه الحدود لتجارة المواد المهربة وغيرها من الأمور التي تفيد جهات محددة بذاتها فمن المفروض ان تشكل لجان مختصة من جميع الأحزاب والمستقلين لمعالجة جملة هذه القضايا ووضع حداً للذين يعبثون بقوت هذا الشعب ومحاسبتهم والعمل للمحافظة على الحالة الاقتصادية في حدودها الدنيا وتأمين المواد الضرورية للناس ولكن من المؤسف لا حياة لمن تنادي

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…