مام جلال والحلم المستحيل ؟!

  زياد نقيب برواري 

 

جميل جدا ان يحلم الانسان والاجمل ان تتحول هذه الاحلام الي حقيقة ، كما انه من حق اي انسان وكائن يعيش علي سطح هذه الكرة الارضية ان يحلم ويستمتع باحلامه لا بل ومن حقه يضا ان يري احلامه هذه وهي تتحقق علي ارض الواقع وتصبح في يوم من اليام حقيقة ملموسة ازلية لاجدال فيها.

كما انه ليس من حق اي كان ان يسلب هذه الاحلام من اي كان وتحت أي مسمي وتعليل وتحليل سياسي يتخذه مدخلا لاغتيال هذه الاحلام بحجة التركيب السكاني او الجغرافي او الجيوبوليتيكي الخ.
اذن من ابسط حقوق الانسان ان يحلم وان ليغتال احد ما حلمه هذا.

فلو كان هذا الحلم مشروعا لانسان او فرد ما ويحق له الحلم والاستمتاع باحلامه ، فكيف اذن بشعب لا بل امة تتطلع ان تحلم حلمها المشروع كباقي الامم والملل والشعوب التي حلمت ورأت اخيرا أحلامها تتحقق علي ارض الواقع.
أفهل جرم لأمة منكوبة ان تحلم وتري حلمها حقيقة لاجدال فيها؟ بدلا من اغتيال حلمها المشروع من قبل أعدائها والمتخوفين من تمتعها بحلمها المشروع والذي تنص عليه ابسط دساتير وحقوق الانسان والشعوب الا وهو حق الامم والشعوب بتقرير مصيرها بنفسها بعيدا عن تدخل وتكالب القوي الظلامية الشوفينية الشريرة.

 

مفهوم جدا ان يصرخ اعداء الكرد ويقلبوا الدنيا ويقعدونها ويصابوا بالهيستيريا ويكشروا عن انيابهم ومخالبهم الشريرة  لمجرد حلم  هذه الامة وهذا الشعب الكردي بحقه المشروع.

لكن الغريب والمثير ان يصرح بعض من ابناء هذه الامة وهذا الشعب المنكوب بان استقلال الكرد وحقه بتقرير مصيره لهو حلم ؟! لابل هو اضغاث احلام لا بل والانكي انه ليس بمجرد حلم وانما هو حلم  وردي مستحيل؟!

 

ما هذا بحق السماء ؟ هل ماأسرده الان عبر هذه الاسطر لهو محض خيال ام مقطع مستوحي من فيلم خيالي او كما يسمي ومعروف عند عامة الشعوب والامم كذبة من كاذيب شهر نيسان الذي ننتظر قدومه بفارغ الصبر واحر من الجمر ؟! ام هو خبر للسبق الصحفي ودعية من دعيات المكينات الاعلامية المعروفة للتسويق وكسب المغانم علي حساب الحقيقة المسكينة البريئة؟!

 

كلا ياأعزائي القراء ان ماأقوله واسرده لكم الان لهو حقيقة للاسف الشديد وهنا اقدم لكم رثائي وعزائي الشديدين لان الحلم الكردي المشروع يقتل وينحر(بضم الياء) ويدخل في باب المستحيلات وبيد من وعلي لسان من ؟! انه بلسان وفكر وقول السيد مام جلال ؟ انها لمصيبة حقا ان يحدث هذا ، فكلنا كنا نتوقع ان لو كان حلما من احلام اليقظة، او حلما من احلام الصيف المزعجة نراه في ية لحظة وعند لسعة ية بعوضة تائهة ضالة نستيقظ كي نبسمل ونقول : آه كم كان حلما مزعجا هذا ؟!

 

لكنه الان ليس حلما كما توقعنا بل هو خطاب موجه من السيد مام جلال وبملئ فمه وعلي كل الملأ  وعبر وسائل الاعلام المختلفة ، نري ونسمع ونقرأ هذا الخبر الكارثة.

لا بل والانكي من هذا كله ان مام جلال يستطرد في سلب بني قومه وجلدته من هذا الحق المشروع بالحلم البرئ والعادل بأن يوجه سيل اتهاماته بهذا الحلم الغير المشروع في نظره لرهط من القوميين الكرد ؟! ولحفنة من الشعراء الكرد الصعاليك المهووسين الخياليين الفانتازيين؟!

 

هل ريتم الان بحق السماء كيف يجرد السيد مام جلال كثر من مليوني ناخب كردي صوتوا لمشروع الاستقلال الكردي والذي يعتبره هو اضغاث احلام ، لا بل وحلم مستحيل؟! فهل ياتري كل هؤلاء المليونين خياليين وغير واقعيين وحلمهم غير مستحب وجريمة من الجرائم الكبري بنظر السيد مام جلال؟ لو كان شخص اخر قد قال هذا الكلام لكنا قد شفعنا له وقلنا انها زلة لسان او قلة درية او خبرة .

لكن ان يقولها مام جلال وهو كما يكني بالسياسي المحنك ورجل القانون فانها اذن لمصيبة لابل وكارثة.

 

ألم يكن الاجدر بشخص السيد مام جلال وهو يطوف علي قسم من دول الجوار والتي نوياها ليست بخافية علي احد ومخالبها وانيابها الرثة العفنة تفوح منها روائح الحقد والعنصرية والشوفينية المقيتة، ان يلوي اذرعهم المشرعة بالعدوان والتعدي والتدخل بما ليعنيهم وان يفهمهم وكما يفعل باسم الپروتوكول وهو يضع كاليلا من الزهور علي قبور من كانوا بالأمس سببا لوأد واغتيال وقتل وتجريد بني جلدته وقومه من احلامه التي يسميها السيد مام جلال باحلام القوميين الكرد واحلام شرذمة من الشعراء الصعاليك الكرد ؟! وانها ليست الا اضغاث احلام وردية وبنفسجية؟!

 

ألم يكن الاجدر بشخص مام جلال ان يفهم (بضم الياء) كل هؤلاء مافعله اسلافهم ببني قومه وان يسلكوا هم مسلكا مغيرا اخرا مع الكرد هذا الشعب المسكين الذي يحمل دوما غصن الزيتون لكل من يتفهم عدالة قضيته ومشروعية حلمه بكيان مجاور لكيانات كل هؤلاء الذين يتمتعون بكل حقوقهم لكنهم يستكثرونها علي الكرد لا بل وينظرون اليها بكثير من الريبة والشك والعنجهية والاحتقار والخبث والتآمر.
ألم يكن الاجدر بالسيد مام جلال وهو يجلس علي كرسي الرئاسة لدولة هشة بنيت علي احلام الكرد والتي يعتبرها شخصيا احلاما مستحيلة ووردية ! تلك الدولة التي اسسها الانگليز قبل حوالي القرن من الزمان وبالضد من تطلعات الكرد حينئذ، ان يستغل هذا الكرسي الرئاسي لعرض مشروعية وعدالة احلام الكرد علي من يلتقي بهم بدلا من اتهامه لبني قومه وجلدته ان احلامهم هذه ما هي الا اضغاث احلام وما هي الا باحلام العصافير؟!
لم (بكسر اللام) لم (بفتح اللام) يذكر السيد مام جلال لكل هؤلاء وكل من يلتقي بهم ان هذه الدولة التي هو رئيس جمهوريتها اليوم انما بنيت تحقيقا لاحلام المستعمر الانكليزي حينئذ ، حينما اقدم علي استيراد ملك من بلاد الحجاز متحديا بذلك مشاعر كل شعوب ابناء بلاد الرافدين، وما سلب احلام بني قومه الا خطيئة ارتكبتها تلك الامبراطورية التي كانت لاتغيب عنها الشمس في يوم من اليام.
أفبعد كل هذا يأتي السيد مام جلال كي يغض النظر عن احلام الاخرين والتي يراها مشروعة وقابلة للتحقيق الا احلام الكرد الابرياء مستحيلة وما هي الا احلاما وردية وعليهم الكف وغض النظر عن هذه الاحلام البنفسجية ؟! وكأن لسان حاله يقول ان احلام المستعمرين مشروعة وحلال عليهم لكن احلام البسطاء من الكرد غير مشروعة وحرام عليهم؟!
ألم يكن الاجدر بسيادة مام جلال ان يكون صوت المظلومين من ابناء جلدته وقومه المنكوب والذي يعد اليوم في هذا القرن الديمقراطي جدا ؟! من بين الشعوب والامم الوحيدة التي لا يحق لها حتي بمجرد الحلم بكيان كسائر الامم والشعوب الاخري.
ألم يكن الاجدر بسيادته ان يقول لكل هؤلاء وكل من يلتقي بهم وبأسم كرسي الرئاسة والپروتوكولات الرئاسية ان أمة الكرد ليسوا بذئاب رمادية أتت من بلاد المغول لتكل وتنهش من أحشاء وأبدان ولحوم الامم والشعوب الاخري.
كما انهم ليسوا بسيوف الفرس المسلطة علي رقاب الشعوب والامم وهي تقطع اعناقهم وتغتال خيرة قادتهم في قلب عواصم الحضارة والتمدن والديمقراطية؟! كي لا يفكروا بمجرد حلم وردي وحق انساني مشروع أجازته كل القوانين والشرائع السماوية والمدنية الدنيوية.
أما كان الاجدر بسيادة مام جلال ان يذكر (بضم الياء) كل هؤلاء وكل من يلتقي بهم يضا ان أمة الكرد واحفاد صلاح الدين اليوبي الذي حرر لهم قدسهم الاسلامية-العربية ليسوا بخناجر بني عدنان وقحطان ويعرب وهي تطعن خاصرة الشعوب الاخري كي تسلخها عن نسيجها المختلف عنهم ، وتدفنهم بأطفالهم وشيوخهم ونسائهم وبأسم الاخوة العربية –الكردية المزيفة تارة وتارة اخري باسم الدين ووحدة التراب والوطن العربي وكرامة وعزة الامة العربية ؟!
       أبعد كل هذا السيل العارم من احلام الاخرين المشروعة والغير المستحيلة ، يتهم سيادة مام جلال بني قومه وجلدته بان احلامهم غير مشروعة وهي كأحلام العصافير مستحيلة وعليهم ان يكفوا عن هذه الاحلام الوردية لان  التركيب الاجتماعي الكردستاني ليسمح بذلك ؟! وكأن سيادة مام جلال يتناسي ان بنية وتركيبة الدولة الاتاتوركية التي اسسها اتاتورك علي حساب الامم والشعوب الاخري هي مناسبة جدا لتكوين دولة والتي تحققت بفعل صهر وأذابة كل هذه الشعوب من الكرد والعرب والسريان والارمن واللاز والشركس الخ كي يظهر للدنيا شعبا تركيا خالصا نقيا وبقياسات اتاتوركية مدعومة من الماسونية العالمية وديمقراطية اخر زمن ؟! ولكي يصدر بعدها فرمانا باعداد دستور (علماني) (ديمقراطي) جدا ؟! ساريا لحد الان وغير قابل للتغيير والتعديل وكأنه كتاب سماوي منزل  ومقدس؟!
أحد بنود هذا الدستور المسخ تقول:
( وطن واحد ، شعب واحد، ، لغة واحدة) ….؟!  وبالرغم من أنوف كل الشعوب ؟!
كما يرسخ اتاتورك هذا الدستور المسخ بمادة مؤداها انه :
ليحق لاي كان ان ينتقد شخص اتاتورك لانه فوق الجميع وليخطئ وكل من يذكره بسوء يحال الي الجحيم ؟!
أذن ففي ضوء تصريح السيد مام جلال التركيبة السكانية هنالك مشروعة وبالتالي ليست بحلم لكونها اذابت وصهرت أمما وشعوبا شتي لتحقيق حلم واشباع غريزة ماسوني مثل اتاتورك؟! لكنها لدي بني قومه حلما ورديا مستحيلا لانه حلم انساني مشروع ويحترم كل المكونات الاخري ضمن تركيبة المجتمع الكردستاني؟ ولاأريد هنا الاستطراد والتطرق الي حالات اخري كثيرة موازية لما حدث في الاناضول وكما فعل الماسوني اتاتورك، وكيف تكونت دولا وبلدانا من تركيبات اجتماعية اعقد بكثير مما هو عليه الحال في كردستان  وكيف أن قسما من هذه الدول والبلدان لاتتعدي احصائياتها السكانية تعداد مدينة كردية صغيرة ؟!
لكن بالرغم من كل ذلك فالحلم هنالك مشروع وقابل للتطبيق ؟! لكنه محرم ومستحيل لدي مليين الكرد المسكين؟!
والان وبعد كل هذا اترك الحكم للقارئ الفطن العزيز كي يميز بين الحلم المشروع الحقيقي والحلم الوردي المستحيل الخيالي .
والسؤال الاخير يبقي مفتوحا:
ياتري هل احلام المستعمرين والجلادين مشروعة وغير مستحيلة ؟ و احلام المليين من البسطاء والمظلومين جريمة ومستحيلة؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…