* دم الكردي على الكردي محرّم

 **وليد حاج عبدالقادر

كلنا يعلم المآل التي وصلت اليها القضية السورية الى درجة أنها برمتها هي الآن موضوعة تحت مجهر شديدة الحساسية من قبل دول لها ثقلها وتداخلاتها في الأزمة السورية وبشكل أخص الدول الأوربية وفي مقدمتها بريطانية التي كانت صريحة من خلال أقوال وزير خارجيتها هيغ وربطه مسالة الإعتراف بالإئتلاف الجديد بمدى شموليته أو قدرته على تمثّيل غالبية الشعب السوري وبالتحديد الكرد ، هذا من جانب ومن جانب آخر ، استطاعت الحركة الكردية وبالتعاون مع الشرائح الأخرى في المناطق الكردية أيجاد بعض من التفاهمات وبالتالي نوع من النشاط السلمي الذي استهدف بالدرجة الأولى وصيرورة الثورة السورية بطابعها السلمي من خلال الإحتجاجات وما شابه ،
مما خلق منها منطقة آمنة أيضا لكثير من الأخوة النازحين من خطوط التماس العسكرية ، فبدا وكأن سلمية نضال المنطقة وتآلف أبناءها وبالتالي الحفاظ على البنية التحتية لناسها مع انخراطها التام في العملية النضالية والمطالبة باسقاط النظام ، كل هذه العوامل وغيرها الكثير كانت من الأولويات التي لم تخف عن بال أجهزة أمن قمعية ومحترفة مارست الميكيافيلية ولعقود طويلة ونخرت في بعض الأجساد كسرطان خامل تنعشها الأجهزة وتوجهها كروموت كونترول لحظة ما تشاء ، وطبيعي أن يكون الشعب الكردي هو المستهدف الأول ، ولما لا ؟ فقد تساوت المواقف كما الممارسات  الحقيقية ـ بعيدا عن الميديا او بسمات الكاميرات ومحاولات جرجرة الكرد الى تحالفات مبهمة ـ ، ولتتضّح شرور التوجهات العامة وبما يتجاوز كرديا الأفق السوري وبالضبط التوترات التي تحصل حتى فيما بين كردستان العراق كحكومة إقليم ومابين ـ الدكتاتور طور النمو أو النشوء ـ المالكي ، حيث أنه بات من المسلّمات أن مسالة قيادة عمليات دجلة لها ارتباط وثيق بمسألة سورية ومآل ثورتها المظفرة وكإنعكاس طبيعي والمواقف المختلفة حيث انحاز السيد مسعود البرازاني رئيس اقليم كردستان الى الشعب السوري ، بينما تناسى المالكي مظالم الطغيان ـ وبكلّ أسف ـ لم يستطع حتّى الآن التخلص من الولاء الطائفي ..

من هنا وعود على بدء فطبيعي ان تكون الأجهزة الأمنية السورية لا تزال لها براعتها والتحكم في بعض من الشخصيات التي تظهر حين اللزوم وكنمور من ورق مقوّى ، فتعربد في الساحات وتسيء الى الثورة والوحدة الوطنية ، لابل وتفعل ما عجز عنها نظام الإستبداد لسنين طويلة ، فكيف ـ لي شخصيا ـ أن أصدق نواف البشير وملحمة لقاءه في قناة الدنيا و..

اهتزازه بداعي أن مسدسا كان موجها له ؟ ..

وبالتالي هجومه الناري والشبيه بالسلاح الكيميائي على القضية الكردية ـ حيث لا فارق بالمطلق أن تعدم شعبا وحقوقها لا بل وتنفيه تنظيرا أو فتكا بسلاح قاتل الأمر سيان ـ واستعداده بالزحف على ـ شمال سورية ولو كان ذلك مع جيش الأسد !!ومحاربة من ـ يمسّ ـ بوحدة سورية !!وذلك المس لم يكن ، أو تكن سوى المطالبة الكردية بالإعتراف الدستوري بالشعب الكردي وبالتالي حل قضيته العادلة على أساسها ، فكان ما كان وكتائب من أين جاءت ؟ لاعلم لأحد سوى الله و …..

وبدا البطل المغوار نواف البشير منتشيا *** ـ وكم تمنيته لو زار مضاربه أيضا في نواحي البوكمال واهالي دير الزور الأبطال ـ فتاهت اللعبة بما جرى ويجري أو سيجري ولمصلحة من ؟ أو كم من رشاش ـ مثلا ـ وقد وضع على رأسه ـ  البشير ـ ليستكمل بجنجويده ما بدأه البشير الآخر في السودان ..

وفي الجانب الذاتي الكردي بدا واضحا ضحالة المواقف وبالتالي ـ قلناها ـ مرارا وذكرناها حالة حماس وفتح والنزعة السلطوية الملتبّسة باستئثار وفرض ذات أشبه ما تكون بالغطرسة وتجاهلنا تجربة إخوتنا في كردستان العراق من حيث أهمية وحدة الصف والإمكانات ، فبدا بعضنا وقد ـ تسلطن فعلا ـ وبقوة جبرية ، فبات منّا من هو يستاهل حمل السلاح ومنّا من هو خدمات ثابتة على هدي الجيش السلطوي السوري ـ خدمة ثابتة كانت لذوي العاهات ـ ومن جملة حجج ذلك البعض هو أن السلاح له أهله ، وعلى الرغم ، وبالرغم من النداءات الأخوية والضغوطات الكثيرة وما آلت إليها تلك الضغوطات وبيان هولير الذي دعمته الملايين الكردية ، ولكنها من جديد ـ لحست بها الأكواع ـ وصار كل يفسّرها بعد جهد بالماء ، ، واختلطت الأمور على الشارع أيضا وتتالت حالات استهداف النشطاء الكرد وحالات الخطف الممنهجة والمدروسة ومع أن جميعنا يتذكّر صرخة الأخ المناضل مسعود البرازاني بأن الدم الكردي محرّم على الكردي ، وهو مازال يستعمل كل إمكانات الضغط في هذا الإتجاه ، إلا أن كارثة رأس العين ـ أتمناها ـ أن تكون خير توكيد والعقيدة التي آمن بها الأخ المناضل مسعود البرازاني وكرّسها في كردستان العراق ، أتمنى أن نمارسها كشعب وحركة كرديتين في سورية فنمارس النقد الذاتي ونسعى لتطبيق اتفاقية هولير ومسألة المناصفة وبالتالي ارسال رسالة قوية الى من يتربّص بالكرد شرّا أنه … الدم الكردي على الكردي محرّم والكردي صنو الكردي إذا ما فكّر ـ المتربّص ـ بأن يضرب الكردي بالكردي ومن خلاله يتدخّل ..

ننصح ـ حقيقة ـ أولئك الذين مازالوا يحلمون بمثل تلك الوسائل ، أن يعيدوا النظر فيها أولا ، ويعودوا الى سوية الحق والحقوق التي هي كلمة جامعة بيننا جميعا شرائح و..

اعراق المجتمع السوري …        

                   *************************

* العنوان مأخوذ من جملة للأخ المناضل مسعود البرازاني في إحدى لقاءاته مع تلفزيون العربية 
** كاتب كردي مقيم في دبي 
***في جريدة الخليج عدد / 12238 / صفحة 28 تاريخ 20 -11-2012 … يكشّر السيد بشير عن أنياب وهو يبتسم ..

فيقول مصرحا من ـ سري كاني يي ـ رأس العين ..

بصفته أمير الجيوش الزاحفة / … إن هجوما  شنه مقاتلو المعارضة أسفر عن السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا والعراق ـ !! ـ يهدف الى قطع الإمدادات من المنطقة الرئيسة في سوريا لإنتاج الحبوب والنفط … وأضاف من رأس الغين على الحدود مع تركية أن مقاتلي المعارضة يعتزمون السيطرة على بلدتين حدوديتين دفاعاتهما ضعيفة الى الشرق من محافظة الحسكة الغنية بالموارد الطبيعية … / ..

والبلدتين اللتين يعنيهما البشير هي ـ كركي لكب ـ المعرّبة الى رميلان ومحيط جل آغا وتربه سبي والمعربتين أيضا الى ـ الجوادية ـ و ـ القحطانية ـ … ويعود ليستطرد … / … واكد انهىبدأ مفاوضات ( …!! ..

) مع الجماعات الكردية لطمأنة السكان الأكراد ـ !! ـ الى أنه لن تكون هناك هيمنة عربية وتفادي حدوث مواجهة مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني في المنطقة وقال أنه يجري تشكيل حكومة محلية في رأس العين للمساعدة في تهدئة المخاوف الكردية ـ !!! ـ … / …..

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين من المعلوم انتهى بي المطاف في العاصمة اللبنانية بيروت منذ عام ١٩٧١ ( وكنت قبل ذلك زرتها ( بطرق مختلفة قانونية وغير قانو نية ) لمرات عدة في مهام تنظيمية وسياسية ) وذلك كخيار اضطراري لسببين الأول ملاحقات وقمع نظام حافظ الأسد الدكتاتوري من جهة ، وإمكانية استمرار نضالنا في بلد مجاور لبلادنا وببيئة ديموقراطية مؤاتية ، واحتضان…

كفاح محمود مع اشتداد الاستقطاب في ملفات الأمن والهوية في الشرق الأوسط، بات إقليم كوردستان العراق لاعبًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين أطراف متخاصمة تاريخيًا، وعلى رأسهم تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وسوريا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في هذا السياق، يتصدر الزعيم مسعود بارزاني المشهد كوسيط محنّك، مستفيدًا من شرعيته التاريخية وصلاته المعقدة بجميع الأطراف. ونتذكر جميعا منذ أن فشلت…

خوشناف سليمان في قراءتي لمقال الأستاذ ميخائيل عوض الموسوم بـ ( صاروخ يمني يكشف الأوهام الأكاذيب ) لا يمكنني تجاهل النبرة التي لا تزال مشبعة بثقافة المعسكر الاشتراكي القديم و تحديدًا تلك المدرسة التي خلطت الشعارات الحماسية بإهمال الواقع الموضوعي وتحوّلات العالم البنيوية. المقال رغم ما فيه من تعبير عن الغضب النبيل يُعيد إنتاج مفردات تجاوزها الزمن بل و يستحضر…

فرحان مرعي هل القضية الكردية قضية إنسانية عاطفية أم قضية سياسية؟ بعد أن (تنورز) العالم في نوروز هذا َالعام ٢٠٢٥م والذي كان بحقّ عاماً كردياً بامتياز. جميل أن نورد هنا أن نوروز قد أضيف إلى قائمة التراث الإنساني من قبل منظمة اليونسكو عام ٢٠١٠- مما يوحي تسويقه سياحياً – عالمياً فأصبح العالم يتكلم كوردي، كما أصبح الكرد ظاهرة عالمية وموضوع…