فردا أو جماعة بجوار الكعبة المشرفة أو على جبل عرفات يوم الصعود ..
حيث لكل شيء فقهه ومنطقه ومحظوراته وأحكامه وقانونه الخاص يكفل بضبطه وانتظامه وديمومته.
سواء كان هذا الشيء علماً أو دينا وأخلاق بشر أو سياسة واقتصاد أو مجتمع وحاكم ونظم العلاقات بين أفراده وأسباب التطور.
فأي تحييد وخطوة خاطئة خارج دائرة التنظيم سيكون من شأنه ظهور خلل ما في بنية وسلامة الديناميكية الذاتية وبالتالي سيترتب عليه نتائج خاطئة ولو بعد حين.
حيث تبقى قضايا الشعوب وأسباب تطورهم لها نفس المقاييس والمنطق والقواعد والاعتبارات التي وردت أعلاه وإن اختلفت وسائل المعالجة وأدوات التطبيق .
القضية الأهم والأخطر في كل هذه المسألة على المستوى القومي الكردي استراتيجيا هو غياب المشروع السياسي القومي الواضح للمجلس الكردي وكذلك الحركة الكردية في مجملها “نكرر المشروع السياسي القومي:” الذي يعتبر جوهر ولب الحراك القومي والإنسان الكردي منذ أكثر من نصف قرن تقريبا وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من عمر الكرد لنيل بعض من حقوقهم والإسهام بشكل مباشر في بناء سوريا الجديدة على أسس الشراكة الوطنية الحقيقية وبناء مجتمع ديمقراطي يكون الفرد فيه سيد نفسه ومحترم بالقول والفعل وليس من خلال الشعارات والكلام الخاوي والبيانات الدورية وخلق التابوهات والمبررات الوهمية لتثبيط الهمم.
أما أن تبقى قضية الحقوق والمطالب والرغبات أسير الخطابات وقفص الأجندات الخارجية والاستعراضات الفولكلورية على الطريقة القديمة وبأساليب متخلفة ومكررة والتمسك بالزعم القائل نحن جزء من الثورة والثورة غير موجودة لدينا هي أزمة أخلاق وضحك على التاريخ وانتهاك صارخ وسافر على العرض القومي للإنسان الكردي البسيط … لن يصفق التاريخ لهؤلاء أبدا بل سيكونون بمثابة مجرمين ومدانون بمنطق السياسة القومية والعرف الأخلاقي الجمعي حتى لو كان من غير قصد .
19.10.2012