وقع المحظور والمحذور منه منذ شهور..
أريق الدم الكردي البريء الذي أبدينا حرصنا عليه فاتهمونا بالعمالة لأردوغان.
وقع المحظور ودخلت قوات الجيش الحر حيَّ الأشرفية الحلبي الكردي دون مبررودون طلب من أحد.
خطوة الجيش الحر في اقتحام حي الأشرفية وحسب اصطلاحهم “تحرير الحي” كانت خطوة متهورة وطائشة استفزت الكرد، إنها خطوة لو اعتبرناها “بريئة وغير مقصودة” فإنها فاشلة وتؤلب الرأي العام الكردي ضد هذا الجيش الإشكالي.
إذ لا مكسب أبداً من اقتحام حي كردي يدير شبابُه شؤونَه ولا تُطلق منه طلقة واحدة لا ضد النظام ولا ضد الجيش الحر..
وبذلك يمكننا اعتبارها حسب اللغة العسكرية أرضاً محايدة لصالح جميع الأطراف حيث يمكن للجرحى تلقي العلاج وللمتضررين النزوح إليها والتبضع منها..
إلى آخر فوائد ومكاسب أي أرض محايدة خلال الحرب..
الجيش الحر حول بتهوره، وربما مدفوعاً من جهات ما، تلك الأرض المحايدة إلى ساحة حرب سقط له فيها ضحايا كما سقط من الطرف الآخر ضحايا آخرون كان يمكن توفير دمائهم لمحاربة النظام.
على الجيش الحر أن يفهم أخيراً أنه بهذه الخطوة يقطع كل جسر بينه وبين الشعب الكردي، وعليه أن يعي أنه لن يستطيع تجاوز الرقم الكردي سواء كان هذا الرقم لجان حماية شعبية، أم قوى كردية أخرى لا تحمل السلاح.
في المقابل كنا نتمنى منذ زمن طويل على قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي هم بدورهم أن لا يستفزوا الجيش الحر الذي أصبحت له قاعدة جماهيرية عريضة (أيها المخبر الصريح هذا ليس مديحا للجيش الحر)… تمنينا على تلك القيادة أن يفوتوا الفرصة على الأتراك في استعمال الجيش الحر الذي تتنامى قوته وتقلقنا انتصاراته في المناطق الكردية، كنت أتمنى أن تنسق لجان الحماية الشعبية مع قيادات الجيش الحر حتى لو تعددت مشاريها..
فالحرص على الدم الكردي البريء يلزم المرء بالحكمة وإمساك العصا من منتصفها..
لا أحمِّلُ هذا الحزب مسؤولية ما جرى، فالواضح أن الجيش الحر هو البادئ..
لكنني أتمنى أن تصبح الواقعة فرصة للتواصل الفعلي بين لجان الحماية الشعبية وبين قيادة الجيش الحر في حلب خاصة لوائي الفتح التوحيد وكتائب أحرار سوريا.
إنني أتمنى أن يكون التسيق مع الجيش الحر بدل التنسيق مع النظام الذي يفقد الأرض تحت قدميه شبراً شبراً..
ليس بالسلاح وحده يمكن حسم المعارك..
فالسلاح الذي لا تحركه الحكمة قد يجر الخراب إلى الوطن وهذا ما لا نرجوه.
لقد آن الأوان للعب المكشوف: شبهة التعامل مع النظام موجودة ويتهمون بها حزب الاتحاد الديمقراطي.
وربما يتم جر هذا الحزب إلى اقتتال مع الجيش الحر سعياً من جهات ما لتثبيت التهمة لدى الرأي السوري العام، ولن يكون الأمر جراً للحزب وحده..
بل سيكون جراً إجبارياً للشعب الكردي بشكل عام لافتتاح مهرجان الاقتتال العربي الكردي الذي سيصفق النظام له طويلاً.
همسة في آذان أعضاء لجان الحماية الشعبية:
– بيدكم عود كبريت يمكنكم به إشعال حريق الاقتتال الكردي الكردي، ويمكنكم به إشعال النار في هشيم النظام فاختاروا.