لقاء خاص لفضائية العربية مع أحمد سليمان الناطق الرسمي باسم الهيئة الكردية العليا

أجرت فضائية العربية لقاءا ضمن برنامج “لقاء خاص” مع الأستاذ أحمد سليمان الناطق الرسمي باسم الهيئة الكردية العليا، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا تناول فيه العلاقات الكردية الكردية و الأوضاع التي تعيشها المناطق الكردية و علاقات الهيئة الكردية العليا بالمعارضة السورية،
 و فيما النص الكامل للقاء الذي أجراه الصحفي جمعة عكاش لفضائية العربية:
العربية: أهلا بكم في حلقة من برنامج مقابلة خاصة التي نلتقي من خالمناطق،أحمد سليمان الناطق الرسمي باسم الهيئة الكردية العليا و التي نجريها في مدينة قامشلو داخل الأراضي السورية ، أستاذ أحمد بداية مرحبا بك.

– أهلا و سهلا بك و بقناة العربية و نتشرف بوجودكم في هذه المناطق ، على أن نلتقي في دمشق في مرحلة قادمة و سوريا مستقرة و دولة لكل أبناءها.

العربية: في آخر اجتماع لكم بأربيل اتفقتم على فتح معبرين حدوديين مع إقليم كردستان العراق ، هل سيتم ذلك بالتنسيق مع الدولة السورية؟

–  الآن الدولة السورية غير موجودة في هذه المنطقة و لا تتدخل فيها ، و الناس تدخل و تخرج دون وجود أي مركز للدولة و النظام في هذه المناطق، و الآن نحن مضطرين نتيجة لهذا الفراغ أن ننظم هذه المسألة، و قد اتفقنا في الهيئة الكردية العليا بالتنسيق مع قيادة الإقليم  على إدارة هذه الحدود بعد انسحاب السلطة من إدارة هذه المناطق، و هي الآن بيد طرف من الأطراف، بيد وحدات الحماية الشعبية الكردية، و نتيجة هذا الأمر و الخلل الحاصل أردنا تنظيم هذه المسألة لكي تكون بأمان أولا و أيضا لتنظيم العبور من هذه المناطق إلى الإقليم فقد قررنا تشكيل لجنتين، لجنة مدنية للأشراف على المعابر و قد اتفقنا على معبرين فقط مبدئياً ، و من ثم لجنة لحماية هذه المراكز الحدودية و بالتنسيق مع إقليم كردستان.

العربية: ما الهدف من فتح هذه المعبرين و كيف سينعكس ذلك على محافظة الحسكة؟

–  ضبط مسالة الحدود لمسائل عديدة فهذه الحدود كأية حدود أخرى قد تكون للتهريب و مسائل كثيرة تضر بأمن و استقرار المنطقة و نحن نحاول قدر الإمكان ، و من جهة أخرى هناك الآن عملية هجرة قائمة و بأعداد كبيرة جداً و هي مضرة لمناطقنا و نحاول قدر الإمكان تنظيم هذه المسألة ، فهناك مضطرون للذهاب ، كما إن هناك حاجة للتواصل مع إقليم كردستان و هذه المناطق بحاجة للتنظيم مستقبلا من جهة العلاقة التجارية بين المنطقتين إذا استمرت الأوضاع في سوريا على هذا الشكل خاصة بعد نفاذ المواد و الحاجات الأساسية للمواطنين من الأسواق ، نحن لا نسعى إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية بقدر ما نسعى إلى تنظيم  الحياة التجارية و الاقتصادية في مناطقنا بشكل يمكن فيه الاعتماد على إقليم كردستان في هذا المجال.

العربية: عملية ضبط الحدود التي تتحدثون عنها تحتاج إلى جيش، هل يعني هذا أنكم تتجهون نحو تشكيل جيش كردي في سوريا؟

–  هذا الأمر يحتاج إلى كوادر حقيقية تفهم بهذه المسائل و لها اطلاع و تجربة و ممارسة، نعتقد بأننا نفتقد إليها الآن، و لكن لتنظيم هذه الأمور سنبدأ و هي محاولة و لا بد من القيام بذلك لتنظيم هذه المسألة لأنها تعد واحدة من المشاكل الأساسية في هذه المنطقة، لهذا نحن نقوم الآن فقط بداية دون ادعاء بأنها قوة حماية عسكرية و ما إلى ذلك و لكنها لتنظيم الحدود، و سنحتاج و نعتمد في هذا المجال على بعض الإمكانات و الكوادر الذين يستطيعون خدمة هذه المسألة.

العربية: أود السؤال إذا ما كان النظام قد انسحب بالتنسيق معكم أو انه عبارة عن عملية تكتيك لا أكثر؟

–  الأمر ليس تنسيق مع النظام ، هذا أولا، و لكن هذا لا يعني أنها بالتصادم أيضا، هذه المنطقة طالما لا يستخدم النظام تجاه نشاطاتها و نشاطات المعارضة فيها أي أساليب كما في المناطق الأخرى من سوريا ، لذا نعتقد أن مصلحتنا الحقيقية طالما نقوم بنشاطاتنا الاعتيادية، طالما هناك مظاهرات و طالما هناك موقف واضح من أبناء هذه المناطق من خلال نشاطاتهم لا يستدعي التصادم إلى هذا الشكل، لكن السلطة هي التي بادرت إلى سحب يدها من الأمور العامة الموجودة في هذه المنطقة ، مثلا أية حالة سلب أو حادث قتل أو أية حالة أخرى من هذا النوع تحصل، لا تتدخل السلطة لحل هذه المسألة و لا يستطيع الناس التوجه إلى المحاكم لأنها تقريبا معطلة ، إذا لابد من تنظيم هذه المسائل و إدارتها ، ليس كسلطة و لكن كإدارة و سلطة شعبية للمجتمع و هذا الأمر يحتاج إلى مشاركة جميع المكونات للاتفاق على كيفية إدارة هذه المسائل.

العربية: أنت تنفي أن يكون هناك تنسيق مع النظام، و لكني رأيت بأم العين الكثير من الدوائر الحكومية لا تزال تحتفظ بصورة بشار الأسد  و يديرها أكراد ، كما رأيت نقاط تفتيش كردية لا تبعد سوى بضعة أمتار عن نقاط التفتيش الحكومية ، كيف تفسر ذلك؟

–  هذه المسألة و للعلم إن الاتفاقية الحاصلة مع مجلس الشعب لغرب كردستان لم تنفذ بنودها كاملة و طالما أن هذه الاتفاقية لم تنفذ فإن ما تحدثت به يتحمل مسؤوليته طرف واحد و ليس الهيئة الكردية العليا ، لأن الاتفاق لم ينفذ كما يجب ، وبعض المظاهر التي أشرت إليها موجودة حقيقة ، و لكن وجودها في الناطق التي تدار من قبل هذا الطرف أو ذاك فتعود مسؤوليتها للطرف الذي يديرها، أما الهيئة الكردية العليا لا تنسق مع السلطة في هذه الأمور.

العربية: لماذا تستبعدون المكونات الأخرى التي تقطن محافظة الحسكة من خططكم لإدارة المنطقة مستقبلاً؟

–  حقيقة هذه المسألة مهمة جداً، و يجب توضيح هذا الأمر الهام، لقد عملنا بداية على إطار العلاقة الكردية الكردية، و توحيد الموقف الكردي ، و نحن في المرحلة الأولى عندما عملنا على عقد المؤتمر الوطني الكردي و من ثم المجلس الوطني الكردي كان الهدف منه بناء مجلس سياسي لبناء موقف سياسي دون توقع إن الأزمة في سوريا تصل إلى ما وصلت إليه الآن و الذي لا نعرف إلى أين يتجه، و نحن كما قلت سابقا نتيجة انسحاب السلطة من الحياة العامة و مسؤولياتها تجاه المواطنين و سائر المسائل الموجودة كالخدمية و غيرها ، نحن الآن مضطرين إلى التوجه نحو مسائل أخرى و نحتاج غلى تنظيم هذه الأمور الخدمية و هذا ما استدعى منا بداية توحيد الصف الكردي، و علاقاتنا في المنطقة مع سائر مكونات المنطقة ايجابية و لكن هذه المرحلة و الوضع الأمني و القلق و الأخطاء التي قد تحصل هنا أو هناك و أيضا محاولات البعض لضرب المكونات بعضها ببعض و التي ستكون خطرا حقيقيا على هذه المنطقة.

العربية: أليس مسألة استبعادكم لهذه المكونات الأخرى في المنطقة عن إدارتها تشكل خطرا خاصة و كما قلت عن مسألة حصولكم على مساعدات من الإقليم، أيضا شيئا من الظلم بحق هذه المكونات و خاصة من العرب؟

–  اعتقد و بأنه نتيجة هذا الواقع كما تفضلت تماما، نحن في سعي لبناء هيئة للسلم الأهلي في هذه المنطقة ، و من خلال هذه الهيئة سنتطرق إلى هذه المواضيع و إلى الإدارة المشتركة ، و ربما لا يزال الوعي لدى الآخرين بهذا الشكل بأن السلطة هي التي تدير و لا يحتاج الموضوع إلى ما أشرت إليه، اعتقد بأننا نحتاج كأبناء هذه المنطقة إلى التشاور الحقيقي حول حاجات مناطقنا و حول مسؤولياتنا تجاهها لأمنها و حماية ممتلكاتها و لإدارتها في حال حصول أي فراغ، و هذا بتقديري لن يحصل إلا بالتوافق بين جميع المكونات الموجودة.

العربية: قد تحول تركيا تهديداتها باقتحام المنطقة إلى أمر واقع إذا استمر سيطرة الاتحاد الديمقراطي على بعض المدن السورية في الشمال ، حينها ماذا سيكون موقف الهيئة الكردية العليا ؟

–   كان هذا الموضوع إحدى النقاط التي ناقشناها في لقاءنا مع داود اوغلو خلال زيارتنا السابقة إلى كردستان العراق في 6/8  و دعينا إلى لقاء معه و مع المجلس الوطني السوري أيضاً ، و كان مجمل الحديث بوجه عام ايجابي، و لكن النقاط الأساسية التي وردت فيه هي كما قال أوغلو الذي أكد على نقطتين الأولى أن المجلس الوطني الكردي هو ممثل الشعب الكردي في سوريا و هذا يعني عدم اعترافه بالهيئة الكردية العليا، و النقطة الثانية إن هذه الاتفاقية طالما هي مع PYD و إن لـ  PYD علاقات مع PKK و هي جزء منها و هم يرفضون أي تركيا وجود PKK أو أية جهة أخرى كالقاعدة أو غيرها في هذه المناطق، و نحن أوضحنا له هذا الأمر بأن هذا الاتفاق هو اتفاق ما بين الأكراد أنفسهم  و هم أكراد سوريون و هذا ما صرح به رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم في لقاءه مع الرئيس مسعود بارزاني بأنهم أكراد سوريون و حزبهم هو حزب كردي سوري و هم ليسوا PKK و ليس بينهم أي كردي إيراني أو كردي تركي أو كردي عراقي ، و هذه الحالة هي حالة اتفاق ما بين أطراف كردية سورية موجودة، و هم فهموا هذا الموضوع خطأً ، لأن هذا الاتفاق يعني الاستقرار في المنطقة و عدم ترك الفراغ و بالتالي يمنع وجود أي عناصر أخرى ممكن أن تساهم في تخريب أو تضر بأمن و سلم المنطقة و هذا الضرر إن حصل سيضر بالشعب الكردي و على أبناء المنطقة و على سوريا و أيضاً على جيرانها لذا أوضحنا له بأن هذا الاتفاق لا يعني في نتائجه أي ضرر للداخل السوري أو خارجه، بالعكس سيساهم في استقرار هذه المنطقة و هو اتفاق كردي سوري.

العربية: هل تنفي بذلك أي صلة لحزب الاتحاد الديمقراطي مع حزب العمال الكردستاني؟

–  لا انفي و لكن الأحزاب الكردية السورية الأخرى  أيضاً لهم علاقات مع الأحزاب الكردستانية، و نحن لسنا ضد العلاقات مع الأحزاب الكردستانية، و هذا حق مشروع و طبيعي بين أبناء أمة واحدة، و أنت رأيت بأن الكرد عندما يهاجرون بأعداد كبيرة يتوجهون إلى إقليم كردستان و هذه علاقات طبيعية، و نحن أيضاً جيران على الحدود و ترى هناك عشيرة واحدة موجودة على طرفي الحدود و الناس بذلك يذهبون إلى أهلهم و أقاربهم و كذلك الأمر على الجانب التركي من الحدود ، لذا فإن هذه العلاقات هي علاقات طبيعية و يجب أن تكون موجودة ، و لكن هذا لا يعني أن تكون الأجندات إقليمية أو خارجية ، بل يجب أن تكون الأجندات وطنية سورية.

العربية: بالسؤال عن الخلافات الكردية الكردية، لماذا لم يطبق مجلس الشعب لغرب كردستان بنود اتفاقية أربيل و هل يمكن أن يقود ذلك إلى صدام كردي كردي؟

–  أعتقد بان مسألة عدم تنفيذ الاتفاقية لا تقع مسؤوليتها على الطرف الآخر فقط أي مجلس الشعب لغرب كردستان، بل هي مسؤولية مشتركة ، ربما يتحمل مجلس الشعب لغرب كردستان المسؤولية أكثر في إحدى الجوانب ، و هناك أيضا جوانب يتحمل المجلس الوطني الكردي مسؤوليتها ، لهذا فهناك تأكيد من الطرفين و متابعة مستمرة منذ 11/7 و لتاريخه، لقد شكلنا اللجان الرئيسية للهيئة العليا ، كما تشكلت اللجان الأمنية و الخدمية و لجنة العلاقات الخارجية ، كما إن هناك لجان فرعية تشكلت ، و لكن أعتقد بأنها لم تلقى كما يجب أن تكون على الأرض، و هذا هو السبب الرئيسي في الدعوة التي وجهت إلينا في هذه المرحلة إلى إقليم كردستان للتباحث حول ما توصلت إليه الاتفاقية ، لأن هناك تلكؤ أحيانا و تجد صعوبات في التنفيذ ، و الأسباب أغلبها ذاتية ، و لكن هناك واقع موضوعي أيضاً ، فبتقديري نحن نواجه مسألة  أكبر من إمكانات المجلسين و الهيئة الكردية العليا ، كما نواجه صعوبة اكبر في فهم المشاكل و حلها، نحن إلى الآن لسنا متفقين تماماً على طريقة حل هذه المشاكل، و رؤيتنا للمشكلة مختلفة و بالتالي غير موحدين تجاه حلها، هذه الحالة موجودة داخل المجلس الوطني الكردي و أيضا داخل مجلس الشعب لغرب كردستان، لذا أعتقد إن المسالة بحاجة إلى الوقت كما تحتاج إلى إصرار اكبر مما هو عليه الآن، و ما تفضلت به أخيراً بأن عدم تنفيذ هذه الاتفاقية أو لا سمح الله فشل هذه الاتفاقية بتقديري أن العواقب ستكون وخيمة على الشعب الكردي و على المنطقة.

العربية: أود أن أتحدث أيضا عن علاقتكم مع المجلس الوطني السوري ، كنتم قد أجريتم معهم مجموعة من المشاورات عبر مجموعة من اللقاءات، إلى أين وصلتم في بناء العلاقة مع المجلس الوطني السوري؟

–  قررنا مواصلة هذه اللقاءات، لكن تم تأجيلها من قبل المجلس الوطني السوري لأسباب ذاتية تعود إليهم و حتى هذا التاريخ لم يحصل أي لقاء جديد ، و لكن نحن في الهيئة الكردية العليا قررنا التواصل مع جميع أطراف المعارضة بما فيهم المجلس الوطني السوري ، و نحن من دعاة عقد مؤتمر وطني سوري لكل أطراف المعارضة السورية لأن مشاركة جميع الأطراف من شأنه البحث عن سبيل أفضل لحل المسألة السورية وفق رؤية سياسية تطمئن كل السوريين ، أعتقد إن المعارضة السورية الآن معطلة في نشاطها السياسي ، و الوضع السياسي في سوريا بشكل عام معطل حالياً، و هذه إحدى مسؤوليات المعارضة السورية ، و المجلس الوطني السوري يتحمل القسط الأكبر من هذه المسؤولية كونه يجد نفسه الممثل الشرعي و الوحيد للشعب السوري دون النظر إلى الآخرين كشركاء، أعتقد إن البحث في عقد مؤتمر وطني سوري لجميع الأطراف و يتبنى رؤية سياسية تطمئن جميع مكونات الشعب السوري و أن يبني هيكلية  تضم جميع هذه المكونات سيكون من شأنه أن يكون المدخل الرئيسي و المهم لبناء معارضة وطنية سورية موحدة.

العربية: تتحدث الآن عن رؤية سياسية، أود  أن اعرف منك ماهية الرؤية السياسية للهيئة الكردية العليا فيما يخص الأكراد أولاً و أيضاً فيما يخص مستقبل سوريا ؟

–  نتطلع إلى أن تكون سوريا دولة ديمقراطية تعددية برلمانية تؤمن بحقوق جميع مكونات المجتمع السوري ،هذه السوريا التي نتطلع إليها لن تكون قائمة ما لم يحصل التوافق الوطني بين جميع هذه المكونات ، الآن وصلنا لهذه المرحلة، اعتقد أن اقتصار الوضع الآن من الصراع الدائر بشكل لا يلبي رغبة السوريين كما كانت في بداية الثورة السورية ، في بداية الثورة الكل كان يحاول أن يكون شريك في هذه المسألة، الآن و نتيجة لعسكرة الثورة و وصول الظروف إلى ما هي عليه الآن بدا الكثير من السوريين الآن يجتنبون أن يكونوا جزء منها لأنهم يخافون من مستقبل هذا البلد ، و هنا اعتقد بان المسألة هي مسألة نظام و معارضة الآن ، بل هي مسألة سوريا القادمة ، و المجتمع الدولي بدوره متخوف من هذا المستقبل، و هذا الأمر مهم جداً لأنه من الممكن أن يتفق السوريين على إسقاط النظام ، و لكن المهم أن يتفقوا على كيفية بناء سوريا الجديدة ، هنا أعتقد بأن الأمور تعقدت في سوريا و المخاوف أصبحت اكبر ، هناك مخاوف كبيرة لدى العلويين في سوريا، و كذلك لدى الدروز و الكرد و لدى المسيحيين و لدى الغالبية العظمى من السوريين الليبراليين، هناك مفاهيم و أمور أخرى في سوريا ، و بكل أسف تأخذ بسوريا إلى منحى بعيد عن رغبة السوريين في بداية الثورة السورية، و أعتقد بأن مسؤولية المعارضة السورية الأولى في بناء هذه الرؤية لطمأنة السوريين و المجتمع الدولي ، هذا أولا، أما بالنسبة للأكراد في سوريا أعتقد أن سوريا ديمقراطية ستكون قادرة و كفيلة على الاعتراف بحقوق الأكراد و بالشعب الكردي في سوريا كمكون رئيسي في هذا البلد، و حل قضيته بشكل ديمقراطي و عادل في البرلمان السوري الجديد و القادم.

العربية: هناك شعارات سياسية يرفعها أكراد سوريا من بينها الإدارة الذاتية الديمقراطية و أيضاً اللامركزية السياسية ، هل استغنيتم عن هذه الشعارات و تحاولون بلورة رؤية سياسية جديدة لأكراد سوريا في ما يخص سوريا المستقبل؟

–  نحن لم نستغني عن هذه المفاهيم و لكننا الآن بصدد بناء رؤية سياسية حول هذا الموضوع، و تحديد صيغة للشعب الكردي ليطالب بها، هناك اختلاف بالرأي بين المجلس الوطني الكردي و مجلس الشعب لغرب كردستان ، و الآن نحن بصدد بناء هذه الرؤية حول سوريا عامة و أيضاً حول الصيغة التي تلاءم الشعب الكردي في سوريا.

العربية: أيضاً خلال تجولي في المدن الكردية لاحظت وجود العشرات بل ربما المئات من “اللاجئين” في الكثير من منازل الأهالي و أيضا في المدارس كانوا يؤكدون بأن الهيئة الكردية العليا غائبة تماماً عنهم، كيف ترد على ذلك؟

–  المجلس الوطني الكردي يقدم المساعدات و أيضاً مجلس الشعب لغرب كردستان يقدم المساعدات، و الهيئة الكردية العليا ه نتيجة مشاركة هاذين المجلسين، و اعتقد بان المهم هو أداء الشعب الكردي و أداء المواطنين الأكراد إزاء هذه المسألة، و نحن فخورين بأداء الشعب الكردي في هذه المناطق من خلال احتضانهم لإخوتهم السوريين الآخرين من مختلف المناطق ..

من دير الزور و من حلب و حمص و دمشق الخ ، اعتقد بأن أبناء الشعب الكردي في هذه المجال على قدر و مستوى المسؤولية في احتضانهم، و هذا واجبهم و ليست منة منا على أحد.

· العربية: تزال المنطقة الكردية تحافظ على بعض العادات مؤخراً.

مثل الأعراس و هي تتكرر يومياً في حين تقصف مواقع اخرى في سوريا كحمص و ادلب
و حماة و حلب..

كيف تفسر ذلك؟

– اعتقد بأن جو هذه الحفلات ليس بالشكل الذي تفضلت به..

و أنا من الناس الذين حضروا حفلة زفاف مؤخراً ..

و لكنها لم تكن حفلة زفاف كما حفلات الزفاف السابقة، لا الأجواء النفسية و لا شكل الاحتفال الخ، و لكن الحياة ستستمر بتقديري، أعتقد بأنه ربما يكون في حمص الآن حفلات زفاف لان الشعب سيستمر في نضاله و في حياته.

·   احمد سليمان الناطق الرسمي باسم الهيئة الكردية العليا أشكرك جزيل الشكر على هذا اللقاء.

نقل عن التلفزيون: موقع الديمقراطي

www.dimoqrati.info       www.facebook.com/dimoqrati

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…