إعلان إستقالة من الشأن الكُردي العام

حسين جلبي

الأخوة الأعزاء
أُعلن أنا المُحامي حسين جلبي إستقالتي من الشأن الكُردي العام.
قد يستغرب البعض كلمة الإستقالة التي بدأتُ بها كلماتي، بسبب علم الكثيرين بأنني شخص مستقل و غير منتسب إلى أية جهة حزبية أو غير حزبية كُردية أو حنى سورية، لكن الأمر يتعلق ببعض الكتابات و النشاطات التي قمتُ بها في الشأن الكُردي السوري، و التي نشرتها بعض مواقع النت الكُردية و العربية.
إنني أزعم هنا أنني لم أغير شيئاً في الواقع الموجود كما لن يكون في إستطاعتي للأسف الشديد تغيير سيرورته حتى إذا ما أستمريت في الكتابة إلى نهاية الكون، بل على العكس كانت كتاباتي على ما يبدو مثل ريشةٍ في مهب الريح، لم و لن تترك أثراً، بل على العكس من ذلك، فقد تكون ربما سبباً في زيادة تصلب البعض و تمسكه بمواقفه، و حتى في خلق مشاعر من العداوة و الكراهية بسبب الإختلاف في الرأي الذي أفسد الود، و هو ما لم أرده أو أسعى إليه حتماً.
و في هذه المناسبة الأخيرة للكتابة على ما أرجو، أتقدم بالشكر الجزيل لكل من حصل بيني و بينه تواصل و مساندة و صداقة على كل شئ، و خاصةً على الوقت الذي تفضل به علي، كما أتقدم أيضاً بالإعتذار الشديد لكل من فهم رسالتي بشكلٍ خاطئ، أو فهمتُ ما يقصده  كذلك، فحصل بيننا ما ظنهُ عداوةً، و هي لم تكن من جهتي سوى عملاً تطوعياً لعمل الأفضل لي و له و للصالح العام، بسبب مظنة صواب الرأي، من جهتي أسامح كذلك كل من تعرض لي و جرحني حتى لو كان ما قام به بالغ السوء، و أرجو منهُ بالمقابل العفو و إزالة ما علق بقلبه إتجاهي.
لقد خلفت المرحلة الماضية الكثير من الجروح و الآلام في قلبي بسبب عجزي عن فعل أي شئ للقضية التي نذرتُ نفسي لها و أخذت الكثير من حياتي و هذه ليست بمنة على أحد خاصةً إذا ما تذكرنا أن هناك من ضحى بحياته كلها في سبيلها، كما زاد الأمر سوءاً الفهم الخاطئ من قبل البعض لرسالتي، و هنا آمل أن يكون قراري هذا برداً و سلاماً على قلوب من ظن أن دافعي للكتابة كان أموراً شخصية بحتة، أو أحقاداً تصورها موجودةٌ في قلبي، أو أغراضاً مادية دنيئة كما تهيأ للبعض الآخر.
و هنا أريدُ أن أذكر أن آخر ما أفكر فيه هو الحسابات الشخصية، و أن آخر ما يمكن أن يلوثني هو الأحقاد و الضغائن، خاصةً أنني حاولت قدر الأمكان تناول المسائل الموضوعية رغم أن ذلك كان بأسلوبٍ صادم تخيلته وسيلة ناجعة لإيصال رسالتي، كما أن المال لم يكن على سلم أولوياتي، و أذكر هنا على سبيل المثال أن موقعين على الأقل قد طلبا مني الكتابة مقابل عائد مادي، و لكنني رفضتُ بسبب تعارض ذلك مع إلتزامي الأخلاقي تجاه المواقع الكُردية، خاصة تلك التي تحمل العبأ منذُ سنوات طويلة دون مقابل أيضاً.
أن قراري الشخصي هذا ليس له خلفيات أخرى غير ما ذكرت، فلقد إتخذته بملأ إرادتي دون أية ضغوط، وإنني سأستمر في الإلتزام بما يلتزم به أي مواطن كُردي آخر من تقديم العون لأهله الكُرد، و ذلك حسب إمكانياتي، لكن بعيداً عن الكتابة و بعيداً عن الإلتزام بوجهة نظر ضد أُخرى.
أرجو من جميع من يقرأ كلماتي هذه تفهم موقفي، و أدعو من الله العلي القدير أن يجنب جميع أخوتي الكُرد كل شر، و أن يؤلف بين قلوبهم، و أن يجنب منطقتنا الحبيبة، قامشلو و أخواتها و كذلك سوريا كل ضرر، خاصةً في هذا المنعطف الخطير الذي إنسحب فيه الكلام من الساحة لصالح الرصاص.
تقبلوا جميعاً، أخوتي الأعزاء، خالص محبتي
أخوكم
حسين جلبي
    https://www.facebook.com/notes/hussein-jelebi/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8F%D8%B1%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85/528946250450083

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…