حسين جلبي
ليس هناك حتى الآن عدوانٌ أسديٌ مباشر على المناطق الكُردية في سوريا شبيهٌ بذلك الواقع على باقي المدن و القرى السورية الأُخرى، إذ لا تدمير ممنهج لها حتى بعد ما أشاعه البعض عن خروجها عن سيطرة النظام.
كذلك لا تشهد تلك المناطق مجازر دموية شبيهة بتلك التي تشهدها سوريا يومياً، رغم وجود مُسلحين كُرد يدَّعي البعض أنهم معادون للنظام و يعملون على إسقاطه، و يذهبُ في زعمه إلى حد أن أعداد هؤلاء المسلحين تتجاوز عشرات الألوف، أي بما يفيض عن حاجة حماية المناطق الكُردية السورية و ربما يكفي ليس لدخول تلك المناطق الحرب العالمية الثالثة فحسب بل للظفر فيها أيضاً.
كذلك لا تشهد تلك المناطق مجازر دموية شبيهة بتلك التي تشهدها سوريا يومياً، رغم وجود مُسلحين كُرد يدَّعي البعض أنهم معادون للنظام و يعملون على إسقاطه، و يذهبُ في زعمه إلى حد أن أعداد هؤلاء المسلحين تتجاوز عشرات الألوف، أي بما يفيض عن حاجة حماية المناطق الكُردية السورية و ربما يكفي ليس لدخول تلك المناطق الحرب العالمية الثالثة فحسب بل للظفر فيها أيضاً.
لكن نصيب المناطق الكُردية من الكعكعة الأسدية المسمومة قد إقتصر حتى اللحظة على عمليات إغتيالٍ محدودة لكن مؤثرة، بالإضافة إلى عمليات إختطاف ممنهجة ينفذها جميعها الشبيحة الكُرد، بضوءً أخضر من النظام إن لم يكن بأمرٍ مباشرٍ منه، و ذلك ضمن مخططٍ يهدف إلى تطويع المنطقة بالواسطة دون أن يضطر النظام إلى إرسال قواته إليها بشكلٍ مباشر و فتح جبهة جديدة على نفسه، لذلك فإن من نافلة القول أنه لا داعي لوجود السلاح في المناطق الكُردية تحت أي عنوانٍ كان، فحتى إدارة المنطقة بوضعها الحالي لا تحتاج إلى السلاح، لأن الموجود منه لم يمنع وقوع ما لا ينبغي وقوعه، إن لم يكن هو من تسبب به.
لكن متى ما وقعت الواقعة ـ لا سمح الله ـ فلا أسهل عندها من الحصول على السلاح و من التطوع لقتال النظام، خاصةً مع وضوح المعركة و تحديد العدو، و هو ما كان عليه حال الثورة السورية أيضاً.
و الحقيقة هي أنه من غير المفهوم قيام الكثيرين بإهدار الكثير من الوقت و الجهد في إنتقاء الكلمات و تدبيج الجمل التي تتغنى بالأخوة الكُردية، و تدعو إلى منع القتال الكُردي ـ الكُردي، و كذلك تقول بحرمة دم الكُردي على الكُردي، قائلين عن ذلك كله بأنه خط أحمر.
و سبب الإستغراب هنا و عدم فهم الأمر هو أن ذلك الخط الأحمر مرسومٌ أصلاً بالدم الكُردي! لأن إنكار هؤلاء للواقع الذي يدل بوضوح على وجود مثل ذلك القتال الموصوف (بالأخوي) هو إسهامٌ غيرُ مباشرٍ فيه، وإلا فما معنى عمليات إغتيال الناشطين الكُرد و إختطافهم و تهديدهم و إبتزازهم و كم أفواههم؟ و ماذا يعني فرض الأتاوات على الشعب الكُردي و إختراع الحيل لسلبه بقية ما يملك و التضييق عليه فوق ما يعانيه من ضائقة ألمت بهم نتيجة الأوضاع العامة في البلاد، و غير ذلك من الأعمال التي لم يعد النظام السوري يجد وقتاً للقيام بها.
ثم أليس فرار الناس بهذا الشكل الجماعي من المنطقة الكُردية دليلٌ على وجود صراع كُردي ـ كُردي كارثي له مظاهره فوق السطح أيضاً؟ أم يحتاج ذلك الصراع إلى قيام المتقاتلين بنزع أقنعتهم و قراءة بياناتهم العسكرية؟ و هل يتوقع البعض أن يعترف القاتل بجرائمه، و يعلن عن حربهِ سافرةً، و هو ما لم يفعله نظام الأسد حتى الآن رغم منسوب الجرائم التي أغرق فيها الشعب السوري؟
بصرف النظر عما حدث في الأشرفية بحلب خلال الأيام الماضية، و هو في الحقيقة جريمة كبرى بكل المقاييس و مُدانة بكل الأحوال، و بصرف النظر عن المتسبب الحقيقي به، خاصةً في ظل تعدد الروايات و ظهور تلك التي تخص طرفاً واحداً لم يصدق مرةً في رواية، فإن الأكيد هو أن الوجود المسلح لحزب العُمال الكُردستاني في سوريا سيدخل الكُرد السوريين المُسالمين ـ إن لم يكن قد أدخلهم فعلاً ـ في نفقٍ مظلم لا نهاية له، و سيورطهم ـ إن لم يكن قد ورطهم فعلاً ـ في لعبةٍ كبيرة قد تكون أكبر من حجمهم، و قد تؤدي في حال إستمرارها إلى تدمير مناطقهم و هلاكهم بيد هذا أو ذاك من الأطراف، لأن هذا الحزب لا يكف عن محاولاته إستغلال كل ما يقوم به بيده، أو يحصل بيد غيره، لجر الكُرد جميعاً و دون إستثناء إلى ملعبه، و إستخدامهم كورقة لخدمة أجندات لا علاقة لها بالحقوق الكُردية المشروعة في سوريا، إن لم يكن هو نفسهُ أداةٌ فيها.
اليوم يقوم حزب العمال الكردستاني بتجيير ما حصل في الأشرفية لنفسه و بإستغلاله لمصلحته أبشع إستغلال، رغم أن ما يتلطى خلفه هو نصف وقائع و هي لا تخدم حسب منطق الأشياء مجمل الحقيقة، الإستثمار العُمالي ظهر في كوباني من خلال الهجوم المسلح لملثميه على مقار الأحزاب الكُردية المتحالفة معه ضمن الهيئة الكُردية العليا المشلولة و إلحاق الأضرار بها، و كذلك توجيه سلاحه إلى صدور المتواجدين في تلك المقار، و هذا أصبح مؤشراً إضافياً آخر على أن ذلك الحزب قد أصبح يضيق ذرعاً، لا بل قد أصبح على خط النهاية في لعبة التحالفات الكاذبة مع الأطراف الكُردية الأًخرى.
و إن لم يكن الأمر كذلك فلماذا الهجوم على تلم المقرات و ليس على أشياء تخص العدو المفترض في معركة الأمس؟ فهل كان هؤلاء في مواجهته في معركة الأشرفية؟ و هل الإنتقام من الجيش الحر هناك يتم بالقضاء المبرم على أعلام الثورة هنا، و هل تعويض الدماء الكُردية المراقة هناك يتم من خلال تسجيل المزيد من المكاسب على الأرض هنا و قضم البقية الباقية من الوجود الحزبي الكُردي عليها؟ أليس هذا صداماً كُردياً ـ كُردياً آخر نتيجة تحالفات البعض الكُردي مع النظام ضد إرادة الكل الكُردي الذي هو جزء من الثورة، أو في أضعف الأحوال ملتفٌ حولها؟
إن ما حدث في الأشرفية، و كذلك توابعه، قد يكون (بروفة) صغيرة فقط لما قد يحدث في المنطقة الكُردية في القادم من الأيام و حتى بعد إنتصار الثورة، و ذلك إذا لم يظهر بعض المجبولين من الحكمة و الشجاعة في آن معاً و يبادرون إلى تدارك الأمر، فالنظام الذي أخلى الأحياء الكُردية في حلب ـ أسوةً بما فعله في بعض المناطق الكُردية ـ لحليفه حزب العُمال الكُردستاني ليضبطه له على إيقاعه حتى لو كان ذلك تحكماً بها على الطريقة الطالبانية من خلال ربط النساء و الرجال بالأعمدة و الطلب من المارة البصق عليهم، هو نفسه من قام أول من أمس بسحب قواته من محيط الأحياء الكُردية و تركها لجبهة النصرة التي هي الأُخرى صنيعته، و هكذا كان المخطط، مناوشات بين طرفين محسوبين على النظام لا بد أن تجر إليها فيما بعد بعض من يفتقد إلى وضوح الرؤية لتتوسع شيئاً فشيئاً، و تكون النتيجة صراعاً عربياً ـ كُردياً يدفع فاتورته الأبرياء من الجانبين.
ثمة حلٌ واحد لكي يتوقف الصدام الكُردي ـ الكُردي و لا يتوسع بعد ذلك ليصبح صراعاً عربياً ـ كُردياً نتيجة التفوق العسكري الكاسح إن لم يكن المنفرد لأحد طرفي المعادلة الكُردية، ينطلق الحل من أرضية الإعتراف بواقع وجود قتال كُردي ـ كُردي بدلاً من إنكاره و القفز عليه و ذلك تمهيداً لإيجاد العلاج الواقعي الناجع له، بعد ذلك لا بد من القيام إما بنزع السلاح من يد جميع الكُرد و جعل المنطقة الكُردية خالية من السلاح و عودة مسلحي حزب العمال الكُردستاني إلى مواقعهم السابقة، و إما قيام الحركة الكُردية بالتسلح للدفاع عن نفسها على الأقل، و بذلك يتم خلق نوع من توازن الرعب، الذي إن لم يؤدي إلى وقف العدوان الحاصل حالياً فإنه سيخفف من وطأته كثيراً، تمهيداً لتلاشيه في المستقبل القريب.
ذلك أن السلاح الموجود حالياً ليس سلاحاً مقدساً هبط من السماء و لا يمكن الإجتهاد خارجه أو الزيادة عليه.
حسين جلبي
jelebi@hotmail.de
فيسبوك:
https://www.facebook.com/notes/hussein-jelebi/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8F%D8%B1%D8%AF%D9%8A-%D9%80-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8F%D8%B1%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D9%87/518767021468006
لكن متى ما وقعت الواقعة ـ لا سمح الله ـ فلا أسهل عندها من الحصول على السلاح و من التطوع لقتال النظام، خاصةً مع وضوح المعركة و تحديد العدو، و هو ما كان عليه حال الثورة السورية أيضاً.
و الحقيقة هي أنه من غير المفهوم قيام الكثيرين بإهدار الكثير من الوقت و الجهد في إنتقاء الكلمات و تدبيج الجمل التي تتغنى بالأخوة الكُردية، و تدعو إلى منع القتال الكُردي ـ الكُردي، و كذلك تقول بحرمة دم الكُردي على الكُردي، قائلين عن ذلك كله بأنه خط أحمر.
و سبب الإستغراب هنا و عدم فهم الأمر هو أن ذلك الخط الأحمر مرسومٌ أصلاً بالدم الكُردي! لأن إنكار هؤلاء للواقع الذي يدل بوضوح على وجود مثل ذلك القتال الموصوف (بالأخوي) هو إسهامٌ غيرُ مباشرٍ فيه، وإلا فما معنى عمليات إغتيال الناشطين الكُرد و إختطافهم و تهديدهم و إبتزازهم و كم أفواههم؟ و ماذا يعني فرض الأتاوات على الشعب الكُردي و إختراع الحيل لسلبه بقية ما يملك و التضييق عليه فوق ما يعانيه من ضائقة ألمت بهم نتيجة الأوضاع العامة في البلاد، و غير ذلك من الأعمال التي لم يعد النظام السوري يجد وقتاً للقيام بها.
ثم أليس فرار الناس بهذا الشكل الجماعي من المنطقة الكُردية دليلٌ على وجود صراع كُردي ـ كُردي كارثي له مظاهره فوق السطح أيضاً؟ أم يحتاج ذلك الصراع إلى قيام المتقاتلين بنزع أقنعتهم و قراءة بياناتهم العسكرية؟ و هل يتوقع البعض أن يعترف القاتل بجرائمه، و يعلن عن حربهِ سافرةً، و هو ما لم يفعله نظام الأسد حتى الآن رغم منسوب الجرائم التي أغرق فيها الشعب السوري؟
بصرف النظر عما حدث في الأشرفية بحلب خلال الأيام الماضية، و هو في الحقيقة جريمة كبرى بكل المقاييس و مُدانة بكل الأحوال، و بصرف النظر عن المتسبب الحقيقي به، خاصةً في ظل تعدد الروايات و ظهور تلك التي تخص طرفاً واحداً لم يصدق مرةً في رواية، فإن الأكيد هو أن الوجود المسلح لحزب العُمال الكُردستاني في سوريا سيدخل الكُرد السوريين المُسالمين ـ إن لم يكن قد أدخلهم فعلاً ـ في نفقٍ مظلم لا نهاية له، و سيورطهم ـ إن لم يكن قد ورطهم فعلاً ـ في لعبةٍ كبيرة قد تكون أكبر من حجمهم، و قد تؤدي في حال إستمرارها إلى تدمير مناطقهم و هلاكهم بيد هذا أو ذاك من الأطراف، لأن هذا الحزب لا يكف عن محاولاته إستغلال كل ما يقوم به بيده، أو يحصل بيد غيره، لجر الكُرد جميعاً و دون إستثناء إلى ملعبه، و إستخدامهم كورقة لخدمة أجندات لا علاقة لها بالحقوق الكُردية المشروعة في سوريا، إن لم يكن هو نفسهُ أداةٌ فيها.
اليوم يقوم حزب العمال الكردستاني بتجيير ما حصل في الأشرفية لنفسه و بإستغلاله لمصلحته أبشع إستغلال، رغم أن ما يتلطى خلفه هو نصف وقائع و هي لا تخدم حسب منطق الأشياء مجمل الحقيقة، الإستثمار العُمالي ظهر في كوباني من خلال الهجوم المسلح لملثميه على مقار الأحزاب الكُردية المتحالفة معه ضمن الهيئة الكُردية العليا المشلولة و إلحاق الأضرار بها، و كذلك توجيه سلاحه إلى صدور المتواجدين في تلك المقار، و هذا أصبح مؤشراً إضافياً آخر على أن ذلك الحزب قد أصبح يضيق ذرعاً، لا بل قد أصبح على خط النهاية في لعبة التحالفات الكاذبة مع الأطراف الكُردية الأًخرى.
و إن لم يكن الأمر كذلك فلماذا الهجوم على تلم المقرات و ليس على أشياء تخص العدو المفترض في معركة الأمس؟ فهل كان هؤلاء في مواجهته في معركة الأشرفية؟ و هل الإنتقام من الجيش الحر هناك يتم بالقضاء المبرم على أعلام الثورة هنا، و هل تعويض الدماء الكُردية المراقة هناك يتم من خلال تسجيل المزيد من المكاسب على الأرض هنا و قضم البقية الباقية من الوجود الحزبي الكُردي عليها؟ أليس هذا صداماً كُردياً ـ كُردياً آخر نتيجة تحالفات البعض الكُردي مع النظام ضد إرادة الكل الكُردي الذي هو جزء من الثورة، أو في أضعف الأحوال ملتفٌ حولها؟
إن ما حدث في الأشرفية، و كذلك توابعه، قد يكون (بروفة) صغيرة فقط لما قد يحدث في المنطقة الكُردية في القادم من الأيام و حتى بعد إنتصار الثورة، و ذلك إذا لم يظهر بعض المجبولين من الحكمة و الشجاعة في آن معاً و يبادرون إلى تدارك الأمر، فالنظام الذي أخلى الأحياء الكُردية في حلب ـ أسوةً بما فعله في بعض المناطق الكُردية ـ لحليفه حزب العُمال الكُردستاني ليضبطه له على إيقاعه حتى لو كان ذلك تحكماً بها على الطريقة الطالبانية من خلال ربط النساء و الرجال بالأعمدة و الطلب من المارة البصق عليهم، هو نفسه من قام أول من أمس بسحب قواته من محيط الأحياء الكُردية و تركها لجبهة النصرة التي هي الأُخرى صنيعته، و هكذا كان المخطط، مناوشات بين طرفين محسوبين على النظام لا بد أن تجر إليها فيما بعد بعض من يفتقد إلى وضوح الرؤية لتتوسع شيئاً فشيئاً، و تكون النتيجة صراعاً عربياً ـ كُردياً يدفع فاتورته الأبرياء من الجانبين.
ثمة حلٌ واحد لكي يتوقف الصدام الكُردي ـ الكُردي و لا يتوسع بعد ذلك ليصبح صراعاً عربياً ـ كُردياً نتيجة التفوق العسكري الكاسح إن لم يكن المنفرد لأحد طرفي المعادلة الكُردية، ينطلق الحل من أرضية الإعتراف بواقع وجود قتال كُردي ـ كُردي بدلاً من إنكاره و القفز عليه و ذلك تمهيداً لإيجاد العلاج الواقعي الناجع له، بعد ذلك لا بد من القيام إما بنزع السلاح من يد جميع الكُرد و جعل المنطقة الكُردية خالية من السلاح و عودة مسلحي حزب العمال الكُردستاني إلى مواقعهم السابقة، و إما قيام الحركة الكُردية بالتسلح للدفاع عن نفسها على الأقل، و بذلك يتم خلق نوع من توازن الرعب، الذي إن لم يؤدي إلى وقف العدوان الحاصل حالياً فإنه سيخفف من وطأته كثيراً، تمهيداً لتلاشيه في المستقبل القريب.
ذلك أن السلاح الموجود حالياً ليس سلاحاً مقدساً هبط من السماء و لا يمكن الإجتهاد خارجه أو الزيادة عليه.
حسين جلبي
jelebi@hotmail.de
فيسبوك:
https://www.facebook.com/notes/hussein-jelebi/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8F%D8%B1%D8%AF%D9%8A-%D9%80-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8F%D8%B1%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D9%87/518767021468006