خوشناف ديبو
هناك إيمان راسخ لدى كل فرد ومواطن كردي بأن الحوار ولزوم إلتقاء الأطراف للبدء به هو المخرج الوحيد من حالة التشرذم والتفكك الكردية.
وتثبت حقائق التاريخ بأن أفضل وأنجح حوار هو ذاك الذي بدأ بالطاولة المستديرة وليست المربعة او المستطيلة.
لأنها أي المستديرة -إذا جاز التعبير- جسم بدون رأس أو زوايا أو أضلاع، وتعبير عن التساوي بين المجتمعين حولها، لهم موقع مميز ويعاملون معاملة مماثلة.
هناك إيمان راسخ لدى كل فرد ومواطن كردي بأن الحوار ولزوم إلتقاء الأطراف للبدء به هو المخرج الوحيد من حالة التشرذم والتفكك الكردية.
وتثبت حقائق التاريخ بأن أفضل وأنجح حوار هو ذاك الذي بدأ بالطاولة المستديرة وليست المربعة او المستطيلة.
لأنها أي المستديرة -إذا جاز التعبير- جسم بدون رأس أو زوايا أو أضلاع، وتعبير عن التساوي بين المجتمعين حولها، لهم موقع مميز ويعاملون معاملة مماثلة.
ويُعتقد بأن فكرة الطاولة المستديرة مستمدة من حدث تاريخي أو أسطوري يتّصل بسيرة ملك انكلترا آرثر في كاميلوت، الذي أعدّ مائدة مستديرة ليجلس حولها مائة من الفرسان يمثّلون زعماء المملكة دون أن يكون لواحد منهم ما يميّزه عن غيره حتى تنتفي بينهم المنافسة .
ويضع كل فارس سيفه امامه على الطاولة وهم يهتفون (كلنا واحد والواحد للكل) دلالة على إخلاصهم لانكلترا والملك واستعدادهم للدفاع عن المملكة حتى الموت!! والطاولة المستديرة هي رمز غايته أن المجتمعون لايوجد بينهم تفاضل بل هم على مستوى واحد تنفى فيها روح المنافسة الشخصية والإقتتال لشغل منصب ما على حساب الآخر.
وفي العصر الراهن هناك أمثلة عديدة عن مفاوضات المائدة المستديرة.
بدء بمؤتمر لندن في ثلاثينيات القرن المنصرم برئاسة ماكدونالد رئيس الوزراء والمهاتما غاندي وبمشاركة ممثلو الأحزاب والطوائف الهندية لبحث مستقبل الهند، مروراً بمؤتمر المائدة المستديرة المنعقد في لاهاي عام 1949 بين الحكومة الهولندية والثوار الإندونيسيين والذي انتهى بإعلان استقلال اندونيسيا، وإنتهاءً بمفاوضات الطاولة المستديرة الشهيرة في أعقاب انهيار منظومة الدول الإشتراكية في بولونيا وبلغاريا والتشيك وغيرها، والتي طغى عليها بمجملها روح وثقافة التسامح والتوافق على بناء مجتمع مدني جديد تسود فيه الحرية والمساواة ويصون حقوق الإنسان والقوميات.
اليوم و بعد مرور ما يقارب السنتين من بدأ الثورة السورية المجيدة، يتصاعد و بإستمرار تدهور الأوضاع المأساوية في مناطق التواجد الكردي وتتزايد الاشتباكات المسلحة الدموية و عمليات القصف والتفجيرات الإرهابية والاغتيالات والاختفاءات.
كل ذلك يُعتبر بمثابة إنذار خطير يهدد الوجود والمستقبل الكردي على هذه البقعة الجميلة من أرض الوطن.
وبالترافق مع ذلك تنعدم الإدارة الكفوءة لتسيير شؤون الناس مما أوصل الحال الى الخواء السياسي.
ويزداد الحال كل يوم سوء وتتباعد الاطراف والقوى الكردية بشكل مخزي متجهة الى طريق مسدود.
ان هذا الوضع المأساوي القائم يتطلب العودة الى العقل والحكمة في تبني فكرة طاولة الحوار الكردي المستديرة.على ان يتناول الحوار مواضيع رئيسية مثل الإدارة السياسية-الاقتصادية-الأمنية، الأوضاع المعيشية والقضايا الخدمية للمواطنين.
وتتفرع المواضيع لتشمل محاور اخرى، وكل محور يضم بنود فرعية، تقوم بها فرقاء عمل متخصصة حسب البنود المدرجة على جدول الأعمال.
ان شرط نجاح هذا الحوار الوطني الكوردي-الكوردي هو وجود النية الصادقة للوصول إلى توافق واجماع شمولي حول القضايا المصيرية العالقة على الساحة الكوردية.
ويجب ان تشارك في حوار الطاولة المستديرة الشخصيات السياسية والثقافية والحقوقية ورجال الأعمال ورجال الدين والوجهاء وممثلي كافة التنظيمات والقوى والأحزاب المتواجدة على الساحة، تحت عنوان (كوردايتيKurdayetî يجمعنا لايفرقنا(
وحسب تجارب الشعوب المتراكمة في هذا المجال، هناك ضوابط وقواعد معينة تحـكـم مسار الحوار وآلية عمل الطاولة المستديرة.
منها، عدم الخوض في نقاش القضايا العقيمة التي تثير الريبة والظن، عدم الإساءة للأعراق او الإثنيات و الدين و المذهب و الطائفة، التقيد بالردود الحوارية البنائة، ان تكون الردود للفكرة المطروحة ومن أجلها فقط وان لا تكون موجهة للأشخاص أو لرد أعتبار أشخاص آخرين، وجوب طغيان روح التسامح والإخاء لإدراك الجميع أهمية إنجاح المبادرة.
في الختام و في السياق نفسه، لابد من التأكيد مجدداً على أن تكون طاولة كردية مستديرة تديرها عقول مستنيرة وأصحاب ضمائر حية ونفوس نقية وقلوب تقية تناقش فيها الملفات الساخنة ﻭتوﺿﻊ ﺍﻟﺣﻠﻭﻝ ﺍﻟﻧﺎﺟﻌﺔ التي من شأنها ان تساهم في اقامة اطر جديده للتنظيم دون صفقات جانبية وتكون الوجوه متقابلة والاطراف متنازلة ومتسامحة تعترف بالأخطاء وتسعى لبناء الثقة لا تتهرب من الأزمات بأفتعال مثيلات لها.
هذا هو الطريق الوحيد لنزع فتيل الأزمة وتخفيف حالة الاحتقان السياسي ومنع تدهور الأوضاع، وليس هناك من طريق آخر سواه.
وفي العصر الراهن هناك أمثلة عديدة عن مفاوضات المائدة المستديرة.
بدء بمؤتمر لندن في ثلاثينيات القرن المنصرم برئاسة ماكدونالد رئيس الوزراء والمهاتما غاندي وبمشاركة ممثلو الأحزاب والطوائف الهندية لبحث مستقبل الهند، مروراً بمؤتمر المائدة المستديرة المنعقد في لاهاي عام 1949 بين الحكومة الهولندية والثوار الإندونيسيين والذي انتهى بإعلان استقلال اندونيسيا، وإنتهاءً بمفاوضات الطاولة المستديرة الشهيرة في أعقاب انهيار منظومة الدول الإشتراكية في بولونيا وبلغاريا والتشيك وغيرها، والتي طغى عليها بمجملها روح وثقافة التسامح والتوافق على بناء مجتمع مدني جديد تسود فيه الحرية والمساواة ويصون حقوق الإنسان والقوميات.
اليوم و بعد مرور ما يقارب السنتين من بدأ الثورة السورية المجيدة، يتصاعد و بإستمرار تدهور الأوضاع المأساوية في مناطق التواجد الكردي وتتزايد الاشتباكات المسلحة الدموية و عمليات القصف والتفجيرات الإرهابية والاغتيالات والاختفاءات.
كل ذلك يُعتبر بمثابة إنذار خطير يهدد الوجود والمستقبل الكردي على هذه البقعة الجميلة من أرض الوطن.
وبالترافق مع ذلك تنعدم الإدارة الكفوءة لتسيير شؤون الناس مما أوصل الحال الى الخواء السياسي.
ويزداد الحال كل يوم سوء وتتباعد الاطراف والقوى الكردية بشكل مخزي متجهة الى طريق مسدود.
ان هذا الوضع المأساوي القائم يتطلب العودة الى العقل والحكمة في تبني فكرة طاولة الحوار الكردي المستديرة.على ان يتناول الحوار مواضيع رئيسية مثل الإدارة السياسية-الاقتصادية-الأمنية، الأوضاع المعيشية والقضايا الخدمية للمواطنين.
وتتفرع المواضيع لتشمل محاور اخرى، وكل محور يضم بنود فرعية، تقوم بها فرقاء عمل متخصصة حسب البنود المدرجة على جدول الأعمال.
ان شرط نجاح هذا الحوار الوطني الكوردي-الكوردي هو وجود النية الصادقة للوصول إلى توافق واجماع شمولي حول القضايا المصيرية العالقة على الساحة الكوردية.
ويجب ان تشارك في حوار الطاولة المستديرة الشخصيات السياسية والثقافية والحقوقية ورجال الأعمال ورجال الدين والوجهاء وممثلي كافة التنظيمات والقوى والأحزاب المتواجدة على الساحة، تحت عنوان (كوردايتيKurdayetî يجمعنا لايفرقنا(
وحسب تجارب الشعوب المتراكمة في هذا المجال، هناك ضوابط وقواعد معينة تحـكـم مسار الحوار وآلية عمل الطاولة المستديرة.
منها، عدم الخوض في نقاش القضايا العقيمة التي تثير الريبة والظن، عدم الإساءة للأعراق او الإثنيات و الدين و المذهب و الطائفة، التقيد بالردود الحوارية البنائة، ان تكون الردود للفكرة المطروحة ومن أجلها فقط وان لا تكون موجهة للأشخاص أو لرد أعتبار أشخاص آخرين، وجوب طغيان روح التسامح والإخاء لإدراك الجميع أهمية إنجاح المبادرة.
في الختام و في السياق نفسه، لابد من التأكيد مجدداً على أن تكون طاولة كردية مستديرة تديرها عقول مستنيرة وأصحاب ضمائر حية ونفوس نقية وقلوب تقية تناقش فيها الملفات الساخنة ﻭتوﺿﻊ ﺍﻟﺣﻠﻭﻝ ﺍﻟﻧﺎﺟﻌﺔ التي من شأنها ان تساهم في اقامة اطر جديده للتنظيم دون صفقات جانبية وتكون الوجوه متقابلة والاطراف متنازلة ومتسامحة تعترف بالأخطاء وتسعى لبناء الثقة لا تتهرب من الأزمات بأفتعال مثيلات لها.
هذا هو الطريق الوحيد لنزع فتيل الأزمة وتخفيف حالة الاحتقان السياسي ومنع تدهور الأوضاع، وليس هناك من طريق آخر سواه.