الاقتتال الكردي الداخلي

شادي حاجي

أصدقائي أعزائي سيداتي سادتي أريد أن أوضح أمر ما قد يغيب عن ذهن البعض منا في زحمة الشحن والتشحين عبر الفتن والتحريض لجر الشعب الكردي في سوريا الى الاقتتال الكردي الكردي (الأخوي _ الأهلي) .

هل تعلمون ماذا سينتج عن الإقتتال الداخلي الكردي لاسمح الله ؟ .

هل تدركون مخاطرها ؟ بخلاف القتلى الذي سيكون بالمئات والآلاف أنه سيلحق دمارا جسيما بالملف الكردي على الساحة الدولية، وسيعتبر العالم الغربى أن هذا الصراع يتناقض مع مبدأ حرمة قتال ابناء الوطن ومبدأ حقوق الانسان، ومبدأ وضع الوطن في قائمة الأولويات وليس المصالح والمكاسب على الأرض..
وسيؤثر الاقتتال الكردي الداخلي على كافة النواحي الاجتماعيه و السياسيه والاقتصاديه على الشعب الكردي من ناحية عامه:
سيشكل الاقتتال تهديدا مباشرا لحلم الكرد في الاعتراف بهم دستورياَ بأنهم شعب يعيشون على أرضهم التاريخية ولهم لغتهم الخاصة وبأن لهم كافة الحقوق القومية المشروعة وفق القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية ذات الشأن بعد نضال استمر لاكثر من نصف قرن في ظل الأنظمة العنصرية المتعاقبة في سوريا والمدمرة للطموح الكردي .

بالإضافة الى أنه سيعطي تصاعدآ للخلاف حتى يصبح دمويا بشكل مرعب بين الفرقاء وسيعطي انطباعا للعالم وللجهات الدولية المؤثرة على ان الفصائل الكردية ليست من النضج بحيث يمكنها تحمل مسؤولية اقامة منطقة إدارية عبر نفس سلمي ومفاوضات دبلوماسية والعيش بسلام مع المكونات الأخرى وبشكل خاص التي تتحين الفرص دائما لافشال الامر.

كما وسيلقى بظلاله المدمرة على الاوضاع الامنية والمعيشية للمواطنين الذين هم اصلا يعانون من اثار حصار مهلك من قبل النظام السوري منذ عشرات السنين .

وكما سيؤثرت كثيرا على السكان الذين يصل عددهم الى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة حيث سترغمهم مثل هذا الاقتتال على البقاء داخل منازلهم واغلاق متاجرهم ومدارسهم .

وحيث أن الكرد كانوا يحلمون بالاستقرار سينتهى بهم الأمر الى قتل بعضهم البعض.

ومن أجل ماذا هذا القتال ؟ .

لاشك انه قتال من اجل السلطة والمقاعد والحكم والمال .

أصدقائي أعزائي سيداتي سادتي : هل تعلمون أن مثل هذا الاقتتال إذا حصل لاسمح الله سيترك إنقسامآ وهذا الانقسام سيترك آثارا في كل بيت من البيوت ليؤثر على العلاقات الزوجية وعلاقات الأشقاء والعلاقة بين الآباء والأبناء، كما سيؤثر على العلاقات الاجتماعية فسيحدث فجوات وشروخ في علاقات الجيران والأقارب وعلاقات زملاء العمل وسينشر أجواء من التوتر في كل مكان وللمرة الأولى في تاريخ الشعب الكردي في سوريا وسيكون فاتورتها هو

أن الانقسام سيحدث تغيرا جذريا في حياة الكثير من العائلات حيث سيغلق المؤسسات أبوابها وسيجد غالبية الموظفين أنفسهم بدون عمل وسيصعب تأقلمهم مع الأوضاع الجديدة التي ستتأثر سلبا على غالبية الأسر بصفة عامة والنساء بصفة خاصة، فالنساء دائما من يقع عليهن العبء الأكبر في التأقلم مع الفقر من جهة وبطالة الزوج من جهة و العمل في مهنة من شأنها توفير ولو جزء بسيط من الدخل في اغلب الأحوال لا تجد المرأة أي تقديرا لجهودها بالعكس فهي تتحمل مزيدا من الضغوطات والعنف من قبل الزوج بحجة انه يعاني من ضغوط نفسية بسبب الفقر والبطالة

وحيث أن العنف الأسري سيزداد بصورة كبيرة بعد أن يحدث الانقسام بسبب الاقتتال والخلافات على الانتماءات السياسية أو بسبب الفقر والبطالة وسيمتد ليشمل الأبناء أيضا وستجد نساء الكرد أنفسهن عاجزات عن مواجهة العنف الموجه إليهن فهن سوف لا يجدن الدعم من قبل الأهل وخيار الطلاق سيكون بالنسبة لهن مرعب ومخيف لذا فستتحمل غالبيتهم العنف على انه واقع لا تستطيع تغييره .

لذا أقول لكل كردي سوري وطني شريف في أي بقعة من العالم هل ترضى لشعبك ولأهلك ولأبنائك ونساءك التعرض لمثل ماتم ذكره أعلاه من مآسي … ؟؟؟؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…